تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

وئام الدحماني: فايز السعيد اقتنع بصوتي كمطربة...

خلال سنوات قليلة انقلبت أحوال المذيعة وئام الدحماني رأسا على عقب. هي المهندسة وخريجة الجامعة الأميركية بتخصص الكيمياء التي تركت العمل في مجال النفط، لتلقب سريعاً بنجمة الصباح بعد ما استطاعت أن تكوّن رصيدا من المحبة بينها وبين والجمهور سواء عبر شاشة دبي الفضائية أو في تلفزيون أبو ظبي.
وهي اليوم مقدمة لبرنامج ناجح في قناة «زي افلام» باللغات العربية والانكليزية والأوردو.
كما أنها مطربة بلون خاص وتمضي إلى التمثيل بكل ثقة، وخلف هذا كله شخصية مجنونة بالشهرة والأزياء والموضة والأحلام التي لا تنتهي. وهو ما عبّرت عنه في هذا الحوار.


- أليس غريباً أن تدرسي الهندسة ثم تنتقلي إلى عالم الإعلام ومنه إلى التمثيل والغناء؟
ليس هذا بغريب لأني بكل بساطة لا أحب العمل الروتيني، وشخصيتي تميل إلى الحركة والتجديد والإبداع. فقد درست الهندسة في الجامعة الأميركية في الشارقة، وعملت في شركة نفط، وانتقلت إلى مجالي الغناء والتمثيل بعد نجاحي في أن أكون وجهاً مميزاً في مجال التقديم التلفزيوني في قناتي دبي وأبو ظبي، وحالياً قي قناة «زي أفلام» الهندية العالمية.

- ولماذا كان قرار الابتعاد عن العمل مهندسة؟
عملت بالهندسة في شركة المانية للنفط في إمارة الشارقة قبل تخرجي منذ أربع سنوات، وكان الأمر ممتعاً في البداية خاصة أنه في مجال دراستي وعملي الأول، لكني لم أشعر بأني أتعلم جديداً ولا حتى أطبق ما درسته، بينما كانت الخبرة التي اكتسبتها قليلة قياساً بعدد ساعات العمل في المكتب والمختبر، إلى جانب عدم النزول إلى المواقع في الصحراء التي كانت مقتصرة على الرجال.
والأمر المهم في قراري ترك هذا العمل أن هناك تعليمات صادرة بضرورة الالتزام بزي شبه موحد للنساء وهي «العباءة الخليجية»، وبدون ألوان فيها، بل وبدون ماكياج أيضاً على الوجه، وهو ما استفزني لاني أحب أن أعيش حياتي ولأني مجنونة أزياء وموضة! وكل ذلك دفعني للبحث عن نفسي في مجال أحبه وأجد فيه ذاتي.

- وكيف تحققت تلك النقلة؟
حصل الأمر بمحض الصدفة عندما لمحت إعلاناً في تلفزيون دبي عن رغبتهم في تعيين مذيعات حاملات لشهادات عليا، فتقدمت بأوراقي، وبعد أسبوعين فقط كان الاختبار أمام الكاميرا.
لم أخشَ الأضواء والكاميرات لأني تربيت على فوازير شيريهان وأغنيات سعاد حسني ومتشبعة بالأفلام وبرامج المنوعات، ومنذ صغري كنت أرقص وأغني أمام المرايا في البيت.
وأتذكر أن مدير تلفزيون دبي قال يومها وبعد مشاهدتي أن وجهي مريح للكاميرا وطفولي، وملامحي وحركاتي قريبة من سعاد حسني، ولهذا رشحني لتقديم برنامج «صباحك».

- هل وجدت صعوبة في تجربتك الأولى كمذيعة في تلفزيون دبي؟
الصعوبة كانت في الشهر الأول باعتبارها التجربة الأولى لي أمام جمهور في برنامج يعرض على الهواء مباشرة، ويتضمن محادثات هاتفية.

- ولماذا كان نجاحك سريعاً كمذيعة؟
لأن الكاميرا صديقتي، وبمعني آخر كما قال أحد المخرجين إن وئام تجيد سرقة الكاميرا. وبعيداً عن الغرور أنا من المحبين لذاتهم، وكل صباح أرى نفسي في المرأة وأحمد الله أنه أعطاني تلك الصورة، وأمام الكاميرا أتحرك وأتكلم بطبيعية، ويجد المخرج أن في ذلك إضافة للبرنامج، لأني أفعل ذلك بعفوية وفطرة. والكاميرا التلفزيونية إذا كنت تحبها فهي تحبك، وأنا والحمد لله عاشقة لها.

