تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

المرأة في السياسة - النائب ستريدا جعجع: المرأة أكثر دبلوماسيةً في التعاطي مع الخصوم وإدارة الأزمات!

في مجلس النواب

في مجلس النواب

في مجلس النواب

في مجلس النواب

في مجلس النواب

في مجلس النواب

في مجلس النواب

في مجلس النواب

مهرجانات الأرز

مهرجانات الأرز

مهرجانات الأرز

مهرجانات الأرز

في وادي قاديشا مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

في وادي قاديشا مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

في وادي قاديشا مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

في وادي قاديشا مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

في وادي قاديشا مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

في وادي قاديشا مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

زيارات صحية خلال زمن كورونا

زيارات صحية خلال زمن كورونا

زيارات صحية خلال زمن كورونا

زيارات صحية خلال زمن كورونا

قبل 17 عاماً، جمعني بستريدا جعجع لقاء صحافيّ حصريّ تزامن مع خروج زوجها المعتقَل الدكتور سمير جعجع من سجنه، وقفتُ خلاله على نضال امرأة بقناعات ثابتة، وإصرار على الصمود، ونظرات تخفي خلفها حزناً عميقاً ومعاناة لا يعرف تفاصيلها غير المقرّبين. 17 عاماً، مسافة تفصل بين ستريدا بالأمس وستريدا اليوم. مسافة تبلورت فيها شخصيّة امرأة استثنائية، معروفة بدقّتها ومتابعتها للتفاصيل، مأخوذة بالإنماء بعدما اختارها أهل منطقتها بشرّي، دورةً انتخابية بعد دورة، نائباً عنهم، تجيد صناعة النجاحات في الأهداف التي وضعتها نصب عينيها. ستريدا اليوم صقلتها التجربة السياسية، فبلورت فيها امرأة أكثر حكمةً ودبلوماسيةً، يحرّكها شغفها بالإنجاز، وحرصها على ترك بصمة خاصّة بها في كلّ ما تحقّقه، كما في كلّ مَن تلتقيه. "أريد لبشرّي أن تكون جنّة صغيرة"، هذا ما تردّده ستريدا في كلّ مناسبة، وتسعى إليه بكلّ ما أوتيت من ذكاء وإصرار وعمل دؤوب. في هذه المقابلة، نروي حكاية نجاح امرأة عربيّة في عالم السياسة والإنماء.

تصوير: شمعون ضاهر


- بعد أكثر من 17 عاماً من العمل في الشأن العام، كيف تعرّف النائب ستريدا جعجع عن نفسها اليوم؟

ستريدا اليوم امرأة ملتزمة تعيش التزاماتها الى أقصى حدّ. أولاً أنا ملتزمة حالياً الحزب الذي أنتمي إليه والمتمسّك بلبنان السيّد والحرّ والمستقلّ الممتدّ على مساحة 10452 كلم2، وهذا ما يؤكد لي يوماً بعد يوم أنني قمت بالخيار السياسي الوطني الصحيح، وأن تضحيات زوجي لم تذهب سدى. والقوات اللبنانية اليوم هي رأس الحربة في معركة السيادة والاستقلال التي يخوضها اللبنانيون. كذلك فإنني كنائب عن قضاء بشرّي ملتزمة عملية الإنماء في هذا القضاء، وقد تمّ إنفاق مبلغ ٢٠٠ مليون دولار أميركي في مشاريع إنمائية تحول دون نزوح أهالي بشرّي من قراهم في اتجاه بيروت والمدن الكبرى، وقد حققنا الكثير في هذا المجال بعد تأمين المساعدات الطبيّة والغذائية والتربوية والصحّية لسكان القضاء بدون استثناء، وتطوير البنى التحتية، والأهمّ تطبيق القانون في القضاء على الجميع وأوّلهم مناصرو القوات اللبنانية. واليوم بات التحدّي أكبر مع الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، والذي تطلّب منّا تأمين الوظائف بالدولار الأميركي Fresh Dollars لجمهور الشباب، كي نمنع هؤلاء من الهجرة الى الخارج، وهو ما نعمل عليه من خلال مشروع كبير انطلقنا أخيراً في دراسته تمهيداً لتوفير المال اللازم لإطلاقه، علماً أن تكلفته عشرة ملايين دولار أميركي. ومن شأن هذا المشروع أن يوفّر مركزاً Hub بمكاتب عدّة يؤمّن الإنترنت السريع والكهرباء، كذلك وظائف في شركات أجنبية لموظفين شباب لبنانيين يجيدون استخدام الحاسوب. هذا المشروع سيجمع لبنان في بشرّي التي سيقصدها الشباب من كلّ الأقضية للعمل فيها. يمكنني القول إنّ بشرّي اليوم هي أقرب الى القضاء النموذجي للجمهورية القويّة التي نحلم بها كحزب سياسي. باختصار، ستريدا اليوم متصالحة مع نفسها وخياراتها السياسية الوطنية الصحيحة، ودورها الإنمائي الفاعل والناشط في منطقتها.


