مروى محمد: هل يُعقل أن أرفض عملاً...
زارت الفنانة السعودية مروى محمد بيروت تلبية لدعوة محطة 'ام بي سي' لحضور الإفطار السنوي الذي تقيمه في لبنان وتجمع فيه عدداً كبيراً من نجوم الدراما.
مروى التي برزت هذا العام في دورين رئيسيين أولهما درامي في 'جفنات العنب' والثاني كوميدي في 'طاش ما طاش'، نالت جائزة تكريمية من مهرجان 'المميزون' في الكويت وتستعد لتنفيذ عروض مسرحية في الرياض ومسلسلات في مصر وغيرها. 'لها' التقتها وكان هذا الحوار...
- أنت موجودة اليوم في بيروت لتلبية دعوة إفطار 'ام.بي.سي.'. كيف تصفين اللقاء مع هذه المجموعة الكبيرة من الفنانين؟
سررت بوجودي في هذا اللقاء المميز، والجو جميل فعلاً. تعرفت الى أشخاص كنت أرغب في التعرف اليهم من قبل لكن لم تتح الفرصة قبل ذلك، إلى أن تم التعارف في إفطار 'ام بي سي'.
وأودّ بالمناسبة أن أشكر 'مجموعة ام بي سي' وعلى رأسها الشيخ وليد آل ابراهيم الذي يجمع الفنانين دائماً وكل اعلام الفن العربي لأن العرب نادراً ما يجتمعون، فهذه المناسبات تجمعنا وتقرّبنا من بعضنا من بعض.
- مَن من النجوم تحديداً رغبتِ في التعرّف اليه وأُتيحت لك هذه الفرصة اليوم؟
هم كثر بصراحة، لكني جلست مع نيشان، وتعرّفت أيضاً الى هبة ووجدتها لطيفة و'حبّوبة'، كما التقيت لجين عمران واختها أسيل، إضافة إلى منتجين من مصر وإعلاميين من لبنان وزملاء من البحرين.
- بالعودة إلى أعمالك التي قدمتها في شهر رمضان لهذه السنة، ما كان أهمّها؟
اكتفيت هذا العام بالمشاركة في عملين كي لا أكرّر نفسي، وهما 'جفنات العنب' الذي عرض على قناة أبو ظبي الأولى و'طاش ما طاش' على 'ام.بي.سي'.
- يشتكي الممثلون والمنتجون من كثرة الأعمال في رمضان رغم الوهج الذي تلقاه، حيث يُظلم عمل على حساب الآخر. ألا ترين أن مشاركتك في عملين أو أكثر تضرّ بك وسط هذه الزحمة؟
المشاركة في عملين أو ثلاثة تؤثر سلباً على الممثل حتى لو كان الظهور قوياً، لأنها قد تسبب مللاً لدى المشاهد أو ضياع الشخصيات، لذا اكتفيت ببطولة جماعيّة واحدة في مسلسل 'جفنات العنب'، وبطولة حلقتين فقط في 'طاش ما طاش'.
وهكذا سوف أختار فقط عملين في رمضان المقبل، مع المشاركة في أعمال أخرى خارج إطار رمضان.
- مسلسل 'جفنات العنب' عمل كويتي درامي يختلف كليّاً عن 'طاش ما طاش' الكوميدي، كيف استطعت الفصل بين الدورين؟
ما يميّز مروى محمّد هو أداء التراجيديا والكوميديا في الوقت ذاته، وأنا أتلقى الكثير من العروض لأعمال كوميديّة، لكني أجد نفسي في التراجيديا أكثر. ونحن شعب بطبعنا نحب القصص والروايات والدراما وأنا بدوري أحاول عدم تكرار نفسي.
- مرّ في عالم التمثيل ممثلون ارتبطت اسماؤهم بأدوارٍ كوميديّة ومنهم بأدوار الشر أو الحزن، هل هذه الظاهرة صحيّة أم أن على الفنان التنويع في الأدوار؟
ليست مسألة حتميّة فلكل ممثل موهبة وشخصيّة وكاريزما، وهي التي تحدّد امكاناته. فعلى سبيل المثال الفنان أحمد حلمي مبدع في الكوميديا، كما أنّه مهم في التراجيديا. وأنا شخصيّاً أتمنى أن أحقق توازناً بين الأدوار الكوميديّة والتراجيديّة.
