تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نادية صقر: لن أخلع الحجاب... هذا قرار نهائي

المذيعة نادية صقر إعلامية كويتية تتمتع بتاريخ إعلامي وافر وثري. تملك  كاريزما خاصة وحضورا قويا ومؤثرا وتجربة تنقلت خلالها بداية من خلف ميكروفون الإذاعة إلى أمام كاميرا التلفزيون، كما عملت في تلفزيون الكويت  الحكومي وفي الوقت نفسه في المحطات الفضائية الخاصة مثل تلفزيون «الوطن».

والأخير قدمت على شاشته برنامجاً أحدث نقله نوعية في برامج «التوك شو» على مستوى الكويت برفقة الفنان محمد المنصور وهو « تو الليل»... كان من اللافت خلال مسيرتها الإعلامية وضعها الحجاب ثم خلعها إياه... التقيناها في هذا الحوار لنسألها عن سر ابتعادها عن برنامج «تو الليل» هي ومحمد المنصور، وعن جديدها الذي تستعد لتقديمه خلال الفترة المقبلة وسبب عودتها إلى الحجاب...


- ما جديدك؟
أقدم الآن برنامجاً إذاعياً بعنوان "وطني"، يشاركني في تقديمه الإعلامي الكبير علي حسن وتعدّه سارة علي ويخرجه عبدالله الخليفة عبر أثير محطة جديدة أنشأتها الإذاعة الكويتية باسم "هنا الكويت" بمناسبة مرور ستين عاماً على إنشائها. وكان من المفترض إنشاؤها موقتاً لتواكب احتفالات الإذاعة الكويتية  بالعيد الستين وغرس مفاهيم الوطنية لدى الشباب الكويتي وزرع روح حب الوطن بين المستمعين، وربطهم في الوقت نفسه ببرامج إذاعية قديمة للرعيل الأول الذي قامت على كتفيه الإذاعة الكويتية أمثال الإعلامية الكبيرة فاطمة حسين والإعلامي الكبير محمد السنعوسي، إلا أن القائمين على الإذاعة الكويتية وجدوا أنه من المناسب استمرار عمل  هذه القناة. ولذلك تعتمد المحطة في الكثير من برامجها على إعادة تقديم برامجها القديمة بالإضافة الى البرامج الجديدة المباشرة "اللايف".
وفي الوقت نفسه أستعد للظهور الإعلامي عبر شاشة محطة فضائية كويتية جديدة من المقرر أن تبدأ بثها مع مطلع 2012 أو ربما في شباط/ فبراير المقبل لتواكب احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية. وهي محطة فضائية لها طابع خاص ومميز عن المحطات الأخرى الموجودة حالياً.

- هل هي محطة مشفرة مثلاً؟
ليست مشفرة ولكن برامجها تختلف عن البرامج السائدة الآن، فالمحطات الكويتية الخاصة أصبحت تتسابق في إشاعة أجواء التوتر بين الجمهور والصراع الإيديولوجي والسياسي بمستوى يدعو إلى القلق. أما نحن في هذه المحطة فلنا خط إعلامي مختلف يعتمد على البساطة والمرح "والوناسة". وسأظهر في هذه المحطة من خلال برنامج سيجمعني مرة أخرى بالفنان محمد المنصور خاصة ان الجمهور أحبنا نحن الاثنين معاً في برنامج "تو الليل".

- هل هذا البرنامج يشبه " تو الليل"؟
لا يشبهه أبداً، حتى أن معظم برامج هذه القناة مختلف عن السائد. ولكن هذا لا يمنع أنها قد تقدم بعض اللقاءات الإعلامية. وهل تعتقد أنني بعد نجاحي في برنامج "تو الليل" وغيابي عنه مدة عام ونصف عام سأعود لأقدم برنامجا شبيها به؟! بالتأكيد لا، نحن نتقدم ولا نتراجع.

- كيف هي علاقتك بإدارة تلفزيون "الوطن" حالياً؟
خرجت من "الوطن" وليس لدي مشاكل مع أي أحد.