- ماذا عن ستريدا المرأة؟

ستريدا الزوجة تقاوم ضغطاً أمنياً كبيراً يكمن في الخوف على حياة زوجها سمير جعجع المهدّدة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، لمواقفه السياسية السيادية الجريئة. لكنني، وكي أخفّف من هذا الضغط، أقول لنفسي إن الخطر موجود في مهن متطرّفة عدّة مثل قيادة سيارات السباق، والقفز من علو شاهق والمشي على الحبل وغيرها... خيار سمير أن يعرّض حياته للخطر من أجل لبنان هو خيار وطني نبيل وسامٍ يستحقّ كلّ مخاطرة ومجازفة.   

- دخولك عالم السياسة، هل فرضته عليك الظروف خلال فترة سجن زوجك، أم جاء نتيجة رغبة شخصيّة في خوض هذا المجال؟

عام 1994، عندما اعتُقل زوجي، كان عمري 26 عاماً. لم أكن ناشطة سياسية ولم أفكّر يوماً بأن أخوض غمار السياسة. بعد الاعتقال مباشرةً، جاء المالك الذي استأجرنا منه منزلنا أنا وسمير، وقال: "عليك أن تُخلي المنزل في مهلة أقصاها شهر واحد. لا أريد المشاكل هنا، ولا أرغب في أن أؤجّر منزلي لزوجة متّهم أمني". جاء وقع الخبر عليّ كالصاعقة، ورحت أبحث عن منزل يؤويني، إلى أن وجدت منزلاً في منطقة يسوع الملك في ذوق مصبح، انتقلت إليه ودعوت الى اجتماع حزبي نستشفّ منه خطوات للمستقبل. انقسم المجتمعون إلى فئات ثلاث: فئة ارتأت أن نختبئ لأن الزمن ليس زمننا، ونوقف نشاطنا حتى تمرّ المرحلة. وفئة ثانية ارتأت أن نغيّر سياستنا ونركب الموجة ونؤدّي الطاعة في البلاط السوري. وفئة ثالثة هي مجموعة يسوع الملك والذي كان رأيها ألاّ نستسلم، ونتمسك بالثوابت ونُبقي على نشاطنا الحزبي ولو في السرّ، وهي الفئة التي ترأستها في ما بعد. وهكذا كان دخولي عالم السياسة بين الخيار الشخصي الذي فرضته الظروف، والواجب الوطني والحزبي الذي يناديني. في العام 1998، تمّ التحقيق معي حول تحريكي الماكينة الانتخابية القوّاتية سرّاً، بعد فوز قواتيين في الانتخابات البلدية. بمعنى أن الصمود والنشاط الحزبي السرّي أجديا نفعاً وجاءا بنتائج انتخابية جيّدة وأبقيا على شُعلة مقاومة الظلم متّقدة. بالعودة الى سؤالك، نعم الظروف هي التي قادتني إلى العمل السياسي، عندما لم أجد إلى جانبي من يأخذ الشعلة عن "الحكيم" غيري.

