تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

لمى صادق الصبّاح: نادين الأولى وسلافة مبدعة وإيلي السمعان الأكثر إحساساً بين المخرجين 

لمى صادق الصبّاح: نادين الأولى وسلافة مبدعة وإيلي السمعان الأكثر إحساساً بين المخرجين 

لمى صادق الصبّاح

هي ابنة المنتج الكبير صادق الصبّاح، الجيل الثالث من عائلة تعشق الفنّ الإنتاجي وتمتهنه. امرأة تجيد النجاح بالوراثة، وتضيف لمستها الإنسانية إلى كلّ عمل تقدّمه. الجلسة معها لا يُملّ منها: ثقافة لمى وحماستها وكياستها وابتسامتها الدائمة، تجعلك تعشق مجالستها ومحاورتها. في هذه المقابلة نتعرّف أكثر إلى امرأة مبدعة يحرّكها طموحها وحسّها المرهف.    

فيديو: سيرج أبي غانم

- مَن هي لمى صادق الصبّاح المرأة، والابنة، والزوجة والأم؟

لمى الصبّاح هي ابنة المنتج صادق الصبّاح، كبرت في بيت يعشق الإنتاج التلفزيوني والسينمائي ويمتهنه. أنا وأخي الجيل الثالث الذي ينضمّ الى شركة الصبّاح للإنتاج. لقد أحببتُ هذا المجال، وأنا اليوم منتجة في شركة الصبّاح للإنتاج وأُكمل طريق والدي، وجدّي من قبله. 

- درستِ الإخراج لكنك لم تمتهنيه، بل اخترتِ الإنتاج التلفزيوني... أخبرينا أكثر.

درستُ الإخراج والصورة والصوت في الجامعة اليسوعية في بيروت، وتخصّصت في الإخراج مع إيميه بولس التي أسّست المعهد السينمائي والإخراجي في الجامعة. بعد تخرّجي، عملت في مجال الإخراج وأنتجت وأخرجت فيلماً وثائقياً قصيراً عن ختان الفتيات في مصر، ونال جائزة في "مهرجان حقوق الإنسان السينمائي". القصّة هي قصّة "ناصر" سائق عائلتنا في مصر، الذي كان قد أخبرنا أنه سيختن ابنته قريباً، والفيلم هو محاولة لفهم الختان أكثر وإقناعه بعدم القيام بذلك، رغم أن محاولتي باءت بالفشل في نهاية الفيلم.      


- ما هي اهتماماتك إلى جانب الإخراج والإنتاج التلفزيوني؟

أحبّ الفنّ التشكيلي وفي بيتي الكثير من اللوحات الرائعة... مجموعة اخترتها بنفسي وتهمّني شخصياً. كما أنني أحب فنّ الطبخ ومُلمّة به.

علّمني والدي…

- ابنة صادق الصبّاح، الاسم الكبير في عالم الإنتاج، ماذا علّمك والدك عن الإنتاج التلفزيوني؟

عندما انضممت الى شركة الصبّاح للإنتاج، بقيت لسنة كاملة أشارك في الاجتماعات ولا أتفوّه بكلمة واحدة. كنت أراقب والدي وأتعلّم منه حُسن التصرّف مع الممثلين والمخرجين وزملائي في الشركة. تعلّمت من والدي الصبر والكدّ في العمل كي يحصد كلّ صبور ومُكدّ النتائج التي يستحقّها.

- ما هي الصفات التي لا نعرفها عن والدك صادق الصبّاح؟

والدي صريح ومتصالح مع نفسه وهادئ وعقلاني، يعالج المشاكل بحكمة وتروٍ ولا ينفعل أبداً. وهذا أجمل ما فيه.

لمستي الخاصّة…

- أيّ لمسة نسائية أضفتِ الى شركة الصبّاح منذ انضمامك إليها؟

لا أؤمن بلمسة نسائية ولمسة رجالية، ولا أعتقد بأن المرأة تستطيع أن تقدّم شيئاً مختلفاً عن الرجل. السرّ يكمن في الابتكار والجرأة في الاختيار. أعتقد أنني وأخي وابنة عمّي أضفنا الى الشركة لمسة شبابية، تجلّت في اختيار وجوه جديدة ومواضيع جريئة تواكب العصر.

