نسرين عبدو: النجاح لا يفرّق بين امرأة ورجل!
نسرين عبدو، امرأة مثابرة حفرت نجاحها بيديها، محاولةً دائماً التوفيق بين عملها وعائلتها. أسرار نجاحها وأحلامها وتطلّعاتها في هذا الحوار.
- مَن هي نسرين عبدو المرأة؟
لا أحبّ التحدّث عن نفسي كثيراً، ولكن باختصار شديد يمكن القول إنني امرأة تعشق العائلة، وعائلتي هي كلّ شيء لي، وأحرص على رعاية كلّ فرد من أفرادها. أنا الابنة الصغرى في عائلة مؤلّفة من ستة أولاد. لم يكن هناك من لحظات مملّة في منزلنا. أنا ممتنّة دائماً لكل شيء وكل شخص لوّن حياتي بألوان متجدّدة. كما أنني محظوظة لكوني متزوّجة برجل رائع، وسعيدة بكوني أمّاً لثلاثة أطفال (ابني 6 سنوات، وبنتان توأم 3 سنوات). أعشق الأشياء البسيطة والكلاسيكية.
- كيف بنيت نفسك وعلاقاتك في هذه المهنة؟
بنيت على مدى سنوات، شبكة علاقات مهمّة في هذه المهنة على أُسس الشفافية والاحترام والصدق مع العملاء وأصحاب الأعمال والصحافيين والإعلاميين. وقد ساعدتني كل هذه العوامل في بناء شبكة كبيرة من العلاقات التي تحوّلت في الغالب إلى صداقات شخصيّة أتشرّف بها وأفخر بأنني اكتسبتها وحافظت عليها لسنوات طويلة.
- ما هي التحدّيات التي واجهتك؟ ومَن كان إلى جانبك في هذه المهنة؟
كل يوم نواجه تحديات مختلفة في العمل، سواء من خلال المواعيد النهائية لتسليم الأعمال، أو العروض التقديمية لمزيد من الأعمال، أو من خلال العمل تحت الضغوط... إلخ. وأحاول قدر الإمكان إيجاد مَخرج بالطريقة الأنسب والتعلّم من هذه التحدّيات واستخراج الدروس والعِبر للمستقبل. على سبيل المثال لا الحصر، اكتشفتُ خلال مسيرتي المهنية كيفية العمل تحت الضغوط المختلفة. أجد أن هذا الروتين يمكن أن يجعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا، لذلك أحاول البحث عن مزيد من التحديات التي تدفعني إلى التعلّم والنمو والتغيّر نحو الأفضل.
وأودّ أن أذكر مديري السابق رونالد فرعون الذي عزّز مساري المهني بالنصائح والتوجيهات، ومنحني الكثير من الاستقلالية والمرونة في التعاطي مع الزبائن وأهل الصحافة، ومكّنني من اتخاذ قرارات إدارية وتحضير الاستراتيجيات المهمّة لعملائنا.
- كنتِ لسنوات طويلة مسؤولة العلاقات العامة لمنتجات فرنسية راقية، أخبرينا عن هذه التجربة؟
لقد كانت رحلة رائعة تخللها العديد من الجولات المثيرة مع العلامات التجارية العالمية. بصفتي متخصّصة محترفة في العلاقات العامة مع أكثر من عقد من الخبرة في العمل في عالم الرفاه، أبذل جهداً لإيجاد البيئة المناسبة لكلّ عميل وتقديم أعلى مستويات الجودة من خدمات العلاقات العامة. ساعدتني مهاراتي الاجتماعية التي اكتسبتها مع الوقت، في تطوير علاقات موثوقة وطويلة الأجل تساهم في بناء قاعدة عملاء مخلصين. بعض عملائي بدأ معي قبل أكثر من عشر سنوات وما زال حتى الساعة. هذه العلاقات هي السبب في بقائي متحمسةً لعملي ومثابرةً على تقديم الأفضل.
