تعرّفوا على أجمل 5 قصور في العالم
اعتاد الملوك والأباطرة في ما مضى على تشييد قصور فخمة وفاخرة ليسكنوا فيها، وتفنّنوا في أغلب الأحيان ببناء تلك القصور للتعبير عن قوّتهم وسطوتهم ونفوذهم. وفي العصر الحديث، أصبح معظم هذه القصور مزارات سياحية مهمة تجذب آلاف السيّاح من كل مكان. تعرّفوا معنا على أجمل 5 قصور تاريخية في العالم، واجعلوها على لائحة الأماكن الواجب زيارتها في القريب العاجل.
قصر باكنغهام
يقع قصر باكنغهام في لندن، وهو المقرّ الرسمي لملوك بريطانيا، وصرح لكل الأحداث المتصلة بالعائلة البريطانية المالكة، ومكان لعقد العديد من الاجتماعات واستقبال قادة الدول، إضافة الى كونه نقطة جذب سياحية رئيسة، وتم تزيينه بالعديد من التحف الفنية التي تشكّل جزءاً من المجموعة الملكية.
أرض القصر كانت مزرعة ملكية قبل قرون عدّة من سكن العائلة المالكة فيه، حيث امتلك إدوارد ذا كونفيسور الأرض قبل فتح الرومان، واستصلحها هنري الثامن عام 1531. وكان جايمس الأول يخطّط لتكون مزرعة دود قز لإنتاج الحرير بعد أن تولّى العرش عام 1600، ولكنه تخلّى عن الفكرة.
ورغم كل هذه الأنشطة الملكية على أرض القصر، إلا أن من بناه ليس من العائلة المالكة، بل هو دوق باكنغهام الذي بنى عام 1703 البيت بشكل بسيط، ثم تم تطويره عام 1820 ليكون قصراً مهيباً.
ولمعرفة ما إذا كانت الملكة موجودة في القصر أم لا، ثمة عَلَم على قمة القصر يشير إلى ذلك.
يُذكر أن قصر باكنغهام يضيء أكثر من 40 ألف مصباح كهربائي، ويتم تنظيف نوافذه الـ760 كل 6 أسابيع للحفاظ على دخول ضوء الشمس إليه.
قصر فيرساي
قصر فيرساي هو أهم القصور الملكية في فرنسا، ويقع في فيرساي التي تبعد 25 كيلومتراً غرب وسط مدينة باريس. في العام 1624، أمر لويس الثالث عشر ببناء منزل صغير للصيد على تلة قريبة من قرية فيرساي الصغيرة، لأن الأدغال القريبة وافرة الصيد، ثم أمر بتوسيع هذا المنزل عام 1632.
وخلال فترة حكم لويس الرابع عشر، تمّ تشييد القصر محلّ المنزل في فيرساي. وفي العام 1682، انتقل الملك لويس الرابع عشر من باريس إلى القصر للإقامة فيه، وظلّ القصر مقرّ الإقامة الملكية إلى أن اضطرت الأسرة الحاكمة للعودة إلى العاصمة عام 1789. ورغم ذلك، بقي قصر فيرساي مركزاً للسلطة في العهد القديم في فرنسا، وأصبح رمزاً للحكم الملكي المطلق من جانب الملك لويس الرابع عشر.
وبعد 100 عام، سكن قصر فيرساي ملك آخر هو الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت. إلا أن الثورة الفرنسية عام 1789 أجبرتهما على مغادرة القصر، قبل أن يتم إعدامهما بالمقصلة.
يعتبر قصر فيرساي أشهر بناء في الفن الكلاسيكي الفرنسي، ومن أهم القصور الفرنسية التي تشهد على روعة المعمار الفرنسي وقطع الأثاث والديكور وتنسيق الحدائق. تمتد واجهة القصر الرئيسة على مساحة 80 متراً، وهو يتألف من ثلاثة طوابق، ويتكون من مبانٍ عدة متقابلة ومطلّة على ساحة في الوسط. وفي الماضي كان يسكنه نحو 20 ألف شخص من الملك والأسر الحاكمة والحاشية والخدم والحرس الملكي.
قصر الحمراء
قصر الحمراء من أروع القصور في تاريخ العمارة الإسلامية، ومن أعظم الآثار الأندلسية الباقية، كما أنه من أجمل الآثار الإسلامية لما يحويه من بدائع الصنع والفن، وقد زيّن صنّاع غرناطة المَهَرة القصر بأبدع نماذج لا تستطيع البشرية الإتيان بمثلها.
قصر الحمراء جزءٌ من معالم مدينة غرناطة الأثرية الواقعة على بُعد 267 ميلاً جنوب مدينة مدريد. فبعد أن استوطن بنو الأحمر في غرناطة، راحوا يبحثون عن مكان مناسب يوفر لهم القوة، فاستقر بهم المطاف عند موقع الحمراء في الشمال الشرقي من غرناطة. وفي هذا المكان المرتفع، وضع بنو الأحمر أساس حصنهم الجديد "قصبة الحمراء"، واتخذوا من هذا القصر مركزاً لملكهم، وأنشأوا فيه عدداً من الأبراج المنيعة، وشيّدوا سوراً ضخماً يمتد الى مستوى الهضبة. المرجّح أن سبب تسمية الحمراء هو لون حجارتها الضارب الى الحُمرة، والحمراء عبارة عن مجموعة أبنية مُحاطة بأسوار تقع على ربوة عالية تُسمى "السبيكة"، في الجانب الشمالي الشرقي من مدينة غرناطة.