- من شجّعك غير زوجك الدكتور سمير جعجع ومناصريه على دخول عالم السياسة؟ 

عندما قررتُ خوض الانتخابات النيابية عام 2005، لم يشجّعني زوجي سمير، بل عارضني معتبراً أن ترشّحي سيفتح عليّ نيران الهجمات السياسية المسعورة التي لن أحتملها. لقد كان قراراً شخصياً بعدما تبيّن في الإحصاءات أن حظوظ حزب القوات اللبنانية بكتلة نيابية كبيرة على مساحة الوطن تكمن في مشاركتي في الانتخابات النيابية. وهكذا كان، إذ فازت "القوات اللبنانية" بستة مقاعد على صعيد لبنان.


- تنتمين الى حزب لبناني، هو حزب القوات اللبنانية، الذي يقدّر ويشجّع مشاركة المرأة في الحياة السياسية، أخبرينا أكثر. 

ستُفاجئين بالأرقام التي سأعرضها عليك: من أصل 32،500 منتسب إلى حزب القوات اللبنانية، هناك 10،189 منتسبة بينهنّ 54 امرأة في مراكز مسؤولية تتراوح بين وزيرة سابقة هي مي الشدياق ورئيسات أجهزة الشؤون القانونية والاجتماعية والتنموية وتفعيل دور المرأة، ورئيسات مكاتب الإعلام والسياسات العامّة والعلاقات مع الأحزاب ومسؤولات في مصلحة الطلاب والنقابات وغيرها. معروف عن الحكيم أنه إذا خُيّر بين تعيين رجل في منصب ما وتعيين امرأة في المركز نفسه، يختار المرأة على الفور ومن دون تردّد. وهو يردّد دائماً أن المرأة مسؤولة، مثابرة، متابِعة تلاحق أدقّ التفاصيل، صبور، مؤمنة بالقضيّة التي تختارها، شفّافة بمعنى أنها غير فاسدة، وثابتة في مواقفها لا تُشترى ولا تُباع. من هنا يأتي ميله الى تعيين النساء في مراكز عليا. 

- المرأة أكثر دبلوماسيةً وميلاً الى صنع السلام. ما رأيك؟

تستطيع المرأة بحنكتها وذكائها العاطفي أن تدوّر الزوايا الحادّة وتمنع تطوّر المشاكل وتحوّلها إلى تطوّرات دراماتيكية. سياسة أنجيلا ميركل التي طبعت أوروبا لعقود، هي خير دليل على ذكاء المرأة في إدارة الأزمات.

- ما هي القضايا النسائية الي ستحملينها إلى المجلس النيابي؟ 

ثمّة قضايا نسائية مهمّة ومحقّة أدعمها وأناضل من أجلها كامرأة نائب، وكعضو في كتلة حزبية تؤمن بدور المرأة الفاعل في الحياة السياسية. لكنّ همّنا اليوم أكبر من وضع مشروع قانون هنا وهناك. همّنا اليوم هو بقاء لبنان الذي يقف على مفترق طرق خطِر جداً. 


"مع الكوتا، وسأُقنع كتلتي بها"

- هل تدعمين إقرار الكوتا النسائية، وهي الطريق الوحيد حالياً لحفظ حقّ المرأة في المشاركة في الحياة السياسية؟

أنا مع الكوتا النسائية، خصوصاً أنها وكما قلت الطريق الوحيد المتاح في الوقت الحالي لحفظ حقّ المرأة في المشاركة بالحياة السياسية. وسأُقنع كتلة القوات اللبنانية بالتصويت للكوتا. شخصياً، فرضتُ الكوتا في قضاء بشرّي وحرصت على مشاركة المرأة في كلّ مجلس بلدي في القضاء. وكنت أتّصل شخصياً بأزواج هؤلاء النساء واستأذنهم لترشيح زوجاتهم الى الانتخابات البلدية! (تبتسم).

