تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

سامر المصري: لا أفكّر في الغناء!..

سامر المصري فنان شامل، أبدع في مجالات عدة في الكتابة كما الغناء، والأهم في مجال التمثيل.
استطاع
خلال مسيرته الفنية أن يجسد مختلف الشخصيات الدرامية، فمرة في الأعمال الشامية نجده في منتهى الجدية يحق له أن يكون الزعيم الذي لا يخالفه أحد، ومرة في أدوار كوميدية قريبة من الناس ومن القلب، فأضحك الصغير والكبير كما في مسلسل 'أبو جانتي' سائق التاكسي المفعم بالحيوية والإنسانية.
يسعى سامر المصري دوماً لتلوين أدواره وشخصياته، كما يحرص على تقديم الجديد. التقيناه وكان هذا الحوار:


- شاركت في مسلسل 'الدبور' الذي يتناول البيئة الشامية، بجزءيه الأول والثاني. ما الجديد في الجزء الثاني؟
'الدبور' عمل أحبه الناس وكان له حضوره، فتابعه الكثيرون، واستمتعوا بمشاهدته بشكل كبير في الجزء الأول، أما الجزء الثاني فقد طرأت عليه تغيرات درامية وأفكار وأحداث متجددة امتلكت الحيوية والتشويق والإيقاع الدرامي المتميز.
أما بالنسبة إلى شخصيتي فكان هناك تغييرات كبيرة إن كان في طبيعتها أو بنيتها وخطها الدرامي، فهي تنحو منحى جديداً بكل معنى الكلمة وبكل الاتجاهات، خصوصاً أن صانعي العمل بحثوا في نقاط ضعف الجزء الأول وحاولوا تلافيها مستفيدين من الآراء النقدية ووجهات النظر والتي شاركت في إضافات حقيقية إلى العمل.

- ما هو مصير الجزء الثاني من مسلسل 'أبو جانتي'، وكيف تقوّم هذه التجربة بجزءيها خاصة أن الآراء قد تناقضت حولها؟
أرجئ إنتاج الجزء الثاني من مسلسل 'أبو جانتي'، لكننا مصرون على استمرار العمل بأسلوبه الكوميدي والدرامي الخاص.
وقد حقق العمل نجاحاً ومتابعة كبيرة، ومن جهتي استمتعت بتلك التجربة بشكل كبير وأقدمت عليها لأني رغبت في أن أقدم شيئاً مختلفاً عن الأعمال الشامية. ونحن في أمسّ الحاجة إلى الكوميديا كي تبدد القليل من الهموم، وعلى الدراما أن تقوم بمهمتها في تحدي السوداوية التي تهيمن على عالمنا.
والجدير بالذكر أن 'أبو جانتي' الجزء الثاني حمل بدروه الميزات والقصص المنوعة، لكن إنجازه أرجئ في الوقت الحالي.

- ما رأيك في موضة الأجزاء التي ازدادت في الدراما السورية في الفترة الأخيرة، وهل هي ناجحة بشكل عام، خاصة أن الكثيرين ينتقدونها؟
وجود هذه الانتقادات لا يعني أن تكون الفكرة دقيقة، وما المانع إن نجح عمل أن نصنع جزءاً جديداً منه أو نكرر أجزاء وأجزاء؟ ولا بد من الذكر أن الأجزاء لون متبع ومعروف وناجح في الدراما العالمية، وأحياناً تصل في بعض الأعمال إلى مئات الحلقات ورغم ذلك تحتفظ بنجاحها.
من هنا فإن انتقاد عمل فني عليه أن يستند إلى معايير أخرى تتعلق ببنية النص وشخصياته وعناصر درامية أخرى، ومن  الممكن أن تستوفي الأجزاء كعمل درامي شروطها الفنية والدرامية لتكون أفضل الأعمال ومنفّذة وفق أفضل المعايير.

- ما رأيك في انتقاد الأعمال الشامية بأنها كثرت وتكررت وأصبحت مستنسخة عن بعضها، خاصة أن حضورك في تلك الأعمال كبير؟
أرى أن تلك الانتقادات تكرر نفسها لأنه ليس كل الأعمال نسخة عن بعضها البعض، فأعمال البيئة الشامية مرغوبة، ولا يجوز أن نقارن عملاً بعمل، ونطلق أحكاماً من رؤية عمومية، بل علينا أن نحلل العمل وفق المعايير الفنية والدرامية، وكل عمل بمفرداته وعوالمه ومقولته، لأن هناك الكثير من الفروقات بين غالبية أعمال البيئة الشامية.

