في باريس: أنتوني فاكاريللو يقدّم موضة ٢٠٢٢ من سان لوران

03 آذار 2022

في عالم الخيال اللامحدود، والتفاني للفن مدى الحياة، وعالم إيف سان لوران الخاص والمصون، اتّخذ أسلوب الفن الزخرفي، أو ما يُعرف باسم «آرت ديكو»، حيزاً مميزاً. وبرزت في أولى مقتنياته الأكثر قيمةً ضمن مجموعة القطع الشخصية الخاصة به زهريتان للمصمّم دوناند اللتان عُرضتا في الأصل في المعرض الدولي للفنون الزخرفية عام 1925. كما أنّ التصاميم الداخلية الحديثة، التي صمّمها جان ميشيل فرانك للرعاة الطليعيين في ثلاثينيات القرن الماضي، تركت أثراً عميقاً في إيف، واستوحى منها الأفكار لديكور منزله في باريس بعد عقود. غير أنّ مجموعاته المخصّصة لعرض الأزياء ضمّت بعض اللمسات المستوحاة من فن «آرت ديكو».

وقد اكتسحت طاقة «آرت ديكو» الأساسية، مجموعة سان لوران للسيدات لشتاء 2022. ربما ليس بالمعنى الحَرفي للكلمة، لكنها عكست جوهر العرض وخطوطه العريضة. وفي هذا السياق، نستذكر نانسي كونارد، الناشرة الناشطة المستقلة التي اختارت ملابسها الجريئة السابقة لعصرها عبر إضفاء لمساتها التي لا تُمحى على ملابس الرجال، لتشكل بالتالي نموذجاً رائداً في الموضة. لقد وجد أنتوني فاكاريللو طريقة للاستعانة بشجاعة كونارد وجرأتها، وتطبيقها بعزم في أوقاتنا الراهنة. وبهدف تحقيق ذلك، تتّخذ قطع الدار المميزة شكلاً آسراً جديداً إذ تحمل في ثنياتها تصاميم انسيابية.

تصاميم محدّدة ومشدودة. تمزج هذه المجموعة بين قطع الملابس الخارجية البارزة والمميزة بلمسة إيف سان لوران، التي تتحول إلى قطع شبيهة بمعطف باليتوت ولكن بمواد أكثر سماكة، والفساتين المصنوعة من أنسجة أنيقة ورقيقة، لتعكس بالتالي بعض الشفافية. أما الأحذية الاستثنائية، فتضفي بدورها لمسات من البساطة. وتعكس هذه المجموعة تناسباً واضحاً وأنيقاً، حيث برزت تصاميم الأكتاف المائلة والمحددة بحجمها الكبير، فيما تنساب الإطلالة الطويلة والنحيلة حتى يقاطعها ظهور المجوهرات الأساسية الصاخبة التي تتمثل بمجموعات كبيرة من الأساور المصنوعة من الفضة، والذهب، والبرونز.

ويتجلّى الابتكار في التصاميم الأساسية المصنوعة من الفرو الزائف التي أنتجها الحِِرفيون عينهم الذين عملوا لدى الدار في السابق، كما في بدلة سان لوران الرسمية الجديدة التي أُُعيد تصميمها بشكل أوسع ومريح أكثر. إنّها لوحة من الألوان الهادئة وغير اللامعة التي تجسّد لحظة التأمل. وفي خطوة تؤكّد أنّ الانضباط لا يفرض غياب المرح، يطلّ هذا العرض بصورة شعرية هادئة، بحيث تم تصويره بجرأة، وإصرار، وحماسة مطلقة.