تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

سالم الهندي: ليس صحيحاً أنه يحقّ لماجد المهندس...

لم يطلّ في أي حوارات منذ مدة طويلة بالرغم من أننا اعتدنا تصريحاته كل فترة في عدد كبير من أبرز وسائل الإعلام.
سألناه عن سباب غيابه عن الحوارات فقال إن ذلك يعود الى الأزمات التي يعيشها الوطن العربي، ما حتّم تقليص الإنتاجات الفنية والحفلات... خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، 'لها' التقته في مكاتب روتانا حيث جرى حديث شامل عن مختلف ما يرافق هذه الشركة من شائعات وأخبار، بعضها صحيح والبعض الآخر مبالغ فيه إلى حدّ كبير... لم يرفض الإجابة عن أي سؤال بل كان صريحاً جداً وشفافاً باستثناء بعض التفاصيل التي قال إنه لن يذكرها احتراماً لأصحاب الشأن.
إنه سالم الهندي رئيس شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، في حوار لم يخل من الصراحة والجدية والمزاح...


- اعتدنا أن نراك في حوارات عديدة لكنك مقلّ أو بالأحرى غائب عن الإعلام منذ مدة، لماذا؟
مما لا شكّ فيه أن الأحداث الجارية في المنطقة العربية أثّرت كثيراً على الوضع الفني. وبالتالي لم أجد مبرراً كي أطلّ عبر وسائل الإعلام لأنه لم يكن هناك جديد نتحدث عنه.

- هل من سياسة معينة اعتمدتها شركة روتانا لمواكبة هذه الأحداث خصوصاً أنها أثرت طبعاً على الحفلات وإصدارات الألبومات وغيرها؟ أم تركتم الأمر مرتبطاًبالفنان نفسه والمناطق التي يتركز فيها جمهوره؟
للأمانة كان الإنتاج ضئيلاً جداً خصوصاً خلال الأشهر الستة الأولى من العام خصوصاً خارج الخليج، أي المناطق التي كانت تشهد أحداثاً مؤلمة كمصر وتونس وغيرهما.
أما من يتركز جمهورهم في الخليج فاستمر الإنتاج لهم في شكل عادي. اليوم ومع التحسّن النسبي في الأوضاع، بدأنا بإصدار إنتاجاتنا الغنائية. أما في ما يخصّ الحفلات، فقد بدأنا العمل في أسواق جديدة للفنانين وأقمنا حفلات في أوروبا، كما اتجهنا نحو سوق الإمارات.

- كان يفترض أن تقيموا حفلات في تركيا حسب ما سمعنا؟
صحيح، لكنها لم تحصل لظروف معينة. وبصراحة، لا أستطيع القول إن الحفلات التي أقمناها في أوروبا غطّت أو كانت البديل عن الحفلات التي اعتدنا إقامتها هنا وهناك، لكنها كانت أفضل من عدم فعل شيء.

- هل صحيح أنكم تحضرون حفلات في دبي لمناسبة عيد الأضحى؟
صحيح، وفي بيروت أيضاً، وقد أقمنا حفلات ناجحة في بيروت لمناسبة عيد الفطر رغم الأوضاع.

- بالحديث عن الحفلات، يُلاحظ أنكم تكررون الأسماء الفنية ذاتها في معظم الحفلات التي تقيمونها. لماذا؟
كما تعلمين إن سوق الحفلات يخضع لقانون العرض والطلب. يمكن لروتانا طبعاً أن ترشح أسماء معينة أو أن تطعّم حفلات كبار النجوم بأسماء جديدة، لكن في النهاية هناك جمهور وهو الذي يختار الفنانين الذين يرغب في حضور حفلاتهم.
إضافة إلى ظروف أخرى ترتبط بالفنان نفسه، فتجدين أنه هو نفسه لا يريد أن يشارك. لكننا نحاول قدر المستطاع أن ندفع بالكل في الحفلات، خصوصاً الذين أبرموا مع الشركة عقود إدارة الأعمال.