يتحدث القصر عن مملكة غرناطة، وملوكها، وحضارتها، وآثارها، وجهادها دفاعاً عن استقلالها، حين غدت آخر معاقل العرب والمسلمين في شبه جزيرة إيبرية، وبعد أن تلألأت حضارتها نحو مئتي سنة، انطفأت مشاعلها وظهرت مبانيها من دون حياة.
قصر بينا الوطني
يعتبر قصر بينا الوطني لوحة فنية وتحفة معمارية، ويفتخر به البرتغاليون لأنه أحد أهم المعالم التاريخية والسياحية في البرتغال، وإحدى نقاط الجذب السياحي في جبال سينترا البالغ ارتفاعها 529 متراً، الأمر الذي جعل الرومان يطلقون على هذه السلسلة الجبلية اسم "جبل القمر".
يقع قصر بينا الوطني، الملقّب بـ"القصر الرومانسي" على قمة تلّة عالية في منطقة ساو بيدرو دي بينا فيريم في مدينة سينترا التي تبعد نحو 30 كيلومتراً، شمال غربي العاصمة لشبونة، وهو مبنيّ على أرضية من الصخر، ويضم النصب التذكاري الوطني الذي يشير إلى أحد التعابير الرومانسية الرئيسة للقرن التاسع عشر في العالم.
على مدى مراحل تاريخية متعاقبة، اتخذ ملوك البرتغال السابقون قصر بينا الوطني مقراً صيفياً لهم، نظراً للمناخ المعتدل الذي تتميز به مدينة سينترا، ولوقوعها أيضاً بالقرب من المحيط الأطلسي. وحالياً يُستخدم القصر في المناسبات الوطنية والسياسية من جانب الحكومة البرتغالية. يعود تاريخ بناء القصر إلى القرون الوسطى، واستُخدم في البداية كنيسة للسيدة بينا، وبُني فوق تلة اعتُقد ظهور السيدة مريم العذراء فيها.
تعرّض القصر للتدمير بسبب زلزال لشبونة الشهير في عام 1755، وبعدها بمئة عام، أُعيد بناؤه في عهد الملك فرديناند الثاني، وبدأت عملية البناء في عام 1842، واستمرت حتى اكتمل بناء القصر في عام 1854. صمّم البارون ويلهلم لودويج فون ايستشويج القصر على الطراز الكلاسيكي الأوروبي، وهو يمزج بين الطرازين القوطي والنيو مانيولين.
وأضاف الملك فرديناند الثاني وزوجته الملكة ماريا بعض الإبداعات إلى القصر، وأُدخلت إليه تصميمات من القرون الوسطى الإسلامية. وبعدما كان لونه رمادياً، أُعيد طلاؤه باللونين الأحمر والأصفر في نهاية القرن العشرين. يتكوّن القصر من 4 أجزاء، أولها الأساسات التي تمتد الأسوار منها، مفصولة فقط ببوابتين، إحداهما محمية بجسر متحرك، والجزء الثاني يتكون من البناء المرمّم وبرج الساعة. أما الجزء الثالث، فهو ساحة الأقواس الإسلامية والكنيسة، ويضم الجزء الرابع المنطقة الفخمة والمعقل الأسطواني المزيّن في الداخل بتصاميم كاتدرائية.
قصر ميسور
قصر ميسور، المعروف أيضاً باسم قصر الأنبا فيلاس، يقع في مدينة ميسور في ولاية كارناتاكا جنوب الهند، وهو المقرّ الرسمي لعائلة وديارس، العائلة المالكة السابقة في ميسور. تم بناء القصر من الحجر وهو يتكوّن من ثلاثة طوابق من الغرانيت الرمادي. بُنيت النسخة القديمة من قصر ميسور عام 1399 ليكون مقراً لعائلة وديارس التي حكمت المدينة على مدى قرون متعاقبة. وحافظ القصر على أهميته نفسها حتى عام 1610 عندما تحولت العاصمة من ميسور إلى سريراناجاباتانا، وفقد القصر أهميته ولحق به الكثير من الأضرار، فكان القرار بهدمه وإزالته وإعادة بنائه مرة أخرى بعد ثمانية وعشرين عاماً، ثم كانت نسخة حديثة من القصر في القرن الثامن عشر الميلادي.
النسخة الحالية من القصر بناها السلطان تيبو ابن حيدر في القرن التاسع عشر، ولكنه تعرّض للهدم أيضاً، فأعيد بناؤه وتصميمه على يد المهندس المعماري البريطاني هنري إيروين والذي أخرج القصر بشكله الحالي عام 1912 بتوجيهات من الحاكم العام البريطاني للهند اللورد مورننغتون.
وعلى مدار تلك السنوات، ظل الأمراء الهنود يتعاقبون على القصر، وهو لذلك يحتل مكانة مهمة في الهند، ويمتاز بالطراز الهندي وتزيّنه تشكيلة من أهم التماثيل الهندوسية والزخارف والنقوش التي لا مثيل لها في الحضارات والثقافات الأخرى.
ستة ملايين زائر تقريباً يصلون إلى قصر ميسور سنوياً، ذلك القصر الذي يصنَّف ضمن أفخم القصور وأكثرها رفاهية وجمالاً. وما يميزه عن غيره، امتلاكه عشرات كاميرات المراقبة التي تقتنص كل مَن يحاول التصوير خلسةً، لأن تصوير هذه التحفة المعمارية ممنوع منعاً باتاً، وهو ما يثير فضول ملايين الزائرين لاستكشافه بأنفسهم.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024