جويل مردينيان عن برنامج "بلا فلتر" الواقعي: ننقل الحياة المتنوعة لأي شخص بشفافية
- من أين جاءت فكرة برنامج "جويل بلا فلتر"؟
في الحقيقة، بدأنا التحضير للبرنامج في العام 2017، ومنذ ذلك الوقت كنت أصوّر كل شيء عن حياتي في دبي، فرنسا ولندن، وحرصت أيضاً على تصوير حفلات افتتاح صالون maison de Joelle والعيادة الطبية التجميلية المتخصّصة clinica joelle في تونس، مصر، إربد، وعمان وغيرها من الدول العربية، وكانت الكاميرا ترافقني في كل خطواتي وأصوّر كلّ ما يحدث معي في حياتي اليومية، حتى وصلنا إلى الصيغة النهائية للبرنامج، فكثّفنا التصوير لمدة ثلاثة أشهر، ستة أيام في الأسبوع و 12 ساعة في اليوم، كي تتمكّن كاميرات منصة "شاهد" من التقاط تفاصيل حياتي وأفراد عائلتي بالكامل من الصباح إلى ساعة نومنا.
"جويل بلا فلتر" ينقل الحياة المتنوعة لأي شخص
- كيف تم التحضير للبرنامج لضمان نجاحه وتقبّله من المشاهدين؟
برنامج "جويل بلا فلتر" عبارة عن نقل الحياة المتنوعة لأيٍ منا بكل تفاصيلها ومشاكلها، وتحمل كل حلقة الكثير من المواقف التي قد يتعرّض لها أي شخص، وبالتالي يمكن كل مُشاهد أن يجد في البرنامج تفصيلاً ما يعيشه أو يمرّ به، لذلك فهو يحظى باهتمام المتابعين وينال إعجابهم. إضافة إلى أننا كعائلة ننقل واقع حياتنا، فنحن لسنا ممثلين، وخصوصاً أولادي فهم خجولون أمام الكاميرا، لذا حرصنا على إخفاء الكاميرات في البيت بطريقة محترفة، فكنا نشعر أننا نعيش حياتنا الطبيعية، وننسى أن هناك كاميرات تلتقط ما يشاهده الناس حالياً على شاشة "شاهد".
- كيف تصفين تجربتك وعائلتك ضمن برنامج واقعي؟
بدأت فكرة البرنامج في العام 2017، وكنت أرغب بأن يكون مختلفاً وأؤكد للمُشاهد أن حياته لا تختلف عن حياة أيٍّ المشاهير، خاصة أن ما يشاهدونه على السوشيال ميديا ليس صحيحاً مئة في المئة، والناس لم يعودوا ينظرون لحياة هؤلاء المشاهير على أنها طبيعية، وباتوا يدركون أن الأخيرين يعانون من نفس مشاكلهم، مع فارق أن الشخص المشهور يكون في الغالب متوتراً لأنه معروف ويعيش دائماً تحت الأضواء. لذا قرّرت أن أخوض هذه التجربة بعدما سمعت من متابعيّ أنهم يرغبون بأن يكونوا مشهورين مثلي أو يؤسّسوا أعمالهم الخاصة أو يتعاملوا مع عائلاتهم أسوة بي، كما يعتبرني الكثير من الأشخاص قدوةً لهم، لذا حاولت أن أُظهر للجميع أن بلوغ هذه الغاية يحتاج إلى الكثير من العمل والمجهود والتضحيات.
"جويل بلا فلتر" جعلني أرى حياتي العائلية بطريقة مختلفة
- ماذا غيّر "جويل بلا فلتر" في شخصيتك وحياتك؟
بصراحة، أنا لا أحب متابعة ما أقوم بتصويره، ولكن هذه المرة الأولى التي أتابع فيها برنامجاً يخصّني. فأنا عادة لا أشاهد المقابلات التلفزيونية التي أُجريها، ولم أرَ أكثر من 4 حلقات طوال 14 عاماً من عرض برنامجي "جويل"، ولكن "بلا فلتر" أتابعه بشغف لأنني أشعر وكأنني أرى حياتي الحقيقية من الخارج، كما لو أن شخصاً صوّر حفل زفافه وعاد ليشاهده بعد شهر العسل فيلاحظ تفاصيل يراها للمرة الأولى... هذا ما أشاهده حالياً في برنامجي، بحيث أكتشف نفسي أكثر فأكثر وألاحظ تعابير وجهي حين أكون غاضبة ومنفعلة أو منزعجة، كما أرى أولادي بصورة مغايرة للتي كوّنتها عنهم في ذهني. بتُّ حالياً أرى نفسي على حقيقتها، كما المشاهد.