- نذكر أنه عندما تم الإعلان عن قسم إدارة الأعمال في روتانا، كان الحديث واضحاً لناحية أن من لن يبرم هذه العقود مع الشركة، الشركة بدورها ستتوقف عن الإنتاج له. وربما من الطبيعي أن يخاف بعض الفنانين أو يترددوا لدى توقيع هذه العقود بحيث لم يكن هناك وضوح في السياسة التي ستكون متّبّعة، ونعلم أن قسماً مهماً منهم لم يوقّع. إلى أي مدى أثّر هذا الأمر على روتانا وجعلها تفقد عدداً من نجومها؟
صحيح نحن قلنا صراحة إن من لن يوقّع لن نجدد له عقده، وللأمانة أستطيع القول إن هذا الأمر لم يؤثر. لأنه لم يتم فسخ عقود لهذا السبب بالذات، بل لأسباب أخرى.
أحيانا ينتهي العقد ولا نتوصل مع الفنان إلى صيغة جديدة تناسب الطرفين، أو أننا نجد مثلاً أنه لا يناسبنا التجديد مع هذا الفنان... لكني أظّن أن الفنانين صار لديهم الوعي الكافي تجاه هذا الموضوع، خصوصاً أن أغلب النجوم الكبار وقّعوا بالفعل هذه العقود.
لكن في البداية كان من الطبيعي أن تحصل بعض المشاكل كما في كل مشروع في بدايته.

- أي لا يمكن لوم الفنان إن تردد في البداية؟
بالتأكيد لأن المسألة كانت جديدة. لكن مع الوقت أدركوا أن هذه العقود هي لمصلحتهم وقد لمسوا تأثيرها الإيجابي عليهم.

- من أبرز الذين لم يوقعوا هذه العقود هو الفنان حسين الجسمي وقد أعلن أخيراً فسخ العقد بينه وبين روتانا. ألا تعتبرون أن خروجه من الشركة هو فعلاً خسارة كبيرة؟
مما لا شك فيه أن حسين الجسمي اسم مهم جداً للشركة، لكن طبعاً أنتم كصحافيين على اطلاع على ما حصل، وكان من الأفضل كي تبقى العلاقة طيبة بيننا أن يُفسخ العقد.
وقد فسخ التعاقد فعلاً بالتراضي ودون مشاكل، وفي شكل يضمن استمرار العلاقة الطيبة بيننا. صحيح أن للجسمي اسما كبيرا في الساحة، لكن الأنسب كان هذا الحل.

- حُكي قبل فترة أن الشركة في صدد إقامة دعوى على الجسمي كونه كان يصدر أغنيات منفردة على حسابه الخاص؟
(يبتسم) بصراحة لا أريد التطرق إلى هذا الموضوع.


ما حكي عن مقاضاتنا للجسمي لم يكن من فراغ

- لكن الخبر كان صحيحاً وهناك تأكيد لأن الشركة كانت تنوي مقاضاة الجسمي!
ما نُشر في الصحف والمجلات حول هذا الموضوع لم يكن من فراغ، وطالما أننا أعلنا عن فسخ العقد بالتراضي واتفقنا في عقد الفسخ على عدم التصريح عن هذا الأمر، فأنا أحترم ما وقعته ولهذا أفضّل عدم التحدث في هذه المسألة.

- خلال فترة وجيزة غادر عدد كبير من الفنانين روتانا أو كانوا على وشك المغادرة...
(يقاطعني) هناك فرق كبير بين أن يكونوا هم من غادر وبين أن تكون الشركة فسخت عقودهم أو انتهى العقد دون تجديد.

- طيب، لنتفق إذاً على مقولة أن قسماً كبيراً لم يعد موجوداً في روتانا بغضّ النظر عن الأسباب.
«اوكي».

- من بين كل هؤلاء، لاحظنا أن الشركة تمسكت كثيراً باسم الفنانة نجوى كرم التي كان يفترض أن تغادر ولم تكن تريد تجديد العقد، ولم تجدده إلا بعد حوالي العام وبعد إصدارها أعمالاً من إنتاجها. لماذا تمسكت روتانا بنجوى كرم دون سواها بينما لم نلمس هذا الحرص على بقاء أسماء اخرى مهمة جداً ومن نجوم الصف الأول كأصالة ونوال الزغبي وأنغام... ؟
هناك أعمدة مهمة يجب أن تبقى في الشركة.

