رجاء الصانع: قرار الملك عبدالله مشاركة المرأة في الحياة السياسية...
بدايتها كانت «صدمة» أو بالأحرى «مفاجأة» تلقفها الوسط الأدبي في الوطن العربي والعالم بعيونٍ واسعة من الدهشة. هي صاحبة «بنات الرياض» التي شكلّت نقطة تحوّل في مسار الأدب السعودي الشاب.
باكورة أعمالها الأدبية تحولّت بسرعة البرق إلى «مدرسة» أدبية خاصة لها قواعدها التي لا تُشبه إلاّ مؤسِستها.
أمّا اسمها فأضحى عالمياً بفعل الضجة التي أحدثتها حينها وهي لا تزال في الخامسة والعشرين من عمرها.
رجاء الصانع، الشابة السعودية، الطبيبة المتمكنة، الباحثة المتفوقة، والروائية التي تُرجمت روايتها الأولى إلى ما يفوق 35 لغة واستُضيفت في أشهر البرامج العالمية وكسرّت أرقاماً قياسية في نسبة مبيعاتها، أمامها لا تشعر بأنّها صاحبة كلّ هذه الإنجازات.
بابتسامتها ورقتها وتواضعها وتعلّقها بأسرتها، تحسّ أنّك تُحاور صديقة أو حتى شقيقة... معها كان لنا هذا الحوار
- أولاً مبروك التخرّج... أخبرينا أكثر عن اختصاصك الذي أبعدك عن عالم الرواية فترة خمس سنوات تقريباً؟
الحمدلله أنا سعيدة بالتخرج وبالوظيفة وبالمرحلة الجديدة من حياتي. أنهيت التخصص في علاج أعصاب الأسنان من جامعة إلينوي في شيكاغو، ونلت درجة الماجستير عن أبحاثي في مجال العلاج بالخلايا الجذعية، واجتزت أخيراً امتحانات البورد وبذلك أصبحت أول سعودية حاصلة على البورد (الزمالة) من أميركا الشمالية في هذا التخصص.
عملت كبروفيسور مساعد لمدة عام في جامعة إلينوي قبل أن أحزم حقائبي وأعود الى الوطن. خلال هذه السنوات لم أتوقف عن الكتابة والنشر إلا أنها كانت منشورات من نوع آخر، أي في مجالي العلمي والطبي، فقد نشرت بحثين مهمين في أهم المجلات العلمية في تخصصي، وكانا يدوران حول علاج الأسنان باستخدام الخلايا الجذعية والذي يعد أحدث طرق العلاج وله مستقبل عظيم.
- هل عدت نهائياً إلى الرياض؟ ستمتهنين الطب؟
نعم عدت للاستقرار في الرياض لكنني مازلت على اتصال بأساتذتي وأصدقائي في شيكاغو وذكرياتي في مدينة الرياح ستعيدني إليها باستمرار للزيارة أو ربما التعاون العلمي في المستقبل.
بدأت العمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض. وأستمتع كثيراً بعملي كطبيبة أسنان وباحثة في مجال الخلايا الجذعية وكاتبة وأحاول أن أوزع وقتي في هذه المرحلة بين جوانب حياتي المختلفة بعد أن أوليت تركيزي لحياتي الأكاديمية في السنوات الخمس الماضية، وهو ما كان ضرورياً لأنني كنت في مهمة وطنية وهي ابتعاثي ضمن برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، وكان لا بد من تحقيق أهداف هذه البعثة بالإنجازات العلمية التي أهلتني للحصول على جوائز عديدة من كل من الجامعة والملحقية ووزارة التعليم العالي.
- ما الذي اكتسبته خلال فترة وجودك في أميركا؟
للأمانة لم أكتسب شيئاً في البداية. كنت أعتقد أن تغيّر عقلية الطالب بعد الابتعاث دليل على ضعف شخصيته وسهولة التأثير عليه.
إلا أنني بعد مدة بدأت أنفتح على العوالم المحيطة بي، وتعودي على طبيعة المكان والناس وتأقلمي مع إيقاع الحياة السريع والحياة الجامعية ومتطلباتها، كل ذلك فتح لي المجال لأتعرف أكثر على أميركا.
كانت أهم استنتاجاتي أن البشر لا يختلفون بحسب انتماءاتهم السياسية أو الدينية أو العرقية وإنما بحسب إنسانيتهم وسيكولوجياتهم.
