أحمد فهمي: لن أكرر أخطائي
يعترف بأنه سقط في بعض الأخطاء في فيلم «أزمة شرف» الذي شارك غادة عبد الرازق بطولته، مؤكدا حرصه على عدم تكرارها في فيلمه الجديد «جدو حبيبي» مع بشرى. إنه الفنان أحمد فهمي الذي يتكلم عن دوره في الفيلم، وأسباب حماسه له، وما يتردد عن اشتراطه الغناء في أفلامه. كما يكشف حقيقة الخلافات داخل فريق «واما»، وسبب تأخّره في إصدار ألبومه الجديد، واعترافات أخرى في حوارنا معه.
- إلى أي مرحلة وصل فيلمك «جدو حبيبي» في التصوير؟
اقتربنا من انتهاء التصوير، ولم يتبق سوى أيام قليلة جداً ويبدأ المخرج مرحلة المونتاج والميكساج النهائية، ليكون الفيلم جاهزاً للعرض في الوقت الذي تقرره شركة الإنتاج مع جهة التوزيع التي تتولى المهمة. وأشعر بسعادة لأن الفيلم وصل الى مرحلة مهمة وأصبحت مطمئناً على مصيره واقترابه من الخروج الى النور بعد الظروف الصعبة التي مررنا بها مؤخراً.
- ما حقيقة هجوم بعض البلطجية عليكم أثناء التصوير؟
للأسف شهد تصوير الفيلم ظروفاً صعبة بسبب ما شهدته البلاد من انفلات أمني، مما عرَّض فريق العمل لخطر حقيقي مع هجوم بعض الأشخاص المجهولين، وتعرضت المعدات والأجهزة للسرقة، مما أصاب البعض برعب، خاصة أن المشاهد المتبقية بعد الثورة كان أغلبها خارجياً، وكان علينا تمضية أوقات طويلة في الشوارع في أوقات مختلفة، ولكن الحمد لله انتهى التصوير بسلام.
- ما هو مضمون الفيلم؟
تدور الأحداث في إطار رومانسي لا يخلو من الكوميديا عن صراع الأجيال، لكن من الصعب أن نطلق عليه فيلماً كوميدياً ويمكن أن نعتبره فيلماً اجتماعياً خفيفاً، وفي الوقت نفسه يتناول قضية مهمة. ومن أهم ما يميز هذا الفيلم هو أنه يضم بين أبطاله عدة أجيال، ولذلك يمكن للأسرة بالكامل أن تشاهد الفيلم دون أن تشعر بأنه موجه إلى شريحة بعينها، ويشارك في بطولته بشرى والفنان القدير محمود ياسين والفنانة لبنى عبد العزيز.
- وماذا عن دورك؟
أجسد دور شاب أرستقراطي من عائلة ثرية جداً، يعيش حياته بشكل طبيعي إلى أن يلتقي بالصدفة فتاة جميلة اسمها «بيكي»، تقوم بدورها بشرى، وتجمعه بها قصة حب. وتحدث كثير من المواقف والمفارقات التي لا يمكن أن أتحدث عن تفاصيلها، بل سأترك الجمهور يشاهدها بنفسه وقت عرض الفيلم، وأتمنى أن يكون ذلك قريباً جداً.
- هل يعتبر هذا الفيلم بطولتك؟
لا أحب أن أقول إن الفيلم بطولتي المطلقة، ولكن الأحداث تدور حولنا أنا والفنانة بشرى، وكذلك جدتي التي تقوم بدورها الفنانة لبنى عبد العزيز، وجد «بيكي» الذي يقوم بدوره النجم محمود ياسين. لا تستطيعين أن تقولي إن الفيلم بطولة لشخص دون الآخر من بين هذه الأسماء التي ذكرتها.
