تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

محمد دحام: أنا رقم صعب في رمضان...

محمد دحام الشمري مخرج مبدع يتعامل بحساسية شديدة مع الكاميرا. له أسلوبه الخاص في تصوير أعماله التلفزيونية فهو يولّي المتعة البصرية اهتماما كبيرا، وتمتلئ مسلسلاته بالتفاصيل الحميمة في مساحات الظل والضوء التي هي لعبته كمخرج شكل رقما صعبا في المواسم الرمضانية، فلا أحد يجرؤ أن يخدشه أو يهمّشه رغم محاولات البعض لإشغاله بمعارك شخصية ورغم الحرب الشرسة التي تحاول أن تنال منه.
ويقدّم في رمضان الحالي عملين يراهن عليهما بقوة هما «ساهرالليل 2» و«لهفة الخاطر» اللذان تعرضهما الفضائيات حالياً.



- كيف ترى نفسك وسط الخريطة الفنية أو الوسط الفني؟
من الخطورة بمكان أن  يقوّم الإنسان ذاته أو يصنّف نفسه أين هو موجود، وقد يتهم  بأنه  مغرور.
لكن في الحقيقة  دائما ما أسمع كلاماً يسعدني ويثلج صدري، وهذه متعتي الحقيقية بعد التعب عندما أجد أصداء لأعمالي سواء من أصدقائي أو من الوسط الفني أو الإعلامي وتأكيدهم أني قدمت عملا مميزا نال إعجابهم.

- لم تجب عن السؤال!
أشعر بأني في حالة من التطور المستمر كمخرج يمتلك أدواته الخاصة التي تعتني بالتفاصيل والتجديد، وهذا الشيء هو الأساس الذي يمكنني من أن أقف على أرض صلبة وصعبة، لأن النمطية في العمل الإخراجي  تقتل الإبداع وتكرار الرؤية الفنية في كل عمل يحكم عليه بالفشل.
ولهذا لا بد للمخرج أن يتحرر من إيقاع الوتيرة الواحدة في الإخراج كي يبدع، كما على الممثل أن يتلوّن بالأداء في كل عمل حتى يتميز.

- وهل عانيت من ممثلي الوتيرة الواحدة في الأداء؟
طبعا عانيت كثيرا من هذه المشكلة، لذلك تجدني ألجأ كثيرا إلى العمل مع الجيل الجديد لأنهم يستمعون إلى نصيحتك وتوجيهاتك، هم طاقات شبابية جديدة وخامات تمتلئ بالحماس وقابلة للتشكل مع المخرج، فتمنحني النتيجة التي أريدها.

- هل هذا هو السبب الحقيقي لابتعادك عن الكبار في أعمالك؟
لا بالعكس أنا أتعامل معهم لكن بحذر شديد، وأختار النجوم الذين يستطيعون أن يفهموني وبيني وبينهم تناغم حتى نسير في الطريق الصحيح، لأني عانيت من بعضهم وكأنهم في واد وأنا في واد أخر.

- وهل لمست هذا بتعاملك مع عبد الحسين عبد الرضا في "التنديل"؟
لا بالعكس، أبو عدنان هو من أعطاني الشعور بأني قريب منه كثيرا ومن فكره ورؤيته في العمل الدرامي، واحتضنني في هذا العمل من أجل أن نقدم شيئا مميزا، وبالفعل تحقق ما أراد. فهو فنان عفوي ولا يفتعل الأشياء وكان في حاجة إلى مخرج يدرك ذلك ويوظفه على النحو المطلوب.

- رغم نجاح التجربة معه لم يتكرر التعاون؟
نعم صحيح ولأسباب عدة وأمور كثيرة أبرزها  ما يتعلّق بالعملية الإنتاجية فكل منا الآن منتج، ولظروف صحية متعلقة بعافية بوعدنان  نفسه أطال الله بعمره ومدّه بالصحة، إضافة إلى كثرة ارتباطاتي الفنية.
أتمنى تكرار التجربة مع بوعدنان لأن العمل معه متعة ومكسب حقيقي لأي شخص يتعامل  معه.

- لماذا ارتبط أسمك بالأعمال الرمضانية أكثر حتى اعتبرك البعض أنك منتج ومخرج موسمي؟
هذه النظرية فرضتها علينا المحطات الفضائية لأننا نعمل من ضمن خريطة تجارية. فالدائرة التجارية ترى أن الموسم الحقيقي هو موسم رمضان نظرا إلى نسبة المشاهدة العالية وكثرة الإعلانات التجارية وغيرها.
بل أصبحت عادة مشاهدة القنوات الفضائية مائدة الأسرة في رمضان، لذلك موسم رمضان فرض نفسه بقوه وأصبح الملعب الحقيقي للمنتجين وللممثلين والمخرجين، بل أصفه بأنه مهرجان رمضاني كبير وحق مشروع  للفضائيات بالتنافس وإبراز العضلات.