- ولكنّ المرأة قد تقدّم قضايا موجعة للمرأة أكثر، قد لا يشعر بوجعها الرجل، كالحضانة والعنف المنزلي وغيرها. ما رأيك؟

هذا صحيح. لقد حرصت على أن أُدخل في كلّ إنتاج قدّمته قضيّة نسائية معيّنة، مثل قضية الحضانة للأم الأرملة في مسلسل "٢٠٢٠"، وقضيّة تعنيف المرأة وحقّ المرأة المعنّفة بالحضانة كما في "صالون زهرة". القضايا الإنسانية الهادفة تشدّني، وأحبّ أن أضيء عليها في إنتاجات مقبلة. كذلك من المهمّ أن نعالج قضايا الطفولة المهمَلة في مجتمعاتنا العربية.

- ما هي الإنتاجات التي كانت تحدّياً بالنسبة إليك، وقبلتِ التحدّي؟

كلّ مسلسل قدّمته كان تحدّياً بالنسبة إليّ من "سمرا"، المسلسل الذي يطرح قضايا فئة مهمّشة من المجتمع العربي هي فئة الغجر، إلى "صالون زهرة" الذي أردنا على بساطته أن يحمل رسائل اجتماعية مهمة، مروراً بمسلسل "خمسة ونص" الذي حمل رسائل مبطّنة عن عالم السياسة في لبنان. كلّ مسلسل هو تحدٍّ، وهنا يكمن سرّ نجاحه… يجب أن نتحدّى أنفسنا بشكل مستمرّ حتى نستطيع الحفاظ على مستوى نجاح معيّن.

- هل تطوّرت الدراما بشكل عام؟

طبعاً تطوّرت… الدراما اليوم ليست كما كانت قبل ٥٠ عاماً. مع كورونا اضطرّت الدراما أن تأخذ مكان السينما وتصبح أكثر واقعيةً وملامسةً لمشاكل المجتمع، بعدما كانت في فترة معيّنة تغرق في المثاليات، أو تبالغ في الكوميديا. اليوم، المسلسلات لبست لباس الواقع الاجتماعي الذي نعيشه، وباتت تركّز في تفاصيل كلّ مشكلة اجتماعية وتضيء عليها. وصارت الدراما تشبهنا في كلّ شيء!   

- كيف غيّرت المنصّات في الإنتاج التلفزيوني عموماً وفي رؤية شركة الصبّاح للإنتاج خصوصاً؟

المنصّات العالمية وحّدت بين مشاهدي العالم، فبات هؤلاء يختارون بين مسلسل إسباني محلّي وآخر أردني وثالث ألماني. كذلك فإن المنصّات تتوجّه الى فئة عمرية أصغر وأكثر ثقافة ووعياً. نحن اليوم في شركة الصبّاح نركّز على مشاكل الفئة العمرية بين 18 23 سنة، ونحضّر لإطلاق أعمال عدّة تتوجّه الى هذه الفئة مع ما يرافق ذلك من اختيار نجوم شباب جدد لهذه الأعمال.


أنا ونادين وقصي وسلافة    

- أخبرينا عن الصداقة التي تجمعك بنادين نسيب نجيم، وكيف بدأت؟

نادين ليست صديقتي بل أختي. تربطني بها علاقة عائلية بدأت قبل أربعة أعوام، وتطوّرت مع الوقت، وبتنا نتشارك هموم التربية والأوقات الصعبة، كما الأوقات الجميلة.

- ما الذي لا نعرفه عن نادين بعد؟

نادين شفّافة وحقيقية جداً. وما ترونه منها في المقابلات واللقاءات الجانبية هو نفسه في الواقع وفي الجلسات الخاصّة، وهذا أجمل ما فيها! يمكنني القول إن نادين قويّة جداً وحنون جداً جداً ورقيقة الى أقصى حدّ.

- ماذا عن صداقتك مع قصي خولي؟

قصي خولي صديق وفيّ ولذيذ، وهو قريب جداً إلى قلبي. أودّ أن أقول إن العلاقة التي تربطنا كشركة صبّاح مع الممثلين الذين نتعامل معهم هي علاقة عائلية تسودها المحبّة. وهذا ما يميّزنا عن غيرنا من شركات الإنتاج في العالم العربي.

- عملتِ مع سلافة معمار في مسلسل "عالحدّ"، والمسلسل الرمضاني "بيروت 303"، حدّثينا عنها؟

سلافة معمار امرأة حديدية تصرّ على النجاح وتعشق التفاصيل. إنها امرأة رائعة قلباً وقالباً، وأنا شديدة الإعجاب بإصرارها هذا ومثابرتها على تقديم شخصيات نسائية مختلفة وقويّة.