- ما الاختلاف بينه وبين أول بطولة لك في «أزمة شرف» مع غادة عبد الرازق؟
بالطبع هناك اختلاف في تفاصيل كثيرة، منها طبيعة كل فيلم فدوري مع الفنانة غادة عبد الرازق كان «أكشن» وهو يختلف عن دوري الرومانسي مع بشرى. كما أنني في هذه المرحلة اكتسبت خبرات أكثر، وأصبحت أكثر نضجاً وتجنبت أخطاء معينة ارتكبتها في فيلم «أزمة شرف» مع غادة عبد الرازق. ومع هذا أعتز بتجربتي مع غادة عبد الرازق، فهي فنانة مجتهدة ولها جمهور كبيرة.
- كيف وجدت العمل مع بشرى؟
بشرى ممثلة ومطربة موهوبة جداً، ولها شكل خاص بها، ويعجبني ذكاؤها في اختياراتها، واستطاعت خلال الفترة الماضية أن تثبِّت خطواتها بتقديم أعمال مختلفة تبرز مواهبها. وقد رحبت بالعمل معها لأني وجدت فكرة الفيلم مميزة جداً، الى جانب اجتهاد بشرى الذي أعرفه، مما زاد حماسي للمشاركة في بطولة الفيلم. وفي المناسبة كواليس الفيلم كانت جميلة واستمتعت بها جداً، لأن حالة المحبة الحقيقية التي جمعت فريق العلم ظهرت بوضوح على تفاصيل كل مشهد، وأتمنى أن يصل هذا الإحساس الى الجمهور.
- هل تمت الاستعانة بمشاهد من الثورة في الفيلم على غرار بقية الأفلام التي قُدّمت أخيراً؟
لم نجرِ أي تعديلات على سيناريو «جدو حبيبي»، لأن طبيعة الأحداث لا يمكن أن ندخل عليها مشاهد من الثورة.
- هل تغني في الفيلم؟
أقدم أغنية بعنوان «علشانك»، كلمات محمد عاطف وألحان رامي جمال والتوزيع لنادر حمدي، وهي أغنية تحمل إحساساً عالياً لأنها رومانسية جداً.
- تغني في أغلب أفلامك، هل هذا من ضمن شروطك؟
لم يحدث أن اشترطت مرة على منتج أو مخرج أن يهيِّئ لي الفرصة لأن أقدم أغاني في أحداث الفيلم أو في المسلسل، لأني قررت احتراف التمثيل كممثل وليس مطرباً. فالجمهور يعرفني كمطرب، ولكنه مازال يريد أن يراني بشكل أكبر كممثل. الحقيقة هي أن المخرج هو الذي طلب مني أن أقدم هذه الأغنية، لأنها تحمل رسالة مناسبة لدراما الفيلم، وأراد أن يستغلني كمطرب أيضاً.
البطولة المطلقة ليست هدفي
- هل قررت الابتعاد عن البطولات الجماعية بعد أن شاركت فيها كثيراً؟
لا أبحث عن البطولة المطلقة، وكذلك لم أقرر التخصص في البطولة الجماعية، أنا أبحث فقط عن الدور الجيد والعمل المتكامل، من حيث السيناريو والإنتاج والإخراج والأبطال، ولهذا قدمت مجموعة من الأعمال المختلفة في الشكل والمضمون، مع أني ما زلت في بداية مشواري في مجال التمثيل، فتجربتي في فيلم «خليج نعمة» كانت بطولة جماعية مع غادة عادل ومي كساب ومحمود العسيلي، وأيضاً في فيلم «بدون رقابة» مع علا غانم ودوللي شاهين وباسم السمرة وعدد من الفنانين، فلا يمكن أن يضعني أحد في شكل معين.
- هذه تجربتك الثانية مع الفنان محمود ياسين بعد أن شاركته مسلسل «ماما في القسم»، كيف وجدت التعامل معه؟
لا أعرف ماذا أقول عن محمود ياسين، لأنني أعتبر شهادتي فيه مجروحة. قبل العمل معه كنت من بين جمهوره، وبعد العمل معه وجدت أن هناك كيمياء غير عادية ولدت بيننا، وهذا أسعدني جداً خاصة أنه جمعتني مشاهد كثيرة معه في المسلسل، وكذلك الأمر في هذا الفيلم. تعلمت منه الكثير فهو فنان بكل معنى الكلمة، ومتواضع جداً على المستوى الإنساني، ومتعاون مع الجميع بشكل مدهش، وأشعر بأنه يحبني جداً، ولهذا اكتسبت منه خبرة كبيرة.
