تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

زيزي مصطفى بعدما خلعت الحجاب

قبل عشرين عاماً، وهي في قمة شهرتها كراقصة وممثلة، قررت الاعتزال وارتداء الحجاب بسبب دموع ابنتها منة شلبي التي لم تكن قد تجاوزت عامها السادس.
اختارت وقتها التضحية بشهرتها حتى لا تسبب لابنتها عقدة نفسية، وغابت عن الأضواء، وكبرت منَّة وأصبحت واحدة من أهم النجمات الشابات، وهو ما شجع زيزي على العودة الى التمثيل بالحجاب، وقدمت بالفعل بعض الأدوار.
لكن المفاجأة هي قرارها خلع الحجاب، تلك المفاجأة التي تكشف لنا تفاصيلها وأسبابها، وتتحدث عن موقف ابنتها منها، والهجوم الذي لا تخشاه. كما تبدي رأيها في أهم النجمات الشابات الآن، وأحوال السينما، والأحفاد الذين تنتظرهم، وغيرها من الاعترافات في حوارنا معها.


- ما سر اختفائك كل هذه السنوات؟
لم أختف طول الفترة الماضية، ففترة الاختفاء كانت في الـ15 سنة الأولى. وأتذكر أنني اعتزلت عندما كانت منَّة في السادسة، وقرار اعتزالي جاء بعدما كان زملاؤها في المدرسة يقولون لها إن والدتك راقصة، فقررت أن أرفع عنها الحرج وجلست في البيت لأتولى رعايتها.
ولما دخلت منَّة الوسط الفني بدأت أقبل بعض الأدوار.

- تقصدين أن اعتزالك جاء لاقتناعك بأن فنك شيء معيب؟
لا إطلاقاً، فأنا طوال حياتي لم أفعل شيئاً أخجل منه، وما كنت أفعله في السر أفعله في العلن، فلم أُقِم ذات يوم علاقة غير محترمة، وزيجاتي كانت من رجال محترمين، وابنتي ربيتها تربية محترمة... اعتزالي كان فقط لأنني لم أشأ أن أسبب لها عقدة نفسية، خاصة بعدما اعتاد زملاؤها التحدث معها في هذا الأمر بشكل غير لائق، وكانت تعود إلي باكية كل يوم تقريباً. ولأن كل ما أسعى إليه كان إسعادها قررت أن أعتزل وألتزم بيتي.

- لكن الفنانة دينا مثلاً دائماً ما تذكر أن ابنها يفتخر بها كراقصة بين زملائه فلماذا كان الوضع معك مختلفاً؟
الزمان تغير، فأنا أحكي لك عن شيء وقع قبل أكثر من عشرين عاماً، إضافة إلى أنني كنت سيدة مطلقة وأريد أن أربي ابنتي تربية محترمة، حتى تعوضني عما فاتني، ولذا كان قرار الاعتزال.

- هل لو عاد بك الزمن إلى الوراء كنت ستفعلين الشيء نفسه؟
طبعاً لأني لا أملك أغلى من ابنتي لكي أدافع عنها وعن حياتها ومستقبلها، ولكي أجعلها تعيش حالة نفسية سوية بين زملائها.

- اختيار هذا الوقت، وتحديداً بعد الثورة، موعداً لعودتك أليس غريباً بعض الشيء؟
أنا لم أعد الآن، فقد عدت منذ سنوات طويلة، وقد سبق أن شاركت في دور بطولة مع الفنانة غادة عبد الرازق في مسلسل "حسنات في حمام التلات". وشاركت أيضاً في فيلم "وش إجرام" مع محمد هنيدي وبشرى قبل أربعة أعوام، وهكذا فكلما يأتيني دور جيد أوافق عليه.


فوجئت بتساقط شعري وطبيبتي نصحتني بتهوئته

- ألا ترين أنه تصرف غريب أن تخلعي الحجاب بعدما ارتديته لفترة تزيد على العشرين عاماً؟
ليس غريباً، لأن موضوع الحجاب هذا علاقة خاصة جداً بيني وبين ربي، ولن أسمح لأحد بالتدخل في هذه العلاقة.
وكل ما حدث أنني فوجئت منذ فترة بتساقط شعري، وعندما ذهبت إلى طبيبة أمراض جلدية متخصصة نصحتني بتهوئة شعري من آن إالى آخر، لأن الحجاب أثر عليه، خاصة أنني أرتديه داخل المنزل. ونصحني البعض بأن أخفف الحجاب واكتفي بطرحة خفيفة تسمح بتهوئة الشعر، فرفضت.

- ولماذا رفضت؟
لأنني لن أضحك على أحد وأقول إن الطرحة الخفيفة التي أضعها على رأسي ويظهر شعري من تحتها حجاب، فأنا لست مثل اللواتي يتخذن الحجاب ساتراً.

- لكن البعض أكد أن ابنتك منَّة شلبي هي التي طلبت منك خلعه هل هذا صحيح؟
استغربت منَّة عندما رأتني قد خلعت الحجاب، وسألتني "ليه يا زيزي عملت كده؟"، وذلك لأن العلاقة بيني وبينها علاقة صداقة وليست علاقة أم وابنتها. فلما أوضحت لها أن ذلك بسبب مرض فروة الرأس اقتنعت وصمتت.


- ألم تخافي أن ينالك بعض من الهجوم الذي تعرضت له الفنانات اللواتي خلعن الحجاب؟
لا طبعاً، لأنه في أي عائلة قد تقوم فتاة أو سيدة بخلع الحجاب لأي سبب، وهو ليس تبريراً لما فعلته. فعندما ارتديت الحجاب كنت مقتنعة بما فعلته، واليوم عندما خلعته كنت مقتنعة أيضاً. ليس لديَّ شيء أخاف منه، أو كما يقولون "مفيش على راسي بطحة"، فما أفعله في السر أفعله في العلن، وعلاقتي بربي أمر يخصني وحدي.

