إنجي كيوان: السوشيال ميديا نعمة وهكذا أواجه التنمر
لا بدّ من أن تعشق حضورها الآسر والهادئ والإيجابي، واختيارها الجميل للكلمات والعبارات التي تتفوّه بها. إنجي كيوان امرأة ذكيّة وعاطفية متعدّدة المواهب: محلِلة مالية، ورئيسة تحرير اقتصادية، ومديرة مؤتمرات، وإعلامية، وممثلة، ومؤثرة اجتماعية، وأم، وزوجة سعيدة... السعادة عنوانها الدائم، والضحك مصدر إيجابيتها. والأهمّ القناعة والرضا. في هذه المقابلة نغوص في شخصية امرأة استثنائية.
- من هي إنجي كيوان؟
إنجي كيوان هي أمّ قبل أيّ شيء آخر. الأمومة هي كلّ حياتي، وهي وراء كلّ قراراتي الشخصيّة والمهنيّة. أنا امرأة طموح تسعى الى تحقيق أحلامها بكلّ جوارحها. امرأة تحبّ الآخرين والناس، ويهمّها مع الأسف، أن يبادلها هؤلاء المحبة بالمثل. أقول للأسف، لأن ذلك سيف ذو حدّين. إنجي هي طفلة من الداخل، قلبها قلب طفلة، لكنها في الوقت نفسه قويّة وتتّكل على نفسها.
- هل فتح الجمال لك أبواباً؟
لا أعرف... أنا امرأة تعمل من كلّ قلبها وبجوارحها وقد حقّقتْ ما حقّقتُه بفضل جهدها وعملها. أعتقد أن الجمال هو جمال الروح والمعاملة الحسنة والأخلاق العالية. وأظنّ أن معاملتي للآخرين باحترام هي التي تفتح لي الأبواب وتشرّعها لعلاقات تدوم وفرص كثيرة.
- هل ينظر الآخرون الى جمالك أولاً أم إلى ذكائك؟
لا شكّ في أننا في زمن الصورة الجميلة، والجمال هو مفتاح أوّلي لمعرفة الآخر. لكن الجمال لا يكفي لاستمرار العلاقات، إن لم يكن مصحوباً بالأخلاق والذكاء والروح الجميلة. أحبّ أن ألامس قلوب الآخرين بذكائي وروحي الجميلة وأخلاقي ولطافتي.
- من التخصّص المصرفي الى الإعلام والتمثيل، ما الجامع بين الاثنين؟ وكيف كانت النقلة؟
عملتُ في المجال المالي وأثبتُّ نفسي فيه، وكنتُ أمثّل شركتي في الإطلالات التلفزيونية، ربما هذا كان لي الجامع الوحيد بين المجالين. ثمّ كانت النقلة الى الإعلام، ولم تكن النقلة سهلةً، خصوصاً أنه كان عليّ أن أبدأ من الصفر في سنٍّ متأخرة نسبياً لانطلاقات مهنيّة جديدة، إذ كنت في الواحدة والثلاثين من عمري. ومع ذلك استطعت أن أحقّق نفسي.
- نجاحك على السوشيال ميديا سلّط الأضواء عليك، هل هذا نعمة أم نقمة؟
السوشيال ميديا نعمة لأنها تفتح أبواباً كثيرة، وهي بطاقة تعرِفة مهنيّة لكلّ شخص. لقد منحتني فرصاً كثيرة لم أكن لأحلم بها.
- كيف تواجهين التنمّر والانتقادات الشخصية؟
تعرّضت أيام الدراسة للكثير من التنمّر الذي جرحني من الداخل. والانتقادات التي توجّه إليّ اليوم، مثلها مثل التنمّر بالأمس، لها فعل طعنة السيف في قلبي. لكنني في الوقت نفسه أعرف أنني اخترتُ طريقاً تحت الأضواء وعليّ أن أتقبّل النقد تماماً كما المديح.
- في الإعلام، تعشقين أداء أوبرا وينفري... ماذا تعلّمتِ من حضورها ومسيرتها؟
تعلّمت من أوبرا التعاطف مع قصص الآخرين، فالتعاطف مع الآخر هو مفتاح النجاح. كذلك تعلّمت منها التواضع وهو مفتاح آخر من مفاتيح النجاح.
- هل الصدفة قادتك الى التمثيل؟
لا، لأن التمثيل حلمي منذ الصغر. لكن التمثيل كان بعيداً من أجوائنا. وعندما دخلت عالم الإعلام، اخترتُ المجال الترفيهي وغطّيت مهرجانات سينمائية عدّة وتعرّفت إلى شخصيات مهمّة في صناعة الأفلام، الأمر الذي فتح أمامي أبواباً لفرص عدّة اخترت منها ما يناسبني لدخول عالم التمثيل.