- لكن الأسماء التي غادرت لا تقلّ شأناً عن نجوى كرم؟
صحيح، لكن الموضوع مع نجوى كرم يختلف، فهي تقريباً بدأت مسيرتها الفنية مع روتانا ومن المعيب أن تتخلى عنها روتانا. ومن وجهة نظري الخاصة أقول إنه لو تخلينا عن نجوى، فهذا يعني أن الأمان غير موجود.

- للشركة أم للفنانين؟
أقصد أن الفنانين عند ذلك لن يشعروا بالأمان، عندما يرون أننا تخلينا عن أقرب فنانة إلينا وهي نجوى كرم. وكيف لي أصلاً أن أتخلى عن فنانة مهمة مثلها؟ لكن أن يأتي فنان آخر وقعنا معه عقداً لثلاثة ألبومات ولم نتفق على التجديد بسبب شروط معينة، يعني مع احترامي لن أتمسك به.


يحق لنجوى كرم أن تتدلل

- نجوى كرم قالت بداية إنها رفضت التجديد لأن العقد الذي قدّم لها لا يناسب تاريخها الفني. ثم عادت وجددت العقد وقالت إنها لم تقرأ العقد الجديد... أليس في ذلك تناقض؟
كيف؟

- نقصد أنه طالما أنها تثق بالشركة إلى درجة توقيع عقد لم تقرأه، لماذا لم تفرض شروطها من البداية بدلاً من البقاء عاماً كاملاً بعيداً عن الشركة؟
ألا يحق لها أن تتدلل... من هم أقل منها شأناً يتدللون فلماذا لا تتدلل هي! يعني كل فنان يريد ان يشعر بقيمته، وربما كانت تريد أن تعرف هل الشركة متمسكة بها أم لا، فوجدت ان الطرف الآخر متمسك بها وكثيراً.

- النجمة نوال الزغبي أيضاً لم تعد موجودة في الشركة، وكان لافتاً أنك انتقدتها رغم أنها لم تحكي بالسوء عن الشركة عندما فسخ العقد؟
أين انتقدتها؟

- سُئلت عنها وعن أصالة نصري في أحد حواراتك، وكان السؤال «كيف تراهما بعد انفصالهما عن الشركة»، فقلت «أين هما كي أحكم عليهما؟»... بمعنى أنك لا تراهما؟
هذا ليس أمراً معيباً ولا يصب في خانة النقد. لكن من الطبيعي أن أقول ذلك، لأنه كي أحكم على شخص يجب أن يكون لديه أعمال في السوق وحفلات ومهرجانات وإطلالات. إذا لم يكن قد نفذ شيئاً من ذلك، فكيف أحكم عليه. وكل شخص يأخذ المعنى الذي يناسبه.

- لكن نوال الزغبي أصدرت ألبوماً ناجحاً جداً واحيت حفلات ومهرجانات حققت فيها حضوراً جماهيرياً ضخماً سواء في المغرب أو الجزائر ولبنان وغيرها؟
لا أريد أن أبدأ بالنقد والانتقاد، لكن في تلك الفترة «ما كان في شي». وفي النهاية «الله يوفقها» وأتمنى لها النجاح، يعني هي لن تأخذ من دربنا شيئاً.

- كم أصبح عدد الفنانين اليوم في روتانا؟
55 وهو رقم مميز.

- لكن الشركة كانت تضمّ حوالي 150 فناناً؟
كلا، كانت تضمّ 120 فناناً. ولا تنسي أنه من بين هؤلاء أسماء كثيرة جديدة وشابة وليسوا كلهم نجوم صف أول.

- أغلب هذه الأسماء لم تعد موجودة؟
صحيح، لأنه كما تعلمين نحن نعطيهم فرصة من خلال ألبوم أو عدد من الأغنيات المنفردة، لكن إن لم ينجح الرهان لا نستطيع أن نكمل.