- هل ترين أن خلع الحجاب قد يفتح لك أبواباً جديدة للرزق؟
لا أحسبها بهذا الشكل، أولاً لأن الرزق بيد الله، وثانياً لأن المرحلة العمرية التي أمر بها أدوارها محدودة، وثالثاً لأنني أختار الأدوار التي أقدمها بعناية. الحمد لله حالتي المادية "مستورة" ولذا فلست محتاجة الى عمل يقلل من قيمتي.

- ما رأيك في السينما المصرية حالياً؟
بصراحة لا أعلم كيف وصلت السينما الى هذا الحال السيِّئ، فقديماً كان من الممكن أن ترى أربعة أو خمسة نجوم، مثل رشدي أباظة، وعمر الشريف، وصلاح ذو الفقار، وصباح، وسامية جمال، وإسماعيل ياسين، في عمل واحد يقوم على القصة، والجميع يخدمونها ليخرج الفيلم جيداً.
أما الآن فقد تغير الحال، فأصبح الفيلم للبطل وحنى القصة سنيدة له. أرى أن السينما لكي تعود إلى سابق عهدها تحتاج إلى تطوير في المواضيع وأن تصبح القصة هي البطل الحقيقي.

- ما رأيك في ما تقدمه منَّة شلبي من أدوار؟
شهادتي فيها ستكون مجروحة لأنني والدتها، ولكني أراها ممتازة، خاصة أن منَّة متمكنة من اختياراتها، فتجدها حريصة على تقديم كل الأدوار. هي ممثلة جيدة.

- أين ترين ترتيبها بين زميلاتها؟
في موقع مميز بينهن، فهي من أهم أربع نجمات في السينما حالياً. وإذا نظرنا إلى نجمات السينما الآن ستجدهن منَّة شلبي، وهند صبري، وياسمين عبد العزيز، ومنى زكي.

- لكن عودتها إلى أدوار البطولة الجماعية في "إذاعة حب" ألا يعد تناقصاً من نجوميتها؟
هذا الفيلم كانت له ظروف خاصة، فمن ناحية كانت منَّة تريد أن تجرب نفسها في الأدوار الكوميدية، كما أن الظروف الإنتاجية في مصر هذه الأيام تميل أكثر الى تقديم أفلام تعتمد على البطولات الجماعية.

- من النجم الذي لم تعمل معه منَّة وترين أنه اذا عملت معه لاستفادت منه الكثير؟
لا يوجد أحد لم تعمل معه منة، فقد عملت مع نجوم الصف الأول أحمد السقا وأحمد حلمي وكريم عبد العزيز وهاني رمزي وأحمد عز وتامر حسني، وعملت كذلك مع نجوم الشباب خالد أبو النجا وآسر ياسين، وشريف سلامة، وعملت مع النجوم الكبار أمثال محمود عبد العزيز.

- هل تأخذ رأيك في الأعمال التي تعرض عليها؟
لا، هي لا تحب أن يتدخل أي شخص في عملها. وقد حاولت مرة أن أعرض عليها عملاً، بعدما اتصل بي أحد المنتجين، وأرسل لي سيناريو وطلب مني إقناع منَّة به، وبالفعل قرأته ووجدته رائعاً.
ولما تحدثت إليها ردت عليّ قائلة: "خلاص اعمليه أنت!!"، فمنَّة تحكم على الورق من خلال قراءتها هي، وانطباعها الأول عنه هو الفيصل في اختياراتها، ولذلك اعتدت ألا أسألها عما تختاره وتقدمه إلا إذا طلبت هي رأيي.

- بعد عودتك إلى السينما هل من الممكن أن نراك ومنَّة في عمل مشترك؟
صعب جداً، إلا اذا طلبت منَّة نفسها ذلك، بشرط أن يكون الورق جيداً، لأنني لا أحب أن يقول أحد إن منة تجاملني بالمشاركة في أفلامها، فمثل هذا الكلام فيه إحراج لي ولها، ولولا ذلك لكنت قد عملت في معظم الأفلام التي تعمل فيها.

- في النهاية هل من أخبار جديدة بخصوص حياة منَّة العاطفية؟
لن أخفي عليك سراً أنني مثل أي أمّ، أحلم باليوم الذي تحب فيه منَّة وتتزوج وتنجب لي أحفاداً، أحبهم وأرعاهم وأعيش لهم مثلما عشت لأمهم من قبل. ولكني ومن خلال خبرتي في الحياة أرى أن الزوج الصالح كنز، وأن زوجاً محترماً يأتي متأخراً أفضل من زوج يأتي مبكراً ولا يكون في المستوى المطلوب.

- هل ارتداؤك الحجاب كان بسبب اعتزالك؟
لا، فقد اعتزلت من أجل ابنتي كما قلت، لم يكن الاعتزال بدافع ديني. ولكن بعد جلوسي في البيت بعامين ذهبت إلى المملكة العربية السعودية وأديت فريضة الحج، وعدت من هناك مرتدية الحجاب ولم أخلعه من وقتها.

- بعض الفنانات المعتزلات عدن الى الفن بسبب المال. هل ينطبق هذا عليك؟
إطلاقاً، فأنا لست مثل أحد، ولم أعد من أجل المال مثلما فعلت بعض الفنانات الكبيرات. أعيش والحمد لله حياة كريمة وأنا ميسورة الحال، وما دفعني إلى العودة هو حبي للعمل ورغبتي في الخروج من المنزل، خاصة أن الجلوس بلا عمل أمر ممل.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078