- ماذا عن المرشّحات على لوائح القوات اللبنانية للانتخابات النيابية 2022؟

تدعم القوات اللبنانية مرشّحات حزبيات مثل المرشّحة غادة أيّوب في قضاء صيدا وجزين، ومرشّحات مستقلّات من اللواتي استقبلتهنّ على لوائحها وأذكر منهنّ: كارين بستاني في قضاء كسروان، سابين قاصوف في زحلة، جويل فضّول في الشوف- عاليه، ليال نعمة في البترون، وماغي طوبيا في زغرتا، وذلك لإيمان حزب القوات بالمرأة وأهميّة مشاركتها في الحياة السياسية. 

- أنتِ محاطة بفريق عمل نسائي بامتياز، هل تعمّدت ذلك؟ ولماذا؟

أثق بالمرأة وبقدراتها وتفانيها من أجل القضيّة التي تؤمن بها. فريق عملي هو من النساء المناضلات والمتفانيات من أجل الخير العام في هذا الوطن الذي نحبّ. وأشكر وجودهنّ إلى جانبي وسعيهن لتحقيق الأهداف التي رسمناها معاً لإنماء قضاء بشرّي.


"سيدة الإنماء"

- "سيدة الإنماء في قضاء بشرّي"، أطلقت مشاريع إنمائية عدّة في القضاء عبر الجمعية غير الحكومية التي لا تبغي الربح والتي أطلقتِها وترّأستها عام 2007 وهي "مؤسسة جبل الأرز"، التي قدّمت المساعدات الاجتماعية والتعليمية والبيئية والطبّية والرياضية لسكّان القضاء. هل حقّقت المؤسّسة الأهداف التي رسمتِها لها؟ وإلامَ تطمحين بعد؟ 

هدفي الأول والأخير، عدم إفراغ قضاء بشرّي من أهله. كلّ ما قمنا به في المؤسّسة من مشاريع زراعية ومساعدات اجتماعية وتوفير فرص عمل وتنشيط قطاع السياحة، يصبّ في اتجاه تحقيق هذا الهدف.

- عمدتِ إلى تنشيط قطاع السياحة في قضاء بشرّي عبر تنظيم مهرجانات الأرز وافتتاح حديقة بشرّي، وإعادة ترميم المعالم الأثرية القديمة في وادي قاديشا، إضافة الى شقّ الطرق وغيرها من التسهيلات اللوجستية. ماذا تخطّطين بعد لهذا القطاع؟ 

عمدنا إلى تنشيط قطاع السياحة، وهو قطاع حيوي في المنطقة من شأنه أن يعرف إقبالاً كبيراً في ظلّ الأزمة الاقتصادية الحالية وعدم قدرة اللبناني على السفر صيفاً خارج لبنان. وخدمةً للسياحة في المنطقة، أدعو باستمرار مفتّشي وزارة السياحة إلى تفقّد الأماكن السياحية في المنطقة وتسطير محاضر بحقّ المخالفين، مع عدم التفرقة بين المناصرين وغير المناصرين، وذلك حفاظاً على مستوى المطاعم ونظافتها وأسعارها المقبولة. كذلك فإنني أقف بصلابة في وجه منتهكي حرمة وادي قاديشا المصنّف على قائمة "اليونيسكو" حفاظاً على الإرث الطبيعي والديني الرائع.

- أطلقتِ التعاونيات الزراعية لمساعدة المزارعين على تطوير نتاجهم من التفاح والفاكهة وتصديره. ما هي المشاريع التي تعدّينها لهذا القطاع الحيوي لأبناء المنطقة؟ 

قضاء بشرّي يقتات من زراعة التفاح، وقد أقمنا عرّابة تفّاح في قرية بيت مندر تمهيداً لتصدير التفاح إلى الخارج. وتساعد "مؤسسة جبل الأرز" المزارعين في الحصول على الشتول والرشوش من وزارة الزراعة اللبنانية وتسهيل تصدير الإنتاج الزراعي. 