- النقلة الثانية كانت مع تلفزيون أبو ظبي، ولكن مع برنامج رياضي. كيف حدث ذلك؟
جاءني عرض لتقديم نشرة أخبار رياضية من تلفزيون أبو ظبي عن طريق المذيع الرياضي الشهير يعقوب السعدي. وللحق كان العرض مغرياً مادياً ومعنوياً أيضاً، إلى جانب أن أسرتي تقيم في أبو ظبي.
ورغم أن مجال الرياضة كان جديداً بالنسبة لي فقد تأقلمت سريعاً، لأن لديَ اقتناعاً بأن الإعلامي الماهر يجيد تقديم كل شيء.
ولهذا بذلت جهدي في الإطلاع والمتابعة اليومية للأحداث الرياضية والاستعانة بخبرة أخي في هذا المجال، بل وملاحقة مباريات كرة القدم في الملاعب وإجراء حوارات مع اللاعبين.
وبعد أسبوع واحد كنت أقدم هذا البرنامج على الهواء، إلى جانب برنامج آخر عن الرياضة النسائية في الخليج.

- الخطوة الثالثة كانت مع التمثيل.
تلقيت عروضاً عديدة للعمل في التمثيل، آخرها فيلم بوليوودي كبير، ولكني رفضته لما فيه من مشاهد إغراء، ولأني بطبعي لا أحب أن أدخل مجالاً إلا وأنا على علم به لأتقنه، لهذا فضلت أن أرفض تلك العروض حتى أدرس هذا العالم الساحر.
وبسبب وجودي في أبو ظبي التحقت بدراسة مكثفة في «نيويورك فيلم أكاديمي» إلى جانب عملي في تلفزيون أبو ظبي، وكان الأمر يستغرق مني أكثر من 12 ساعة يومياً، حتى تخرجت بعد دراسة التمثيل والإخراج أيضاً.
وبسبب رفض إدارة تلفزيون أبو ظبي لفكرة عملي كممثلة ولرفضهم أيضا إعطائي فرصة لتقديم برنامج آخر أبرز فيه ما أمتلكه من مواهب، فضلت ترك العمل رغم الأجر الجيد الذي كنت أتقاضاه، لأن المادة ليست كل شيء في الحياة.
وقد سبق وتركت عملي في الهندسة بحثاً عن توظيف قدراتي في مجال الفن والإبداع.



- وكيف حكمت على نفسك أن لديك موهبة التمثيل؟
لم يكن ذلك رأيي فقط، بل كل من شاهدني يشعر بأن لديَ إمكانات تؤهلني للنجاح كممثلة الى جانب تمتعي بصوت مميز كمطربة أيضا، علماً أني درست الموسيقى أيام دراستي الجامعية ولمدة ثلاث سنوات، كما تتلمذت على يد عازف العود جعفر الخفاف الذي كان يلحن لكاظم الساهر.
وقد لفتني إلى ذلك المطرب إيهاب توفيق إثناء حضوري حفلة «أبو ظبي نوبل آوورد» عندما توقع نجاحي كمطربة وممثلة. ولهذا عدت الى دراسة الموسيقى على يد عازف الكمان حازم الفارس.
لكن القرار الحقيقي لتحولي إلي الغناء والتمثيل كان عندما ذهبت الى الفنان فايز السعيد واستمع الى صوتي وأنا أغني لأم كلثوم «أنا في انتظارك» وأكد أن صوتي جميل وأمتلك مساحة صوتية ولا ينقصني الا التدريب، وهو ما حرصت عليه فيما بعد.

- ولماذا كانت البداية كمطربة مع أغنية اقرب إلي اللون الهندي؟
أردت أن يراني الناس في شيء مختلف، خاصة أني عاشقة للثقافة الهندية ويمكنني التحدث بلغة «الأوردو» الهندية وأرقص مثلهم أيضاً.
ولذلك قدمت أغنية مصورة حملت اسم «أهلاً وسهلاً» لتوظيف مواهبي تلك، وكانت الأغنية من كلمات الشاعر اللبناني طوني أبي كرم، بينما قدم الموسيقى الملحن الهندي أحمد عاطف الذي يجيد التحدث بالعربية، وتم تصويرها في الهند، وقد نجح الكليب كأغنية مصورة.

