سوما: نصر محروس لم يجبرني على الغناء...
تعترف بأنها قبل الزواج كانت ترى الحياة أكثر ضحكاً ولعباً، لكن الزواج جعلها تشعر بالمسؤولية. إنها المطربة سوما التي تتحدث عن نجاح حفلتها الأخيرة في الساحل الشمالي، وقبولها غناء تتر مسلسل «لحظة ميلاد» رغم رفضها تلك التجربة من قبل.
كما تتكلم عن خوفها من التلفزيون، وسبب عدم تكرارها تجربة السينما، وعلاقتها بنصر محروس وشيرين عبد الوهاب، وحقيقة غنائها مجبرة مع بهاء سلطان، ولجوئها إلى الجمهور لاختيار كليبها الجديد.
وتتحدث عن حقيقة خضوعها لعملية تجميل، ورفضها إقامة حفلة زفاف، واستعداداتها لاستقبال طفلها.
- هل توقعت النجاح الكبير الذي حققته حفلتك الأخيرة في الساحل الشمالي؟
لا أصدق نفسي حتى الآن، فقد كان عدد الحضور مفاجأة كبيرة لي، حتى أنني ذهلت عند اقترابي من بوابة مكان الحفلة، خاصة بعدما سمعت هتافات الجمهور وهم ينادون عليَّ. وكان مقرراً أن أغني لمدة ساعة ونصف الساعة، ولكن لتفاعل الجمهور معي استمررت لأكثر من ساعتين، وبصراحة لم أكن أنوي النزول.
- ما سبب ابتعادك عن الحفلات قبل الحفلة الأخيرة؟
لم أبتعد عن الحفلات، لأني أعرف أن قيمة الفنان الحقيقية في وقوفه على المسرح ومواجهته للجمهور، وأنا معتادة على ذلك من خلال حفلات الأوبرا.
وقد شاركت بعد ألبومي الأول في حفلات كثيرة، وبعد الألبوم الثاني "ده حبيبي" شاركت في عدد مناسب منها. ثم قامت الثورة، وتوقفت الحفلات تماماً سواء داخل مصر أو خارجها، اذ كان الوضع في العديد من الدول العربية يشبه الوضع في مصر، لكن الفترة المقبلة ستكون أفضل.
- ما هو موقفك من الحفلات الخاصة التي تحييها بعض المطربات وترفضها أخريات؟
موضوع الحفلات الخاصة هذا يحتاج إلى توضيح، فهناك حفلات خاصة يقيمها ثري عربي مثلاً ويدعو إليها أفراد عائلته أو أصدقاءه، ولا يصرح للإعلام أو العامة بمعرفة شيء عنها، وهذه أشارك فيها، أما النوع الآخر وهي الحفلات الخاصة التي تقام لشخص فأرفضها، كما أن المتعهدين لا يجرؤون على أن يفاتحوني بها، لأنهم يعرفونني ويعرفون أخلاقي وتربيتي جيداً.
- لكن بعض الفنانات يوافقن عليها لضخامة الأجر وما يتبعه من هدايا؟
ليس لي علاقة بهذا النوع من الحفلات كما قلت لك، وأعرف أن هناك فنانات يقبلنها، لكن لكل فنان اتجاهاته وخطواته، وموضوع الأجر والهدايا لا يهمني في شيء، لأني أعرف جيداً أن من يضع المال تحت قدميه يرتفع، ومن يضعه فوق رأسه يهبط. وأنا والحمد لله رأسي دائماً مرفوع، وهدايا الأثرياء لا تغريني.
- لماذا تحمست لغناء تيتر مسلسل "لحظة ميلاد"؟
العرض جاءني من الموسيقار الكبير محمود طلعت الذي كنت أتمنى أن أعمل معه منذ سنوات، بأن أغني تيتر مسلسل "لحظة ميلاد" الذي تقوم ببطولته صابرين وكمال أبو رية، ووافقت على الفور دون أن أسمع الكلمات أو اللحن، وبعدما سمعت كلمات الشاعر صلاح سليمان ولحن وتوزيع محمود طلعت ازداد تعلقي بالأغنية، والحمد لله أنها حازت إعجاب المشاهدين.
- وما سر موافقتك هذا العام تحديداً على المشاركة في غناء تيتر مسلسل؟
الحقيقة أنه عرض عليَّ العام الماضي غناء تيتر مسلسل ولكنني رفضت، ولكن هذا العام جاءني العرض من موسيقار أعتز به هو محمود طلعت، إضافة إلى أني فكرت جيداً ووجدت أنها فرصة ذهبية أن أدخل بيوت المشاهدين ويسمعوني كل يوم خلال مشاهدتهم للمسلسل، الذي تقوم به ممثلة محبوبة مثل صابرين.