- لكن ألا تعتقد أن أي موهبة جديدة تحتاج إلى وقت كي تظهر وتتبلور ولا تستطيع أن تحكم عليها من الألبوم الأول؟
صحيح مئة في المئة، هي في حاجة إلى وقت. لكن من ناحية أخرى الأوضاع المحيطة بالعمل الفني ككل لا تساعد، خصوصاً أوضاع السوق والقرصنة الحاصلة هي فعلاً لا تساعدنا كشركة فنية.
يجب على الحكومات أن تساهم في مساعدة الفنانين الشباب، عن طريق وزارات الثقافة والإعلام وتدعم الفنانين في بلدها بالتعاون مع روتانا. لكن أن تقوم روتانا بكل الدعم فهذا مستحيل في ظلّ هذه الأوضاع.

- الفنانون الـ 55 أغلبهم من نجوم الصف الأول؟
(يضحك) Cream of the Cream، أي النخبة.

- لكن السوق في حاجة إلى أصوات جديدة؟
صحيح وهذا طبيعي، لكن كما قلت لا بد من تدخل الجهات الحكومية.

- الدول اليوم بالكاد تستطيع دعم نفسها؟
هناك أمراء وشيوخ يستطيعون دعم أولاد البلد وهذا يحصل كثيراً.

- الشيوخ والأمراء موجودون فقط في الخليج وليس في مصر ولبنان مثلاً؟
هناك أيضاً تجار ورجال أعمال، «يعني ما شاء الله» أرى أن أغلب أصحاب المليارات والثروات هم لبنانيون أو من أصول لبنانية.

- تكثر حالياً برامج المواهب الغنائية على مختلف محطات التلفزة. إلى أي مدى ترى أن السوق ما زال قادراً على استيعاب هذا العدد من المواهب؟
مع احترامي لكلّ القيّمين على هذه البرامج والعاملين فيها، فإن النجاح الذي يحققونه هو تلفزيوني فقط أي خلال فترة عرض البرنامج، لكنهم لا يستثمرون المواهب التي تبرز او تفوز في هذه البرامج.

- ما السبب؟
لأن اهتمامهم الرئيسي هو بالتلفزيون وليس بالإنتاج.

- لكن محطة «ام بي سي» التي تستعدّ لعرض برنامج «آراب أيدول» الضخم إضافة إلى «أرابز غوت تالنت» لديها شركة إنتاج مهمة وهي «بلاتينوم ريكوردز»؟
صحيح لكن الإنتاج محدود، وإن أنتجوا ألبوماً لإحدى هذه المواهب ولم ينجح لن يكونوا قادرين على الاستمرار.

- إلى أي مدى هناك تنافس بينكم وبين «بلاتينوم ريكوردز» في سوق الخليج تحديداً؟
القيمون عليها أصدقائي وأنا أحبهم كثيراً لكني لا أجد تنافساً بيننا والفرق كبير بيننا. هم ينتجون لعدد قليل من الفنانين، وربما يعدّون على أصابع اليد الواحدة، أما الباقي فأغلبه توزيع.
وعدد كبير من الذين لم يعودوا في روتانا، ينتجون ألبوماتهم على حسابهم الخاص ويقصدون الشركات الأخرى كي توزّعها لهم، ولا يحققون أي أرباح أصلاً، يعني يقول بينه وبين نفسه «خلّيني أرضي غروري تجاه روتانا أني ما زلت موجوداً».

- لكن ربما تكون سياسة شركة «بلاتينوم ريكوردز» هي الإنتاج لمواهب جديدة تقدمها في السوق وهذا لا يعني أنها غير قادرة؟
هذا شيء جميل لكنه استثمار يحتاج إلى مبالغ ضخمة جداً.

- منذ مدة لم نر روتانا تنظم مهرجانات ضخمة كما السابق مثل «هلا فبراير» و«قرطاج» وغيرهما؟
معظم هذه المهرجانات تبثّ مباشرة على شاشة التلفزيون، وفي حال عدم وجود إعلانات كافية تغطي التكلفة من الطبيعي ألا نهتم بها كما في السابق، لأننا يجب أن نقيم توازناً.

- لكنكم في الأساس شركة إنتاج واهتمامكم الأساسي ليس التلفزيون بل دعم الفنانين الموجودين في الشركة؟
صحيح، لكن طالما أن الفنانين الموجودين معي يطلون على شاشات أخرى أي يحققون انتشاراً، أضافة إلى أن الشركة تحقق أرباحاً مادية من خلال مشاركة هؤلاء الفنانين (أي النسبة المقتطعة من مدخولهم من خلال عقود إدارة الأعمال)، فبالتالي نحن كشركة نستفيد، لأن المحطات بهذا الشكل تروّج لألبوماتنا، إضافة إلى الربح المادي من خلال نسبة الحفلات، فأين المشكلة.

