مي كساب: نظرتي إلى الحياة تغيّرت
حققت الفنانة المصرية مي كساب نجاحاً باهراً مع نهاية عام 2021، حين جسّدت شخصية "شادية" في حكاية "عقبال عوضك"، ضمن مسلسل "زي القمر"، والتي كُرّمت عليها من أكثر من جهة فنية وإعلامية، في أول ظهور درامي لها بعد غياب طويل. في حوارها مع "لها"، تكشف مي كساب أسباب نجاح حكاية "عقبال عوضك"، وعودتها الى الدراما الرمضانية بمسلسل "آخر الحدوتة"، كما تتحدث عن تحضيراتها للجزء الثالث من المسلسل الشهير "اللعبة"، وطبيعة علاقتها مع زوجها الفنان أوكا وأولادهما.
- ما تقييمك لعام 2021 وأمنياتك لعام 2022 على المستوى الشخصي؟
عام 2021 كان مختلفاً للغاية، لما تخلّله من أحداث أتعبتني كثيراً، ولكن في الوقت نفسه كان سبباً في تغيير نمط تفكيري وحماستي ونظرتي الى الحياة. وفعلاً الأيام الصعبة هي التي تعلّم الإنسان، ومع ذلك لي طقوس مع أبنائي أحرص على اتباعها كل عام، فأحب أن أُسعدهم وأزيّن لهم البيت بزينة الميلاد لكي يفرحوا بهذا اليوم، وأتمنى أن يكون 2022 عاماً جميلاً، وأن يختفي فيروس كورونا اللعين من العالم، هذا الوباء الذي حوّل حياتنا طوال عامين الى جحيم وجعلنا غير قادرين على استقبال حتى أقرب الناس إلينا، كما أتمنى على المستوى الشخصي أن أرى أولادي يكبرون أمام عيني، وعلى المستوى الفني أن أقدّم أعمالاً جديدة ممتعة تنال إعجاب الجمهور.
- ما رأيك بردود الفعل التي جاءتك بعد عرض حكاية "عقبال عوضك" من مسلسل "زي القمر"؟
كل ما يمكنني قوله إن الله عوّضني كثيراً عن فترات صعبة عشتها في حياتي، واضطررت للابتعاد عن عملي الفني الذي أعشقه لظروف عدة لا أحب التطرّق إليها، لكن الله سخّر لي أشخاصاً كثيرين وقفوا الى جانبي، وعلى رأسهم المنتجة مها سليم التي أدين لها بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى، بحيث أعادتني بعد فترة غياب طويلة بحكاية "عقبال عوضك" من مسلسل "زي القمر"، والذي فاقت ردود فعل الجمهور عليه كل توقعاتي، وهذا من نِعم الله عليّ، وتزامن ذلك مع فترة علاجي من فيروس كورونا الذي أُصبت به بعد التصوير، ففكّرت كثيراً في الأيام الماضية وكيف كنت مقصّرة في حق نفسي على المستويين الفني والشخصي، ولم أَلُم إلاّ نفسي على ذلك، واعتبرت فترة الحجر الصحي المنزلي بسبب جائحة كورونا مناسبة لإعادة ترتيب الأوراق في حياتي بحلوها ومّرها، وبداية مرحلة جديدة في مسيرتي الفنية، آمل أن أقدّم فيها ما أتمناه، سواء في التمثيل أو الغناء، وكان من ضمن التغيرات التي قمت بها وساعدني فيها أصدقائي المقرّبون، شراء أثاث جديد لمنزلي بالاتفاق مع زوجي محمد.
