ليلى غفران: لن أرتاح إلا بإعدام قاتل ابنتي
رغم ما تردد عن طلبها إعادة فتح التحقيق في قضية قتل ابنتها، فاجأتنا الفنانة ليلى غفران بقولها إن شيئاً من هذا لم يحدث، وإنها لا تعرف المحامي الذي تقدم بهذا الطلب، أو ما هو هدفه.
كما تعترف بإحساسها أنها لم تأخذ حق ابنتها بسبب تأخير تنفيذ حكم الإعدام في القاتل.
وبعيداً عن تلك القضية تتحدث عن ألبومها المقبل، وارتدائها الحجاب في كليبها الأخير، ورفضها ما فعلته صابرين، وحقيقة هجومها على هيفاء وهبي وشيرين عبد الوهاب، وقرارها إعادة أغنية «خاصمتك» للمطربة وردة إذا ما طلبت منها ذلك في أي وقت!
- لماذا قررت إعادة فتح ملف مقتل ابنتك هبة؟
لم أتعمد إعادة فتح هذا الملف الذي تمنيت إغلاقه منذ لحظة الحكم على القاتل، ولا أفهم لماذا أصبح كل من هب ودب يفتح هذا الموضوع الذي يصيبني بالألم، مع أني أعلنت أن الأمر بالنسبة إلي انتهى، ولا أريد استمرار الجدل الذي لا معنى له.
- من أعاد فتح هذه القضية؟
فوجئت بسيل من الاستفسارات والمكالمات الهاتفية تسأل عن التفاصيل الجديدة والمعلومات التي سأعود لتفجيرها، وفوجئت باهتمام بالغ من كل وسائل الإعلام، والحقيقة هي أني علمت عن إعادة فتح ملف القضية مثل كل الناس، وليس لي علاقة بالأمر من قريب أو من بعيد.
- لكن المحامي محمد جمعة أعلن أنه يملك خيوطاً جديدة ستقلب مسار القضية!
هذا الكلام سمعته مثل الجميع، ولا أعرف ما السبب الذي دفع هذا المحامي لإعادة فتح القضية، مع أن الملف كان قد أغلق منذ فترة طويلة، ولم أسمع أن هناك تفاصيل جديدة قدمها لقلب مسار القضية كما يدعي.
- ولماذا لم يلجأ اليك أو يتم الحديث بينكما للتنسيق في القضية قبل أن يلجأ الى النائب العام مرة أخرى؟
هذا المحامي لم أقم بتوكيله، وليس له أي صلة بي أو بأسرتي، ولا أعرف ما هي مصلحته من إعادة فتح الملف الذي أغلقه القضاء المصري العادل الذي أثق به.
وبالفعل رضيت بالحكم الذي أصدره بإعدام القاتل، ولم أجد أي داعٍ ليدّعي هذا المحامي أنه يملك خيوطاً تؤكد تورط شخص آخر.
- ردد البعض أنك تتهمين نجل رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف بقتل ابنتك، فما صحة ذلك؟
هذا الكلام غير صحيح ولم أصرّح به وكان عبارة عن ادعاءات كاذبة، لذا قاضيت الجريدة التي فبركت هذه التصريحات على لساني وادعت أنها أجرت معي حواراً صحافياً. وقد ربحت الدعوى عليها.
ورفضت في أكثر من لقاء أن أوجه هذا الاتهام الى ابن أحمد نظيف، لأني أرفض الظلم وأكره الادعاءات، ولن أركب موجة توزيع الاتهامات على رموز النظام السابق وعائلاتهم.
- ما رأيك في كلام المحامي الذي يؤكد أنه يملك أدلّة تدلّ على تورّط نجل نظيف خاصة بعد قيام الجهات المسؤولة بإتلاف بعض الأحراز التي تدل على القاتل؟
لن أشغل نفسي بمجرد كلام، لأن هذا المحامي موقفه غير مفهوم. وهناك سؤال مهم: إذا كان هذا المحامي يملك أدلّة خطيرة تؤكد تورط نجل نظيف، فلماذا لم يتقدم بها من قبل؟ ولماذا لم يقم بدوره كمحامٍ لتبرئة مظلوم؟ ولماذا قرر فتح القضية والاستناد إلى الأدلة الواهية بعد سقوط النظام؟ أكره هذه الطريقة التي يلجأ اليها البعض لطلب الشهرة أو لمكاسب بدون وجه حق.