أواجه حربا غير شريفة

- وهل تواجه وسط هذا كله حرباً شريفة كما يقال؟
مع الأسف أواجه حرباً دنيئة، وحاليا تشن ضدي حرب شرسة، و أكثر شيء يحزّ في النفس أنّ من يقف ضدي في هذه الحرب الرخيصة أشخاص وقفت معهم وساعدتهم حتى أصبحوا نجوما ولهم شأن في الساحة الفنية، لكني صدمت بأن أولى الطعنات تأتيني من هؤلاء الذين وقفت معهم بشرف وأمانة، وهذه الطعنات تدمي القلب لأن أصحابها أقرب الناس إليّ، ولم أتخيّل أن يغدروا بي في  يوم من الأيام.


- معقول؟
مع الأسف يجمعني بهم عيش وملح وسفرات وسوالف وأسرار وغيرها من أمور الحياة وأعتبرهم أسرتي الفنية، ومع ذلك وجدتهم في أقرب فرصة  تسنح لهم أن طعنوني ويغدرون بي.

- ألم تتكوّن عندك مناعة ضد هذه الأمور؟
بالفعل بدأت أخذ حذري منهم لكن ما زلت معرّضاً لهذه العثرات لأني في حاجة إلى مضاد حيوي يقيني سموم هؤلاء وشرورهم.

- هل السبب الفنانة الشابة التي تقدمت بشكوى ضدك لدى المخفر بتهمة أنك تحرشت بها خاصة أنها كانت أحدى نجمات مسلسلك الجديد؟
يتنهد طويلا ثم يقول: لا أدري هل هذه التهمة هي من ضمن خطة الحرب التي تشن ضدي خاصة أننا في موسم الذروة. عموما لا تُرمى إلا الشجرة المثمرة.

- محمد دحام شجرة مثمرة في رمضان؟
نعم أنا أعتبر نفسي شجرة مثمرة وأعمالي أكبر دليل، لكن كما تعلم البعض يريد أن يصعد على كتفَي الآخر باختلاق قصص وحوادث ليس لها أصل في الحقيقة والواقع حتى يكسب شهرة وأضواء، مع إن اختراع قصص كهذه شيء مشين ويضرّ أكثر مما يفيد.
لكن البعض يعميهم حب الشهرة. غير أن علاقتي بجميع الفنانات ممتازة عموماً وأتعامل معهن كوالد وأخ أكبر.

- لم تجب بشكل واضح؟
هذه الممثلة التي اشتكتني اختلفت أقوالها أكثر من مرة وفي حضور جميع أفراد طاقم المسلسل الذين شهدوا تضارب أقوالها المتناقضة، بل هي صرّحت في أحدى المطبوعات بأنها كانت تريد من وراء هذا أن ترفع أجرها من أربعة ألاف إلى ستة ألاف مرة واحدة.
عموما لا أريد التحدث عنها والخوض في هذه القضية لأن هناك محكمة وسأدع القضاء يأخذ مجراه.

- هل ستتساهل مع الذين خدشوا سمعتك؟
لن أكون طيبا مرة أخرى مع أي شخص يسيء إليّ من جديد، لن أتهاون ولن أسمح بذلك، مع أني بطبعي طيب جدا وأتعامل مع الجميع بهذه الصفة، لكن البعض أساء الفهم وتعمّد تشويه سمعتي وسوف يدفعون ضريبة ذلك.
وبالمناسبة هذه الممثلة كنت الوحيد الذي وقف معها بعدما طردها أربعة منتجين معروفين وفضلوا عدم التعامل معها لأنها صاحبة مشاكل.

- لماذا وقفت معها وهي مصدر للمشاكل؟
كما قلت لك تعاملت معها بطيبة وحاولت أن أقف معها كما أفعل مع بقية الممثلين لأن هذا مبدئي في الحياة، لكن هي خسرت الكثير بهذا التصرف المشين.

- شهاب حاجيه صرّح أن في الوسط الفني وحوشاً. ما رأيك؟
يضحك: الظاهر شهاب يحب الشعارات الرنانة! قد يكون كلامه فيه نوع من الصحة لأن الوسط يضم الزين والشين وفيه كل الألوان والأشكال.

- هل روّضت فنانيك؟
بل منحتهم حباً وبادلوني بالحب لكن هناك القلّة منهم عضّت يدي.

- آلا تخشى أن الذين تكتشفهم وتتعب عليهم يذهبون إلى غيرك من المنتجين على الجاهز؟
هذا هو الحاصل فعلا، فكثير من الشباب اكتشفتهم وبعدما أصبحوا نجوماً ذهبوا إلى غيري، وهذه هي سنّة الحياة ولست غاضباً لأني مؤمن بأن هناك  دائما وجوهاً جديدة تحتاج إلى اكتشافها. والكويت ولادة للمواهب والمبدعين في جميع المجالات.

- ماركة محمد دحام مكلفة للمحطات الفضائية؟
نعم كلامك صحيح. أنا ضحيت وتعبت على نفسي كثيرا حتى أكون بهذا المستوى والحمد لله تحقق ما كنت أحلم به وأصبحت رقما صعبا في رمضان.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078