- في صغرك، كانت عائلتك تطلق عليك لقب "أمينة رزق"، هل كنت تحلمين بالتمثيل منذ الصغر؟ وهل وجدتِ تشجيعاً من الأهل؟
في صغري، لم يكن أهلي موافقين على دخولي عالم الفنّ، لكنهم اليوم يشجّعونني في كلّ خطوة أخطوها، خصوصاً أنهم يرون كم أبذل من جهد كي أحقّق ذاتي في هذا المجال.
- كيف عملتِ على تطوير أدائك مع الوقت، ومَن كان الى جانبك؟
طوّرت أدائي وما زلتُ أعمل على تطويره أكثر فأكثر، وأخضع لدروس في التمثيل. والدي وزوجي يدعمانني بقوّة وهما دائماً إلى جانبي. زوجي يشجّعني وتشجيعه مهمّ لي، وهو يملأ بمحبّة واهتمام كلّ فراغ يمكن أن يسبّبه ابتعادي عن البيت للعمل أو الدراسة.
- شاركتِ في مسلسل "الوضع مستقرّ"، كيف كانت هذه التجربة؟
مسلسل "الوضع مستقرّ" هو أولى تجاربي التمثيلية، وكان فريق العمل لطيفا جداً ومتفهّماً لتجربتي الأولى وداعماً لنجاحي.
- ماذا عن تجربتك في مسلسل "ستات بيت المعادي"، قصّةً وإخراجاً؟
هي أجمل تجربة في حياتي الفنّية من ناحية الإخراج والتمثيل والإنتاج... وقد تعمّقت في أداء الدور رغم أنه دور شرير لا يشبهني، لكنني حرصت على أن يكرهني الجمهور في دوري هذا، كي أكون فعلاً أدّيت الشخصية على أكمل وجه.
- مشاركتكِ في فيلم "من القلب"، هل ستفتح أبواب السينما أمامك؟
أتمنى ذلك.
- مَن هو المخرج الذي تتمنّين العمل معه؟
ثمّة مخرجون كثر أتمنى العمل معهم، بينهم عمرو سلامة وبيتر ميمي.
- هل مِن دور تحلمين به؟
أحلم بدور أكشن، على غرار فتاة جيمس بوند. وأحلم بدور امرأة مكتئبة أظهر فيه بلا مكياج بعيداً من لوك المرأة الأنيقة والجميلة الذي يعرفني به جمهوري، كي أثبت أكثر موهبتي في التمثيل.
- ماذا عن مشاريعك التمثيلية والإعلامية المستقبلية؟
أصوّر في مصر دوراً تمثيلياً غنائياً آمل أن يلقى النجاح الكبير.
الزواج والأمومة
- أخبرينا عن تجربة الزواج؟
تزوّجت قبل 13 عاماً وكلّ يوم أتعلّم شيئاً جديداً عن زوجي وعلاقتنا. المحبّة والثقة هما أساس الزواج الناجح. وعلى الشريكين أن يتابعا مسيرة السعي وراء أحلامهما وطموحاتهما مع الحفاظ على عائلتهما. فلا يندم أحدهما ذات يوم ويقول "لقد ضحّيت بكلّ أحلامي من أجلك"!
- كيف تحافظين على اشتعال جذوة الحبّ؟
الحبّ يتغيّر ويأخذ أشكالاً عدّة مع الوقت، ليصبح المعاملة الحسنة والكلمة الحلوة والتقدير والتعايش الجميل والدعم الدائم. العشوات الرومانسية مهمّة، ولكن الأهمّ هو الكلمة الحلوة والدعم الدائم وكلّ ما ذكرته.
- متزوّجة من لبناني، هل تعلّمت اللهجة اللبنانية والطبخ اللبناني؟
كنت أتحدّث باللهجة اللبنانية قبل أن أتزوّج زياد. وربما لهذا السبب تزوّجني! (تضحك).
- ما الأكلة اللبنانية التي تحبّينها أكثر وتجيدين تحضيرها؟
الملوخية اللبنانية.
- هل مِن طبق آخر تحبّينه؟
كلّ الأطباق التي تحتوي على الأسماك، لأنني اسكندرانية وأعشق المأكولات البحرية.
- ماذا أخبرك زوجك عن لبنان؟
أعرف لبنان قبل أن أتعرّف إلى زوجي، وقد زرته كثيراً قبل زواجي من زياد وبعده. أحبّ لبنان من كل قلبي.
- هل زوجك متفهّم لطبيعة عملك؟
لم يكن متفهّماً في البدايات، خصوصاً أنه لا يحبّ الحياة تحت الأضواء، لكنه بات أكثر تفهّماً لا بل داعماً عندما لمس مقدار السعادة التي يمنحني إياها عملي.