- ما دمتم مهتمين بانتشار نجومكم عبر المحطات الأخرى، لماذا لا تطبقون هذه السياسة في الكليبات أيضا؟
هناك الكثير من المحطات التي تعرض كليباتنا.

- لكنكم تفرضون بدلاً مادياً ولا تستطيع كل المحطات دفع هذه المبالغ؟
في النهاية يجب أن نقيم توازناً. أي لدينا كليبات حصرية من إنتاجنا، وإن أرادت المحطات الأخرى عرضها عليها أن تدفع. من الخطأ طبعاً ان نعطي الكليبات مجاناً لمحطات تنافسنا ودون أن نستفيد منها شيئاً. لكن هناك الكثير من المحطات التي نرتبط معها بعقود وتفاهمات وتعرض كليباتنا.

- أنتم بدوركم تعرضون كليبات لنجوم آخرين ينافسون فنانيكم! ألا يجب أن تكون الأولوية لنجوم روتانا؟
صحيح ولكن عدد الذين نعرض لهم قليل.


أهلا وسهلا بنانسي عجرم على شاشاتنا

- تعرضون بكثافة كليبات لنانسي عجرم ويارا وغيرهما؟
نحن كشاشة يجب أن نلبّي طلبات المشاهدين، وعادة نعرض كليبات لنجوم نتفاوض معهم، مثل يارا على سبيل المثال.

- (مازحة سألته) يعني يمكن ليارا أن تستغلّ هذه المسألة وتستفيد من عرض كليباتها بحجة أنكم تتفاوضون ولمدة طويلة؟
(يضحك) «هي بتمون وبتستاهل». لكننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة ويجب أن نُشعر الفنان بأننا نهتم به.

- نانسي عجرم صرّحت أنها لن توقع مع روتانا؟
«أهلا وسهلا»، ونحن لا نمنع بثّ الكليبات للفنانين الآخرين.

- ماذا عن الذين لم يعودوا موجودين في روتانا؟
نحن نعرض للكل لأنه في النهاية هذه الكليبات من إنتاجنا ومن غير المنطقي أن نوقفها، بهذا الشكل نخسر. «يعني الفنان قبض وراح، نحن شو منعمل».

- ما هي إذاً صحة وجود لائحة سوداء تضم أسماء فنانين ممنوع أن تعرض كليباتهم على شاشة روتانا وهم كانوا سابقاً في روتانا؟
لا أسمع عن أي لوائح سوداء إلاّ في المطارات.

- حكي كثيراً عن هذه اللائحة وسرّبت الأسماء أيضاً؟
من الطبيعي أن نوقف عرض أعمال لفنانين هاجموا الشركة وشتموها علناً. «يعني واحد بيسبني ليش بدي أخلّيه». (يضحك) ولتكن اللائحة أكثر من سوداء...

- نفّذتم في روتانا برنامج «أكس فاكتور» الذي قيل إنه كلّف مبالغ طائلة، ثم أنتجتم لكل من رجاء ومحمد مجذوب اللذين فازا بلقب البرنامج ثم فسختم عقديهما. ألا تعتقد أن ما حصل يبدو كمن رمى استثماراً ضخماً دون أي فائدة؟
البرنامج حقق أرباحه من خلال الإعلانات، لكن يختلف الموضوع في ما يخص الإنتاج. أي كما قلت سابقاً، أستطيع أن أدعم المواهب بألبوم أو اثنين لكنني لا أستطيع الاستمرار أكثر إذا لم يحققوا نتائج مهمة. لا توجد خلافات مع أي منهما لكنها أوضاع السوق كما ذكرت.

- لكن ألا ينطبق هذا الأمر أيضاً على نجوم الصف الأول الذين لا يحققون بدورهم أي أرباح في المبيعات بسبب القرصنة السائدة؟
لهذا السبب أنشانا قسم إدارة الأعمال كي نؤمن مردوداً معيناً، إضافة إلى المردود الذي نحققه من خلال الديجيتال. فالمسألة لم تعد بيع «سي دي» لأن الوضع كله تغيّر.

