تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أسرار مذكرات سعاد حسني

منذ رحيل السندريللا سعاد حسني والكل يبحث عن المذكرات التي كانت قد كتبتها وسجلتها أيضاً بصوتها على مجموعة من الأشرطة، تلك المذكرات التي اختفت يوم رحيلها الغامض ولم يعلم أحد من سرقها أو كيف اختفت. لكنَّ كثيرين كانوا يتوقعون أن تكشف تلك المذكرات إلى حد كبير أسرار الوفاة الغامضة للسندريللا، خصوصاً بعد ما تردد أنها تحدثت فيها عن التهديدات التي كانت تتلقاها.

وأخيراً وقعت المذكرات في أيدي جهات التحقيق في لندن، بعد التوصل إلى الشخص الذي يخفي تلك المذكرات، وهو من أطلقوا عليه «حامل التسجيلات»، وتم استدعاؤه وهو مصري مقيم في لندن، وخيرته السلطات بين التعاون وتسليم المذكرات وتقديمه للمحاكمة بتهمة المساعدة في قتل سعاد حسني، فقرر الرجل التعاون وقدم المذكرات إلى جهات التحقيق. ولم يكن غريباً بعد ذلك تسريب الكثير من أسرار تلك المذكرات، والتي وصلت نسخة منها إلى جانجاه شقيقة سعاد حسني، وصدق توقع الكثيرين عندما جاءت تلك المذكرات مليئة بالأسرار والمفاجآت.

في البداية، كشفت التحقيقات أن الشخص الذي أطلقوا عليه «حامل التسجيلات» والذي كان يخفي تلك المذكرات وتقرر إخفاء هويته بعد تعاونه، كان قد ظهر في حياة سعاد حسني عام 1999 ليقنعها بأنها ستتحول إلى ثرية إذا كتبت مذكراتها، لأن هناك شخصية عربية مهمة وافقت على تمويل الطباعة والنشر. وبالفعل تحمست سعاد للفكرة، خصوصاً أنها كانت في حاجة ماسة الى المال، وبدأت كتابة مذكراتها.

أما أبرز المفاجآت والأسرار، التي ضمتها تلك المذكرات، فهي ما تحدثت عنها سعاد بأن هناك أشخاصاً زاروها واعتدوا عليها بالضرب وهددوها بالقتل إذا استمرت في كتابة تلك المذكرات. كما سجلت سعاد أنها تلقت تهديدات مباشرة بعد ذلك من رجل النظام السابق صفوت الشريف الذي جاءها إلى لندن وحدثت بينهما مشاجرة طعنته على إثرها بسكين صغيرة فأصيب بجرح سطحي.

وفسرت سعاد حسني صراعها مع صفوت الشريف بأنه قديم ويعود إلى منتصف الستينات، عندما كان ضابطاً، وأنه حاول تجنيدها في الجهاز الأمني الذي كان يعمل فيه، وعندما رفضت كانت في انتظارها مفاجأة، وهي فيلم صوره لها مع صديق عرفته في بداياتها، وكان عميلاً تم تجنيده للإيقاع بها واستدراجها. وهددها صفوت الشريف وقتها بأنه في حال عدم تعاونها سوف يسرّب هذا الفيلم ليهدم حياتها الفنية، فلم تملك سوى الموافقة والعمل معه.

وفي مذكرات السندريللا أيضاً اعتراف منها بأنها تزوجت سراً، وفقط بكلمتي «زوجتك نفسي» من عبد الحليم حافظ، وأن علاقتها بالعندليب انتهت أيضاً على يد صفوت الشريف، عندما دعا حليم إلى مكتبه وجعله يشاهد الفيلم الذي كان يجمع سعاد وصديقها القديم. إلا أن عبد الحليم أخبر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بكل ما حدث، فكان ذلك أحد أسباب قرار عبد الناصر بتحويل صلاح نصر مدير الاستخبارات وقتها ومعه صفوت الشريف إلى المحاكمة.

وتواصل جهات التحقيق في اسكوتلانديارد فحص تلك التسجيلات، وفي الوقت نفسه قررت جانجاه، شقيقة سعاد حسني، تقديم بلاغ للنائب العام المصري للتحقيق في ما جاء بتلك المذكرات، لجهة اتهام أسرة السندريللا لصفوت الشريف بأنه وراء قتلها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079