تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عبدالعزيز الحشاش: الكتابة ألغت حياتي الاجتماعية

سيناريست شاب موهوب ومختلف، يكتب القصة والمقالة للإذاعة والتلفزيون والمسرح... بعد تألقه في رمضان الفائت مع الفنانة هدى حسين، يحضر حاليا لتجربة تعاون جديدة ولكن هذه المرة أمام النجمة سعاد عبدالله التي ستطل الموسم المقبل من بين سطوره في مسلسل اجتماعي جديد بعنوان «غريب الدار».
هو الكاتب عبد العزيز الحشاش الذي عبر عن سعادته لنجاح أعماله هذا الموسم على مستوى التلفزيون والمسرح، وفتح لنا قلبه وحدثنا عن العديد من القضايا التي تهم الكتاب في الخليج.

- خضت للمرة الأولى تجربة في مسرح الطفل مع «كتاب العجائب». أخبرنا عنها.
كنت متخوفا من هذه التجربة خاصة أن الجمهور عرفني من خلال الأعمال الدرامية فقط، و لكن الحمدلله أنها تكللت بالنجاح ولاقى العمل صدى كبيرا ليس في الكويت فحسب، إنما في الخليج بأكمله.

- التجربة الأولى لك في مسرح الطفل استثمرتها تجاريا فدخلتها مؤلفا ومنتجا مع شقيقك المخرج.
منذ بداية دخولي المجال الفني كمؤلف كنت أُسأل كثيرا: أين أنت من المسرح؟ و كان ردي دائما أنني لو كتبت للمسرح فسأكتب لمسرح الطفل لأنه المجال الذي أجد نفسي فيه.
وكنت أجيب أيضا بأنني لن أخوض التجربة إلا بعمل من إنتاجي حتى أستطيع أن أوفر له الإمكانات التي أراها أثناء كتابتي للنص لكي لا يخرج العمل ناقصا أو عاديا. لذلك اتجهت إلى الإنتاج بمشاركة شقيقي الفنان يوسف الحشاش وكتبت النص وتولى هو إخراجه بشكل جميل أبهر الجمهور. ووفقنا في المشروع والحمدلله.

- لديك شركة إنتاج بمشاركة شقيقك. هل تنظر الى الفن الآن على أنه بيزنس جيد؟ وهل ستنتج أعمالك الدرامية في المستقبل؟
الفن إذا أصبح بيزنس فإنه بالتأكيد لن يكون فنا، بل سيكون سلعة تجارية. لكني كمؤلف أطمح إلى أن أقدم أعمالي وفق رؤيتي ولذلك اتجهت الى الإنتاج وساعدني في ذلك أخي يوسف.

- كيف وجدت أصداء أعمالك التي قدمتها في رمضان الفائت؟ وأيها أقرب إليك؟
كان لي في شهر رمضان الفائت عمل واحد عنوانه «الدخيلة» بطولة هدى حسين وخالد أمين، والحمد لله لاقى صدى طيبا لكونه تناول قصة مركبة وجديدة عن تعرّض أم أرملة لمؤامرة من عم أبنائها وزوجة ابنها. وكان العمل يحمل الكثير من التشويق والإثارة.

- كيف أغريت سعاد عبدالله بقبول عملك الجديد «غريب الدار»؟
بالطبع سعدت جدا عندما هاتفتني الفنانة سعاد عبدالله وطلبت مني نصاً جاهزاً، لكني وقتها لم أكن كتبت النص. وبعدما جلسنا معاً عرضت عليها فكرة مسلسل «غريب الدار» فأعجبتها كثيرا علماً أنها ستقدم شخصية شريرة ومتسلطة.
ومن ثم اتفقنا على مشروع العمل وبدأت كتابته وكانت أم طلال سعيدة أثناء قراءة الحلقات وأشادت كثيرا بالقصة والمضمون. وقد عقدنا جلسات عمل مكثفة حتى أنهيت كتابة النص وباشرنا تصويره ضمن جو أسري جميل بإدارة مخرج كبير هو غافل فاضل. وهذا العمل بالتأكيد يعتبر إضافة لي كمؤلف وأعتبره من أهم خطواتي الفنية.

