تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

هند صبري: مقارنتي بأخريات لا تغضبني...

جريئة، واضحة، تعرف جيداً كيف تحدّد أهدافها، وكيف تصل إليها، ومن هنا نجحت في أن تنوع أدوارها، وتنتقّل بين لون وآخر. انتهت من تصوير فيلمها الجديد 'أسماء' عن قصة حقيقية... التقينا النجمة هند صبري فتحدثت عن تفاصيل فيلمها الجديد، وأسباب حماسها له، وسبب تأجيلها المؤتمر الصحافي الخاص به، ورفضها تصنيفه على أنه فيلم مهرجانات.
كما تتحدث عن علاقتها بيسرا ومنة شلبي، وتبدي رأيها في إلهام شاهين وإيناس الدغيدي وحنان ترك، وتوجه رسالة شكر لغادة عبد الرازق، مع تأكيدها على موهبة سُلاف فواخرجي. وفي النهاية تتكلّم أيضاً عن تجربتها مع الأمومة.


- لماذا أرجئ المؤتمر الصحافي الخاص بفيلمك الجديد'أسماء'؟
كان لابد من تأجيله نظراً الى الأحداث الأخيرة التي مرت بها مصر وسقط فيها شهداء كثيرون، والتي لا يمكن وصفها إلا بالأحداث المؤسفة.
لذا تضامناً منا مع أرواح الشهداء واحتراماً لهم ولأسرهم وللمناخ العام المكتسي بالحزن في البلاد، كان قرار تأجيل المؤتمر الى حين عودتنا من مهرجاني لندن وأبو ظبي.

- وهل كنت صاحبة القرار أم أنه قرار من الشركة المنتجة؟
في الحقيقة كان قراراً بالإجماع من كل فريق العمل بعد مرور ساعات قليلة على نشوب الأزمة، من خلال مجموعة من الاتصالات الهاتفية بيننا.
وتوصلنا إلى هذا الرأي عن اقتناع، خاصة وكما هو معروف أن عمرو سلامة، مؤلف الفيلم ومخرجه، أحد المشاركين في ثورة '25 يناير' منذ أيامها الأولى في ميدان التحرير، كما أن الشركة المنتجة راعت الظروف الخارجة عن إرادة الجميع وتفهمت الموقف ووافقت على تأجيل المؤتمر، لذا كان القرار بالإجماع.

- هل تعتبرين حصول الفيلم على جوائز من المهرجانات العالمية التي يشارك فيها دليلاً على نجاحه أم أن مجرد ترشيحه لهذه المهرجانات يكفي؟
عادة ما تُمنح الجوائز في هذه المهرجانات الكبيرة بناءً على آراء سبعة أو ثمانية أشخاص هم أعضاء لجنة التحكيم، وفي هذه الحالة تلعب ثقافة كل عضو واختلاف جنسيته دوراً مؤثراً في استيعاب مضمون الأفلام المرشحة، كل حسب ثقافته ونشأته.
وما أن ينال أحد الأفلام النصيب الأكبر من القبول بالنسبة الى أعضاء هذه اللجنة، وتنطبق عليه مفردات وشروط كل مهرجان، يحصد هذا الفيلم الجوائز.
لكن يجب أن أؤكد هنا أن عدم حصول الأفلام الأخرى المشاركة لا يشكك أبداً في جودتها، بالإضافة إلى أن أي فيلم لا بد أن تتوافر فيه عدة شروط دولية ليتم ترشيحه في البداية لأي مهرجان، وهي الشروط التي توافرت في فيلم 'أسماء'، ورشح بناءً عليها لأكثر من مهرجان دولي.
وبشكل عام أعتقد أن هذه الترشيحات كافية ليتذوق فريق العمل حلاوة المجهود الذي بذلناه جميعاً لخروج هذا الفيلم بمستوى يليق بالسينما المصرية والعربية.

- بماذا تفسرين عدم تحقيق بعض الأفلام النجاح الجماهيري رغم حصولها على جوائز من مهرجانات عالمية وتصنيفها على أنها أفلام للمهرجانات فقط؟
تعود هذه التصنيفات والمسميات إلى الثقافة الشعبية التي تفرض طابعها ورأيها على الأفلام، كما أن تلك الثقافات تلعب دوراً كبيراً في تصنيف الأفلام ما بين التجاري الجماهيري وأفلام المهرجانات.
وبنظرة صغيرة سنجد أن مثل هذه التصنيفات منتشرة بين جمهور العالم كله، وليست حكراً على منطقتنا فقط، لذا دائماً ما نجد أن الأفلام المستقلة، أو التي يطلق عليها أفلام المؤلف والمخرج، هي التي تحظى بالنصيب الأكبر من المشاركة في المهرجانات والأوفر حظاً في الحصول على الجوائز، وإن كان هذا لا يمنع حصول بعض الأفلام التجارية التي تعكس بدورها فكر المشاهد ونوعية الأفلام التي يريد مشاهدتها، على جوائز أيضاً في حالات معينة.
لذا أنا أعتبر أن السينما المستقلة والتجارية مكملتان لبعضهما، حتى تتوافر أعمال فنية ترضي كل الأذواق وكل المستويات الفكرية.