- ماذا عن الأمومة، هل تأخذك من عملك؟
آخ على الأمومة! إنها على رأس أولوياتي، وأراني أضحّي بأيّ شيء حتى العروض الأهمّ فقط لأكون الى جانب ولديّ. لا أحبّ أن أبتعد عنهما لفترات طويلة.
- تصرّين على الاهتمام بطفليك ولو على حساب عملك... هل من الصعب على المرأة أن توفّق بين العمل والعائلة؟ وأيّ ثمن عليها أن تدفع لقاء ذلك؟
من الصعب التوفيق بين العائلة والعمل، لكن الفشل ممنوع بالنسبة إليّ ولو كان ذلك على حساب الوقت الذي أخصّصه لنفسي. هذا هو التحدّي الذي تعيشه المرأة اليوم.
- أيّ نوع من الأمهات أنتِ؟
أحاول أن أُصادق ولديّ، وتكون العلاقة بيننا مبنيّة على الثقة والاحترام.
- هل تفكّرين في توسيع عائلتكما وإنجاب طفل ثالث؟
أحبّ أن أُنجب خمسة أطفال، ولكن زياد اكتفى بطفلين.
السعادة
- التصوير الذي ننشره اليوم جمعك بـ"شوبارد" Chopard، ما هي علاقتك بالمجوهرات؟
المجوهرات والمرأة حكاية طويلة (تضحك). إنها رفيقة المرأة الدائمة. وهي تضفي على الإطلالة، أيّ إطلالة، لمسة راقية خاصّة.
- ما هي قطعة المجوهرات التي لا تتخلّين عنها؟
أقراط الأذنين هي قطعة المجوهرات التي لا أتخلّى عنها، لأنها تحدّد الوجه وتضيف إليه ألقاً وتُظهر جمال قسماته.
- حجر كريم تعشقينه…
الياقوت هو حجري المفضّل.
- ما هي أجمل هديّة مجوهرة تلقيتها ولا تزال ترافقك؟
أجمل هديّة تلقيتها هي قلادة على شكل قلب كبير أهداها إليّ والدي في حفل تخرّجي في الثانوية. وهي لي كنز ثمين للمعاني الحلوة التي تكتنزها، كما أنها رافقتني وترافقني في مناسبات عدّة. وكلّما نسّقتها مع إطلالة في مناسبة معيّنة، أجدها تُدخل الفرح والسعادة الى قلبي!
- التصوير عنوانه السعادة... أخبرينا عن فلسفتك الخاصّة بالسعادة؟
طوال عمري كنتُ ألوم الآخرين على تعاستي وأردّد دائماً: لو تركوني أفعل هذا لكنت امرأة سعيدة، لو تركوني أقوم بذلك لكنتُ أسعد امرأة... سنوات طويلة وأنا أردّد ذلك وألوم الآخرين، الى أن توصّلت الى قناعة داخلية مفادها أن السعادة هي قرار شخصي، لا علاقة للآخرين به! عليّ أن أكون سعيدة وأقوم بالأمور التي تُدخل السعادة الى قلبي، وأعيش السعادة الحقيقية. ومنذ ذلك الحين، تغيّرت... تعلّمتُ كيف أصير امرأة سعيدة! صرت أختار الأمور التي تُسعدني وتُفرحني من الداخل، وقد انعكس ذلك على مَن حولي. عرفتُ أن السعادة هي الرضا والقناعة، وليست في ما تحققينه وتسعين إليه. القناعة الحقيقية هي السعادة!
- ما الذي يُسعدك أكثر؟
كلّ لحظة أمضيها مع زوجي وولدَيّ بفرح، هي السعادة بحدّ ذاتها! كلّ مرّة يقول لي فيها ولداي: "أنتِ أروع أمّ في الدنيا! ونحن نمضي معك أجمل الأوقات!"، هي لحظات السعادة الحقيقية بالنسبة إليّ!
- متى تضحك إنجي من قلبها؟
(تضحك) أضحك دائماً... وأضحك من قلبي... أتعمّد ذلك لأن الضحك يمنحني طاقة إيجابية... أضحك من قلبي، حتى لو كان الموقف يتطلّب ابتسامة.
- هل السعادة هدف نسعى إليه، أم طريق نختار أن نسلكه؟
السعادة لي هي طريق نسلكه بفرح وإيجابية، لا وجهة نقصدها ونتوه في البحث عنها... It's All About the Journey, Never The Destination.
سين جيم
- لونك المفضّل… الأزرق.
- فصلك المفضّل... الصيف.
- مدينتك المفضلة... روما التاريخ والحبّ.
- فيلمك المفضّل… فيلم Sounds of Music.
- أغنية تردّدينها في وحدتك… أغنية لماريا كاري بعنوان Out Here On My Own.
- لوحة لا تفارق مخيلتك... كلّ ما أعيشه هو لوحة لا تفارق مخيلتي!
- حكمتك المفضّلة… "القناعة كنز لا يفنى".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024