- رأينا صورتك على إحدى محطات الحافلات في شيكاغو حيث درست، فهل كنت على علم بذلك؟
أبداً. فوجئت أحد الأيام بالصورة على صفحتي في الفيسبوك وقد التقطتها إحدى صديقاتي في شيكاغو مرّت بالصدفة من تلك المحطة ففوجئت بصورتي، وقد كُتب على الصورة: فخورة بأنني من جامعة إلينوي في شيكاغو، وأنني طبيبة أسنان وروائية عالمية...
مثل هذه الأفعال تجبرك على احترامهم وتقديرهم. مازالت كلية طب الأسنان في جامعة إلينوي تضع صورتي في صفحتها الرئيسية حتى اليوم وأساتذتي هناك سعداء جداً بانتمائي الى أسرتهم.
وبالمناسبة ما زلت أُعدّ أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وبابها مفتوح لي للرجوع والتدريس.
- هل أنت مجروحة من السعودية؟
بالعكس البلاد لا تجرح. وجدت دعماً وتشجيعاً من مسؤولين كثر بعد نشر روايتي وبعد حصولي على شهادات علمية رفيعة، وأفضال البلد علي بعد الله لا تعد ولا تحصى وهي واضحة للعموم والشعب هو من يصنع الفرق. ونحن سنصبح أفضل بفضل برنامج الابتعاث ومؤتمرات حوار الأديان وغيرها من الخطط التنموية التي يستثمر فيها الملك عبدالله في شعبه.
نحن نتعلم ونتطور الآن، وما اكتسبته من دراستي في الخارج يكتسبه آلاف الطلبة غيري وسيحملونه معهم إلى الوطن بإيجابية.
- هل للأمكنة تأثيرها في نفس رجاء الصانع؟
كانت رواية «بنات الرياض» دليلاً على تعلّقي بالأمكنة وتأثيرها علي، وعندما عشت في أميركا لسنوات ومارست طقوسها اليومية من ركوب القطار والحافلة إلى الدراسة في مكتبة الجامعة أو المقهى، إلى الالتزام بقوانين الطرق والهجرة وغيرها من القوانين الصارمة والواضحة، إلى التكفّل بتفاصيل الحياة اليومية التي يتحملها عني الأخ أو الزوج أو السائق أو الخادمة في الوطن، إلى زيارة المسارح والسينما والمشاركة في النقاشات السياسية والانتخابات الطلابية وغيرها... كل هذه الطقوس جعلتني أشعر بأنني في هذه الأمكنة أعيش الحياة التي كنت في السعودية أكتفي بالقراءة والكتابة عنها.
- الأدب والطب: عالمان متباعدان متناقضان أم منسجمان متكاملان في عالم رجاء الصانع؟
كتبت أولى صفحات روايتي على مقاعد قاعات جامعة الملك سعود، ونشرت الرواية تزامناً مع تخرجي من كلية طب الأسنان، وما زلت أحاول السير على الخطين المتوازيين بقدم على كل خط مع مراعاة أن الكتابة بالنسبة إلي هي عشق ومتنفس وليست مصدراً لكسب الرزق. ومتى ما شعرت بأن ما أكتب حالياً جاهز لمشاركة القراء فيه فسأنشره.
- ما الذي يُسعدك أكثر لقب طبيبة أم كاتبة؟
الألقاب لا تعني لي الكثير لكنني أفرح عندما يتعامل معي الناس على أنني طبيبة وباحثة وكاتبة لأن التعامل معي على أنني واحدة فقط من هذه الصفات يسلبني نجاحات أفخر بها واستغرق تحقيقها سنوات.
- ذكرت مرّة أنك طبيبة تعالج الجسد وروائية تعالج الروح... أين تجدين متعتك الأكبر في شفاء الجسد أم الروح؟
ومن الذي يجدر بك رعايته أكثر عليل الجسد أم الروح؟ بعلاج الآخرين جسدياً لا أعالج نفسي، وإنما أحصل على مكافأتي من رؤيتهم بصحة أفضل وبدون ألم، لكن العلاج الروحي بالكتابة يؤثر على نفسية الكاتب قبل القارئ.
ويتساوى الكاتب والقارئ في الحصول على الرعاية أو الانغماس في المرض إن كانت الرواية مرهقة نفسياً. هناك لذة في المجالين ولكنهما مختلفان في المردود المعنوي.