- صرحت منذ فترة أن اتجاهك إلى الكوميديا من خلال المسلسل التلفزيوني 'عايزة أتجوز' والمسلسل الإذاعي 'سهم الزيتون طالع' لم يكن مصادفة بل كان بقرار منك،لأنك اكتشفت خطأ تقديمك سينما جادة طوال الوقت، وهو ما أدى في ما بعد إلى تصنيفك كممثلة مثقفة. إلا أنك تعودين مرة أخرى بـفيلم 'أسماء' إلى نوعية الأفلام الجادة التي تناقش إحدى قضايا المرأة الشديدة الحساسية؟
تبتسم وتقول: لا يمكن بالطبع أن أقول إنني اكتشفت خطأ تقديم سينما جادة، وأعتقد أن هذا التصريح ليس لي، لأنني ببساطة دائماً ما أفتخر بتصنيفي كإحدى الممثلات الجادات اللواتي قدمن سينما خاطبت الجمهور وناقشت قضاياه وعرضت مشاكله بطريقة مختلفة، وإن كان هذا لم يمنع أبداً رغبتي كممثلة في أداء دور كوميدي كنوع من التجربة.
ورغم أن الجمهور يعتقد أن تقديم الكوميديا نوع من الاستسهال بالنسبة إلى الممثل، فإن الحقيقة عكس ذلك تماماً، لأن الكوميديا من أصعب أنواع التمثيل، فالممثل يلعب في هذه الحالة على خيط رفيع بين الاستخفاف وبين تقديم كوميديا حقيقية دون أن يُشعر الجمهور بالتصنع.
لذا دائماً ما نجد الفنان الذي قدم تراجيديا ينجح إلى حد كبير في تقديم عمل كوميدي جيد، لأن الأدوار التراجيدية تؤهل الفنان للتعرف على الشخصيات التي يلعبها بطريقة عميقة إلى حد ما، وهو ما يساعده في ما بعد على أداء الأدوار الكوميدية العميقة أيضاً بدورها، لما تحمله من تفاصيل عدة حتى لا يتلامس الممثل مع خط الاستخفاف الذي يرفضه الجمهور.
لذا فإن دخولي مجال الكوميديا لم يكن تصحيحاً لخطأ ما، بل اعتبرته بمثابة التحدي مع نفسي، والحمد لله نجح المسلسل.


تقدم فيلمها الجديد 'أسماء' عن قصة حقيقية

- فيلمك 'أسماء' مأخوذ عن قصة حقيقية لسيدة أصيبت بفيروس الإيدز، فهل تقابلت مع تلك السيدة؟
للأسف لم يحدث هذا لأنها توفيت قبل أعوام، لكني تقابلت مع بناتها وأفراد عائلتها، كما التقيت مريضات أخريات يتعايشن مع الفيروس منذ فترة، لذا كان عملي في فيلم 'أسماء' قائماً على القصص التي استمعت إليها، والناس الذين تقابلت معهم، والأحاسيس التي شعرت بها من خلال تلك المشاهدات.
وأتمنى أن تنجح شخصية 'أسماء' التي أقدمها في الفيلم في عرض ولو جزء بسيط من المشاكل التي تتعرض لها هذه الفئة في المجتمع.

- وهل تأثرت بالسيدات اللواتي تقابلت معهن؟
بالتأكيد، وإلى أقصى درجة يمكن تخيلها، خاصة أن كل قصة تحمل مأساة منفصلة قائمة بذاتها تشعرك بالحزن.
وكنت كلما تقابلت مع إحداهن أتأكد أننا مقصرون كفنانين تجاه عدد كبير من فئات المجتمع، لذا أعتبر هذا الفيلم تجربة إنسانية بحتة، قبل أن تكون تجربة فنية تعلّمت من معاصرتي لشخصياتها الكثير.

- هل صاحبة القصة تحمل اسم الفيلم نفسه؟
لا، قررنا منذ البداية الابتعاد قدر المستطاع عن الأسماء والتفاصيل الحقيقية احتراماً لهذه السيدة، ولخصوصية عائلتها. لكن يكفي أن أقول إننا لم نعرض كل المشاكل التي عاشتها هذه السيدة، بل قد يكون ما عرضناه أقل كثيراً من المعاناة الدرامية الحقيقية التي عاشتها.
وقد كان قرارنا هذا بسبب تخوفنا من تعرض الجمهور لشحنة كبيرة من الكآبة قد يشعر بعدها بصدمة نفسية صعبة لن تفيدنا في إيصال الرسالة.
وتخوفنا أيضاً من تخيّل البعض أننا تعمدنا اختلاق تفاصيل درامية من وحي خيالنا كنوع من التوظيف الدرامي، وذلك لاستحالة تعرّض أسرة واحدة لكل هذا الكم من الأحداث السيئة، لكن بالفعل كان هذا هو قدر السيدة في حياتها.