- ماذا عن إعادة ترميم "مستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق بشرّي الحكومي"، خصوصاً أنك تُعيدين اليوم تأهيل البنى التحتية للمستشفى تمهيداً لمرحلة التوسّع التي سيشهدها قريباً؟

جائحة كورونا كشفت عن الحاجة الملحّة الى مستشفى صحّي في بشرّي. المستشفى الحالي هو عبارة عن مستوصف، ونحن اليوم نُعيد تدعيم أساساته ليكون مستشفى كبيراً تُجرى فيه أهمّ العمليات الجراحية.  


الشفافية سرّي 

- تُخضعين المؤسّسة لتدقيق حسابي دولي، حرصاً على الشفافية واحتراماً لأموال المتبرّعين. هل هذا ما يسهّل على المؤسّسة عملية جمع التبرّعات وسط أجواء من الثقة؟

الشفافية هي سرّ قوّة مؤسّستنا. إن المتبرّعين ملوّعون من بعض المؤسّسات التي تتلاعب بالأرقام والأموال، ولا تُنجز المشاريع المخطّط لها. نحن بعيدون كلّ البُعد عن ذلك. أروي لك حادثة صارت معي: كنّا في صدد ترميم أحد الأديرة، لكنّ المشروع ووجه بمعارضة أدّت إلى توقّفه. وكنت قد حصلت من المتبرع المتموّل فيليب جبر على مبلغ نصف مليون دولار لتنفيذ هذا المشروع. وعندما توقّف المشروع، اتّصلت بالسيد جبر وقلت له أريد أن أعيد لك مالَك لأن المشروع توقّف. فقوبلت بلحظات من الصمت اعتقدت معها أن خط الهاتف انقطع فناديت عليه: "ألو، سيد جبر، هل أنتَ معي؟". ساد الصمت من جديد قبل أن يجيبني والدهشة تسكن صوته: "اعذريني ولكن لم يحصل أن أعادت لي مؤسسة مالاً لم يُستخدم في مشروع معيّن!". في النهاية، لم يسترجع جبر المبلغ، بل وظّفه مع مؤسّستنا في مشروع خيري آخر. والمشروع جرّ مشاريع ثلاثة أخرى، لأنه لمس لدينا الشفافية في العمل والصدق في التعامل والحمد لله! 

- ينقل فريق عملك عنك أنك دقيقة في متابعاتك، تلاحقين أدقّ التفاصيل في كلّ مشروع تطلقينه. ما سرّك؟

الدقّة في كلّ شيء هي سرّ النجاح. الحياة مصنوعة من تفاصيل صغيرة، وكذلك النجاح. أنا دقيقة في الحسابات، ودقيقة في التنفيذ إلخ. لا أُجامل على حساب صدقيّتي وإيماني بالمشاريع التي رسمتها للمنطقة. ألاحق أدقّ التفاصيل الى حدّ أُتعِب معه فريق عملي! (تضحك). كما لا أجامل في المخالفات، فإذا جاءتني أمّ محسوبة على حزب "القوات اللبنانية" وقالت ابني مسجون بتُهمة بيع المخدرات، أعتذر منها وأرفض مساعدتها، لأنني أرفض أن أصنع من بشرّي جنّة إنمائية يسكنها تجّار مخدرات! إذا كان هذا هو الحال، فضيعان التعب! بالنسبة إليّ، الإنماء يكون للبشر كما للحجر، والقانون فوق الجميع!  

- أثبتِّ أن المرأة قادرة على النجاح في مجال الإنماء، كما نجحت في قطاعات أخرى. هل نجاحك يمهّد لنجاحات نساء أخريات في المجال نفسه؟

طبعاً، كلّ نجاح لأيّ امرأة في مجال معيّن هو تمهيد لنجاحات نسائية أخرى تلحق بها. وأنا فخورة بكلّ النساء اللبنانيات والعربيات اللواتي حقّقن نجاحات في المجالات المختلفة. 

- رسالة توجّهينها الى المرأة اللبنانية...