- يقال إن هناك فنانين وقعوا عقود إدارة الأعمال لكنهم في الوقت ذاته يحييون حفلات دون العودة إلى الشركة بسبب خلافات معينة؟
يعني كل واحد هو وضميره.

- هم يقولون «خلي الشركة تدفع لنا مستحقاتنا كي ندفع نحن بدورنا ما يتوجب علينا من مردود الحفلات»؟
«هذا حكي فاضي»، وليتك تسمين لي اسماً كي أشرح لك.

- يحكى عن خلافات كبيرة مع الفنان فضل شاكر رغم أنك اجتمعت به أكثر من مرة، وكأن في علاقتكما مداً وجزراً، تختلفان ثم تتصالحان ومن ثم تختلفان من جديد؟
أبداً لا يوجد أي خلاف معه، وعلى العكس علاقتنا به ممتازة.

- لكنه أصدر أغنيات منفردة من إنتاجه بعيداً من الشركة؟
صدقيني هناك أمور اتفقنا عليها.

- متفقان على إشاعة وجود خلافات بينكما أدّت إلى إصداره أغنيات منفردة من إنتاجه؟
لا أريد الحديث في تفاصيل هذا الموضوع.

- حكي أن سبب تأخير ألبوم فضل شاكر هو عقود التفرّغ (التي فرضتها روتانا) التي رفض بعض الملحنين الذين يتعاون معهم توقيعها؟
هذا صحيح، عقود التفرّغ الجديدة التي أنشأناها هي فعلاً تحاكي كل الأطراف من الملحن إلى الشاعر والناشر والمطرب، وتؤسس لأسس سليمة نسير عليها مستقبلاً، وهي أمور معترف بها دولياً.
لكن ربما البعض ليس لديه الوعي تجاه هذا الأمر ولهذا رفضوا التوقيع. كما أن البعض يعترض لمجرد الاعتراض. وأمانة أقول، إن من لن يوقع هذه العقود لن نتعامل معه ببساطة. يعني كيف نصدر أغنيات لا نملكها أو ملكيتها منقوصة؟

- لكن فضل شاكر اختار عدداً من الأغنيات وسجلها ثم حصل موضوع عقود التفرّغ. ما الذي يحصل في هذه الحالة؟
هناك أغنيات جديدة يجهّز لها وأفضل من التي اختارها سابقاً.

- لكن في هذه الحالة الخاسر هو فضل شاكر كونه دفع مستحقات الأغنيات التي اختارها؟
كلا، فضل شاكر حبيبي ولن أدعه يخسر شيئاً.

اجتمعنا بالملحنين والشعراء

- اجتمعت أخيراً مع عدد من الملحنين والشعراء لحلّ مشلكة عقود التفرّغ؟
صحيح، وقد حلّ الموضوع بعد تعديلات طفيفة ترضي الطرفين.

- هل صحيح أنه من خلال عقود التفرّغ تستطيع الشركة بيع الأغنية لأي جهة تريدها؟
لا تستطيع ذلك إلاّ بموافقة كل الأطراف، وليس صحيحاً ما حكي في السابق أننا نبيع لكن نريد.

- هل من مشاريع جديدة تريد الإعلان عنها أو أسماء جديدة تتفاوضون معها؟
هناك مفاوضات مع يارا ووائل كفوري فضلاً عن اسم مفاجأة.

- ألن تكشف عنه؟
كلا أبداً ولا أستطيع الإفصاح عنه لأي كان إلا بعد أن ينتهي التفاوض.

- لماذا؟
(يضحك) أخاف من الحسد. يعني «أولاد الحلال كتار» والبعض يخرّب لمجرد التخريب حتى ولو كان غير مستفيد من ذلك.

- انضمت أحلام ونجوى كرم إلى مجموعة «ام بي سي» من خلال المشاركة في لجان تحكيم برامج للمواهب رغم أنهما في شركة روتانا. أليس في هذا خسارة لكم كشركة في كون نجومكم يستغلون في محطات أخرى؟
لا نستطيع أن نمنع الفنانين من الظهور في برامج مماثلة في الوقت الذي لا ننفذ فيه نحن هذه البرامج. يعني لو كانت روتانا تبث برامج مماثلة لربما كان الوضع اختلف.