- هل كان المقصود من اختيار اسم 'أسماء' أن يكون اسماً شاملاً كناية عن كل سيدة عربية تتعرض لهذا المرض، أم أن الاختيار جاء بمحض الصدفة من جانب عمرو سلامة مؤلف ومخرج الفيلم؟
أعتقد أن عمرو سلامة كان يقصد ذلك بالفعل. وهناك نقطة أريد التأكيد عليها بمناسبة التطرق الى المرض، وهي أننا لم نقصد من خلال هذا الفيلم أن نتعرض لبعض حالات السيدات المصابات بهذا المرض فقط، لكننا نسلّط الضوء أيضاً على الظلم والاضطهاد اللذين تتعرض لهما الأنثى في مجتمعاتنا، مهما كانت أسباب ذلك الاضطهاد، سواء لأنها من الأقليات أو بسبب مرض أو بسبب ظروف المجتمع.
ونتطرق أيضاً إلى كل مواطن يتم التعامل معه باعتباره مواطناً درجة ثانية، تُسلب منه حقوقه في التعلّم والعلاج، أي أن هذا الفيلم يتحدث عن الظلم والحرمان من الحقوق الأساسية للمواطن بشكل عام، مع التركيز على نقطة معينة وهي المرض.

- هل يمكن أن نعتبر فيلم 'أسماء' أول الأفلام التي ستعطي الشخصية النسائية مستقبلاً دوراً محورياً في الأفلام؟
أشعر بأنني من المحظوظات لتقديم هذه الشخصية في حياتي الفنية، خاصة أن الكتابة جاءت أكثر من رائعة لاهتمام عمرو سلامة بكل التفاصيل الصغيرة. وأتمنى أن يكون هناك في المستقبل القريب أفكار وشخصيات أخرى تتشابه وهذا العمل.
وأنا لا أعرف لماذا يصرّ البعض على عدم جواز قيام ممثلة بأداء الدور المحوري في عمل فني، وأنا أتعجب حقيقة من عدم استيعاب البعض لهذه النقطة، لأن السيدة العربية تلعب دوراً مهماً في مجتمعاتنا الشرقية، كما أن الإحصاءات تؤكد أن التعداد وصل إلى خمسين في المئة للإناث والخمسين الباقية للرجال، أي أنها نصف المجتمع بالفعل.
كما أن حياة السيدة العربية في مجتمعاتنا تحمل في مضمونها أحداثاً ومواقف درامية لا حصر لها مقارنةً بالرجل، سواء بوجودها في أكثر من حقل عمل، أو بالمسؤولية الملقاة على عاتقها في منزلها، بداية من تربية الأبناء وحل مشاكلهم، والاهتمام بتعليمهم، ومساندة الرجل في الظروف المعيشية الصعبة.

- إذا ابتعدنا عن مصطلح البطولة المطلقة، ما شعورك وأنت تتحمّلين وحدك مسؤولية فيلم معظم نجومه لم يخوضوا تجربة تحمل مسؤولية فيلم باستثناء ماجد الكدواني؟
أُفضِّل دائماً العمل بأسلوب وروح المرة الأولى، بل وأعشقه، لأنه عادة ما تنتج عنه أشياء من الصعب أن تخرج من مخرجين متمرّسين أو مؤلفين محترفين، لأن الشخص عندما يقدم على خطوة جديد في حياته، دائماً ما يجتهد ويحاول بذل مجهود مضاعف حتى يلقى استحسان من حوله.
لذا عادة ما يتحدى نفسه ليخرج أفضل ما عنده ليثبت وجوده. وفي هذا الفيلم مثلاً سنجد أن هاني عادل قادم من عالم الموسيقى، وتجاربه التمثيلية قليلة، وهناك أيضاً سعيد رجب الذي كتب فيلم 'الشوق'، وشاهدناه من قبل في فيلم 'إبراهيم الأبيض'، كما شارك في مسلسل 'المواطن إكس' من خلال دور المحامي الفاسد، وأنا شخصياً سعدت كثيراً بالمشاهد التي جمعتني معه.
ومعنا أيضاً أحمد كمال وهو أستاذ كبير وفنان واع جداً، ونراه في هذا الفيلم في دور مختلف تماماً عما اعتدنا عليه منه.
أما ماجد الكدواني فهو ممثل يستطيع أداء كل الأدوار بلا استثناء، ورغم أن الجمهور اعتاد منه على تقديم الأدوار الكوميدية، فهو ممثل محترف بمعنى الكلمة، ومن القلائل الذين تصدق أداءهم سواء في الكوميديا أو التراجيديا، لأنه يقدم أدواره بطريقة السهل الممتنع، وله قبول لدى الجمهور نادراً ما يتوافر لفنان.
وفي الحقيقة أنا من أشد المتحمسين له، ولهذا أعشق العمل مع كل فنان يخلص لهذه المهنة، ويعمل بها حباً لها، وليس حباً للشهرة أو للمال، وكل ما سبق هو ما جعل كلاً منا يضع نفسه أمام تحدٍ فني، لأن العمل نفسه كان تحدياً لنا جميعاً.