بصمات في عالم الإنتاج

- مسلسل "2020" ترك بصمة في إنتاجات رمضان 2021، ما سرّ نجاحه؟ 

سرّ نجاحه في واقعيته. في السابع من رمضان الماضي، اكتُشفت خليّة في بلد عربي تهرّب المخدرات في الخضار والفاكهة، تماماً كما في المسلسل. وهو ما أدهشنا، وخفنا أن يتوقّف المسلسل للشبه الكبير بين القصّة والواقع. وهنا أوجّه شكراً خاصاً للعميد خالد حمّود في شعبة المعلومات الذي ساعدنا في بلورة تفاصيل الشخصيات والأحداث في المسلسل وسمح لنا بالتصوير في مكاتب الشُّعبة واستخدام تقنيات معيّنة يستخدمها عناصر الشُّعبة في تحقيقاتهم وملاحقاتهم، وهي تقنيات متطوّرة جداً لم نكن نتصوّر أن تكون موجودة لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية.

- ولماذا تخلّيتِ عن فكرة إنتاج موسم ثانٍ منه بعدما وعدَت به الكاتبة نادين جابر؟

لم نتخلَّ عن الفكرة، ولكننا في حالة بحث عن أحداث شيّقة وحبكة جديدة تكمّل نجاح الموسم الأوّل.

- برأيك، ماذا يمكن نادين أن تقدّم بعد "2020" وتحافظ على القمّة التي بلغتها؟ 

نادين ممثلة ذكيّة وتعرف كيف تطوّر نفسها باستمرار. هي الممثلة الأولى في العالم العربي، والمركز الذي بلغته هو نتيجة مثابرتها وبحثها الدائم عن الأفضل.

- "شتّي يا بيروت" مسلسل عرف نجاحاً رغم أنه عُرض خارج رمضان، ما سرّه؟

سرّه في كاتبه بلال شحادات، وهو بالنسبة إليّ أفضل كاتب في العالم العربي. هو من كتب مسلسل "لو" الذي حصد نجاحاً كبيراً. واليوم قدّم "شتّي يا بيروت" بإحساس عالٍ. يبدأ نجاح المسلسل على الورق. النصّ يقول الكثير عن نجاح مسلسل معيّن. الديو بين عابد فهد والطفل "حسن أيوب" في المسلسل كان حقيقياً الى حدّ ترك فينا بصمة إنسانية معيّنة. كما قدّم المخرج إيلي السمعان برهافته وإحساسه العالي، المَشاهد بعاطفة استثنائية لا يملكها سواه. إيلي السمعان مخرج مرهف، لا بل الأكثر رهافةً بين مُخرجي اليوم.

- أيّ علاقة تربطك بعابد فهد؟

عابد أخ وصديق عزيز وفرد من أفراد عائلتنا. هو إنسان رائع على الصعيد الشخصي وفنان مبدع.

- ماذا عن دور إلسا زغيب في المسلسل عينه؟

إلسا أبدعت في "شتّي يا بيروت" وقدّمت الدور بإحساس كبير، إلى درجة أنني بكيت عندما رأيت المَشاهد، رغم أنني قرأت النص وأعرف ما ينتظر المُشاهد في كلّ مشهد.

- هل البطولات الجماعية تزيد من نسبة نجاح العمل؟

البطولات المختارة للأدوار الصحيحة هي التي تصنع نجاح المسلسل.

- حمل العمل رسالة قويّة وجريئة مع "عاصي" و"نور" تنادي بمراعاة ظروف المرأة الخاطئة وقبول توبتها ورغبتها في العودة إلى طريق الصلاح وعيش حياة طبيعية، بدلاً من إدانتها وإغراقها أكثر في الضلال من خلال الحُكم عليها. هل في ذلك تمهيد لرسائل نسائية أخرى يمكن أن تتضمنها إنتاجات تحمل قضايا نسائية جريئة؟

ما قامت به "نور" هو خطأ فعلاً، لكن توبتها تستحقّ أن تُعطى فرصة ثانية وانطلاقة جديدة في طريق الخير والصلاح. إنها رسالة مهمّة يتضمنها المسلسل وفيها أمل بحياة جديدة. لماذا علينا أن نسامح الرجل ولا نسامح المرأة؟ هذا ظلم في رأيي. الفرصة الثانية بداية جديدة يجب أن تُعطى للجميع وبالتساوي. وهنا لا بدّ من التنويه بالديو الناجح الذي قدّمه جيري غزال وزينة مكّي في المسلسل، وهو ما جعل الرسالة الإنسانية التي يتضمنها النص تصل أكثر الى المشاهدين وتنطبع في ذاكرتهم وقلوبهم.

