تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محمود نصر: البطولة ليست هاجسي...

وضع الفنان الشاب محمود نصر، رغم حداثة مسيرته الفنية قواعد صارمة في عمله، لم يستطع فنانون كبار الالتزام بها، فقد استثنى قاعدة الانتشار والقبول ببعض الأدوار لمجرد الوجود، بل فضل عدم المشاركة في الكثير من الأعمال لعدم رضاه عن شخصيات العمل وفكرته، مما جعل خياراته مدروسة ومتميزة وبعيدة عن التكرار والنمطية.
عن قواعده الفنية، وعن أعماله المختلفة وشخصياته المتميزة، وعن دراسته وصداقاته وحياته، كان لنا هذا الحوار مع محمود نصر.


- جسدت شخصية جديدة فنياً في مسلسل «الهروب، كيف تعاملت مع هذه الشخصية؟
العمل سيناريو رامي طويل وإخراج سائر موسى، وأنا أوجه لهما الشكر الجزيل لمنحي هذا الدور. أما الشخصية فهي لشاب (سامر) عاش بعيداً عن النساء بعدما توفيت أمه لحظة ولادته، مما شكل عنده مشكلة نفسية كبيرة تجاه الأنثى، فتولّد لديه هاجس الخوف من أي مشروع ارتباط كي لا تتكرر المأساة.
وإذا أردت أن اسقط اسم العمل على شخصيتي فهو كذلك لأن سامر كان هارباً من الوقوع في الحب. وتعاملت مع تلك الشخصية بالعودة إلى الكثير من المراجع الخاصة بالحالات النفسية المشابهة، وكذلك استشرت ابنة خالي الاختصاصية في علم النفس، فدرست الحالة من جميع جوانبها واستطعت أن أؤدي تفاصيل الشخصية من فعل ورد الفعل باستخدام كل الأدوات من الداخل إلى الخارج. وبالفعل وجدت نتيجة عملي وهي جائزة الدراما للعام الماضي.

-
هل تشبه شخصيتك في «الهروب» إلى حد ما شخصيتك في مسلسل «تحت المداس»؟
لا أعتقد أني قدمت شخصية تشبه شخصية مطيع. ربما هناك تقاطعات لبعض الشخصيات بظروفها، ولكن من الناحية النفسية لم يحصل ذلك سابقاً. وأنا عموماً لا أحب أن أقدم ما هو مكرر، وإذا حصل ذلك، فمن واجبي كممثل أن أحقق اختلافاً بين الشخصيتين يلاحظه المشاهد.

-
هل تعود قلة أعمالك التاريخية إلى حبك للعمل الاجتماعي المعاصر؟
شاركت في أكثر من عمل تاريخي: «رايات الحق»، «خالد بن الوليد»، «قمر بني هاشم»... لا مشكلة في أن أقدم عملا تاريخيا أو اجتماعيا أو غيرهما من الأنواع الدرامية، فما يهمني هو جودة الدور.

-
كثيرة هي الأعمال التاريخية التي قدمت أخيراً بإنتاج ضخم، لكن جماهيرية الأعمال الاجتماعية أعلى. لماذا ما زال المنتجون يصرون على العمل التاريخي؟
هذا تاريخنا، وأنا أرى أن هناك أناساً كثيرين يحبون العمل التاريخي، وأنا أيضاً مع العمل التاريخي ولو كانت كلفته الإنتاجية كبيرة، فهذا تاريخنا وتراثنا.

-
هل من شخصية تاريخية تتمنى أن تقدمها؟
لم يتكون جوابي حتى الآن لأني مازلت أرى نفسي اصغر بكثير من تقديم شخصية فلان أو غيره، فأنا أحتاج إلى وقت كي أراكم خبرة ومعرفة.