لخلل ما في طباعته أو إرساله رجاءً إعادة النظر في الجواب لهذا السؤال لأنني لم أتمكن من تصحيحه
- انطلاقتك كانت من لبنان، وتعملين الآن من دبي بعيداً من وطنك الأم، هل الغربة كانت حافزاً لمزيد من النجاح؟
لبنان وطني الأبدي. لقد وُلدت وترعرعت في لبنان. إنه الهواء الذي أتنفسه. عندما غادرت لبنان وتركت جزءًا من قلبي هناك. لكن بالطبع، لا يمكنني إنكار حقيقة أن دبي كانت موطنًا آخر بعيدًا عن الوطن الأم،. لم أشعر أبدًا أنني أعيش في غربة في دبي التي أعيش فيها منذ أكثر من ١٣ عاماً. إذا كنتِ مخلصًة لعملك ومجتهدةً. سيكون العمل مثاليًا، بغض النظر عن مكان وجودك أو المكان الذي تعيشين فيه.
- ماذا أعطتكِ دبي، إمارة العلاقات العامة والموضة والجمال في العالم العربي؟
لقد منحتني دبي والإمارات العربية المتحدة كل شيء، بحيث أعطتني الفرصة للعمل والإبداع، ومكاناً آمناً ومزدهراً لتربية أطفالي وبناء حياة مهنية، وسأبقى ممتنةً إلى الأبد لهذا البلد، وأنا محظوظة إذ أُتيحت لي الفرصة للعيش والعمل فيه.
- ما أصعب ما واجهته كامرأة خلال سنوات عطائك وعملك؟
أصعب شيء واجهته كامرأة، هو إيجاد التوازن الصحيح بين واجبات العمل ومسؤوليات الأمومة. كوني أمّاً عاملةً ليس بالأمر السهل، لكن ذلك علّمني الكثير. أعتقد أن العمل والأمومة يمكن أن يتعايشا بطريقة إيجابية وحيوية، وأظنّ أنني حتى الآن تمكّنت من التوفيق بين عائلتي وعملي.
- هل غيّرت كورونا في طابع هذه المهنة؟ وكيف؟
لا يمكننا إنكار حقيقة أن Covid-19 غيّر العالم بأسره، وأثّر في العديد من الصناعات والشركات، مما أدى إلى توقف بعضها عن العمل. ومن الشركات التي توقّفت عن العمل، الشركة التي رعتني لمدة 12 عاماً في دبي، من اليوم الأول الذي دخلت فيه إلى هذا البلد حتى بداية انتشار الوباء. ولكن هذا التحدّي منحني الفرصة لبدء عملي الخاص وخدمة معظم العملاء الذين اعتدت على التعامل معهم. وعن تأثير كورونا في مهنتنا في العلاقات العامة بشكل خاص، يمكن القول إن التواصل هو جوهر العلاقات العامّة، وكان على الأطراف المختلفين التكيّف مع الوضع بأفضل طريقة ممكنة، وبالتالي إيصال الرسالة الصحيحة باستخدام الوسائل التكنولوجية المناسبة.
- بعد سنوات طويلة من الخبرة، كيف ترين النجاح؟
أرغب في مواصلة تطوير خبرتي في العلاقات العامة، والغوص في عالم التجارة الإلكترونية التي هي في رأيي المستقبل للسنوات المقبلة. وكوني سيدة قراري، فهذا يمنحني القدرة على إدارة أعمال عدّة والتعامل مع مهمات مختلفة. أعتقد أن هذه التجربة ستفيدني كثيراً في تحقيق هدفي النهائي المتمثّل في توسيع أعمال شركتي.
- هل نجاح المرأة يختلف عن نجاح الرجل؟ وكيف؟
لا يمكننا إنكار حقيقة أن النساء اليوم يتولّين زمام الأمور في حياتهن، وبات النجاح لا يفرّق بين الجنسين. ومن واجب الرجال والنساء دعم بعضهم البعض للمضي قُدماً في مطبّات الحياة ومواجهة تحدّياتها. إذا كنتِ تؤمنين بقدراتك، وتستمتعين بما تقومين به، وتتحدّين نفسك لمواصلة طريقك بعزم وقوّة، فإن تفكيرك هذا سينعكس عليك وعلى عائلتك وأصدقائك وزملائك الذين سيساعدونك على تحقيق أهدافك. هذا هو النجاح بغض النظر عن كون الشخص امرأة أو رجلاً.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024