هيا عبد السلام: نعم أشعر بالارتياح...
هيا عبد السلام فنانة جميلة ناعمة ومتجددة. خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، تخصصت في التمثيل والإخراج وهي ابنة رسام الكاريكتير المعروف عبدالسلام مقبول. صعدت بسرعة الصاروخ إلى الصف الأول بين النجمات الكويتيات. بدأت كمساعدة مخرج وممثلة في «أم البنات»، وفازت العام الماضي بجائزة مهرجان دبي السينمائي عن دورها في الفيلم الكويتي «ماي الجنة». تعترف بأنها رفعت أجرها وأثارت استياء المنتجين. لا تنكر أنها تعلمت ومازالت تلميذة تتعلم في مدرسة المخرج محمد دحام الذي أطلق موهبتها ونجوميتها...
- وسط التنافس الحاد بين الفنانات اليوم كيف تطورين ذاتك؟
هاجسي الدائم أن أقدم شيئا مختلفا عما قدمته من قبل حتى أكون متميزة وراضية عن أدائي، وهذا الأمر يسبب لي قلقاً على مستقبلي الفني ونوعا من الإحراج مع بعض الشركات الفنية والمنتجين الذين يكررون لي الأدوار ذاتها التي سبق أن قدمتها من قبل ونجحت فيها، وأنا أكره تكرار الشخصيات. وهم حتى هذه اللحظة غير مدركين أني أبحث عن التجديد في الأداء والشخصية ولا أقبل أن أكرر نفسي، وأطمح إلى أن أظل ممثلة مختلفة ونوعية في أدوارها.
- لكنك مقلة؟
حتى أكون منصفة هناك أكثر من شركة فنية قدمت لي أدوارا جديدة، لكن لم يحصل نصيب للتعاون معها لأسباب عدة، منها عدم التنسيق والوقت وغيرها. في أي حال أنا لست مستعجلة فالطريق أمامي طويل.
- من أين تجلبين الدور الجديد عادة؟
هذا الأمر مرتبط وخاص بي، فأنا أحب أن أقدم أدوارا قريبة مني لكي أتقمصها وأقدمها بالشكل المطلوب.
- بماذا يطالبك الجمهور؟
أن أقدم أدوار الشر، لكني حتى هذه اللحظة لم أعثر على دور الشر الذي يغريني لتقديمه.
- هل أنت بطبعك شريرة؟
هذه طبيعة النفس البشرية، هي كتلة من المتناقضات الحياتية، فلابد من وجود جانب من جوانب شخصيتنا هو جانب الشر مثل وجود الخير لكن هذا لا يعني أني بطبعي شريرة، لا بالعكس، يغلب على شخصيتي الطيبة والهدوء، لكن الأهم استثمار الجوانب المختلفة بالنسبة الى الفنان الذكي الذي يستطيع أن يوظف هذه الصفات لصالح أدواره.
- هل سبق أن شاهدت أدوارا كنت تتمنين أن تكون لك؟
هناك أدوار عرضت علي في البداية لكن لأسباب ما لم أعمل مع منتجيها وكنت بالأساس أتمنى أن أقدمها.
- بصراحة هل اعتذارك عنها يعود لأسباب مادية؟
نعم بالفعل ممكن أن تقول ذلك، فبعض المنتجين مع الأسف لا يحبون أن يصرفوا على العمل، والبعض لا يريدون أن يصدقوا أن أجري وصل إلى هذه المرحلة.
- يعني وصلت إلى 250 دينارا عن الحلقة؟
أكثر من ذلك طبعا، وأنا مختلفة بطبعي لا أخذ بالحلقة مثل بعض الممثلات.
- وما الذي يميزك عن غيرك من الفنانات؟
أنا حريصة على شغلي وأعمل بإخلاص وأعطي الدور حقه وأتفرغ كليا للعمل ولا أقبل أن أشارك في أعمال أخرى حتى أنتهي من الأول كليا، فأنا أشفق على نفسي ولا أحرقها، حتى لا أكون مشتتة مثل بعض الفنانين من كثرة ارتباطاتهم الفنية.
- هل تشعرين بالظلم لعدم التقدير من جانب المنتجين؟
لست مظلومة، وأشعر بالتقدير أينما أذهب لأني أعرف مع من أعمل. هناك مع الأسف منتجون لا يهمهم سوى التصوير السريع والانتهاء من العمل ضمن سياسة شح الأنفاق وخفض وقت الانتاج على حساب كثير من الأمور الفنية التي تكون مرآة حقيقية للعمل، وبالتالي تظهر أعمالهم متواضعة ودون المستوى.