- تقدمين في هذا الفيلم دور فلاحة ترتدي الحجاب أربعينية العمر، وهذه هي المرة الثانية التي تقدمين فيها شخصية الفلاحة بعد فيلم 'مواطن ومخبر وحرامي'، كما أنها المرة الثانية أيضاً التي تظهرين فيها على الشاشة مرتدية الحجاب بعد فيلم 'أحلى الأوقات'، هل هناك ما يجذبك في فئات المجتمع الكادحة؟
بالطبع أنا منحازة تماماً إلى هذه الفئات من المجتمع أياً كانت مسمياتها، سواء كان اسمها الفئة الفقيرة، أو الكادحة، أو المهمشة، أو التي لا تأخذ أبسط أنواع حقوقها في الحياة، وذلك لعدة أسباب، أولاً، لما تحمله هذه الفئة داخلها من أحداث درامية كثيرة نتيجة الظروف التي تواجهها، أو المجتمعات المغلقة التي تعيش فيها، على عكس فئات المجتمع الأخرى الغنية التي لا تواجه مشاكل يومياً بسبب نقص الأموال أو صعوبة في المعيشة أو ما شابه، وهذا شيء طبيعي لأن الحياة المريحة لا تخلق أي نوع من أنواع الدراما التي يمكن مناقشتها أو تسليط الضوء عليها، إلا باستثناءات بالطبع.
لذا فإن الفئة الأولى مليئة بخام درامي كبير يستهويني كممثلة، ثانياً، أعتقد أننا لم نهتم بمثل هذه الفئة في أعمالنا السينمائية ولم نعرض لمشاكلها من خلال الأفلام، وكان معظم اهتمامنا ينصب على فئة الشباب المرفه الذي يسافر إلى شرم الشيخ أو الغردقة، ويملك سيارات وأموالاً ويخوض تجارب حب.
وأنا شخصياً قدمت مثل هذه النوعية من قبل، لكن للأسف هذه ليست الفئة السائدة في مجتمعاتنا العربية التي تعيش معظم فئاتها إما على خط الفقر أو تحت خط الفقر، لذا أفضل الالتفات إلى هذه الطبقة من مجتمعاتنا، خاصة أننا نعيش معاً تحت سماء واحدة وهذا أبسط ما يمكن تقديمه للفقراء.   

- وسط كل مشاغلك، هل تتذكرين أنك أتممت عشر سنوات في مصر هذا العام منذ قيامك ببطولة فيلم 'مذكرات مراهقة'؟
ابتسمت وقالت: كنت أتحدث في النقطة نفسها قبل أيام قليلة فقط مع أحد المقربين، لأنني بالفعل لا أستطيع تخيّل مدى سرعة مرور السنوات العشر الماضية... أحمد الله أنني وفقت في تحقيق نجاحات في مجال العمل الذي اخترته لنفسي خلال تلك السنوات التي أثمرت العديد من التجارب الجيدة في مجالي السينما والتلفزيون بفضل الله، إلى أن بدأت أُصنّف من ضمن الفنانات صاحبات الأرضيات الثابتة، وهذه نقطة تزيدني شرفاً، خاصة أن التمثيل من أصعب المجالات في الوطن العربي، والأصعب منه أن تبدأ الممثلة أولى أعمالها من مصر تحديداً، وتستمر لمدة عشر سنوات متتالية تقدم خلالها أكثر من ستة عشر فيلماً في ظروف ليست بالسهلة. لذا أنا سعيدة والحمد لله بكل ما حققته خلال السنوات العشر الماضية.