- تستعدين اليوم لإطلاق ألبومك الغنائي الأول، كيف تخططين له؟
أغنيتي الأولى «أهلاً وسهلاً» قدمتني كبطاقة تعريف، وكان لا بد بعدها من حسن الاختيار والتخطيط مع فريق عمل، وكلمات لشعراء وألحان من أسماء شهيرة وناجحة دائماً.
وتقف خلف هذا كله والدتي التي تشرف على إدارة أعمالي وتوجيهي رغم أنها لا تظهر بالصورة، لأنها بالأساس ذات صوت رخيم وتتمتع بذائقة فنية وتعرف في المقامات والمساحات الصوتية رغم أنها لم تحترف الغناء، والهدف من هذا كله حسن الانتقاء وإيجاد شكل غنائي مختلف وناجح.

- ماذا عن المختلف في هذا الألبوم؟
سيضم عشر أغنيات، معتمدة فيه على إجادتي للإنكليزية والفرنسية والأوردو الهندي إلى جانب العربية بالطبع كأساس للأغنيات.
ولأني بطبعي أحب الفرفشة والشقاوة ولا أحب النكد، فمعظم الأغنيات من النوع الشبابي الخفيف. ويضم العمل أغنية خليجية ذات إيقاع سريع من النوع الخفيف ستكون مفاجأة، وأعتبرها قنبلة هذا الألبوم وعنوان نجاحه، وأغنية مصرية من اللون الشعبي الصعيدي، الى جانب أغنية هندية أتعاون فيها مع الفنان فابي لاري وهو من أقوى مطربي الهند، وأغنية سعودية من كلمات الشاعر عايض الاحبابي وألحان عمرو خضيري، وللشاعر الاحبابي أيضاً قدم لي الفنان المبدع خالد عبد الرحمن لحناً يناسب طريقتي في الغناء لأنه معروف بلونه الطربي الرومانسي.

- كيف ترين الشخصية الغنائية التي تليق بك؟
وئام هي شخصيتي، وكما اظهر مع الناس المقربين مني سيكون ظهوري في أعمالي الفنية بشكل عام، لأني لن أتقمص شخصية أخرى ولن أقلد مطربة ما، لأن التقليد ليس من طبعي وبداخلي «ستايل» استعراضي خليجي يعكس روح الشباب، ولكن ومع إجادتي للون الطربي أيضاً كمطربة فسيكون ذلك محدوداً في أغنياتي وبشكل يؤكد امتلاكي لصوت قوي بمساحات وعرب موسيقية.

- هل يعني ذلك ابتعادك عن التمثيل موقتاً والتركيز على الغناء؟
لم أترك التمثيل أو عملي الأساسي كمذيعة، لأن كل تلك الألوان والمجالات تخدم بعضها، والفنان ليس صوتاً فقط بل أيضاً أسلوب وشكل وعلاقات وثقافة وتسويق جيد.
وفي قناة «زي أفلام» العالمية أقدم برنامجاً ناجحاً منذ أشهر وباللغة العربية، وعندما تلقيت هذا العرض لم أفاجأ رغم ما يحمله لي من نقلة نوعية لأني إعلامية يمكنها العمل في أي مكان ناجح، بينما في مجال التمثيل قدمت مؤخراً مسلسلين أولهما «قصة هوانا» مع المخرج محمد القفاص وعرض في شهر رمضان الماضي على شاشة «أم بي سي»، ومسلسل «ظلال الماضي» مع المخرج يوسف علاري، مع حبيب غلوم وفاطمة الحوسني.
أما على صعيد السينما فأمنية حياتي أن أعمل مع المخرج خالد يوسف لأني أحب الأدوار المركبة، رغم علمي بأنه لن يفيدني كممثلة تحب الاستعراض والغناء، ومازلت أرفض ما يعرض علىَ حتى تأتي الفرصة التي أراها ستقدمني بشكل مبهر.

- البعض يصف تنقلك بين ثلاث قنوات تلفزيونية خلال فترة قصيرة بعدم الانتماء.
لا أعتبر ذلك عدم انتماء لأني أدين بالفضل لكل مكان عملت فيه، ولأني أيضاً إنسانة تبحث عن مصلحتها وعن اكتساب الخبرات كمذيعة تلفزيونية، وبالطبع ما يضيف إلي مادياً ومعنوياً.

- كيف تصفين نفسك وطموحاتك المتعددة؟
ببساطة أعتبر نفسي مجنونة شهرة، ولا أخاف من هذا الموضوع ولا أخجل من أن أقول إني دخلت مجال الإعلام ثم الفن رغبة في الشهرة، لأني أحب الكاميرات والظهور، وأن أسير في الشارع ليحييني الناس. هذه شخصيتي التي أراها تتفق مع برجي «الأسد».

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079