زياد حمزة: لم تؤثر علينا إذاعة روتانا في السعودية...
لطالما شكّلت مجموعة «ام بي سي» عنواناً للاحتراف والتميّز على مدى السنوات الماضية ومنذ انطلاقتها وتأسيسها. إلاّ أن المجموعة لم تكتف بالنجاح على صعيد المحطات التلفزيونية، بل انكبّت جهود أبرز كوادرها على إنشاء مجموعات ضخمة ضمن المجموعة الأم بهدف تشكيل منظومة إعلامية كاملة ومتكاملة، بدءاً من التلفزيون ووصولاً إلى المحطات الإذاعية وشركة إنتاج تدعم المواهب الحقيقية وتسير على خط كبرى شركات الإنتاج.
زياد حمزة مدير المكتب الفني والإذاعات في مجموعة «ام بي سي» يتحدث إلى «لها» عن أبرز خصوصيات محطتي «ام بي سي اف ام» و«بانوراما اف ام»، وهما أول إذاعتي «اف ام» في السعودية.
- معروف أن «ام بي سي» لطالما شكّلت مجموعة رائدة في مختلف مجالات الإعلام، ومنها المحطات الإذاعية داخل السعودية. هل لنا أن نتعرّف على أبرز المحطات التابعة لكم وإلى متى تعود نشأتها؟
بعد اكتساح ميدان القنوات التلفزيونية، توجّهت مجموعة MBC إلى حقل المحطات الإذاعية، وأطلقت عام 1994أول إذاعة تجارية في المملكة العربية السعودية هي إذاعة MBC FM، ثم إذاعة بانوراما FM عام 2004. وقد تخطّى نجاح الإذاعتين الفوري المملكة العربية السعودية، واستأثرتا بقلوب ملايين المستمعين الأوفياء في أرجاء منطقة الخليج العربي.
كما ارتبطنا بشراكة طويلة الأمد مع إذاعة «هلا FM» في سلطنة عُمان، ونُجري حالياً دراسات إضافية في هذا المجال، ولدينا مشاريع كثيرة سنكشف عنها في القريب العاجل.
- بعد أن كانت محطات «ام بي سي» الأولى والوحيدة في السعودية، نشهد حالياً فورة جديدة في إنشاء عدد من المحطات داخل المملكة. إلى أي مدى يمكن أن تشكّل هذه المحطات منافسة حقيقية لكم؟
لقد دخلت الإذاعات الجديدة التي إنطلقت أخيراً في المملكة منافسة جديّة مع إذاعاتنا، وهذا أمر صحّي نرحّب به، لأنّ المنافسة رياضيّة، وأوجدت جواً من الحماس لدينا. وإنّي واثق بأنهم يتبادلون معنا المشاعر نفسها.
كل الإحصاءات في السعودية تُشير إلى أنّ MBC FM تحتلّ المرتبة الأولى، وأنّ بانوراما FM هي الثانية، ونحن نسعى دائماً لتقديم مستوى راق من البث الإذاعي الذي يتناسب مع توجّهات مجموعة MBC، والذي يُرضي مختلف أذواق المجتمع السعودي.
- ما هي أسباب إنشاء كل هذه المحطات في وقت واحد وفي أقل من سنتين؟
ثمّة دراسات عدّة أجراها القائمون على الإذاعات الأخرى، بحيث وجدوا أنّ الساحة الإذاعية تحتمل إنشاء إذاعات إضافية في المملكة، فضلاً عن منح الجهات المسؤولة تراخيص لتلك الإذاعات. نرحّب بجميع الإذاعات الزميلة، ونتمنّى لها التوفيق.
- من أبرز المحطات الجديدة تلك التابعة لشركة روتانا التي تحتكر نخبة من أبرز نجوم الوطن العربي والغالبية من فناني الخليج والسعودية. كيف أثّر عليكم افتتاح روتانا لمحطتها الإذاعية من هذا المنطلق؟
لم يكن لذلك أي تأثير على إذاعاتنا، إذ تربطنا بشركة روتانا عقود نتبادل على أساسها الإنتاج الموسيقي، والمستفيد الأوّل من تعاوننا هو المستمع.