- هل اعتذرت عن هذه الأعمال؟
طبعا دائما اعتذر، لأن «الجواب باين من عنوانه» مع أنه في المقابل هناك توجه عكسي لدى المنتجين اليوم في البحث عن أسماء لامعة من النجوم في التمثيل ونجوم في الكتابة الدرامية ونجوم في الإخراج، وتجميعهم في عمل واحد لتوفير كل عناصر النجاح لعمله.
- لماذا مشاركاتك الفنية الخليجية قليلة جدا؟
لأني كنت أحب في البداية أن أركز جهدي وانتشاري في الكويت، ومع ذلك انتهيت مؤخرا من تصوير دوري في المسلسل الإماراتي «متعب القلب» مع المخرج جمعان الرويعي... إذا عرض علي دور مختلف في بلد خليجي لن أتردد في المشاركة، لأني أبحث عن فرص خليجية حقيقية.
- وما الذي أغراك بالمشاركة في «متعب القلب»؟
هو جو مختلف ودور لم أقدمه من قبل، وتميزه عن الأدوار التقليدية شدني لتقديمه. وأيضا لأنها تجربة فنية خارج محيطي الفني الكويتي. وكما تعلم كلما عملت في أوساط مغايرة ورؤى جديدة ستكتسب خبرات كثيرة.
- يلاحظ ارتباط اسمك بأعمال المخرج محمد دحام؟
بعد التخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية خضت تجربة الإخراج المسرحي ومنها انتقلت للعمل كمساعدة للمخرج الكبير محمد دحام الشمري الذي اسند إلي لاحقا احد الادوار، ومعه انتقلت من خلف الكاميرا إلى الوقوف أمامها. وآخر أعمالي مع المخرج دحام كان من خلال مسلسل «ساهر الليل» إلى جوار عدد بارز من الفنانين، ونحن نحضر لتقديم جزء ثان من هذا العمل الذي حصد نجاحا كبيرا، حتى خضت تجربة تقديم الإعلان التجاري بسبب ردود الفعل التي حصدها "ساهر الليل " الذي كان فاتحة خير علي. والعمل مع دحام يشعرني بأني في بيتي ووسط أخواني وهم مجموعته مثل صمود ومحمود وعبدالله بوشهري. ولا أنكر اني تعلمت الكثير من هذا المخرج المعلم ومازلت أتعلم منه، فهو مدرسة فنية إبداعية.
- قدمت في مسلسل "أخر صفقة حب" دور صحافية أميركية من أصل لبناني. البعض تساءل لماذا هذه الأدوار؟
إنها تشد المشاهدين وتجبرهم على متابعتها لأنها تقدمني في إطار وصورة مختلفين وغير مألوفين لدى المشاهد الخليجي، وقد أبدو غريبة في مثل هذه الأدوار لكني أعشق أن أقدم أدوارا مختلفة شكلا ومضمونا وخارجة عن المألوف.
- من أين تستمدين رشاقتك؟
بممارسة الرياضة والانتظام بالأكل الصحي.
- ما هي رياضتك المفضلة؟
السباحة، فهي أكثر رياضة تحرق السعرات الحرارية والوزن الزائد.
- ما أكثر الأدوار التي تميلين اليها؟
أعشق الأدوار الاكشن والرومانسي الكوميدي.
- من نجومك المفضلون؟
نجوم هوليوود.
- في ظل انتشار موجة الأدوار الرومانسية هل هناك صفات لابد من توافرها في الفنان لكي يؤديها؟
طبعا لابد أن يوحي شكله ومظهره بأنه رومانسي، وأن يملك موهبة كبيرة للتعبير عن إحساسه ومشاعره العاطفية، لأن الرومانسية هي أعلى درجة من درجات الحب ولابد أن يكون الإحساس طاغيا لكي يقتنع الجمهور بأداء الممثل وبالشكل المطلوب.
- ما أبرز مشكلة تواجهك في الأدوار الرومانسية؟
أن أقدم دورا رومانسيا مع فنان لا أحمل له أي مشاعر أو أراه بمنزلة شقيقي، فأجد صعوبة في أن أبادله مشاعر الحب والوله والشوق. وهذا حصل معي في أكثر من عمل.
- لكن قصص الحب والغرام مع عبدالله بوشهري غير؟
تضحك: فعلا غير. أشعر أمامه بالارتياح وتبادل في الأدوار والمشاعر.
- يعني قد نسمع قريبا خبرا سعيدا؟
إذا كنت تقصد الزواج فهذا المشروع مؤجل حتى اشعار أخر لأن كل تركيزي ووقتي الآن لفني وعملي ولا أفكر في الحب أو الزواج. وعموماً كل هذه الأمور ترجع في النهاية إلى القسمة والنصيب.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024