- كيف تقوّم تجربة نجوى كرم في برنامج «أرابز غوت تالنت»؟
ممتازة «ما شاء الله عليها» ونجاحها في الموسم الأول جعلها تجدد أيضاً للموسم الثاني.


أتوقع النجاح لأحلام

- وما هي توقعاتك للفنانة أحلام في «آراب أيدول»؟
أحلام شاطرة، (يضحك ثم يقول) «ويعتمد مين معها».

- من معها هو راغب علامة، وما تقوله لطشة واضحة!
لا لا بالعكس لم ألطش أحداً. أنت سألتني عن أحلام وأنا قلت إنها شاطرة.

- راغب علامة أيضاً شاطر!
لا أعرف، «الله يوفقه».

- ذكرت أن حسين الجسمي عمد إلى إصدار أغنيات منفردة دون الرجوع إلى الشركة ما دفعكم إلى التفكير بمقاضاته. لكن من ناحية أخرى نجد أن ماجد المهندس أيضاً أصدر أغنيات لمسلسلات لصالح «ام بي سي» كما أصدر أغنية مع «بلاتينوم». هل يحق لماجد المهندس ما لا يحق لغيره؟
كلا أبداً، حصل ذلك بموافقتنا. يمكن ان نسمح لكل فنان لكن على الأقل أن يتفق مع الشركة ويطلعها، ولكن ليس بهذا الشكل...

- من هو أكثر من يحقق مبيعات في روتانا؟
لم يعد هناك شيء اسمه مبيعات ألبومات، هذه المنظومة انتهت.

- من هو أقرب فنان إلى قلبك؟
الكل بصراحة، كما أن هناك نجوماً من خارج روتانا هم أصدقاء لي.

- أليس الفنان عبدالله الرويشد هو الأقرب؟
عبدالله أخ حقيقي وقد كبرنا معاً، وهو خارج المقارنة مع أحد.

- بقي أن نسأل أخيراً عن الخلاف مع الفنانة هيفاء وهبي التي صرّحت أنها قد تصدر ألبومها مع شركة أخرى بسبب الإهمال الذي تتعرض له في روتانا؟
سأشرح بالتفصيل ما حصل مع هيفاء وهبي. من ناحيتنا لا توجد أي مشكلة، لكن ربما هي تريد أن تفتعل مشكلة. ما حصل أننا اجتمعنا في مصر قبل أحداث الثورة، وكان زوجها موجوداً وحللنا كل الخلافات.
وللعلم أنا احب هيفاء واحترم نجوميتها. اتفقنا حينها أن نصدر الألبوم خلال شهر آذار/ مارس، ثم قامت الثورة في مصر وكان من الطبيعي أن نرجئ الإصدار خصوصاً أن لها جمهوراً كبيراً في مصر.
لكني رغم ذلك سألتها إن كانت ترغب في إصداره في تلك الفترة رغم الظروف، وقلت لها إني لا أمانع، فقالت كلا، لنصدر الألبوم قبل بداية موسم الصيف.
وسألتها، هل تريدين دفعة على الحساب، فقالت «كلا، ادفع لي مرة واحدة عند تسليم العمل». وحينها كلّفت طوني سمعان (أحد المدراء في روتانا) الذي أثق به وأعرف أنه يعزّها أيضاً، كلّفته بمتابعة الموضوع. ومنذ ذلك الحين طوني يتصل بها وهي لا ترد. هذا هو كل الموضوع.

- لماذا تفعل ذلك؟
إسأليها هي... أنا ذكرت بشفافية ما حصل حرفياً ونحن متمسكون بها لكني لا أعرف ماذا تريد. فلترسل أصغر مندوب لديها وتسلّمنا الألبوم وتتسلّم مستحقاتها فوراً.

- ماذا إن أصدرته مع شركة أخرى؟
هناك عقود تحكم بين الطرفين.

- لكنكم نادراً ما تقيمون دعاوى على فنانين؟
بالتأكيد، لا نلجأ إلى هذا الحل إلا عند الضرورة القصوى وكحلّ نهائي لا نملك سواه، وحينها نكون مجبرين.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078