- "صالون زهرة" أيضاً حمل قضية حقّ المرأة المعنّفة بالحضانة رغم أن القضيّة لم تصل إلى خواتيمها المرجوّة قانونياً، ماذا عن تلك الرسالة التي قد لا تروق للكثيرين؟

الرسالة التي يحملها المسلسل في هذا المجال هي أن الحضانة يجب أن تُعطى للمرأة المعنّفة وألاّ يُترك الأطفال فريسة سهلة لرجل مريض وعنيف. المشكلة تكمن في غياب القانون… صحيح أن المسلسلات تضيء على عذابات المرأة المعنّفة، لكن الهدف منها لن يتحقّق إذا لم يتحرّك المشرّعون في اتجاه تغيير القوانين لحماية النساء والعائلات المعنّفة.

- "عالحدّ" بطولة نسائية مطلقة، هل بتنا في عصر البطولات النسائية المطلقة؟

طبعاً. تستحقّ المرأة البطولة النسائية المطلقة… سلافة معمار مستحقّة، وهي أثبتت قدرتها على القيام بهذا الدور.


- لماذا عندما تُسند البطولة المطلقة الى المرأة عليها أن تكون قاتلة أو زانية أو مظلومة؟ ألا يمكن أن تكون امرأة بطلة صالحة؟

بلى، عليها أن تكون بطلة صالحة كي تدور حولها الحكاية، فتحمل قضيّة مهمّة وقويّة لتلفت انتباه المشاهد. الأسطورة "صباح" كانت من أبرز النجمات العربيات اللواتي جسّدن البطولة النسائية الأحادية الناجحة.

- لقد كرّس مسلسل "الهيبة" البطولة الرجالية المطلقة إذ تمّ التضحية بكلّ النجمات اللواتي شاركنه البطولة من أجل الحفاظ على هالة البطل الرجل المرغوب والمحترم، علماً أنها شخصية قاتل منتقم وزعيم عصابة تهريب، شخصيّة بعيدة كلّ البُعد عن المثالية. ألا تعتقدين معي أن في المسلسل مبالغة ذكورية؟

تليق بتيم حسن البطولة الرجالية المطلقة! (تضحك). جبل شيخ الجبل شخصية موجودة بكثرة في لبنان وسوريا. لا مبالغة في الشخصيّة إلا بمقدار ما تتطلّبه التطوّرات الدرامية فقط لا غير.

- ماذا عن التضحية بكلّ النجمات اللواتي شاركنه البطولة؟

لم يكن قراراً إنتاجياً بمقدار ما كان نتيجة طبيعية لسياق القصّة التي أخذتنا إلى هذا التنوّع في البطولات النسائية. والواقع أننا لم نكن نتوقّع أبداً الاستمرار في المسلسل لمواسم خمسة، لذا كانت حبكة كلّ موسم تنتهي أحداثها وشخصياتها عند نهاية الموسم نفسه.         

- هل سيكون لرمضان وهجه درامياً، علماً أن المنصّات أخذت الكثير من رهجته؟

طبعاً، لرمضان وهجه الدرامي الذي لا يمكن أيّ منصة أن تسرقه منه.

- وماذا يمكن أن تقدّم بعد التلفزيونات من مسلسلات في الشهر الفضيل لم تقدّمها المنصّات حتى الساعة؟

هناك الكثير كي يُقدّم في رمضان، خصوصاً أن المُشاهد في الشهر الفضيل يشاهد وعائلته المزيد من المسلسلات ويناقشونها معاً، وهذا أمر لا يتكرّر خلال أيام السنة، من شأنه أن يكرّم العمل ويعطيه حقّه.

- ما هي المسلسلات التي تابعتِها بشغف ولم تنتجها شركة الصبّاح؟

‏ Finding Ola مسلسل شاهدته بشغف في يوم واحد وترك أثراً فيّ. أنا في الأساس عاشقة للممثلة المبدعة هند صبري.