- روتانا التي تعتمد في سياستها على مبدأ الاحتكار كونها تابعة لشركة إنتاج، تريد التفرّد بطبيعة الحال ببث إنتاجاتها أو فرض مقابل مادي على الإذاعات الأخرى التي ترغب في بث هذه الأغنيات. هل صحيح أن روتانا أرسلت إنذاراً إلى محطات «ام بي سي» لوقف بثّ ما تنتجه الشركة (أي روتانا)؟
هذا الخبر غير صحيح إطلاقاً. نحن وروتانا على إتفاق تام في هذا المجال، ومن سرّب هذا الخبر قد تكون له مصالح خاصّة. التواصل مع مسؤولي روتانا مستمر، والتفاهم بيننا قائم على أسس واضحة، لا لبس فيها.
- إذا فرضت روتانا منع بثّ انتاجاتها عبر محطاتكم، هل تعتقدون أنكم قادرون على الإستمرار خصوصاً أنها تضم أكبر عدد من الفنانين؟
أولاً روتانا لن تقدم على تلك الخطوة، لأنّها تنفق الكثير على إنتاجها الغنائي، وهي بحاجة إلى إسترداد ما تنفقه، من خلال الترويج لفنانيها بأوسع طريقة ممكنة. ومدى إنتشار إذاعات مجموعة MBC لا يحتاج إلى دليل، وجميع الإذاعات والقنوات التابعة لمجموعتنا تمتلك مكاناً مميزاً في قلوب العائلات الخليجية.
«بلاتينوم ريكوردز» لا تعتمد الحصرية
- بدورها مجموعة «ام بي سي» أنشأت قبل سنوات قليلة شركة «بلاتينوم ريكوردز» للإنتاج الفني. هل تعتمد الشركة سياسة الاحتكار أيضاً مع المحطات الإذاعية التي تنافس «ام بي سي»؟
تضمّ «بلاتينوم ريكوردز» سرباً كبيراً من الفنانين، منهم من إرتبط معنا بعقود إنتاج وتوزيع وإدارة أعمال، ومنهم من وقّع عقود توزيع فقط. في جميع الأحوال، لا تعتمد شركة «بلاتينوم ريكوردز» مبدأ الحصريّة، والمكتب الفنّي لدينا يمنح جميع القنوات الموسيقية والإذاعات حقوق بث إنتاجات الشركة. نحن لا نؤيّد مبدأ الإحتكار لأنّه يعيق أحياناً إنتشار الفنان.
- بعد افتتاح «بلاتينوم ريكوردز» وإنتاجها لعدد من الفنانين الشباب، هل باتت الأولوية لدى محطات «ام بي سي» بثّ أغنيات هؤلاء الشباب ودعمهم؟ أم أن الأولوية هي للنجوم والأغنيات الضاربة؟ وهل هناك أولويات للفنان الخليجي؟
لا تختلف سياسة الإذاعات عن سياسة القنوات التلفزيونية، ونحن نقدّم الموسيقى الراقية غير التجارية. لا نعطي الأولويّة للفنانين التابعين لشركتنا، بل الأولوية دائمة للأغنية الراقية والضاربة. وإسمحي لي بأن أذكر بين هلالين أنّه من يراقب نشاط نجوم «بلاتينوم ريكوردز»، يلاحظ تماماً مدى الشعبية الكبيرة التي يتمتّعون بها.
- يختلف سوق الغناء في طبيعة الحال بين دول الخليج والبلدان الأخرى (مصر، لبنان، سورية وغيرها). كيف تتعامل المحطات التابعة لكم مع أغنيات الفنانين من خارج دول الخليج؟ وكيف يتلقّف السوق الخليجي هذه الأعمال؟
إذاعتنا تبثّ جميع الأغنيات الجميلة بغضّ النظر عن جنسيّة الفنان. إلا أنّنا اعتمدنا خطاً مختلفاً بين MBC FM وبانوراما. الأولى تركّز على الأغنيات الخليجية بمقدار حوالي 70 في المئة في مقابل 30 في المئة من بثّ الأغنيات العربيّة.
فيما تقوم إذاعة بانوراما ببثّ 70 في المئة من الأغنيات العربية في مقابل 30 في المئة من الأغنيات الخليجية. المستمع الخليجي ذوّاق، ويستمع إلى مختلف اللهجات، بدليل أنّ شعبيّة الفنانين اللبنانيين والمصريين مرتفعة في الخليج عموماً، والسعودية تحديداً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024