- وما حقيقة اعتذارك عن عدم المشاركة في أحد مسلسلات رمضان هذا العام؟
كان ذلك في إطار المفاوضات، وكان هناك أكثر من عرض، لكن بصراحة لا أحب شغل التلفزيون الذي يحتاج إلى مجهود أكبر، وساعات تصوير أطول من السينما، ومواضيع مناسبة خاصة أنه يدخل بيوت المشاهدين على عكس السينما التي يذهب إليها الجمهور، ولذا كان قراري رفض المشاركة في المسلسل إلى أن أمتلك الشجاعة والجرأة على المغامرة.
- شاركت في فيلم "أعز أصحاب" ورغم ثناء النقاد على أدائك لم تكرري التجربة. لماذا؟
بعد عرض الفيلم تلقيت عروضاً كثيرة من عدد من المنتجين ووضعتها كلها موضع القراءة، ولكن كانت هناك مشكلة، فأنا أنظر إلى نفسي على أنني مطربة أولاً، ثم ممثلة ثانياً.
ولأن الفيلم أخذ ما يقرب من عام في الإعداد له وتصويره، وكنت قد طرحت ألبومي قبلها بعامين، وجدت أني سأضيع سوما المطربة، فقررت أن أعمل على الألبوم وأسجل أغنياته، والحمد لله انتهيت منه، وأنا الآن متفرغة وفي انتظار عروض سينمائية جديدة.
- من تتمنين العمل معه من نجوم التمثيل؟
طبعاً محمد هنيدي، لأنه الفنان الوحيد الذي يستطيع أن يضحكني بشكل هستيري، وطبعاً أتشرف أن أعمل معه في أي فيلم له.
الجمهور اختار كليبي المقبل
- هل تنوين تصوير كليب جديد من ألبومك الأخير؟
نعم لكنني لست من اختار الأغنية، وإنما الجمهور هو الذي اختار، فقد أجريَ استفتاء عبر صفحتي الرسمية على موقع "فيسبوك" على أغاني الألبوم لاختيار واحدة لتصويرها، وقد اختار الجمهور أغنية "لوحدك"، وسنصوّرها بعد الإعداد الجيد لها.
- إجراء استفتاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ظاهرة منتشرة بين المطربين، هل ترينها مفيدة؟
طبعاً مفيدة جداً، فالتواصل مع الجمهور هو أكثر شيء يجعل الفنان يكمل طريقه، ويعرف إن كان يسير على الطريق الصحيح أم انحرف. والأجمل في الاستفتاءات عبر الإنترنت أنها تتيح المشاركة للجمهور الذي يحبك ويسمع أغنياتك في كل العالم لا في مصر وحدها.
- أنت خريجة دار الأوبرا المصرية فلماذا لا تأخذ مطربات الأوبرا حقهن في سوق الغناء؟
أولاً لأن دار الأوبرا لها اتجاه واضح ومحدد، وهو تخريج مطرب لديه خامة صوت قوية وموهبة مميزة ويقدم أغاني شرقية تحتاج إلى إمكانات عالية، أما في السوق الغنائي خارج الأوبرا فهناك قوانين أخرى تحكم هذه العملية، فأي منتج بصراحة يخاف من مطربي الأوبرا، لأن وقوفهم على المسرح يكون ثابتاً وهو ما لا يريده المنتجون في الحفلات، بل يريدون مطرباً يجري ويشعل المسرح، عكس حفلات الأوبرا التي يرتدي فيها المطرب ملابس معينة ويقف بطريقة معينة.
- هل بعد خروجك من دار الأوبرا عدت إليها لتقديم حفلات؟
طبعاً، مازلت أشارك في حفلات الموسيقى العربية، وأشعر بسعادة غامرة عندما أتلقى اتصالاً من المايسترو سليم سحاب يخبرني فيه بأنه يريدني أن أشارك معه في إحدى الحفلات التي يقودها، وقتها أشعر بأن لي جمهوراً مثقفاً ما زال ينتظرني ليسمع مني أغاني قديمة لأم كلثوم وعبد الوهاب.
- لماذا غيرت اسمك من أسماء سعيد إلى سوما؟
أنا لم أغيره وإنما غيره المنتج نصر محروس الذي رأى أن سوما سيعلق مع الجمهور أكثر، خاصة أنه دلع اسمي، فكل أقاربي منذ كنت صغيرة ينادونني "سوما" وليس "أسماء"، وصراحة هو اسم لافت.
- لكن البعض قال إن نصر محروس اختاره ليقول إن لديه صوتاً استكمالاً لأم كلثوم؟
لا أعتقد أني ربع أم كلثوم، أو أني استكمال لها أو لصوتها.