- هل أنت ككاتب تهتم بتوجه الجمهور والقنوات فحين تجد إقبالا على المسلسلات التركية تكتب أعمالاً رومانسية مثلا؟
أنا دائما أبحث عن الموضوع الذي يشدني للشروع في كتابته دون أن أقلد أحدا. الدراما التركية ناجحة و لها جمهورها وموضوعها يتمحور غالبا حول قصص الحب والرومانسية، ولو طرأت في بالي يوم، من الأيام قصة رومانسية وكنت مقتنعا بها سأكتبها.

- متى تقرر كتابة عمل رومانسي أو عمل اجتماعي أو حتى كوميدي ما هو العامل المحدّد، مزاجك أم طلبات القنوات وحاجتها إلى أعمال دون غيرها؟
القرار يرجع الى الموضوع نفسه الذي أشعر بأني أريد كتابته. ومنذ بدايتي إلى يومنا هذا أضع نصب عيني مجموعة مواضيع تندرج بين الاجتماعي والرومانسي والكوميدي ولكني لا أضع جدولا لهذه المواضيع لكي أنزل به إلى الساحة كمؤلف بل أختار منها الموضوع الذي أشعر بأني متحمس له وأباشر كتابته.

- لا أحد يستطيع أن ينكر أن للقنوات الفضائية والمنتجين طلبات وشروطاً لاتتفق دوما مع الكاتب وهذا يتطلب تنازلا من السيناريست.
هي ليست طلبات إنما عملية تفضيل، فعندما أقدم للقناة فكرة عمل اجتماعي تفضل المحطة أن أطرح فيه خطوطاً رومانسية بقصد أن نكسب أكبر عدد من الجمهور، وهذا حق مشروع للقناة فهي في النهاية منتجة العمل.
وأنا كمؤلف إذا وجدت أن ما تفضله القناة يتعارض مع اقتناعاتي أصرف نظري عن الموضوع نهائيا.

- الا ترى أن أفكار الكتاب الشباب مقتبسة في الغالب من مسلسلات وأفلام مصرية قديمة؟
لا أستطيع الحكم على أعمال الآخرين ولكل كاتب الحرية في تقديم ما يراه مناسبا، وهذه في النهاية اختيارات شخصية لا نستطيع أن نعممها على الجميع.

- على سبيل المثال «حريم أبوي» يحمل فكرة «الحاج متولي» التي قدمها نور الشريف. هل هذا أقتباس أم تشابه أفكار وتوارد خواطر؟
فكرة مسلسل «حريم أبوي» مختلفة تماما عن فكرة «الحاج متولي»، فالأخير البطل فيه هو الزوج الذي نرى مسيرة حياته وكيف إلتقى زوجاته الأربع و تزوجهن.
أما مسلسل «حريم أبوي» فإننا لا نرى فيه الزوج بل نرى الزوجات الأربع وكيف يتعايشن في ظل اختفاء الزوج. فالبطلات هنا الزوجات وليس الزوج.


- من هو المخرج الذي تستفيد من ملاحظاته وفي اي اتجاه يأخذك؟
المخرج محمد دحام من المخرجين الذين لا أزال أتعلم منهم.

- بالمناسبة صرحت بأنك ستتعاون مجددا مع دحام لكن هذا لم يحدث. هل من خلاف؟
لا يوجد خلاف بل بالعكس محمد دحام هو من اكتشفني وقدمني كمؤلف درامي، وفعلا كانت سنة 2011 ستشهد عودة تعاوننا معا، لكن استجدت ظروف وأجلنا العمل. وحاليا نعقد جلسات عمل لاختيار الموضوع المناسب الذي نعود فيه معا من خلال عمل درامي يحمل قصة جديدة.

- هل موضة الأعمال الحالية هي كثرة الحضور النسائي كما شاهدنا الاعمال أخيرا؟ وكيف تساير هذه الموضة؟
قد يكون هناك موضة للأعمال لكني شخصيا لا أساير الموضة وأتبع حسي في الموضوع الذي سأطرحه.