- ما رد فعلك على هذه المواقف التي تمس قضية ابنتك؟
أشعر بأني أموت في كل لحظة. وكلما بدأت أتمالك أعصابي أجد من يعيد فتح هذه القضية من خلال ادعاءات وشائعات وأمور ليس لها أساس، وهذا يجعلني أشعر بعذاب كبير لا يمكن أن يشعر به غيري، وطوال الوقت قلبي يؤلمني لكني أحاول التماسك والصبر.
- البعض توقع أنك ستطالبين بإعادة التحقيق خاصة بعد سقوط النظام السابق لأن القضية كانت محيّرة، فما ردك؟
بالفعل كان الأمر محيّراً، وكنت أشعر ببعض الألغاز، وكان الشك يحاصرني من جهات مختلفة، وهذا كان طبيعياً لأن القضية لم تكن سهلة والجريمة كانت وحشية جداً.
لكن بعد سير التحقيقات والتحريات ونطق اثنين من القضاة بهذا الحكم العادل، بدأت أشعر ببعض الراحة وبأنني في طريقي لأخذ حق ابنتي كما ينبغي، ولهذا اختفى الشك من قلبي تماماً وصدقت هذا الحكم العادل.
- هل تشعرين بأنك أخذت حق ابنتك هبة؟
اطمأن قلبي بعد القبض على القاتل، وزادت راحتي عندما عرفت أنه اعترف أكثر من مرة. لكن ما أقوله للمرة الأولى هو أنني مازلت أشعر بالعذاب لأني لم آخذ حق هبة حتى الآن، لأنه رغم عدالة القضاء المصري فهو حتى الآن لم ينفذ الحكم الذي صدر منذ فترة طويلة، ولا أعرف السر وراء ذلك، خاصة أن الحكم صدر عام 2009، فلماذا يتم ترك هذا المجرم بدون عقاب حتى الآن؟ وأتعجب جداً عندما أرى قضايا تحدث بالأمس ويتم الحكم فيها وتنفيذ الأحكام بسرعة مذهلة، في حين أن قضية ابنتي من أكبر القضايا وتعتبر قضية رأي عام، وأنتظر تنفيذ حكم الإعدام في القاتل حتى يرتاح قلبي وأشعر بأني أخذت حق ابنتي.
- وهل أصبحت أفضل بمرور الوقت على هذا الحادث خاصة أنه وقع قبل أكثر من عامين؟
أحاول التماسك دائماً، لكن بيني وبين نفسي أشعر بانهيار ولا أستطيع أن أتحمّل فراق ابنتي، ولا أستطيع أن أنساها.
وأحمد الله طوال الوقت على وجود زوجي مراد في حياتي، لأنه يدعمني ويحاول طوال الوقت احتوائي والتخفيف عني، وكذلك ابنتي نغم، وأدعو الله أن يحفظهما لي، لأني لم أعد أتحمل أي صدمات، وأتمنى أن يغفر الله لابنتي هبة ويصبرني على فراقها.
- بعيداً عن قضية ابنتك كيف وجدت ردود الفعل على الأغنية الدينية التي طرحتها في شهر رمضان؟
أشعر بسعادة حيال ردود الفعل الجميلة التي مازلت أتلقاها، الى درجة أني أشعر بأن نجاح هذه الأغنية الدينية بداية مرحلة جديدة.
- هل هذا هو السبب الذي جعلك تصدرين بعدها دعاءً بعنوان «اللهم أدمها نعمة»؟
نجاح الأغنية الأولى حفزني وزاد حماستي لطرح أدعية، لأنها أعجبت الجمهور الذي أعمل من أجله، وهو الذي يدعمني ويحدد ما ينبغي أن أقدمه له. لكن هذا الدعاء بالتحديد أجده قريباً من قلبي وأقوله دائماً، ووجدت أنه مناسب جداً، خاصة أنه طرح في شهر رمضان الذي تزداد فيه الروحانيات والتقرّب من الله.
وهذا الدعاء يردده المصريون باستمرار، فهو تعبير عن شكر الله على نعمه والرجاء أن يحفظها دون زوال، ووجدت أيضاً أنه قريب من قلب الجمهور الذي أكد لي أني نجحت في هذا اللون.
- من صاحب فكرة ارتدائك الحجاب في الكليب؟
فكرت في شكل الكليب الذي يتناسب مع طبيعة الأغنية، وكان من الطبيعي واللائق أن أظهر وأنا أرتدي الحجاب تماشيا مع طبيعة الكلمات والجو العام ومناجاة الله. وهي ليست تقليعة بل هي شيء طبيعي في تصوير الأغاني الدينية.