- هل وجود فنان مثل محمود ياسين وكذلك لبنى عبد العزيز شجعك على قبول المشاركة في الفيلم بعد تقديمك أفلاماً مع الشباب؟
وجود الفنان محمود ياسين شجعني كثبراً على الإقبال على هذه التجربة، لأن رجلاً بمثل خبرته لن يقبل عملاً إلا إذا كان جيداً حتى يحافظ على تاريخه الكبير، هكذا عودنا من خلال اختياراته على مدار مشواره الطويل. وكذلك الفنانة لبنى عبد العزيز. فهذا كان السبب الأساسي لتحمسي للتجربة الى جانب وجود بشرى والمخرج علي إدريس.
- لكن البعض يشعر بالقلق على مستقبل السينما بعد الإيرادات الضعيفة التي حققتها الأفلام التي عُرضت حديثاً. هل تقلق على مصير «جدو حبيبي»؟
مسألة توقيت العرض في يد الشركة المنتجة والموزعة للفيلم. أعرف أن الوضع صعب ولكن أنا متفهم لذلك جداً، خاصة أن الوضع في البلد غير مستقر حالياً، وهذا طبيعي ويحدث بعد كل ثورة في الدنيا، ومن الطبيعي أن الطعام عندما يسخن على النار لا بد أن ننتظر حتى يبرد لتستطيع الاستفادة منه. وكثيراً ما تجد أشخاصاً يحاولون القضاء على هذا النجاح، مثل البلطجية والفاسدين، خاصة أن عددنا ليس مليونين مثل بلاد أخرى، بل نحن شعب يزيد عدده على 85 مليوناً، لذلك لابد أن نتماسك وننتظر فترة حتى نجني ثمار الثورة. أما السينما فهي شيء مهم وأساسي للشعب المصري لن يتخلى عنه، وسوف يذهب لمشاهدة العمل الجيد مهما كانت الظروف.
- هل صحيح أنك تستعد لبطولة فيلم جديد؟
هناك فيلم أوشكت على الانتهاء من تحضيره مع السيناريست محمد ناير والمخرج محمد جمعة، الذي يعمل حالياً على اختيار بقية افراد فريق العمل الذي سيكون مفاجأة للجمهور.
- هل سيكون بطولة جماعية أم بطولتك المطلقة؟
أعتقد أن مسمى البطولة المطلقة لن يعود مرة أخرى. مثلاً لا يمكن أن نقول إن فيلم «ابن القنصل» بطولة مطلقة لأحد، لأن دور أحمد السقا كان رائعاً ودور الفنان خالد صالح كان جميلاً جداً، وغادة عادل كانت مميزة جداً، فالعمل يتم تقويمه بشكل كامل وليس دور شخص دون الآخر.
لن أغامر بألبوم الآن
- لماذا تأخرت في إصدار ألبوم غنائي جديد؟
في الواقع اضطررت لإيقاف كل خطواتي لتحضير ألبوم غنائي جديد، لأني شعرت بأن هناك حالة من الغموض، ولم أفهم مثل كثيرين إلى أين يذهب السوق الغنائي، وبمعنى أوضح سوق «الكاسيت»، لأن الوضع كان في غاية الخطورة والخسائر عالية جداً قبل الثورة، فما بالك بعد أحداث الثورة. لذا لم يعد من السهل تصنيف الذوق العام والحالة المزاجية للناس، وتحديد مدى قابليتهم لألبومات غنائية جديدة.