أعترض على بعض أفكار إيناس الدغيدي

- بمناسبة ذكر 'مذكرات مراهقة'، ما رأيك في أفكار إيناس الدغيدي التحررية بشكل عام داخل وخارج الفن؟
لا يجوز أبداً أن أناقش أفكارها خارج إطار الفن، وأعتقد أنه تفصيل من المفترض ألا يهتم به أي إنسان سواها، فـأفكارها خارج العمل ملك لها وحدها، أما داخل الفن فلا يمكن إلا أن أؤكد أولاً أنني لا أزال أدين بالفضل لإيناس الدغيدي التي أعطتني فرصة فيلم 'مذكرات مراهقة'، وهي الفرصة التي جاءت بي إلى مصر ليبدأ مشواري فيها، إلى أن أتزوج ثم أنجب، وها أنا حالياً أم لابنة نصف تونسية ونصف مصرية.
ثانياً، وفي ما يخص أفكارها داخل الفن، أنا لا أتفق مع كل أفكارها وإيناس نفسها تعلم ذلك جيداً، لكنني في الوقت نفسه لا أتفق مع كل من يعادي أفكارها لمجرد أنها لا تتفق وأفكارهم، ولا أتفق أيضاً مع من يشنون الهجوم على أصحاب الأفكار الجريئة، وعرض المواضيع الحساسة، حتى لو لم تتفق مع أفكارهم، لأنني أؤمن بحرية الرأي والتعبير واحترام الآخر، رغم أن هناك الكثير من التفاصيل الفنية التي تقدمها إيناس أنا شخصياً لا أقبلها.
قد أكون متفقة معها في المبدأ، لكنني أختلف معها في طريقة العرض، لكن هذا لن يمنعني من الدفاع عن حرية إيناس الدغيدي في تقديم رأيها بالطريقة التي تراها مناسبة لنفسها، لأنني مؤمنة جداً بالمقولة الشهيرة التي تقول 'قد أختلف معك في الرأي، لكنني سأحارب في صفك حتى تقول كل ما لديك'.
وأعتقد أن هذه إحدى الركائز الأساسية التي نزلت من أجلها الجماهير العربية إلى الشوارع، ألا وهي حرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر، مهما كانت درجة الاختلاف بيننا.


- هل يمكن أن نراك مرة أخرى مع منة شلبي بعد تجربة 'أحلى الأوقات' و'بنات وسط البلد' و'ويجا'؟
بالطبع أتمنى ذلك، لكن للأسف لم يعرض على أي منا أخيراً عمل يسمح بوقوفنا معاً مرة أخرى أمام الكاميرات، لأننا في النهاية من الجيل نفسه، وشاركنا معاً في أكثر من عمل، وهناك مقارنة دائماً بيننا، وقد تكون منة من أكثر الفنانات اللواتي عملت معهن، مما أدى إلى وجود علاقة وطيدة بيننا على المستوى الإنساني بعيداً عن العمل.

- هل تشعرين بالضجر إزاء المقارنات بينك وفنانات جيلك؟
لا أستاء من المقارنات على الإطلاق، بل بالعكس قد يكون أحد الأشياء التي تجعلني في حيرة من أمري بحق هو كوني من القلائل الذين لا تدخل أسماؤهم ضمن مقارنات مع أخريات كما يحدث مع البعض باستمرار، لكن أفضل المقارنات لي تلك التي يقارنني فيها البعض بنفسي وأدائي منذ ثلاث أو أربع سنوات مضت، سواء في عمل تلفزيوني أو سينمائي، لأنني دائماً ما أعقد هذه المقارنة لنفسي باستمرار، وأحاول أن أكون في تقدم مستمر.
وأعتقد أن المقارنة الشخصية للذات عادة ما تكون محبطة جداً، لأنني دائماً ما أنظر إلى كل عمل وأردد أنه كان من الممكن أن يكون أدائي أفضل، كما أنني عادة ما أصل إلى نتيجة أنه لا يزال أمامي الكثير حتى أصل إلى المستوى المنشود، لذا فإن المقارنة بيني ونفسي محبطة بالفعل، حتى أنه أصبح لديَّ اعتقاد بأنني لن أربح أبداً في مقارنتي لنفسي، خاصة أن المقارنة دائماً ما تكون بين أعمال أنهيت تصويرها وتم عرضها منذ فترة، لأنني بالتأكيد لم أكن حينها بخبرتي وبتجاربي الحالية.
لذلك أشعر دائماً بأنني أظلم نفسي بتلك المقارنات، أما مقارنتي بزميلاتي وبنات جيلي فلا تغضبني على الإطلاق بأي شكل.