- أنت تنتمين إلى عائلة أطباء... أشقاؤك جميعهم أطباء. هل هذا ميل مشترك أم فرض عائلي متوارث؟
بكل صدق ولكوني أصغر إخوتي، كنت أخشى الفشل لو اتجهت الى مجال آخر أو أن أكون الأقل إنجازاً ونجاحاً مقارنة ببقية إخوتي الأطباء، ولم أرد أن أحرم أمي من صفة أم الأطباء مع أنها اقترحت أن أتجه الى دراسة الأدب الذي أهواه حتى أتخرج سريعاً ولا أضطر لتمضية سنوات طويلة بين دراسة الطب والتخصص مثل إخوتي، علاوة على ذلك فإنني كنت أرغب في تطوير نفسي.
ودراسة الأدب بالنسبة إلي تشبه قراءته، ولا داعي للحصول على شهادة فيها. أما الطب فهو عالم لا يمنح مفاتيحه إلا لدارسيه. ولذلك قررت أن أدرس الطب وأكتب في الوقت نفسه.
ولو عاد بي الزمن إلى الوراء لاتجهت الى دراسة الطب مرة أخرى أو القانون الدولي لو كان هذا التخصص متاحاً في المملكة للفتيات.
- ألم تشتاقي خلال فترة دراستك في أميركا إلى الكتابة والعودة إلى الوسط الثقافي؟ وهل تابعت الحركة الثقافية خلال تلك الفترة؟
لست نادمة على تركيزي على الدراسة والمرضى والأبحاث في أميركا مع تذوق الحياة الفنية والحركة الثقافية هناك مابين مسرح وسينما ثقافية ونواد للقراءة.
وقد كانت لدي مجموعة من الأصدقاء المثقفين العرب هناك يشاركونني هذه الاهتمامات الثقافية. لم أنقطع عن متابعة الصحف السعودية وكنت أشتري الإصدارات الأدبية العربية على النت.
إلا أنني كنت مستمتعة بانعزالي عن الوسط الإعلامي وممارستي حياتي اليومية ببساطة، رغم كتابتي لبعض المقالات باللغة الانكليزية في صحيفة «نيويورك تايمز» ومجلة الأمم المتحدة، وإجرائي للعديد من اللقاءات مع الصحف والمحطات العالمية في أميركا وأوروبا حيث قمت بزيارة العديد من العواصم حول العالم لإطلاق ترجمات كتابي التي تجاوزت الثلاثين ترجمة.
- ماذا بعد «بنات الرياض»؟ هل ثمة عمل روائي جديد تحضرين له؟ متى سيصدر؟
لقد تجاوزت «بنات الرياض» وأنا سعيدة بهذا النجاح ومتطلعة لما بعده. وحالياً أكتب عملي الجديد على رواق ولا أحب أن ألزم نفسي بجدول معين لأن الأمر يخضع للإلهام والظروف. وأنا بصدد البحث عن دار النشر المناسبة للعمل.
السينما والتلفزيون والفن
- جاء من عالم الطب إلى الأدب. تخصّص في طب الأسنان في شيكاغو - جامعة إلينوي وأصدر روايته الأولى «عمارة يعقوبيان» التي أثارت جدلاً كبيراً. إنّه علاء الأسواني الذي يُشبهك في عنوان حياته العريضة... هل قرأت له، هل تعرفينه؟
علاء الأسواني صديق وقد اجتمعنا في ندوات أدبية وحضرت تكريمه في جامعتي قبل سنتين وكنت سعيدة به وكان سعيداً بي. دراستنا في الجامعة نفسها والمدينة نفسها صنعت ذكريات مشتركة رغم اختلاف الأزمنة التي عشنا فيها. هو كاتب متميز وأنا من محبي رواياته ومقالاته.
- تحوّلت «عمارة يعقوبيان» إلى فيلم وقيل إن «بنات الرياض» ستتحول إلى سينما أو تلفزيون؟ أين المشروع؟
قرائي يطالبون بفيلم موجه لهم جميعاً وليس للسعوديين فحسب ولذلك طُرحت فكرة إنتاج الفيلم في هوليوود ليشاهده القراء حول العالم. ولكن صناعة الأفلام معقدة وأنا أتحسس موطئ قدمي قبل كل خطوة وذلك لخوفي من تسييس الفيلم أو تبسيطه أو تحميله رسائل لم تكن في نيتي ككاتبة.