- ما هي الصعوبات التي رافقت تصوير المقاطع الواقعية عن حياتك الشخصية؟
لم نواجه صعوبات كبيرة، ولكن الصعوبة الوحيدة كانت في ساعات التصوير الطويلة، فكنا نصوّر على مدى 12 ساعة متواصلة، ونتخطّى أحياناً هذه المدة لظروف تتعلق بعائلتي. كنا نبدأ نهارنا في الصباح الباكر ويواكبنا في المنزل فريق من 25 شخصاً تقريباً ويبقون معنا الى أن نخلد للنوم، وقد واظبنا على ذلك طوال 3 أشهر ولمدة 6 أيام في الأسبوع. علماً أننا كنا ننسى أننا أمام الكاميرا، خاصة عندما يكون لدينا مشكلة نسعى لحلها أو أي حدث عائلي يُفرحنا أو يُغضبنا. كنا نعيش حياتنا كعائلة بكل تفاصيلها ونتفق دائماً على ألاّ نخفي شيئاً، لذلك لم نواجه صعوبات جدّية في هذا المجال.
نحتاج إلى الشفافية في حياتنا... وهذا أحد أهداف "بلا فلتر"
- إلا مَ تهدفين من خلال هذا البرنامج؟
أنا فخورة جداً بأنني، وبعد أسابيع قليلة من عرض البرنامج حققتُ الهدف الذي عملت عليه منذ البداية. الآن بدأتُ أقرأ التعليقات التي كنت أطمح لسماعها، وهي تعليقات إيجابية يتفاعل كاتبوها مع أحداث الحلقات بكل صدق وعفوية، إذ يؤكدون أن البرنامج يُضحكهم، ويُبكيهم، ويُفيدهم، وبالتالي يوجّهون الشكر لي لأنني تمكنت من نقل المشاكل الزوجية التي يعانيها أي ثنائي بكل شفافية ووضوح، وتحدثت عن الصحة النفسية وأن هناك أشخاصاً يحتاجون إلى العلاج. وفعلاً، نحن نتناول الكثير من المواضيع المسكوت عنها، ونناقش قضايا لم يتم التطرّق إليها بشكل كافٍ في عالمنا العربي، خاصة أن معظمهم يرفضون الاستعانة بأي شخص غريب لمساعدتهم على تخطّي المشاكل، علماً أن هذه الظاهرة منتشرة بكثرة في أميركا وأوروبا. وربما لأنني كنت أعيش في لندن واستفدتُ في طفولتي من متابعة أخبار المشاهير واعترافاتهم الواضحة والصريحة حول مشاكلهم الشخصية مثل الخيانة أو الإدمان، رأيت أننا نحتاج إلى هذه الشفافية في حياتنا، وأن نعتاد عليها لنتمكن من التعلّم من أخطاء الآخرين، ونتأكد من أننا لسنا الوحيدين الذين نمرّ بهذه المشاكل.
- طبيعة البرنامج الواقعي قد تعرّضك للانتقادات، كيف تواجهين هذا الأمر؟
أنا أتابع فقط تعليقات متابعيّ الـ18.6 مليوناً على تطبيق "إنستغرام"، وهي إلى الآن ردود إيجابية، والتفاعل مع الحلقات حماسي، ربما شهدتْ أول حلقتين انتقادات حادّة، حيث اعتبر بعض المشاهدين أن ما يرونه تمثيل، لأنّ لديهم انطباعاً مختلفاً عن حياتي، وهذا أمر طبيعي، فعادةً يكوّن الشخص انطباعاً عن المشاهير مغايراً لواقعهم، وأعتقد بأن الناس كانوا يرسمون في أذهانهم صورة معاكسة لواقع الحياة التي أعيشها، والآن باتوا يكتشفون للمرة الأولى تفاصيل تُنقل بشفافية، لذا بعد انتهاء الصدمة راحوا يهتمّون بالمواضيع العائلية والشخصية الجادّة التي يتطرق إليها البرنامج.