-
ما رأيك في ما قدم من أعمال تاريخية في الفترة الأخيرة، وهل من شيء مميز فيها، وما هو أهم عمل تاريخي قدم في تاريخ الدراما السورية؟
كل عمل له بصمة معينة ومؤثرة في الناس، أنا لست مع تصنيف أهم وأفضل، أنا مع تقدير كل عمل بصبغته وبصمته التي تميزه عن سواه.

-
قلت في حوار سابق إنك استثنيت قاعدة الانتشار من قاموسك الفني ورفضت لهذا السبب الكثير من الأدوار، هل السبب أن الأدوار كانت تأتيك بغزارة في البداية؟
أنا مؤمن بأن الشخصية التي أختارها يجب أن تقدمني للناس بالشكل الجيد الذي يحمل رسالة للجمهور. هذا ما يعنيني أكثر من الانتشار، مع أن الانتشار ضروري لكن عبر عمل مناسب ومهم.

-
إلى أي مدى تؤثر العلاقات الفنية على فرص العمل، وأين أنت من تلك العلاقات؟
علاقتي فقط من خلال الأعمال التي قدمتها وغير ذلك لا علاقات شخصية عندي.


أؤمن بالشللية الإيجابية

-
هل تحاول أن تكون ضمن شلة فنية معينة لتكون أكثر تناغماً مع الفريق، ولتصبح فرص العمل مؤمنة بشكل أكبر؟
أنا مؤمن بالشللية الايجابية، أي أن يفهم الممثل على المخرج بإشارة، والعكس. أما الشللية السلبية فأنا ضدها تماماً.

-
أنت خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، ما الذي يميز الممثل الخريج عن الممثل الموهوب فقط؟
يمكن أن يكون الاختلاف في طريقة التفكير فقط، مع العلم أن هناك ممثلين غير خريجين تركوا بصمات فنية كبرى. إنما للدراسة تأثير، والمعهد جواز سفر مهم للفنان.

-
أين المسرح الآن في حياتك؟
المسرح موجود وغير موجود.

-
هل صحيح أن الفنانين المهتمين فقط بالمسرح غير مطلوبين تلفزيونياً؟
لا يوجد عندي مشروع مسرح، لكن إذا وجدت العمل المناسب لن أتأخر. أحترم تجارب رفاقي لما يقدمونه للمسرح من أعمال ومشاريع مهمة.

-
إلى أي مدى أثّر شكلك ووسامتك على طلبك للعمل التلفزيوني؟
أنا لا أرى نفسي وسيماً، ولكن إذا رآني الناس كذلك أشكرهم. في أي حال هذا الأمر لم يساهم أبداً في عملي والشكل ليس إلا شكلاً، والمضمون هو الأهم والعمل هو الذي يبقى.

-
لم نرك في عمل كوميدي، هل تعتبر شخصيتك بعيدة عن الكوميديا؟
لم يعرض علي أعمال كوميدية ولم أجرب حتى الآن.

-
ما هو العمل الكوميدي الذي أمتعك؟
مسلسل «ضيعة ضايعة» من الأعمال التي أمتعتني.

-
هل تعرضت لسرقة الأدوار وكيف تعاملت مع الموقف؟
حتى الآن لم أتعرض لذلك، ربما حصل من دون أن أعرف، لكن في السنة الثالثة في المعهد العالي للمسرح تعرضت لهذا الموقف وانزعجت كثيراً، خاصة أني كتبت الشخصية وتعبت عليها وأخبرت أحد الزملاء لأفاجأ في ما بعد أنه سرقها وقدمها.

-
ماذا عن حياتك الشخصية، هل أنت مرتبط، وهل تفضلها من الوسط الفني؟
أنا من مواليد 1\8\1983 برج الأسد، وغير مرتبط، ولا أفكر إذا كانت من الوسط أو خارجه، فالمهم التفاهم والحب.

-
كيف تتعامل مع شائعات الوسط الفني؟
لم أتعرض للشائعات لأني بعيد عن أجواء الوسط خارج إطار العمل، وصداقاتي أغلبها من خارج الوسط...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079