- هل ازداد تقربك من الله بعد حادث مقتل ابنتك؟
بالطبع الله وحده هو الذي منحني الصبر، وقوة إيماني بالله وقضائه هي التي أبقتني على قيد الحياة. وأنا لم أتحدث من قبل عن علاقتي بربي لأنني أعتقد أنه لا يجوز أن يحكي أحد منا عن طبيعة علاقته بالله، أو كيفية أدائه لفروضه، ومدى تدينه، فكل هذه الأمور لا تخص سوى العبد وربه، وهي علاقة خاصة جداً لا يجوز الحديث عنها.
- كيف تلقيت الدعوات التي وجهها إليك البعض على مواقع الإنترنت لارتداء الحجاب؟
شعرت بسعادة كبيرة جداً، وفرحت لأن هؤلاء يحبونني بصدق. وهذه الدعوات كانت من بين أجمل ردود الفعل التي تلقيتها في حياتي، وأكدت لي مدى حب الناس ونجاحي في خطواتي... فكرة الحجاب ليست بعيدة عني، وبالفعل أفكر في ارتداء الحجاب لأني أحب الحجاب جداً ومؤمنة بأنه فرض.
- وكيف ستوفقين بين حجابك وفنك؟
إذا ارتديت الحجاب سأعتزل الفن تماماً وأبتعد عن الوسط الفني بمجمله، وسأجلس في منزلي للعبادة والتقرب من الله ورعاية ابنتي وزوجي ولن أغني مرة أخرى مهما حدث.
- لكن هناك مطربات ارتدين الحجاب ومازلن يغنين ولم يتبرأن من الوسط الفني!
لا أتبرأ من فني، وعلى العكس فخورة بما قدمته خلال مشواري، فأنا لم أقدم سوى الفن الهادف والطرب الأصيل بشهادة الجميع، وكنت أتقي الله في كل اختياراتي، وأختار كلماتي بعناية.
لكن ما أقصده هو أن الحجاب شيء خاص، وله مواصفات وشروط ينبغي أن تصاحبه، ولهذا فهو اختيار غير سهل. أنا أرى أن الحجاب لا يجوز مع الغناء، فمن الصعب أن أرتدي الحجاب وأخرج على المسرح لأغني في إحدى الحفلات، وهو أمر يخصني وحدي ولن أتحدث عن الأخريات.
أرفض ما فعلته صابرين
- لكنك هاجمت الفنانة صابرين لأنها تمثل وهي مرتدية الباروكة؟
لم أهاجم صابرين ولم أطالبها بشيء، وهذا لا يعنيني، لكني سئلت: هل من الممكن أن أغني وأنا أضع الباروكة بعد ارتداء الحجاب مثلما تفعل الممثلة المحجبة صابرين؟ وكان ردي سريعاً وواضحاً وقتها، وقلت: لا طبعاً لن أقوم بهذا التصرف مهما حدث، لأنني أرى أن هذا التصرف ليس له علاقة بالحجاب ولا يتوافق معه.
كيف أكون قد قررت أن أغطي شعري ومن أجل مشهد ما أضع باروكة بحجة أن هذا ليس شعري ولكنه شعر مستعار، هذا غير منطقي أبداً، لأن هذه الباروكة قد تكون أجمل من شعري وأكثر لفتاً للأنظار منه، وفي هذه الحالة أين يكون الحجاب؟
- صرحت من قبل أنك في الطريق الى التمثيل لكن لماذا تأخرت هذه التجربة؟
في وقت ما عرضت عليّ سيناريوهات كثيرة لخوض أولى تجاربي في التمثيل، وكنت أتردد وأؤجل، لكن حان الوقت لأخوض تجربة التمثيل، وأنا حالياً في انتظار العمل الجيد الذي يجعلني أدخل المجال وأنا مطمئنة.
- وهل تبحثين عن عمل يقدمك في دور البطولة المطلقة؟
لا طبعاً، فأنا أعرف أن مكانتي في التمثيل لن تكون بالضرورة مثل مكانتي في الغناء، كما اني أحب العمل الجماعي، ولن يفرق معي حجم الدور فالأهم هو قوته وتأثيره، والجمهور بعد ذلك هو الذي سيحدد كل التجارب التالية لهذه الخطوة.
- ما هو الدور الذي تحلمين بتقديمه ومَن تتمنين العمل معه من الممثلين؟
ليس في ذهني دور معين أو شخصية ما، لكن ما يهمني أن أشارك في تقديم عمل هادف، لأن الدراما لها دور مهم جداً في التأثير على الناس، وتلفت الأنظار الى الكثير من القضايا المهمة والمشاكل التي يمر بها المجتمع. وهناك نجوم كثيرون أتمنى العمل معهم على رأسهم النجم يحيى الفخراني وآخرون كثيرون.