- الجرأة معيار يتيح معالجة الكثير من القضايا المهمة، فكيف وجدتها في الدراما السورية؟
بالفعل الجرأة حالة رائعة في عالم الدراما، ويمكنها تقديم الكثير لكن لا يمكننا أن نعتبر أنفسنا جريئين بمجرد تقديم طروحات لا تعدو أن تكون محاولات بسيطة، وعلينا أن نكون أكثر جرأة وأن نغوص أكثر في القضايا الاجتماعية والاقتراب أكثر من 'التابو' المحرم لمعالجة كل الحالات والتناقضات والسلبيات.

- كيف تنظر إلى الجوائز والمهرجانات خصوصاً أننا نلحظ غيابك عنها؟
لست ممثل جوائز ولا تهمني المهرجانات ولا أجد حرجاً إن قلت إن جوائز كثيرة ليست حقيقية، وأعتقد أن غالبيتها ليست بريئة وأشك فيها دوماً وفي معاييرها، لذلك يهمني الجمهور بالدرجة الأولى، فهو المانح الأهم للجوائز.

- كيف تتعامل مع الشائعات، وقد أثيرت مشكلة خادمتك وأخذت حجماً إعلامياً كبيراً؟
استغرب من يهول الأمور قبل التأكد من صحتها، فأنا ضد هذا المبدأ بالمطلق، لأنها حالة بعيدة عن المنطق ككل وتحمل الظلم للآخرين. وأعتقد أن أي إنسان يروج للشائعات هو عدو للنجاح بالدرجة الأولى.
وبالنسبة إلي بالطبع أوضح الحقائق ولا أسكت عن الشائعة وأرد عليها بكل ثقة وقوة بالردود المناسبة.

- كثير من الفنانين يشاركون في أعمال إنسانية يستثمرون بها نجوميتهم في مجال خيري، فكيف ترى هذه الحالة وهل شاركت في أي منها؟
من الضروري أن يشارك الفنان في الأعمال الإنسانية والخيرية، وقد شاركت في الكثير منها وآخرها  يخص المكفوفين، كما قدمت إعلاناً تلفزيونياً سابق في هذا السياق ولا أتوانى عن أي عمل خيري.


رغبات أولادي الفنية تتعلق بميولهم

- إذا ما توجه أولادك إلى العمل الفني مستقبلاً، فهل ستمانع ذلك؟
هذا الأمر سابق لأوانه ولا يمكنني البحث فيه، وهذا يتعلق بهم وبرغباتهم وميولهم، لكني أحرص على تعليمهم وتوجيههم، وهم يختارون ما يرونه مناسباً لهم.

- يبدو من عملك 'أبو جانتي' الذي شاركت في كتابته أنك تميل أكثر إلى الكوميديا، فهل هذا حقيقي؟
أحببت عبر المشاركة في الكتابة أن أقدم أشياء جديدة لم يسبق الاقتراب منها أو تسليط الضوء عليها، أما الكوميديا فهي أسلوب فني ضروري يجب أن يكون حاضراً في حياة جمهورنا، لأننا يجب أن نبتعد عن المأساوية ونصنع الابتسامة الحقيقية لدى المشاهد، خصوصاً أن عالمنا مليء بالمآسي وإنساننا مثقل بالهموم.
من هنا تأتي أهمية وظيفة الفن الترفيهية والجمالية عبر استحضار حالة المتعة التي تعتبر أحد شقي الفن الأهم وهما المتعة والفائدة.

- كيف هي علاقتك بالصحافة، وكيف تراها على وجه العموم، خاصة أنه كان لك بعض التصريحات التي أزعجت البعض من أهلها؟
احترم الصحافة والإعلام عندما يساهمان كالفن في عملية التوعية والتطوير والنقد البناء، أما أن يتم التجريح والتهويل والاتهامات، كما تنتهج الصحافة الصفراء، فمن المؤكد لست مع هذا الشكل على الإطلاق، لا أنا ولا غيري، لأنها ليست المهمة الأساسية للصحافة الجادة والتي يهمها بالدرجة الأولى البناء الحقيقي لا الهدم والدخول في تفاصيل غير مسؤولة.

- في بعض الأحيان لك مشاركات غنائية، فهل تنوي أن تدخل عالم الغناء بشكل محترف في يوم من الأيام، خصوصاً أنك تملك صوتاً جميلاً؟
لا أفكر في هذا المشروع على الإطلاق، وإذا ما قدمت أغاني أقدمها في سياق الأعمال الدرامية، كما في تترات 'أبو جانتي'، أما أن أتجه إلى الغناء أو أغني أغاني خاصة بي فلست في وارد ذلك أبداً.

- ماذا عن مشاركاتك في مسلسل 'دليلة والزيبق'؟
مسلسل 'دليلة والزيبق' من إخراج سمير حسين، وأجسد فيه دور حسن راس الغول. ولهذه الحكاية مكانتها الخاصة وحضورها عند الناس كونها من الموروث الشعبي الذي ينجذب الناس إليه بشكل تلقائي، وإن شاء الله يلقى المتابعة والنجاح...

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078