عبد العزيز جاسم: لا أتعمّد الثنائيات...
عبد العزيز جاسم فنان حقيقي عفوي من النجوم الذين يملكون مخزونا من التلقائية. متجدد في أدواره ومتلوّن في أدائه. استطاع أن يتربّع على عرش الدراما القطرية في العديد من الأعمال التلفزيونية وكوّن ثنائياً شهيراً مع غانم السليطي.
ولم يكتفِ بذلك بل حقق نجاحات كبيرة في الدراما الكويتية. عرض له في رمضان على عدد من الفضائيات مسلسل «فرصة ثانية» مع النجمة سعاد عبدالله، وقد راهن على نجاح هذا العمل وكسب الرهان.
وضعه الصحي أجبره على التوقف عن الإنتاج لعامين لكنه يفكر في العودة خلال العام المقبل ولديه مشروعا عملين.
- تلتقي للمرة الأولى الفنانة سعاد عبدالله في عمل من انتاجها بعدما سبق أن التقيتها في عمل من إنتاجك.
بالفعل أول عمل جمعني مع أم طلال كان من إنتاجي من خلال مسلسل «حكم البشر»، وكان الدور مرسوماً وفقا لشخصيتها ولم أفرضها على الدور. والحمد الله وفقنا معاً بتقديم عمل فني مميز نال إعجاب الجمهور.
وبعد ذلك توّج هذا التعاون والنجاح بعمل فني آخر هو «بعد الشتات» كان دورها فيه محورياً ورئيسياً في العمل وحقق أصداء قوية. أما هذه المرة، فحرصت على أن أشاركها في مسلسلها الرمضاني «فرصة ثانية»، العمل الثالث الذي نلتقي فيه معا ولكن هذه المرة من إنتاجها.
- كيف ترى العمل معها؟
العمل مع أم طلال من الفرص الثمينة، فهي فنانة رقيقة وحسّاسة ومتمكنة وتخاف على اسمها ومشوارها الفني ولا تقبل إلا أن تقدم عملا فنيا ترضى عنه تماما.
كذلك هي إنسانة قلقة ومتوترة حتى ظهر عملها هذا العام أفضل من عملها العام الماضي لأنها في حالة تحدٍ دائم مع نفسها. كل هذا كفيل بنجاح تجاربها. ومن خلال الردود التي وصلتنا حتى الآن أجد أن «فرصة ثانية» من أفضل ما قدم خلال رمضان.
- كيف ترى تعاونك مع الكاتبة وداد الكواري شقيقة زوجتك، وهل يمنح وجودها العملَ بطاقة النجاح؟
لا بد لكل عمل من عوامل للنجاح أبرزها النص المميز و الاختيار الجيد لفريق العمل والفنانين ومخرج يملك رؤية إخراجية وجهة إنتاجية.
وبحكم خبرتي الفنية أرى أن «فرصة ثانية»عمل توافرت له كل عناصر النجاح، ويحظى الآن بنسبة مشاهدة عالية وردود فعل قوية لدى المشاهد الخليجي.
- نلاحظ في تجربتك الفنية حرصك على تشكيل ثنائيات، بدأت مع غانم السليطي وبعده وداد الكواري كذلك هو الحال مع المخرج أحمد المقلة واليوم مع أم طلال. هل تؤمن بالثنائيات والمجموعات الفنية؟
لا والله لم أقصد ذلك. لكن ثقوا تماما أن النص هو سيد العمل في كل الأعمال المطروحة على الساحة وهو ما يفرض وجودي ووجود غيري. فإذا كان لأي منا دور أو شخصية في هذا العمل سنشارك دون النظر إلى عوامل أخرى مثل المجموعات.
فالدور هو ما ينادي الممثل وليس العكس. وأنا بشكل عام ضد الشللية لأنها إذا دخلت في عمل فني ستعطله وتسيء إليه أكثر مما تنفعه وتخدمه، فقيمة العمل هي المقياس للمشاركة.
- لكن أحيانا الظروف تفرض عليك أمراً ما؟
لا والحمد الله طوال مشواري الفني لم أقدم عملين يتشابهان لأني أؤمن بالتغيير والتجديد لكي لا يشعر المشاهد بالتكرار والنمطية.
- ألا تحب تكرار نجاحاتك؟
إذا خيّروني بين عملين، الأول سبق أن تعاملت مع مجموعته وعمل الأخر لم أشتغل مع أحد منهم، سأختار الأول لأني دائما أبحث عن الراحة النفسية. لكن الشرط الأهم أن أجد دوراً يضيف إلى تجربتي الفنية ويثريها لأن من تعرفه وتثق به خير ممن تجهله.