- هل المنافسة عامل مزعج أم محفّز؟

طبعاً هي عامل محفّز، من دون المنافسة لن تطوّري في أدائك. ولكن هذا لا يعني أن تمضي وقتك في مراقبة المنافسين، وتُهملي عملك. من المهمّ أن تركّزي في عملك أكثر من التركيز على الآخرين، كي تحافظي على نجاحك وتألقك.

- ما هي الشركة الإنتاجية الأولى في العالم العربي؟

(تبتسم) بكلّ تواضع وبكلّ ثقة هي شركة الصبّاح للإنتاج.

وقت لابني… ووالدتي قدوتي

- كيف تجدين الوقت للاهتمام بطفلك، وسط انشغالاتك؟

كلّ يوم من الساعة الثانية ظهراً إلى السابعة مساءً، تجدينني مع ابني ولا أتركه لحظة. أتابع دروسه ونشاطاته ونلعب معاً حتى يأوي الى الفراش. بعد ذلك أعود الى المكتب لمتابعة العمل المتراكم عليّ والذي لم أنجزه في فترة قبل الظهر. من حُسن حظّي أن مكتبي قريب من منزلي!

- مَن هي المرأة العربية المثالية التي تحبّين مسيرتها؟

إنها والدتي، المرأة المثالية التي تعشق عائلتها وتضحّي من أجلها. وهي أيضاً الفنانة التشكيلية التي تصنع من الفخّار قطعاً رائعة وقد زرعت فينا حبّ الفنّ التشكيلي منذ النعومة. إنها مثالي الأعلى، ولولا تشجيعها ودعمها لما دخلت عالم الإنتاج.

- أخبرينا أكثر عن والدتك، خصوصاً أنها بعيدة عن الإعلام.

الفرق بيني وبين والدتي 17 عاماً، لذا فهي صديقتي المفضّلة والمقرّبة. إنها امرأة حنون ومرهفة، دمعتها سخية وابتسامتها رقيقة. تحمل في قلبها سرَّ كلٍّ منّا. لقد استطاعت بشخصيتها الجميلة أن تقرّب والدي منّا أكثر، وتليّن مواقفه وتجعله صديقاً لنا. 

- كامرأة عربية، ما هي تمنياتك للمرأة العربية؟

أحبّ للمرأة العربية أن تظلّ قويّة، ولا تنكسر عند أول عاصفة تواجهها، وتثبت نفسها أكثر فأكثر في كلّ المجالات المهنية والاجتماعية والسياسية وغيرها... يجب أن تستثمر طاقتها في تحقيق ذاتها في عملها ومهنتها وفنّها. من المهمّ أن يترعرع الأطفال في كنف عائلة متوازنة يكون للوالدة فيها دور ناجح في المجتمع موازٍ لدور الوالد، لأن هذا سيؤثّر في خيارات الصبيان مستقبلاً لشريكة حياتهم.

- ما هي طموحاتك؟

طموحي أن تحقق إنتاجات الصبّاح المزيد من الانتشار العالمي، علماً أن إنتاجاتنا الأخيرة تُرجمت الى اللغات التركية والإيطالية والإسبانية… ونحن نحضّر مفاجآت من شأنها أن تعزّز هذا الانتشار العالمي.

- ماذا عن أحلامك؟

أنا امرأة حالمة لا يمكنني التوقّف عن الحلم. أحلامي كثيرة. على الصعيد المهني، أحلم بأن أبقى مدعاة فخر لوالدي وأحقّق كلّ ما يتمناه لي من نجاح. وعلى الصعيد الشخصي، أتمنى أن أظلّ الزوجة العاشقة وأحافظ على شعلة الحبّ الأولى التي جمعتني بزوجي جاد.

- تمنّياتك للـ 2022…

أتمنى أن نتخلّص من كورونا ويرحل شبح هذا الوباء عنّا الى الأبد. ولعل أغلى أمنياتي الشفاء التامّ لوطننا لبنان، هذا الوطن الذي يعاني اليوم أشدّ معاناة، والذي كان حتى الأمس القريب منارة لكلّ الدول القريبة والبعيدة، ونموذجاً عالمياً للتعايش والحياة الحلوة يُضرَب به المثل. هذه تمنياتي وهذه صلواتي لوطني الحبيب وشعبه المكافح.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079