- هل يعني هذا إنه من الممكن أن تعودي إلى "الوطن" إذا جاءك عرض جيد؟
أكيد سأوافق وليس لدي مانع أبداً.


لا للمواقف الصدامية

- ألهذه الدرجة أنت إنسانة شفافة ؟
لدينا مثل كويتي يقول "اللي ما يعرفك ما يثمنك"، وهو مثل يضرب لأصحاب الهمم العالية والجواهر الأصيلة الذين يحتاجون إلي تقدير خاص. كما أن الدنيا لا تستحق أن يكون هناك خصومة مع أحد،  لقد وصلنا إلى مرحلة من العمر يجب علينا فيها أن ننظر إلى آخرتنا ونحسن فيها علاقتنا مع الآخرين، وأن نكون متسامحين ونؤدي ما علينا من فرائض خاصة أنني أتمنى على سبيل المثال ألا يدخل إنسان واحد  نار جهنم. وليس معنى ذلك أنني امرأة داعية أو سيدة دين ولكن طبيعتي الإنسانية التي تفرض علي هذا الشعور.

 وأنا في كل الأحوال أشكر القائمين على تلفزيون "الوطن" فقد أعطونا أنا ومحمد المنصور مجالاً للعمل معاً لمدة ثلاث سنوات، واستطعنا خلال هذه الفترة أن نكوّن قاعدة جماهيرية عريضة. وأنا أنصح الإعلامي الذي يعمل في محطة خاصة مثل "الوطن" أو رسمية مثل التلفزيون الكويتي ألا يتخذ مواقف صدامية مع أحد وهذا ينفعه في حياته الإنسانية بصفة عامة، فنحن لن نترك وراءنا في هذه الدنيا سوى سيرتنا وأتمنى أن تكون سيرة طيبة عطرة. وأنا لديّ حالة سلام من الداخل وأشعر بالراحة وبمحبة الناس لي.

 

- من هم أفراد فريق العمل معك  في القناة الجديدة؟
لا أود أن استبق الأحداث ولكن سنعلن كل التفاصيل في مؤتمر صحفي خاصة أننا اتفقنا كفريق عمل على أن نتحرّك خطوة خطوة حتى يتعود الجمهور علينا، وقد قررنا أن نبدأ ظهورنا الإعلامي في هذه القناة من خلال برنامج وحيد وقوي ومباشر.

- ما اسم هذه القناة وما اسم هذا البرنامج الجديد؟
صدقوني لا أستطيع أن أكشف التفاصيل فإذا قلت اسم القناة سأحرقه، وإذا صرحت باسم البرنامج فقد يُسرق مني.

- هل ذلك يعني أن أسم البرنامج «سيكريت»؟
أعتذر لك ولكن الذي أستطيع أن أقوله إن هذه القناة هدفها نبيل وإنساني، وبرنامجنا سيكون مباشراً في حين ستقدم البرامج الأخرى مسجلة. وسنقدم ما يود الجمهور أن يشاهده، وبصراحة الناس ملت من"الردح " على غرار ما تقدمه قنوات أصبحت برامجها بمثابة ساحة صراع واقتتال فكري وسب ولعن، أما نحن فسنمثل تيار الوسط. وإذا كنا نحمل في يدنا شوكة فإن اليد الأخرى ستحمل وردة .


 الحج للمرة الثانية

- عرفت أنك ذهبت إلى الحج هذا العام للمرة الثانية على التوالي، فهل هذا صحيح؟
نعم ففريضة الحج هي شعائر دينية عظيمة يجب أن نؤديها بكل إحساس واشتياق وروحانية عالية جداً. ومعاودة الحج نعمة كبيرة وهي تعني بالنسبة إلي أنني أمتلك بطاقة دعوة لزيارة بيت رب العالمين، فهل تعتقد أن هناك من يرفض هذا الشرف؟ وأن تلبّي دعوة رب العالمين لك كعبد فقير لكي تزوره في بيته فأي دعوة ؟ وأي شرف؟ وأي إحساس ذلك  الذي نشعر به في شعائر الحج؟ أنت هناك تمشي وتركض وتتعب لكنك لا تشعر بإرهاق، فروحانية العبادات تسمو بك فوق التعب الجسدي. لقد عشت هذا الشعور الكبير من الروحانيات ودعوت ربي أن أكرر الزيارة العام المقبل وأنا أشعر بسعادة غامرة لا توصف أن قُبلت دعوتي لإعادة الزيارة.