الأمر ما زال مطروحاً والعروض تأتي تباعاً. أما بالنسبة الى المسلسل فلا مانع لدي من إنتاج مسلسل خليجي حول بنات الرياض بشرط أن يليق السيناريو والإخراج وطاقم التمثيل بالمستوى الذي أطمح إليه.
- هل سمعت عن مسلسل «بنات سكر نبات» الذي عرضته شاشة mbc في رمضان الماضي وعن اقتباسه عن روايتك؟
نعم سمعت من صحافيين عدة حاولوا أخذ تصريحات مني حول الموضوع أثناء عرض المسلسل، لكنني أبتعد عن التصريحات الصحافية وأفضل أن يتناول المختصون من المحامين هذه الأمور إن استدعى الأمر.
- هل ستقيمين دعوى على كاتب المسلسل والمحطة؟
لا أدري حتى الآن وأنا لم أتابع المسلسل لأعرف مدى تطابقه مع روايتي ولا أعرف أحداً تابعه لأسأله.
الأنوثة والزواج والعلم والأدب
- هل سرقتك حياتك العلمية والأدبية من حياتك كأنثى؟
أبداً حياتي كأنثى هي حياتي العملية والأدبية وأنا لا أنسى أنوثتي أبداً أثناءهما.
- بين العلم والعمل والطبّ والأدب... أين هو مشروع الزواج من حسابات رجاء؟
هذا المشروع الوحيد الذي لا يخضع للتخطيط وإنما لإرادة الله والقسمة والنصيب.
- ألا تخافين أن تكون جرأتك الكبيرة قد أثرّت على مستقبلك كامرأة تحلم بالزواج والإستقرار العائلي؟
لا يشغلني هذا الهاجس ولو عاد بي الوقت إلى الوراء لكررت خطوات حياتي وماغيرت فيها شيئا، فأنا مقتنعة بكل خطوة خطوتها وكما قلت فالزواج قسمة ونصيب وهذا أمر متروك لله.
المرأة السعودية
- ما رأيك في قرار الملك عبدالله بن عبد العزيز ضم المرأة إلى مجلس الشورى كعضو وإلى المجالس البلدية عضواً وناخباً؟
هذا قرار تاريخي يوازي في أهميته قرار الملك فيصل رحمه الله بتعليم المرأة في الستينات، وسيذكر أحفادنا عصرنا وملكنا الحكيم على أنه رجل القرارات المهمة في الدولة السعودية.
إن كلمة الملك عبدالله حفظه الله في افتتاح جلسة مجلس الشورى التي رفض فيها تهميش المرأة في المجتمع مسّت كل امرأة سعودية في هذا البلد. نحن الآن على عتبة مرحلة جديدة نأمل أن تكون فيها المرأة خير مواطنة فعالة تسعى لتحقيق مصالح الوطن.
- هل أنت مع الحفاظ على خصوصية المجتمع السعودي أم أنك تتطلعين إلى شكل آخر تعيشينه خارج مجتمعك؟
ذبحتنا الخصوصية! أتمنى أن أعرف من اخترع هذا المصطلح الذي أصبحنا نردده بشكل مبالغ فيه لأقتص منه بالحسنى.
لايوجد خصوصية للمجتمع، يوجد خصوصية لنا كأفراد مثلنا مثل كل أفراد العالم وهذه الخصوصية يجب أن نحترمها في غيرنا إذا أردنا أن تُحتَرم فينا.
فلا يعقل أن ألغي خصوصية أختي التي ترغب في قيادة سيارتها مثلاً لأن خصوصيتي ترفض القيادة. بل يجب وضع القوانين التي تحميني وتحميها وتسمح لكل منا بممارسة رغبتها بحرية ما لم تتعارض مع الدين ومصلحة الوطن.
- هل يكفي المرأة السعودية ما حصلت عليه اليوم أم أنك ترغبين في المزيد؟
أن زمننا اليوم ليس زمن المعاريض والاستجداءات وإنما هو زمن الفكر الجديد واسترجاع الحقوق. المرأة السعودية اليوم خريجة برنامج الابتعاث المتميز الذي فتح لها أبوابه الملك عبدالله، ولها الوعي السياسي والاجتماعي والعملي الذي لدى الرجل وتشاركه النقاشات والعمل عبر شبكات التواصل الاجتماعية.