- هناك تصريح منسوب لك تقولين فيه: 'لو كنت استمررت في تقديم الأدوار الجريئة ما كنت وصلت إلى ما أنا عليه الآن من نجاح'، ماذا تقصدين؟
أعلنت من قبل أنني ضد تصنيف نفسي في أدوار معينة، بل رفضت التصنيف تماماً مهما كانت الأدوار، سواء أدوار المرأة المتحررة، أو أدوار البنت البريئة، أو الأدوار الرومانسية، أو حتى التراجيدية.
ولعل تقديمي مسلسل 'عايزة أتجوز' الكوميدي هو أبسط دليل على رفضي الاستمرار في تقديم نوع معين من الأدوار، ويعود اتخاذي هذا القرار منذ بداياتي الفنية إلى أنني كنت أتمنى مسبقاً تقديم كل الأدوار بلا استثناء، دون أن أقيّد نفسي أو أسجنها داخل إطار فني معين حتى لو اتضح تفوقي فيه، بل إنني كلما شعرت بنجاحي في دور معين، أسعى جاهدة للبحث عن المناقض له تماماً، حتى أشعر باستمرار بأني أقدم جديداً.
والأيام أكدت لنا جميعاً عدم وجود ما يسمى سينما نظيفة وغير نظيفة، واتضح ذلك أكثر من خلال أعمال بعض الذين دافعوا باستماتة عن تلك الشعارات في البداية، بعد أن تأكدوا بأنفسهم أنه شعار مفرغ من معناه، لأننا صنفنا ما لا يمكن تصنيفه من الأساس، بالإضافة إلى أن التصنيف جاء من الناحية الأخلاقية فقط، والدليل خروج أكثر من عمل ضمن إطار السينما النظيفة يحمل في مضمونه الكثير من الابتذال والإسفاف في حواره، وفي الحقيقة كنت أصاب بالدهشة من الحوار، لأنني فوجئت بأن بعض هذه الأعمال لا تعرض مشاهد جريئة، لكن الحوار فيه الكثير من الإيحاءات والإشارات والجمل ذات المعنى المزدوج الممتلئ بالإسفاف.
لذا فمنذ حضوري إلى مصر دائماً ما كنت أؤكد لكل من يسألني رأيي في مصطلح السينما النظيفة وغير النظيفة، أنه لا يوجد مصطلح بهذا الاسم في العالم كله، لكن هناك سينما جيدة وسينما رديئة.
وها نحن الآن نرى معظم الذين نادوا بهذا المصطلح يتبرأون ويتنصلون منه، لذا أعتقد أنه علينا توجيه عتاب إلى كل من نادوا بهذا المصطلح، لأنهم جعلوا الجمهور في حالة شحن مستمر تجاه بعض الفنانين.

- هل تعلمين أن الجملة التي قلتها من خلال فيلم 'ملك وكتابة' وهي 'ثلاث بنات عايشين لوحدهم وشغالين في السيما، مشكوك فينا رسمي' أصبحت إفِّيهاً يتداوله الشباب بينهم؟
قالت مبتسمة: أنا سعيدة جداً بهذا، خاصة أن أولى الملاحظات التي تعلمتها في عملي أن الحوار الذي يحفظه الجمهور هو الحوار الذي ينجح في اختراق عقول الناس ومشاعرهم، سواء كان الإفيه كوميدياً أو تراجيدياً.
ولهذا دائماً ما كنت أتمنى أن تتردد إحدى جملي بين الناس، فهذا دليل على نجاح العمل وجودة الحوار. وقد حدث هذا بالفعل من قبل في فيلم 'عمارة يعقوبيان' من خلال إحدى جملي التي تقول 'مصر بقت قاسية أوي على أهلها'، لكن هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذه الجملة، وأنا سعيدة لذلك بالطبع.


لم أتحامل على جيلي

- قلت من قبل 'نحن جيل بلا مبادئ لأننا ما إن وجدنا السينما في أزمة إلا واتجهنا جميعاً إلى التلفزيون، رغم أن الأخير كان بيتاً للأساتذة الكبار الذين أدارت لهم السينما ظهورها فوجدوا أنفسهم فجأة في التلفزيون لذا لا يمكن مقارنة جيلي بفنانين أمثال يحيى الفخراني ونور الشريف ويسرا وليلى علوي'... ألا ترين أن هذا الرأي متحامل على جيلك؟
لا يمكن بالطبع أن أتحامل على جيلي، لأن هذا يعني التحامل على نفسي أيضاً لأنني أنتمي إلى هذا الجيل. وجملة جيل بلا مبادئ كبيرة المعنى إلى حد ما، ولم أكن أقصد المضمون الذي يفهم منها عند قراءتها، لكن ما كنت أقصده يمكن تلخيصه في عدة نقاط، أولاً، هناك خطأ كبير اقترفه صناع السينما في حق الجيل الذي سبقنا، بعد أن قرروا فجأة أن تعتمد السينما كلياً في وقت ما على الشباب فقط، رغم أن المجتمع ليس كله شباباً، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أي سينما في العالم تعتمد فقط على النجوم الشباب، والدليل استمرار عمل جاك نيكولسون، روبرت دي نيرو، وآل باتشينو حتى هذه اللحظة.
ثانياً، هذا القرار أدى إلى عزوف بعض الكتاب عن كتابة الأعمال التي تجمع بين الجيل السابق والجيل الحالي، مثل فيلم 'ملك وكتابة' الذي جمعني مع الفنان المبدع محمود حميدة، وهو ما افتقدنا معه الوقوف أمام عمالقة التمثيل لنتعلم منهم.
ثالثاً، كان من الطبيعي أن يتجه الجيل الذي سبقنا إلى التلفزيون، بعد أن اكتشف فجأة تخلي السينما عنه، حتى أن البعض الذي تمسك بانتمائه السينمائي، اكتشف أن الأدوار التي يتم إسنادها إليه عادة ما تكون أدواراً شرفية ليس لها معنى، لذا كان من الطبيعي أن يرفضوا تلك الأدوار احتراماً لتاريخهم الفني.
رابعاً، من المعروف أن التلفزيون له قوة ونفوذ داخل كل بيت، كما أنه يضيف إلى نجومية الفنان ولا ينتقص منها، لذا لم يكتف جيلي، وأنا منه، بالنجاح السينمائي الذي حققناه، بل اتجهنا بدورنا إلى التلفزيون بحثاً عن نجاح جديد، لأننا جيل طماع بطبعه، سواء كنا ممثلين أو أطباء أو مهندسين، ونريد أن نحقق كل شيء في وقت قصير، وهنا وجد الجيل السابق نفسه للمرة الثانية أمام هجوم مكرر من الشباب.
لذا ولكل هذه الأسباب أنا شخصياً ألتمس العذر لكل من يشعر بالضيق من هذا الجيل.