-  هل كررت الزيارة لشعورك أنك ربما في المرة الأولى لم تتمي الشعائر كما يجب؟
بالعكس في العام الماضي انتابني شعور جميل مئة في المئة خاصة أن شعائر الحج تعتمد على محور أساسي وهو"لا رفس ولا فسوق ولا جدال في الحج". وفي زيارتي الأولى طلبت من ربي أشياء فأعطاني إياها. طلبت منه الصحبة الطيبة وطلبت منه أن يبلغني عرفة وطلبت منه أن أقبّل الكعبة فأكرمني بكل هذه الأشياء. وقصة تقبيل الكعبة لها ذكرى طيبة في نفسي فقد كانت ليلة العيد وقد عدت إلى الكعبة لكي أطوف حولها طواف الوداع، وإذا بعيني تقع على عادات أهل مكة ليلة العيد فوجدتهم يفترشون ساحات الحرم المكي ويقتسمون الطعام ويحتسون الشاي ويوزعون الصدقات، وفي الداخل وجدتهم بملابس بيضاء هي ملابس العيد يطوفون حول الكعبة.

ورغم أنني في تلك الليل كنت متعبة للغاية بعد رمي الجمرات فقد كنت عائدة والسعادة تغمرني، ونظرت أمامي فإذا كل السبل أمامي مهيأة لتقبيل الكعبة، فلم أكتفِ بتقبيلها من طرف واحد لكنني قبّلتها من كل الأطراف ومسحت جبهتي في أستارها ودعوت الله أن يكتب لي الحج في العام المقبل. و كنت أشعر باندفاع عجيب لتكرار الزيارة. وعندما عدت إلى الكويت كنت منهكة جداً لكن أول ما قلته لأهلي: "بروح السنة الجاية". فالإنسان كما ينمي رصيده في البنك عليه أن ينمي رصيد إيمانه وروحانيته، فأنا لا أعرف لماذا يلهث الناس وراء المادة بهذه الدرجة رغم أننا خلقنا من أجل العبادة فقط... يالروعة زيارة الكعبة وقبر الرسول عليه الصلاة والسلام ومناجاة رب هذا الكون. أقول خاصة لمن هم في سنّي أننا "عشنا وشفنا" وآن الآوان لننظر إلى ما تحتاجه الروح هنا تحدثت الإعلامية نادية صقر باللهجة المصرية وقالت: "هي الروح  بتقول عايزه كده  فتديها"

- هل ظهورك في هذه القناة الجديدة سيكون بالحجاب؟
باستغراب شديد وبلهجة تقترب من الاستنكار : ماذا بك؟ هل تعتقد أنني بعد كل هذا الكلام الذي تحدثت عنه سأظهر دون حجاب؟!

- ارتديت الحجاب من قبل ثم خلعته والآن ارتديته مرة آخرة، فقلت ربما ستخلعينه مرة ثانية إذا طلب منك؟
بثقة :لا ياسيدي  الفاضل اطمئن  لن أخلعه مرة أخرى، فالحجاب أصبح جزءًا مني. أما في المرة الأولي عندما ارتديته فكنت أشعر أحياناً بأنني مخنوقة وقلت في نفسي يجب أن يكون ارتداء الحجاب عن اقتناع مئة في المئة. وأتذكر وقتها عندما ارتديت الحجاب أن أحد الصحافيين تساءل في مانشيت عريض ..." هل تنضم نادية صقر إلى قافلة المحجبات؟!" فخالجني شعور وكأن هؤلاء الإعلاميين ليسوا بشراً وكأنه غريب عليهم أن يلتزموا دينهم .

-  ارتداؤك للحجاب قرار نهائي؟
بتنهيدة: قرار نهائي وجواب نهائي لا رجعة فيه .

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079