- هل انتهيت من تجهيز ألبومك الجديد؟
انتهيت من تسجيل أغاني الألبوم الذي استغرق تحضيره فترة طويلة جداً، لأني قررت أن يكون هذا الألبوم مزيجاً من الطرب والفن الراقي الذي يذكرنا بزمن الفن الجميل ويعيد الى الغناء رونقه، خاصة بعد تزايد الأعمال والأصوات التي تسيء الى الفن.
- مع من تعاونت في الألبوم؟
حرصت على أن أتعاون مع شباب ووجوه جديدة في التأليف والتلحين.
- متى ستصدرينه وماذا سيكون اسمه؟
بشكل مبدئي قررت طرحه في موسم عيد الأضحى، لأني ما زلت في حاجة لأن أختبر الظروف وأدرس الأمر بشكل جيد. ومازلت أفكر في اسمه لأنني اعتدت أن أختار الاسم مع فريق العمل، لكن أفكر مبدئياً أن نطلق عليه «شكراً يا جرح».
- هل اخترت الأغاني التي ستصوّرينها؟
أشعر بحيرة بين عدة أغانٍ لكن سأصور كليبين من الألبوم ولم أستقر عليهما بعد.
- هل صحيح أن شركة روتانا تتفاوض معك من أجل إعادة شراء أغنية «وخاصمتك» التي كانت للفنانة وردة وإعادتها إليها؟
غير صحيح، فلم يتصل بي أحد من شركة روتانا، وليس هناك أي مفاوضات لبيع هذه الأغنية لأنها أصبحت لي، وعندي كل المستندات التي تثبت أحقيتي بها، وقد اشتريتها من الشاعر محمد عوف الذي أكد لي أنها غير مباعة من قبل لغيري.
- لكن الجميع يعرف أن الأغنية كانت مكتوبة للفنانة وردة من البداية!
عرفت بعد ذلك أن الشاعر كان قد تفاوض عليها مع شركة روتانا، بعد أن سمعتها الفنانة الكبيرة وردة وأعجبت بها واختارتها لتكون الأغنية الرئيسية في ألبومها الذي تجهزه حالياً، لكن المفاوضات لم تتم وانتهى الأمر.
وبعدها بفترة طويلة سمعت الأغنية من الموزع وأعجبت بها جداً، وسألت هل الأغنية مملوكة لأي مطربة أخرى، فأكد المعنيون لي أن الأغنية ليست لأحد، فقررت غناءها.
- هل تحدثت مع الفنانة وردة في هذا الأمر؟
لم يحدث أي لقاء بيننا، ولم نتحدث في هذا الأمر على الإطلاق، وبالنسبة إلي لم أجد في الأمر أي مشكلة، لأنني اشتريت أغنية ليست مملوكة لأحد. لكن هذا الكلام الذي سأقوله من أعماق قلبي: إذا طلبت الفنانة وردة مني هذه الأغنية لن أفكر لحظة، وسأهديها إياها ولن أحصل منها على ثمنها.
وهذا أقوله بكل رضا، لأني لا أقبل أن يكون هناك أي شيء يغضب الفنانة القديرة وردة مني، ولا يمكن أن أكون سبباً في حرمانها أغنية تحبها وترغب في غنائها. وهذا ليس لأي شيء سوى أنني أحب هذه السيدة، فهي حالة استثنائية، ومن أهم عمالقة الغناء وتعلمت منها الكثير وتربيت على أغانيها.
- البعض حاول الإيقاع بينك وبين هيفاء وهبي وشيرين عبد الوهاب فما حقيقة الأمر؟
ليس هناك أي خلافات بيني وبين هيفاء وهبي وشيرين عبد الوهاب، ولكل فنانة منهما طعم ومذاق وموهبة تميزها، ولهما جمهور كبير جداً، لكن الإعلام حاول تضخيم الأمر.
والحقيقة هي أني لم أهاجم أياً منهما، لكن عندما تم سؤالي عن عدم غناء هيفاء وهبي للأغاني الوطنية لمصر، وتصريحها أنها لا تحب هذه النوعية، كان ردي أن هيفاء تستطيع غناء ألوان أخرى بشكل أفضل من الأغاني الوطنية.
أما في ما يخص شيرين عبد الوهاب، فكان السؤال عن تصريحات لها أن النظام السابق أجبرها على الغناء للرئيس مبارك، فسألوني عما إذا كنت تعرضت لمثل هذه الضغوط، فكان ردي أنني لا أقتنع بهذا الكلام، فمن الصعب أن يجبر النظام مطربة على الغناء له أو لرئيسه.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024