- أي الأعمال أقرب الى المشاهد، الكوميديّة أم التراجيديّة؟
بالطبع الأعمال الكوميديّة، فالمشاهد يبحث عن فسحة أمل، ويرفّه عن نفسه أثناء مشاهدة هذه الأعمال.
- أصبحت الدراما الخليجيّة نشطة، وهناك مسلسلات قويّة تنفّذ بإنتاج ضخم. هل من منافسة بين هذه الدراما الخليجيّة و الدراما التركيّة التي اجتاحت العالم العربي؟
ليس هناك من منافسة بين الدراما الخليجيّة والدراما التركيّة فهم عالم ونحن عالم آخر، عاداتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم تختلف عن حياتنا، وإن حاولنا تقليدهم سنتعب.
هم شيء ونحن شيء آخر. أما بالنسبة إلى الإنتاج والإخراج والمواقع وتقنيات التصوير فهم أفضل طبعاً وتفوّقوا علينا بمراحل كبيرة.
- تتبنّى المحطات العربية الكبيرة من 'ام.بي.سي' وغيرها العديد من الأعمال التركيّة، هل تشعرين بأن ذلك يظلم الدراما المحليّة؟
طبعاً، هذا ُظلم كبير بحق الدراما المحليّة، فهناك العديد من الأعمال التي شاركنا فيها أنا والكثير من الفنانين ولم تُعرض حتّى الآن، لأن المساحات أخذتها الأعمال التركيّة، مما ينعكس سلباً علينا كفنانين وعلى الدراما العربية.
فرغم إطلاق قنوات عربيّة متخصّصة بعرض المسلسلات، نلاحظ اقتحام المسلسلات التركيّة تلك القنوات، بدلاً من ترويج المسلسلات العربيّة.
- هل تتوقعين أي مزج بين الأعمال التركيّة والعربية؟
لا أظن، فليس هناك صلة بينهم وبيننا، لا يجمعنا شيء حتى نشاركهم الأعمال.
- ماذا تابعت من مسلسلات رمضان لهذا العام، وأي الأعمال لفت انتباهك؟
متابعتي للأعمال هذه السنة كانت محدودة، لكني شاهدت بعض الحلقات من 'الملكة' و'فرصة ثانية' و'طاش ما طاش' و'سكتم بكتم' و'قول في الثمانينات'.
وأكثر عمل لفتني كان مسلسل 'الملكة'. وأظنّ أن مسلسل 'عابد كرمان' عمل قوي ولكن لم تتح لي الفرصة لمتابعته. إضافةً إلى 'توق' المسلسل التاريخي للأمير بدر بن عبد المحسن، قصّة قويّة جداً ويحضَّر منذ سنوات طويلة.
- هل تحرصين على متابعة المسلسلات التي فاتتك في شهر رمضان في عرضها الثاني بعد نهاية الشهر الفضيل؟
طبعاً بلا شك، وهناك اكثر من عمل لفتني.
- مسلسلات السيرة الذاتيّة كان لها حيّز مهم هذا العام، منها مثلاً 'الشحرورة' و'في حضرة الغيّاب' الذي يحكي سيرة محمود درويش، كيف تجدين هذه التجارب؟
جيّدة جداً، ولكن الأهم اختيار الشخص المناسب لتنفيذ هذا الدور، أي الفنان الذي يستطع لعب الدور جيّداً ويتقمّص الشخصية فعلاً، إضافةً إلى الشبه الشكلي فهو أمر ضروري لإقناع المشاهد.
فأنا أرى أن بعض الفنانين فشلوا في إقناع المشاهد بسبب عدم الشبه مع صورة الفنان الأصلي (أو الفنانة).
- كثر انتقدوا اداء الفنانة كارول سماحة في دور الفنانة صباح في مسلسل 'الشحرورة'، هل أقنعتك بأدائها؟
بصراحة كلا، لم أرَ شبهاً بينها وبين صباح.
- هل لديك أيّ رغبة في تأدية دور شخصية معروفة في مسلسل ما؟
نعم طبعاً.