- ما الذي يميز إلهام شاهين عن يسرا عن ليلى علوي، خاصة أنك تعتبرين الثلاث مثلك الأعلى؟
بالطبع أعتبرهن مثلي الأعلى، لكن لا تجوز أبداً المقارنة بينهن، لأن كل واحدة منهن لها لونها الخاص وطريقة أدائها المختلفة التي تبهرنا، وبالمناسبة هذا هو ما يميّز هذا الجيل ويجعلنا نتابع أعماله حتى اليوم، لأن كلاً منهن ترمز إلى الأنثى بشكل مختلف، كما أن كلاً منهن أعطت المرأة العربية من المحيط إلى الخليج الفرصة لعرض مشكلاتها على الشاشة.
أما الذي يجمع الثلاث فهو أن كلاً منهن خاضت تجربة إنتاجية، وأنا أحترم فيهن هذه المبادرة، لأن الإنتاج ليس بالعمل السهل، كما يدل أيضاً على أنهن يدافعن عن صناعة السينما إلى الدرجة التي تجعلهن يدفعن من أموالهن حفاظاً على صناعة يعشقنها.
ويظهر هذا واضحاً مثلاً من حالة النشاط الفني التي تنتاب إلهام شاهين أثناء حضور أي مهرجان، فعادة أجدها تستيقظ مبكراً لتشاهد كل الأفلام من كل الجنسيات، لتعود وتفكر في صناعة السينما في مصر، ثم تبحث عن فكرة فيلم تناقش قضية مهمة أو حالة معينة، وتقوم بإنتاجه، ثم يحقق الفيلم نجاحاً كبيراً.
في الحقيقة أنا فخورة جداً بإلهام شاهين. أما أهم ما يميزهن مجتمعات فهو أن كلاً منهن قدمت في السينما أدواراً مهمة وكبيرة لم يسبق لجيلنا تقديم مثلها، بل وظهرن في وقت كان من الصعب أن تقدم فيه ممثلة دوراً كبيراً كما قدمن.
وبالمناسبة أنا أرى أن هناك تراجعاً كبيراً لدور المرأة في السينما، وهذه نقطة يجب أن نحتاط لها جميعاً، سواء كممثلات أو بالنسبة إلى صناع السينما.

- هل قرأت تصريح يسرا عنك بعد عرض مسلسل 'عايزة أتجوز' الذي قالت فيه 'هند صبري نضجت تماماً الآن'؟
سعدت كثيراً بذلك التصريح وأشكرها لهذا الرأي. لكن دعني أوضح أن يسرا تحديداً لها مكانة خاصة في قلبي، وعلاقتي بها وطيدة جداً، خاصة أنها أول من سلّمتني جائزة في حياتي عن دوري في فيلم 'صمت القصور' عندما كان عمري خمسة عشر عاماً، عندما كانت رئيسة لجنة تحكيم مهرجان قرطاج الدولي.
وربما وقعت في غرام السينما في تلك اللحظة. ويسرا إنسانة وفنانة لن تتكرر، وتجمعني بها علاقة إنسانية شديدة الرقي، فهي شخصية تبثّ التفاؤل في من حولها، ومتصالحة جداً مع نفسها، ولا تجد لها أعداءً أبداً. وقد تكون يسرا هي التي جعلتني أتراجع عن موقفي أكثر من مرة بعد أن أتخذ قرار الابتعاد عن الفن، فأجدها في كل مرة تهاتفني وتنصحني وتشرح لي، لذا فعلاقتي الإنسانية بها أعتبرها مهمة جداً وأفتخر بها.
وقد هاتفتني بعد عرض المسلسل، وقالت لي إنها لا تستطيع التوقف عن الضحك كلما شاهدت إحدى الحلقات، فسعدت كثيراً برأيها، وهذا يدل على أنها تحبّ كل من حولها.
لذا يجب أن نقدر فنانة بهذه الروح الطيبة، وأنا سعيدة جداً لكونها تصوّر فيلماً حالياً، لأنني اشتقت إلى يسرا في السينما، وأتمنى مشاهدة أعمالها.