- ماذا عن ألبومك الجديد؟
أقوم الآن مع المنتج نصر محروس بالاستماع إلى بعض الألحان والكلمات من بعض الشعراء والملحنين، لضمها إلى الألبوم المقبل، ولكننا حتى الآن لم نستقر على أي أغانٍ.
- هل تبحثين عن نوع معين من الأغنيات؟
في الغالب أي منتج وأي مطرب يتولى مهمة المنتج المنفذ لألبومه يحرص على أن يضم الألبوم أغنيات ترضي كل الأذواق، فتجد في الألبوم أغنيات مقسوم، وتكنو، وهاوس، ودراما، وأغنيات تصلح للتصوير فيديو كليب.
ولكن بالنسبة إلي أنا أبحث عن الأغنيات التي فيها "حدوتة"، لأن جمهوري يحب هذه النوعية من الأغنيات، ولا يشترط أن يكون فيها فقط إفيه جيد، لأن هذه النوعية لا تعيش كثيراً.
- لكن في الفترة الماضية انتشرت بصورة كبيرة أغنيات الإفيه، وبدأ بعض المطربين يعتمدون عليها كثيراً؟
منذ أن بدأت الغناء لم أقدم أي أغنية تعتمد على الإفيه، إلا إذا اعتبرنا أن أغنية "عيب عليك"، والتي قدمتها في ألبومي الأول "إفيه"، وقد وافقت على استخدام هذا الإفيه لأنها كانت كلمة دارجة جداً بين الناس، ويستخدمها ملايين الناس يومياً، وكانت الأغنية نفسها قصة وموضوعاً.
ولكن هذه الأيام بدأت تنتشر إفيهات ليس فيها قصة ولا مضمون، وأنا لا أحب هذه النوعية.
- ما رأيك في ما يمر به سوق الكاسيت حالياً؟
أين هو هذا السوق؟ لقد ضرب ولم يعد يحقق أي إيرادات تذكر، اذ يتم تسريب الألبوم على مواقع الإنترنت بعد دقائق من طرحه بالأسواق، وهو ما يمثل خسائر فادحة للمنتجين وللمطربين أنفسهم، وتسبب بإغلاق العديد من شركات الإنتاج.
- وماذا عن تصرفات بعض المنتجين مع مطربيهم؟
أين هؤلاء المنتجون الذين تتحدث عنهم؟ فعلى حد علمي لم يعد هناك منتجون سوى نصر محروس، والباقون اكتفوا بالدعاية والتوزيع للألبومات التي ينتجها المطربون لأنفسهم، ويضعون لوغو شركاتهم عليها مقابل التوزيع والدعاية.
- وهل تفكرين في أن تنتجي لنفسك كبقية المطربين حالياً؟
لم أفكر في هذه الخطوة من قبل، لأني لا أفهم إطلاقاً في موضوع الإنتاج، وليست لديَّ الخبرة الكافية لذلك، كما إنني أثق بخبرة نصر محروس واختياراته.
- لكن دائماً ما يشاع عن نصر محروس أنه ديكتاتور ويفرض على مطربيه الأغاني التي يريدها!
هذا غير صحيح. أنا أعمل معه منذ سنوات، ولم يفكر مرة في أن يفرض عليَّ أغنية لا أريدها أو لا أشعر بها، لأنها ببساطة ستخرج غير جيدة، ولن تحقق النجاح الذي يريده ويسعى إليه كمنتج. ولكن هو يدرس شخصية المطرب الذي يعمل معه وأسلوبه وإمكاناته، ويختار معه الأغاني التي تناسبه.
- تردد من قبل أنه فرض عليك عمل دويتو غنائي مع بهاء سلطان، هل هذا صحيح؟
أولاً هو لم يفرض عليَّ عمل الدويتو لأسباب كثيرة، أهمها أني من عشاق صوت بهاء سلطان وكنت سعيدة جداً بالعمل معه، ولكن عندما عرض عليَّ تقديم أغنية "يعني اللي في عيني في عينك" استغربت جداً، لأن طبقات صوتينا مختلفة. ومن منطلق المغامرة وافقت على المشاركة لتخرج الأغنية بهذا الجمال الذي سمعه الناس وشاهدوه في الفيديو كليب.
- لماذا لم تقدمي من وقتها دويتوهات غنائية أخرى؟
بالعكس قدمت في ألبومي الأخير دويتو غنائياً مع مطرب شاب اسمه محمد نبيل، اذ اقترح علينا المخرج نصر محروس أن نعيد تقديم أغنية من ألحان الموسيقار الكبير بليغ حمدي وكلمات الشاعر الكبير سيد حجاب، وقدمناها بشكل جديد، والحمد لله حققت نجاحاً كبيراً.