- نسمع أن السينارست يعاني كثيرا مع المنتجين وخصوصا البخلاء ويتعرض للنصب والاحتيال وسرقة أفكاره. هل عايشت كل هذا ومن هو المنتج الذي تشعر معه بالامان والثقة؟
لم أمر في ذلك بل بالعكس وجدت منهم كل التعاون والتشجيع وحقوق أفكاري محفوظة لديهم ويسعون دوما لتنفيذها بالشكل الذي يرضي الناس. أما من الناحية المادية فلم أواجه مشاكل من هذا النوع.

- كثُرت الاعمال وكثرت أسماء الكتاب الذين يفتقدون القيمة الادبية. هل ترى أن كثرة أنتاج الفضائيات وراء انتشار كتاب غير موهوبين؟
قد يكون هذا الكلام صحيحا، ففي النهاية القنوات من حقها أن تملأ وقت البث، والاعمال الدرامية لها جمهور كبير مما يغري المعلنين بوضع اعلاناتهم أثناء عرض هذه الاعمال.
لذلك أصبح الطلب كبيرا على الدراما الخليجية وبالتحديد الكويتية مما يجعل المنتجين في حالة بحث مستمر عن كتاب جدد، وبعض هؤلاء يملكون الموهبة بينما لا يمتلكها البعض الآخر.

- من أين تستقي أفكار أعمالك وتستوحي قصص مسلسلاتك؟
من الناس والمجتمع وأبحث دائما عن القصص التي تلامس البيت الكويتي والخليجي، وتستهويني القصص التي تطرح قضايا الظلم الاجتماعي.

- تكتب للتلفزيون والإذاعة والسينما والمسرح! كيف تجد وقتا لكل هذا؟
هي مسألة تنظيم للوقت وهناك أعمال كتبتها قبل وقت طويل وجاء تنفيذها متأخرا لذلك يعتقد البعض أن لدي وفرة في الانتاج، لكني أكتب بالمعدل الطبيعي لأي كاتب وهو عملان في السنة.

- سرعتك في كتابة العمل جعلت البعض يقول إنك تكتب وانت نائم، فما ردك؟
هذا كلام غير صحيح، بالعكس أنا أبحث عن الوقت للكتابة ولكن كما قلت لك لديّ أعمال كتبت من قبل أن أدخل المجال لذلك يعتقد البعض أن لدي كثافة في الكتابة.


أحلم بتقديم عمل يجمع نور الشريف

- ما هو العمل الذي تحلم بتقديمه؟
أحلم بتقديم عمل عربي يجمع نجوم الفن العربي وأحلم بالعمل مع نور الشريف و منى واصف.

- اذا كنت تكتب طوال اليوم، هل ألغيت حياتك الاجتماعية واعتزلت الناس والحياة؟
فعلا الكتابة ألغت حياتي الاجتماعية حتى أني أصبحت قليل التواصل مع العائلة والأهل وأحتاج إلى إجازة طويلة للراحة والتواصل مع الناس. لكن ربما الانترنت والفيسبوك والتويتر صارت وسائل سريعة تعوض نوعا ما انقطاع التواصل معهم.

- ماهي هواياتك؟
أعشق السفر والسينما ومشاهدة الأفلام وقراءة الروايات والقصص، وأنا مدمن مشاهدة مسلسلات أميركية.

- هل لك طقوس معينة قبل البدء بالكتابة؟ وهل تكتب في المقاهي؟
طقوسي هي شرب القهوة مع سماع الأغاني والكتابة دون أن يكون هناك ما يشغلني سوى الكتابة.

- حدثنا عن علاقتك بالمعجبين؟ وكم من الوقت تخصص لهم على الفيسبوك والتويتر؟
أتواصل مع المعجبين دائما وأكون سعيدا عندما أتلقى منهم الرسائل والانتقادات حول أعمالي، فهم المقياس الحقيقي للنجاح والفشل. و أحرص على تخصيص أوقات معينة للرد عليهم عبر الفيسبوك والتويتر.

- أخيرا ماهي وجهتك المفضلة في السفر وهل تكتب أثناء الأجازة ايضا؟
أفضل السفر إلى لندن للكتابة ولا توجد لدي فترة إجازة مطلقة. فيومي مقسم بين الخروج نهارا والتمتع بالسفر ليلا، وأمضي أغلب وقتي في غرفة الفندق أمام الكمبيوتر وأكتب حتى ساعات الصباح الأولى.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079