«جوقة عزيزة»: إنتاح ضخم ودراما مشوّقة تتعدّى الاستعراض
تعمل شركة "غولدن لاين للإنتاج الفني" كخلية نحل على أكثر من صعيد من أجل الانتهاء من تصوير عملها الدرامي الضخم "جوقة عزيزة" من تأليف وسيناريو وحوار خلدون قتلان، تحضيراً لعرضه في شهر رمضان المقبل.
وفي حين يدير المخرج تامر إسحق عمليات التصوير في أحد بيوت دمشق القديمة، في حي باب توما العريق، تواصل فِرق الديكور بناء مواقع تصوير كاملة في مناطق أخرى تحت إشراف الـArt Director اللبناني إيلي الصفدي، على غرار حارات وشوارع صُمّمت خصيصاً لتصوير المسلسل الذي تدور أحداثه في ثلاثينيات القرن الماضي، فيصوّرها للمرة الأولى بشكلها المتوقّع والمستند إلى بحوث تاريخية معمّقة، مستعيداً إلى الأذهان عدداً منها كالشاغور البرّاني وشارع البدوي وزقاق البرغل وشارع المرقص، ومن أبرزها مسرح ضخم ليكون "تياترو عزيزة"، بالتوازي مع التحضيرات الإنتاجية الهائلة للعمليات الفنيّة، والملابس التي تحمل توقيع مصمّمة الأزياء لوسي موسان.
ويجسّد بطولة العمل النجمان نسرين طافش وسلّوم حداد إلى جانب نخبة من أبرز الفنانين العرب، على رأسهم: أيمن رضا وخالد القيش وهبة نور ووسام حنا ونورا رحال ويحيى بيازي وكرم الشعراني وحسام تحسين بك وسعد مينة ووفاء موصللي ويزن خليل وروبين عيسى ورنا العظم وزينة بارافي ويزن السيد وسالي بسمة وتسنيم باشا وغنوة محمود وجانيار حسن وآنا السيد وعبدالفتاح المزين وسليم صبري وعلي كريم وعدنان أبو الشامات وعاصم حواط وإيمان عبدالعزيز وأحمد رافع وأيمن بهنسي وحمادة سليم وإليانا سعد وزيناتي قدسية وطارق الشيخ، إضافة إلى الفنان الطفل محمد أسامة صاحب أغنية "الغزالة رايقة"، الذي يشارك في الغناء والتمثيل والاستعراضات.
ويشدّد صنّاع العمل في تصريحات لـ "لها" على أن فكرته تدور خارج الإطار التقليدي والسائد في دراما "البيئة الشامية"، كما يتضمّن الكثير من الأحداث التي تعالِج درامياً حقبة نهاية عشرينيات وبداية ثلاثينيات القرن الماضي في دمشق، اجتماعياً وسياسياً وحضارياً، بخاصة أنها شهدت انطلاقة الحركة الغنائية النسائية، وسط معارضة حادّة وصعوبات جمّة. وتتمحور أحداث المسلسل حول شابة حسناء تحلم بالفن، وتكون محاطةً بكل أنواع الرجال في الأمن والاستخبارات والمجتمع والفنانين والناس العاديين في حكاية شعبية تبدأها عزيزة من "المرقص" مع نشأة الفن بشكله الحديث في بلادنا، فإلى أين ستصل في مواجهة كل التحديات والأطماع؟ "عزيزة" التي لا تشبه أي امرأة أخرى.
ويؤكد المخرج تامر إسحق أن العمل دراما اجتماعية شعبية تسلّط الضوء على حقبة زمنية معينة، لا يصح تسميتها بعمل بيئي شامي، موضحاً أن المسلسل يحمل الكثير من الدراما التي تتضمن شيئاً من الاستعراض الذي شكّل جانباً من الحكاية لا أكثر. وفي هذا السياق، يشير الكاتب خلدون قتلان إلى أن العمل من نسج خياله، لكن أحداثه تجري في أماكن حقيقية لكن مجهولة في الزمن الحالي، ولم يتم التطرّق إليها من قبل في الدراما السورية. ويلفت قتلان إلى أن الدراما في "جوقة عزيزة" ملائمة جداً وتحمل صفة المعاصَرة من ناحية الطرح، إذ تتناول في أحد وجوهها مثلاً، النظرة المتفاوتة إلى الفن ومحاولات تسقيطه، حتى من جانب بعض أهله.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024