- حفرت اسمك من ذهب في الدراما الخليجية لكن يلاحظ عليك حرصك الدائم على المشاركة في الأعمال الكويتية؟
لا أنكر أن الكويت بلد رائد للفن والفنانين واعترف بأن ملعبي الكبير في الكويت لتوافر النصوص الجميلة والاستمرارية في العمل. ففي الكويت كثافة في الإنتاج الدرامي طوال العام. كذلك قوة الانتشار والمتابعة والظهور الإعلامي موجودة أكثر في الكويت.
- هل نال أعداء النجاح من عبدالعزيز جاسم وتوقفت عن الإنتاج؟
لا أؤمن بهذا الكلام لكن الظروف لم تخدمني بالشكل المطلوب. والسبب الحقيقي لتوقفي عن الإنتاج يعود إلى أمور صحية ونصيحة الأطباء لي بالراحة قدر المستطاع، علماً أن الإنتاج يقتضي جهداً كبيراً.
- هل الفنانات هن من أتعبنك؟
يرد ضاحكاً: الإنتاج يتطلب سهرا وتعبا وتركيزا وجهدا مضاعفا. لذلك ابتعدت عامين عن الإنتاج لأن «صحتي على قدي». عموماً، قررت ألا أشارك إلا في عمل يقنعني ويضيف إلي، وأبتعد عن بعض المنتجين البخلاء الذين يسترخصون أجور الفنانين لأن العمل معهم متعب جدا.
أما العمل مع الكبار فمختلف، كما هو الحال مع أم طلال التي تصرف على العمل بسخاء حتى يحقق النجاح المطلوب.
- هل يعيش الفنان الخليجي كابوساً في ظل التطورات السريعة في الفن؟
لكل زمان دولة ورجال والحياة مستمرة والفن لا يتوقف عند شخص معين، فلا بد من ظهور جيل ثانٍ وثالث من أجل إكمال المسيرة.
- ما سبب قلة مشاركاتك الفنية؟
عُرضت علي سبعة نصوص ولم يستفزني إلا نص «فرصة ثانية» لأن ذوقي صعب جدا في اختيار أدواري.
- لكن أحيانا الفنان يضطر لمجرد الحضور في الأعمال الفنية.
الجمهور ذكي ويعرف الأعمال التي تستحق المشاهدة، لذلك ينبغي على الفنان ألا يكون موجوداً فنيا فقط وأن يكون ذكياً جداً في اختيار أدواره التي تضيف إلى تجربته وتترك له بصمة، قبل أن يروح ضحية لأعمال دون المستوى.
- رغم نجوميتك الخليجية أنت غائب عربيا.
حتى هذه اللحظة لم يعرض علي عمل عربي، وأنا لم أسعَ للمشاركة في الأعمال العربية. لكن باعتقادي أن النجم الخليجي وصل إلى الجمهور العربي من خلال الأعمال الخليجية والدراما التي تعرض على مختلف المحطات الفضائية.
- هل ترى نفسك في الأعمال العربية؟
شرطي أن ننقل ثوبنا ولهجتنا الخليجية وألا ننسلخ عنهما.
- هل حصل معك موقف معين؟
عرض علي دور صعيدي في عمل عربي وكان يتطلب مني التحدث بهذه اللهجة، فاعتذرت لأني لا أتقن اللهجة الصعيدية ولا أحب الظهور إلا من خلال دوري الخليجي.
- كانت لك تجربة يتيمة في تقديم البرامج التلفزيونية، هل لديك النية لتكرارها؟
بصراحة لم أجد نفسي في هذا الجو، ولن أكرر التجربة لأن مجالي الذي أحبه هو الدراما فقط.
- هل ترى نفسك صريحا؟
صراحتي بحدود ولا تصل إلى درجة الوقاحة أو إلىأن يزعل مني أحد.
- يقال إنك قاسٍ مع الفنانات خاصة في مشاهد الضرب؟
(يضحك) لا بالعكس أنا حنون عليهن ولا أضربهن إلا فنيا، وتربطني بالجميع علاقة ود واحترام وأخوّة. وبشكل عام أحترم المرأة.
- هل تنوي العودة إلى الإنتاج الفني؟
لدي مشروعا عملين للعام المقبل، الأول تراثي والآخر اجتماعي.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024