أتمنى تقديم شخصية أحلام
- من هي تلك الشخصيّة؟
سندريلا الشاشة سعاد حسني، يشبّهونني كثيراً بها وأنا فعلاً أحبّها وأشعر بأنها قريبة منّي. ورغم تنفيذ سيرتها الذاتيّة في مسلسل سابق، فإني في حال تنفيذها من جديد قادرة على تقديمها بطريقة جديدة.
أما على صعيد الخليج العربي، فهناك أكثر من فنّانة ظُلمت وتعبت حتّى تصل مثل عتاب ورباب اللتين لم تأخذا حقّهما، لذا أرغب في نقل معاناة فنّانات الخليج. كما أتمنى تنفيذ السيرة الذاتيّة للفنانة أحلام لأني معجبة بشخصيّتها القويّة.
- ذكرتِ أنّك تابعتِ مسلسل 'الملكة' وهو يتكلّم عن حياة فنّانة وما يعترضها في حياتها، أين نقاط التشابه ونقاط الإختلاف بينكِ وبينها؟
هناك نقاط عديدة متشابهة أما نقاط الإختلاف فهي أن أخاها يدعمها ويشجّعها على دخول المجال الفنّي، أمّا أنا فأخي رافض ومسافر خارج البلاد.
- ذكرت في بداية الحوار أنك التقيت منتجين مصريين خلال إفطار 'ام بي سي'. هل من عروض مصرية؟
بالفعل هناك عروض من مصر (من المخرج وائل فهمي عبد الحميد) إلى جانب عروض جديدة من الخليج. ولديّ حالياً عرض لتقديم عمل مسرحي في الرياض تحت عنوان 'كيد النساء' مع عبدالله العامر، إذا نفذته أسافر بعد ذلك إلى مصر لدرس المشروع المصري.
- إلى أي مدى تدعم الساحة المحليّة السعودية الفنانين، وهل تواجهون معاناة؟
الدعم ضئيل مقارنة بالدراما في البلدان الأخرى.
- أي بلد خليجي يقدم أكبر دعم للدراما؟
الدراما السعوديّة تلقى دعماً كافياً ولكن الكويتيّين نشيطون أكثر.
- هل يمكن أن تشاركي في عمل لبناني؟
لم يُعرض عليّ حتى الآن، ولكن لمَ لا. فأنا أحب لبنان كثيراً وغالباً ما آتي إلى هنا.
- ما هي آخر أعمالك ومشاريعك؟
وقّعت عقداً لمسلسل درامي بعنوان 'هزائم عاطفيّة'، إضافة إلى عملين أحدهما في الكويت والآخر في البحرين. ولكن حتّى الآن لم نوقع عقوداً والأمر مجرّد كلام.
- هل من هزائم أو إنتصارات عاطفيّة مرّت في حياتك؟
(تضحك) لا هزائم ولا إنتصارات، لذلك ترين أني ناجحة في عملي. الهزائم وحتّى الإنتصارات تشوّش تركيز الفنان وتلهيه عن عمله. فالفنانة تعاني من غيرة الرجل الزائدة مما يؤثر سلباً على عملها.
- كتبت الصحافة عن اعتذارك عن بعض الأعمال الدراميّة، ما السبب؟
أحب أن اوضّح أني فوجئت بما كُتب في الصحافة، إذ تحدثوا عن أعتذاري عن أعمال معينة، لكني أصلاً لم أكن مرشحة لها، أي لم تعرض عليّ في الأساس. ما اعتذرت عنه حقيقة هما مسلسلا 'فينك' و'بنات الثانوية' بسبب انشغالي بتصوير أعمال أخرى.
لكن البعض كتب أني اعتذرت عن مسلسل 'توق' وعن عمل لحاتم علي، وأضافوا أني مغرورة وغير ذلك من الأقاويل. فهل يعقل أن أرفض عملاً لمخرجين كبار مثل شوقي الماجري وحاتم علي، بينما أنا كأي ممثلة أرغب كثيراً في التعاون مع واحد منهما على الأقل لأن العمل معهما هو إضافة كبيرة جداً إلى مسيرة أي فنان. بصراحة انزعجت كثيراً من هذه الأقاويل ولم أتمكن من معرفة من يقف وراءها.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024