- هناك تصريح لحنان ترك قالت فيه: 'هند صبري شجعتني على تقديم الكوميديا في 'نونة المأذونة'، في إشارة منها إلى نجاح مسلسلك 'عايزة أتجوز'. كيف ترين حنان ككوميديانة؟
تمتلك حنان ترك حسّاً كوميدياً عالياً، وقد رأينا ذلك في أكثر من عمل قدمته، مثل فيلم 'جاءنا البيان التالي'، وفي بعض أفلام الرسوم المتحركة التي استخدمت صوتها فيها. وحنان لديها قدرات فنية كوميدية كبيرة، لذا كنت أتعجب بشدّة أنها لم تخرج ما لديها حتى الآن، لكن أخيراً أخرجت بعض هذه الموهبة من خلال مسلسل 'نونة المأذونة'.
ولعلّها تشجعت بعدما أحب الجمهور فكرة الحديث عن الزواج من خلال حلقات متصلة منفصلة، وظهور عدد من ضيوف الشرف، وهذه الفكرة تعتبر ثرية جداً بالنسبة إلى ربات البيوت والأطفال. وفي النهاية نحن جميعاً نقوم بتشجيع بعضنا البعض.

- هل تعلمين أن غادة عبد الرازق أعلنت من خلال حوار صحافي ترشيحك تحديداً لدور البطولة في مسلسل 'شجر الدر' بدلاً من سُلاف فواخرجي في حال قيام الشركة المنتجة باختيار ممثلة غير مصرية لتجسيد قصة حياة 'شجر الدر'؟
أشكر غادة على هذه الثقة الكبيرة، وأنا أكنُّ لها كل حب واحترام. لكن سُلاف فواخرجي ممثلة موهوبة ومجتهدة، وأحترم وجهة نظرها في أعمالها، وتهتم بعملها كثيراً، وتشرف بنفسها على كل مرحلة في أعمالها.
لكن ليس لي علاقة من قريب أو من بعيد بمسلسل 'شجر الدر' ولم يعرض عليَّ، وأعتقد أن سُلاف بدأت التصوير بالفعل، وأتمنى لها كل التوفيق.

- هل أنت مع الاكتفاء بعدد أطفال معيّن أم أنك من أصحاب فكر 'ترك كل شيء لما هو مقدّر له من الله'؟
 دائماً ما أترك كل شيء لما هو مقدّر من الله، وأنا أؤمن بأن الإنسان لن يحصل في الدنيا إلا على كل ما هو مكتوب له. وكل ما أتمناه من الله أن يهبني إنجاب طفل آخر على الأكثر، لأنني لا أملك الطاقة الرهيبة التي تحتاجها تربية الأطفال هذه الأيام، بالإضافة إلى أنني منذ إنجابي 'عاليا' نادراً ما أتحرّك من المنزل، إلا في الضرورات القصوى فقط، لأنني أفضل الاهتمام بكل كبيرة وصغيرة تخصّها.
ويجب ألا ننسى أننا نعيش حالياً فترة غاية في الصعوبة، تقتنص من أعصابنا كل ذرة طاقة، سواء من أحداث سياسية أو اجتماعية، لذا يجب أن نتقي جميعاً الله في أطفالنا، حتى نوليهم الاهتمام الذي يستحقونه في صغرهم.

- لماذا اتخذت قراراً بإبعاد ابنتك عن كاميرات الإعلام؟
لأنه ليس قراراً منفرداً يمكنني تنفيذه إذا ما رأيت فيه الصواب، فأولاً، هو قرار مشترك بيني وزوجي، توصلنا إليه منذ ولادتها تقريباً.
ثانياً، زوجي بطبيعته لا يحبّذ الظهور ولا يحب التصوير، ويحترم خصوصياته جداً، وأنا أحترم هذه النقطة فيه، وأسعى للحفاظ عليها.
ثالثاً، أنا أرى أنه قرار يخص 'عاليا' نفسها أيضاً، لذا يجب أن تشارك في اتخاذه معنا، ولذلك لن أسمح بإقحامها في حياة الكاميرات والإعلام دون الرجوع إليها.
كما أنني سأشعر بالضيق الشديد إذا جاءت يوماً بعد أن يشتد عودها بإذن الله، لتسألني عن سبب موافقتي على ظهورها على أغلفة المجلات أو الجرائد، وهي لا تزال في المهد، فحياتها الشخصية ملك لها وحدها.
وأعتقد أنه يكفي جداً أن عملي جعلني أتنازل عن خصوصياتي وجزء من حياتي، لكن في النهاية يجب أن أعترف بأني دخلت هذا الحقل بمحض إرادتي، وقررت أن أكون تحت الأضواء، وهو ما أدى في ما بعد إلى تحمّلي أن أقرأ إهانتي بنفسي على صفحات الجرائد، لكني لا أعترض لأن هذه هي قواعد اللعبة.
أما حياة 'عاليا' فهي ملك لها وحدها، ولن يتدخل أحد فيها إلا بقرار منها.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078