- لكن بعد الغناء مع بهاء سلطان تقدمين دويتو مع مطرب شاب؟
وما المشكلة في ذلك؟ فقد كنت في يوم من الأيام مثله أبحث عن نجم أشاركه الغناء، وأرى أن هذا فيه نوع من رد الجميل، لكي أكون قد شاركت في مساعدة موهبة حقيقية.
- لو فكرت في دويتو خارج مطربي شركة نصر محروس فمن تختارين لتشاركيه الغناء؟ ولماذا؟
سأختار الفنان الكبير حسين الجسمي الذي يتمتع بموهبة جبارة وخامة صوت عريضة، إضافة إلى إحساسه العالي الذي يسحرني ويأخذني إلى دنيا أخرى بعيدة عن تلك التي نعيش فيها.
هذه حقيقة علاقتي بشيرين عبد الوهاب
- تردد وقت انضمامك إلى شركة نصر محروس أنه اختارك لتكوني بديلة لشيرين عبد الوهاب التي خرجت في التوقيت نفسه تقريباً. كيف كان إحساسك بهذا الكلام؟
سمعت هذا الكلام وقتها وضايقني جداً، ورفضته وقتها وما زلت أرفضه حتى الآن، لأني لم ولن أكون بديلة لأي شخص مهما كان موهوباً، إضافة إلى أني لا أعتقد أن منتجاً ذكياً وفي موهبة نصر محروس يأتي بمطربة لتكون استنساخاً أو بديلة لمطربة أخرى، وذلك لأنه يحب أن يكون دائماً مطربو شركته في الطليعة، إلى جانب أنه لا يوجد أي وجه للمقارنة بيني وبين شيرين، لا في الشكل ولا في الصوت، وقد يكون الشيء الوحيد المشترك هو الإحساس.
- وماذا عن علاقتك بشيرين؟
علاقتي بها أكثر من ممتازة، فأنا أعشق صوتها، وهي فنانة موهوبة وإنسانة محترمة، وقد اتصلت بي عقب زواجي لتبارك لي، وأنا أيضاً أتصل بها من آن إلى آخر لأبارك لها على أعمالها الجديدة.
- بمناسبة ذكرك للزواج لماذا جاء مفاجئاً ودون حفلة زفاف؟
أولاً هو لم يكن مفاجئاً، فأنا وزوجي صديقان منذ أكثر من 12 عاماً، فقد كنا زميلين في الأوبرا، ولكن كان كل منا يبحث عن طريقه ومستقبله. ومنذ عامين تقاربنا أكثر وتمت الخطوبة ومن بعدها الزواج.
وبالنسبة إلى عدم إقامة حفلة زفاف فقد كانت هذه رغبتي، لأني لست من هواة الأفراح، وقد اكتفيت بعقد القران وحضور أصدقائي، وفعلت مثل كل الفتيات وارتديت الفستان الأبيض، والمهم ليس الفرح وإنما الفرحة.
- وهل أحدث الزواج أي تغييرات في حياتك أو تفكيرك؟
طبعاً حدثت تغييرات كثيرة في شخصيتي، فأصبحت مسؤولة أكثر، وقد كنت قبل الزواج أرى الحياة ضحكاً ولعباً، ولكن بعد الزواج انقلبت الأمور وأصبحت حياتي جدية.
- وماذا عن الحمل؟
الحمد لله ربنا رزقني ومازلت في الأشهر الأولى، ولا يمكن مهما قلت لك أن أصف بدقة حقيقة مشاعري، وفرحتي وإحساسي الجميل والمختلف، إلى درجة أني بدأت أحس بأني أمٌّ فعلاً، وأفكر في غرفة الأطفال، والأشياء التي سيحتاجها الطفل، وبدأت أخرج مع زوجي إلى المحلات لمشاهدة ملابس الأطفال واحتياجاتهم.
- إذا تعارض في يوم ما عملك في الفن مع مصلحة طفلك، ماذا ستفضلين؟
طبعاً سأختار بيتي وزوجي وطفلي، وأنا منذ بداية زواجي عاهدت نفسي ألا أقصر في حق أولادي وزوجي، وإذا اكتشفت في يوم أني مقصرة مع عائلتي سأترك الفن.
- وما هي حقيقة خضوعك لعملية تجميل؟
بدهشة ردت: عملية تجميل! لماذا؟ فأنا والحمد لله جميلة وراضية بشكلي وهيئتي التي خلقني الله عليها، ولن أفكر أبداً في عمليات تجميل. ربما تردد هذا الكلام لأني أنقصت وزني قليلاً، كما أغير لون شعري وتسريحته من آن إلى آخر، وأكثر من هذا لم يحدث.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024