- هل وضعتم خطوطاً حمراً خلال تصوير البرنامج؟
لا أؤمن بما يسمّونه "خط أحمر"... الأمر الوحيد الذي لا أحبّذ نقله هو سبب خلافي مع زوجي، فلا يحق لأحد أن يكتشفه، ويكفي أن يعرف المشاهد أنه كانت بيننا مشاكل زوجية، وأمور ضايقتني طوال 11 عاماً، وكنت دائماً أحاول تصحيح الأمر، لكن زوجي كان يعتقد بأن السكوت عن الموضوع هو الحلّ، وزادت الخلافات إلى أن وصل بنا الأمر حدّ الانفصال، عندها قرّر زوجي الاستعانة بمستشارة في العلاقات الزوجية ساعدتنا بدورها على تخطّي مشاكلنا وإنقاذ زواجنا والحفاظ على عائلتنا. أما كل ما يخصّ أولادي فلا خطوط حمراء فيها لأنهم أطفال بريئون وليس لديهم ما يخفونه.
أتمنى أن تكون علاقتي الجيدة بطليقي ملهمة للأزواج المنفصلين
- برأيك، هل سيتمكن المشاهدون من تقبّل علاقتك المختلفة بطليقك وزوجك الحالي؟
فعلاً، يمكن الجمهور العربي أن يتقبّل أو يرفض علاقتي مع زوجي الحالي وطليقي، فكل إنسان حرّ بخياراته وحياته، ولكن المطلوب مني أن أنقل للمشاهد تفاصيل حياتي بكل شفافية ووضوح، وهو إما يتحمّس لعلاقتي الشخصية الجيدة بطليقي، أو يكوّن رأياً خاصاً مغايراً لرأيي، أو يجد في تصرفي ما يلهمه... وهذا ما أتمنّاه من أجل صحة الأولاد وحياتهم بعد الانفصال. في الحقيقة، أنا انفصلت عن زوجي الأول لأننا كنّا صغيرين في السنّ ومررنا بمشاكل كثيرة، ولكنه رفض حينها الذهاب معي الى مستشار نفسي، فتفاقمت الأمور الى أن تطلّقنا، إلا أنني حاولت جاهدةً أن أتخطّى كل المشاكل لتبقى علاقتي به جيدة من أجل ابني بيلي، وهذا ما حصل فعلاً.
- كونك امرأة قوية ومؤثّرة في عدد كبير من النساء، هل من مفاجآت تحملها لهن حلقات البرنامج الواقعي؟
قد تكون نقطة ضعفي التي تظهر بوضوح من خلال حلقات البرنامج أكبر مفاجأة لهؤلاء السيدات. على سبيل المثال، الببغاء الذي يدرك جميع متابعيّ مدى تعلّقي به منذ اليوم الأول لإحضاره إلى المنزل، وكيف كنت أعتني به، لكن اضطررت للتخلي عنه بسبب انزعاج زوجي منه وعدم قدرته على تحمّله... في هذه المسألة زوجي هو نقطة ضعفي. كما سيلاحظون كم أنا ضعيفة أمام أولادي، بحيث أسعى لتربيتهم على المبادئ الصحيحة وأحرص على تهذيبهم، وما عدا ذلك يكون قيد التنفيذ.
- بمَ تَعدين المشاهدين في الحلقات المقبلة من البرنامج؟
أعد المشاهدين بمزيد من المفاجآت غير المتوقعة. سيرون جويل على حقيقتها، وسيلاحظ البعض أن حياتي الشخصية مختلفة تماماً عن الصورة التي رسمها لي في مخيلته. وأعدهم أيضاً بأن الحلقات الباقية ستدفعهم للضحك والبكاء معنا، والتأثر بالكثير من المواقف الحقيقية والمواضيع العائلية التي نتحدث عنها ونواجهها بكل شفافية.
- ما هي خطواتك المستقبلية في مجالَي الجمال والموضة؟
بطبعي، أخطّط بصمت ولا أحبّ الكلام عن خطواتي المستقبلية، رغم اعتقاد الناس بأن مسألة إطلاق عدسات لاصقة أو افتتاح صالون أو عيادة جديدة تتم بسرعة وسهولة، وهذا ليس حقيقياً، لأن التحضيرات تكون بسريّة تامّة وتستغرق وقتاً طويلاً في التخطيط والعمل على التنفيذ، لكن سأخبركم بأنني أعمل حالياً على مشروعين جديدين، أحدهما سيكون قريباً إلى قلبي وفيه جانب من العمل الخيري.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024