لم تعد المرأة بعيدة عن الشارع السعودي، ولذلك أنا أتمنى أن ندخل الميدان بسواعدنا عبر خطوات عملية مدروسة لا بترديد المطالب بالأسلوب الذي مارسناه في السنوات الماضية. نحن مطمئنات إلى أن الملك عبدالله بجانبنا ويرفض تهميشنا ويجب أن نثبت عملياً أننا نستحق هذه المطالب، وذلك بإثبات جدارتنا في مجلس الشورى والمجالس البلدية وغيرها من لجان العمل المؤثرة في صنع القرار، حتى ننال المزيد من الحقوق التي تجعل المرأة مواطنة من درجة المواطن الرجل وتحميها من وصايته عليها، سواء في تقرير مصيرها العملي أو الاجتماعي أو الأسري كما كفل لها ديننا الإسلامي.
نحن في عهد أبو متعب وقد راهن علينا وهذا أول الخير بإذن الله وعلينا أن نكون عند حسن ظنه بنا، وسنكون إذا ما وُضعت المرأة المناسبة في المكان المناسب وهذه هي أهم الخطوات الاستراتيجية في المرحلة المقبلة.
شيكاغو هي المدينة التي سحرتني وعلّمتني ووسعت مداركي فكرياً وثقافياً وإنسانياً وأدين لها بالكثير.
- ماذا تعني لك هذه المدن: الرياض؟ شيكاغو؟ بيروت؟ باريس؟ لندن؟ دبي؟... ما هي المدينة التي سحرتك اكثر من غيرها؟ ما هي المدينة التي تتمنين زيارتها؟
الرياض: بيت أمي
شيكاغو: قطعة من قلبي
بيروت: أشبه ببيت أم نوير كما في الرواية
باريس: مقهى على الشارع وإضراب حكومي
لندن: أحب عواصم أوروبا إلى قلبي
دبي: قريبة لكنها بعيدة عني
غازي القصيبي
- ذكرت في كلمتك أنّ رحيل غازي القصيبي أشعرك باليتم للمرّة الثانية. كيف تتذكرينه اليوم؟ ما الذي منحك أيّاه في حياته وما الذي خلّفه لك موته؟
اعفيني من الإجابة عن هذا السؤال الصعب.
- هل قرأت له كتابيه الأخيرين «الوزير المرافق» و«الزهايمر»؟ كيف كان وقعهما عليك؟
قرأت كليهما وشعرت بأنه يودع قراءه من خلالهما.
ما أكثر ما أحببته فيه بكلمة:
- على الصعيد الشخصي؟
أي كلمة تكفيه؟
- الثقافي؟
عطاءه المستمر رغم ازدحام وقته بالعمل الحكومي، وهو ما يجعله قدوتي.
- السياسي؟
دبلوماسيته الذكية.
- هل أنت على اتصال مع عائلته؟
تعرفت إليهم بعد الوفاة حيث سافرت للبحرين لحضور أيام العزاء.
وقد هون علي وجودي بينهم أيام العزاء الثلاثة ألم المصاب، فهم عائلة عظيمة وحنونة وجعلوني أشعر بأنني فرد من العائلة رغم خجلي وارتباكي لأنني لم أكن أعرف أحداً منهم مسبقاً.
حتى أنهم للتخفيف عني أخذوني في جولة لن أنساها في مكتبة الدكتور الخاصة الضخمة جداً حيث شاهدت كتبه وآخر ما قرأ وهي كتب وأبحاث عن مرض الزهايمر ابتاعتها له حرمه من مكتبة أمازون الانترنتية. رحم الله غازي القصيبي.
- كلمة أو نصيحة قالها لك ولم تنسها؟
عندما قرأ خبر توقيعي عقد الترجمة مع أكبر دور النشر العالمية «بنغوين» في إحدى الصحف اتصل بي وأنا في شيكاغو وسألني هل ما قرأته صحيح؟ فقلت نعم. فقال: أعترف بأنك قد تفوقت علينا جميعاً. فرحت جداً بهذا الإطراء الذي أعلنه هنا لأول مرة وإن كنت لا أستحقه.
- هل ستهدينه عملك الروائي المقبل؟
سأكتب له الإهداء الأول من كل كتاب مقبل لي وأهديه إلى حرمه المصون لتضمّه إلى مكتبته.
شارك
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024