اصمدي، واصمدي واصمدي، لأن ولادة لبنان الجديد قائمة على صمودك في وجه العاصفة التي تضرب أساساته وقطاعاته وطبقاته الاجتماعية المختلفة. وأقول لها أيضاً، اعملي كلّ شيء بشغف كبير، وصبّي من ذاتك وقلبك في ما تقومين به، سواء كنت معلّمة أو محامية أو صحافية أو قاضية أو أمّاً مربية أو أم شهيد... فشغفك هو مفتاح نجاح هذا المجتمع الذي يتّكل عليكِ. أنت الركيزة وأنت السند مهما كان دورك: فكوني قويّة!  


سين وجيم

- كتاب تحبّين العودة إليه… إنه كتاب 10Régles

D’ Or des Philosophes de la Grèce Antique الذي يشرح القواعد الذهبية العشر لفلاسفة اليونان القديمة، ومنها أهميّة السيطرة على النفس وتجنّب المبالغات في كلّ شيء، وأن المرء يُكافأ على طيبته والخير الذي يصنعه في الكثير من الأحيان. 

- فيلم أثّر فيك… فيلم Passion of the Christ.

- ممثلة تعشقين أداءها… كاثرين زيتا-جونز.

- مطربة تحبّين صوتها… السيدة ماجدة الرومي وأغانيها الوطنيّة الرائعة.

- ذكرى خاصّة من طفولتك طبعت شخصيتك… لقد انطبعت طفولتي بشخصيتين نسائيتين قديرتين، هما والدتي وجدّتي لأبي. والدتي المرأة القويّة المتسامحة الشغوف الصبور القديرة والتي أصرّت على أن تترك أفريقيا رغم الحياة الرغيدة التي كنّا نعيشها هناك، وتعود بنا الى لبنان لرغبتها في أن يكبُر أولادها في ربوع وطنهم وينصهروا في مجتمعهم الأم ويتعلّموا عاداته وتقاليده. وجدّتي لأبي هي صاحبة الشخصيّة القويّة والعقل الاقتصادي المدبّر التي أطلقت أعمال العائلة Family Business بنفسها، واشترت أراضي وعقارات وبيوتاً كانت تضعها كلّها باسم زوجها وتنسب كلّ نجاح مهني إليه لثقتها الكبيرة بنفسها. إنها لي امرأة استثنائية!

- شخصية سياسية نسائية عربية أو عالمية تحبين حضورها... الشيخة موزة، الشخصيّة المُفضِلة على تطوير قطاع التعليم في العالم العربي. وقد ساعدتنا في "مؤسسة جبل الأرز" في إنشاء بيت الطالب في ضبيّة (شمال بيروت) الذي يوفّر غرفاً بدرجة خمس نجوم وإنترنت وكافيتيريا وملاعب رياضية لطلاب القرى والأطراف الذين يقصدون بيروت طلباً للعلم، وذلك مقابل مبلغ شهري بسيط لا يتعدّى تكلفة التشغيل.

- حكمة تعودين إليها باستمرار… "فنّ الحرب يكمن في إخضاع العدوّ من دون معركة"

L’Art de la guerre c’ est de soumettre l’ ennemi sans combat. 

- سرّ من أسرار نجاحك… الذكاء العاطفي. صحيح أنني امرأة عقلانية، لكنني أيضاً امرأة عاطفية تجيد استخدام عاطفتها بذكاء. 

- أمنية تتمنين أن يحقّقها لكِ الفانوس السحري… لا أؤمن بالفانوس السحري. ما نحقّقه هو نتيجة عملنا وكدّنا وجهدنا. إن المستقبل في يدنا، نحن من نصنعه. وفي يدنا أيضاً تغيير مسار الأمور. دعيني أقول إن هدفي الوحيد الذي أسعى الى تحقيقه بالعمل لا بالتمنيات، هو الحفاظ على لبنان كوطن نهائي لنا ولأبنائنا من بعدنا، لبنان السيّد الحرّ والمستقلّ، الوطن المنارة العلمية والطبّية والتربوية والفنّية للعالم العربي والغربي على حدّ سواء.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078