- هل قررت التركيز على التمثيل هذه الفترة والابتعاد عن الغناء؟
لا أستطيع اتخاذ هذا القرار بسهولة، ولكن قررت تصوير أغنية من ألبومي الأخير مع فريق «واما»، وحتى الآن ما زلنا نعقد جلسات عمل للاستقرار على الأغنية التي سنصوّرها، مع الرجوع الى الشركة المنتجة التي ستكون لها رؤية خاصة في الاختيارات، ولن أستطيع المغامرة بتقديم منتج غنائي في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، لأن السوق ليس مضموناً.
- لكن البعض يلوم المطربين الشباب لعدم تقديم أغانٍ مهمة للثورة على غرار عبد الحليم حافظ الى درجة أنهم يقولون إن ثورة «25 يناير» بلا مطرب، فما ردك؟
أولاً، لا يمكن أن نقارن ثورة «25 يناير» بأي ثورة أخرى مرت بها مصر، لأن ثورة يوليو 1952 كانت بفعل الضباط الأحرار وقادها ضباط الجيش، وبالتالي هذا الجيش يمثل قوة كبيرة واستطاع أن يحشد الشعب والمطربين وراءه ليغنوا لثورته وثورة الشعب معه. ولهذا استطاع النجم عبد الحليم حافظ أن يبدع هذه الأغاني ويصبح مطرباً للثورة، ولكن ثورة «25 يناير» كانت بلا قائد وبلا مخطط، والشعب هو الذي خرج ضد رئيس حكمه 30 عاماً، لذلك كان الجميع فاقدي الأمل في التغيير، ولم يستطع الكثيرون منا الوصول الى قرار في أن يكونوا مع الثورة أو ضدها في بادئ الأمر.
- لكن لماذا تأخرت في إصدار أغنية عن الثورة؟
قدمت أغنية لثورة 25 يناير بعنوان «أنا مادد إيدي»، تأليف محمد عاطف، وقام بإخراج الكليب الخاص بها المخرج محمد جمعة. والسبب الحقيقي وراء إصدار هذه الأغنية هو أن أحد أقاربي مات شهيداً في أحداث هذه الثورة العظيمة، ولن أقول إني قدمت هذه الأغنية حتى ينهض الثوار والشعب ليتجه نحو ثورة حقيقية، لأننا لم نعد في عصر الأغاني التي تحرك الشعوب، فالمفاهيم تغيرت كثيراً. ولم أصدر أغنيتي في أيام الثورة لأنني كنت في ميدان التحرير مع الثوار، وليس من المنطقي أن أترك هذه الأيام التي تحدد مصير بلدي لأسجل أغنية.
- ما رأيك في الأغاني التي صدرت عن الثورة؟
كل فنان حر فيما يقدمه، فالبعض قدم أغاني جيدة، والبعض الآخر حاول استغلال الحدث بتقديم أغاني مناسبات، وأنا في الحقيقة لا أحب هذه النوعية من الأغاني، ولم أقدمها من قبل، ولم أغن للرئيس السابق، ولن أغني لأشخاص. من الممكن أن أعبر عن مشاعري وأغني لبلدي، وفي نظري أجمل أغنية تم تقديمها للثورة كانت بصوت الفنان الرائع محمد منير بعنوان «إزاي».
- هل توقف فيلمك مع فريقك الغنائي «واما» جاء بسبب خلافاتكم؟
هذا غير صحيح، فالمشروع ما زال قائماً وسيخرجه المبدع عمرو عرفة، ولكن الوقت المناسب لخروج الفيلم الى النور لم يحن بعد. الفكرة جميلة وكل أعضاء الفريق متحمسون لها بشكل كبير جداً، ولم يتعطل الفيلم بسبب خلافاتنا كما تردد، لأنه لم تكن بين أعضاء الفريق خلافات بالمعنى الكبير للكلمة، بل مجرد ظروف وحاول كل مطرب فينا إثبات نفسه بألبوم وأغانٍ منفصلة، ولكن الفرقة مكانها محفوظ ولهذا عاد الفريق وقدمنا معاً ألبوماً نال إعجاب الجمهور.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024