- لماذا تكنّين كل هذا الحب لحكاية "عقبال عوضك"؟
"عقبال عوضك" أعتبرها عوضاً حقيقياً من الله بعد غياب لم أكن أنا وحدي مسؤولة عنه، ذلك أنه لم يُعرض عليّ أي عمل يناسبني ويرضي طموحي، إلى أن عرضت مها سليم والمخرج معتز حسام العمل عليَّ، وهو ما حمّسني للعودة إلى الدراما، فقصص مسلسل "زي القمر" تناقش قضايا مهمة ومشاكل تعاني منها المرأة في مجتمعنا العربي ككل، لا في مصر وحدها. لقد وفّقني الله في هذه "الحدوتة" التي كنت أنتظرها بشوق، ولا أنكر أن المسلسل لامسني عن قرب لأنني تزوّجت في سنّ متأخرة مقارنةً مع مفهوم الزواج في الماضي، لكنني كنت مصرّة على ألاّ أتزوج إلا بعد اقتناع تام بالرجل الذي سأكوّن معه أسرة، والذي سيكون أباً لأولادي، وكنت ضد فكرة الزواج حتى لا أحصل على لقب أرفض ذكره تماماً، لأنه لقب ظالم يجرح أي فتاة. وأعتقد أن المسلسل يحمل أكثر من رسالة، بينها فكرة احتواء الأسرة لأي بنت، وأن أهم المبادئ التي تعلَّم للبنت منذ طفولتها أن الزواج مهم ومكمّل لحياتها، لكنه ليس الأهم، فيجب أن تهتم بشخصيتها وعملها، وأن تكون لها شخصية مستقلة وناجحة في المجال الذي تختاره ولا يكون شغلها الشاغل هو العريس الذي تنتظره لتحقّق أحلامها من خلاله.
- هل هناك تشابه بين شخصية مي كساب وشخصية "شادية" في المسلسل؟
وقعت في حب شخصية "شادية" التي جسّدتها في العمل، منذ قراءتي لأول ورقة في السيناريو. كنت أعيش معها لأنني شعرت بنفس ما شعرت به "شادية" خلال أحداث العمل، فظروف مرض والدتها تشبه ظروف مرض والدتي رحمها الله، وعلاقاتها تتسم بالإيجابية رغم الظروف السيئة التي تحيط بها من كل النواحي، سواء في العمل أو البيت أو مع الجيران أو نظرة مَن حولها... ورغم ذلك، تحتفظ "شادية" بطيبتها وما زالت تؤمن بالله ولا تستسلم بسهولة، ولذلك أرسل الله إليها مَن يعينها ويقف الى جانبها، سواء صديقتها المقرّبة أو "عوض" الذي كان تعويضاً لها عن كل ما عانته من أهلها.
- ما أقرب مشاهد العمل إلى قلبك؟
أجمل وأحب المشاهد بالنسبة إليّ هو مشهد حديثي مع الطفلة الصغيرة التي كانت تعاني التنمّر من رفاقها، بسبب ضعفها ومرضها، فأنا أحب هذا المشهد كثيراً، لأنه إنساني وحقيقي، والفضل في ذلك يعود الى المؤلف حسن صالح، لأنه كتبه بأسلوب بسيط وصادق جداً، وصل الى الجمهور بمنتهى الصدقية.
- ما رأيك في المسلسلات ذات الحلقات القصيرة؟
الحلقات القصيرة نجحت في أن تحصد جماهيرية كبيرة جداً من الموسم الماضي، والسبب أن ذلك أصبح يتماشى مع إيقاع العرض السريع، ولكن الجانب السلبي في هذا الموضوع بالنسبة الى الممثل أنه عندما يستمتع بعمل يجد نفسه وقد انتهى منه بسرعة، قبل أن يشبع من الشخصية وتفاصيلها، وهو ما حدث معي أثناء تصوير مشاهد شخصية "شادية"، لدرجة أنني قلت للمخرج عقب انتهاء التصوير "أنا مشبعتش من شادية".
- هل ستعود مي كساب الى الدراما التلفزيونية الرمضانية؟
فاجأتني المنتجة مها سليم بعد نجاح قصة "عقبال عوضك" من مسلسل "زي القمر" بترشيحي لمسلسل كوميدي مكوّن من 15 حلقة، له عنوان مؤقت هو "آخر الحدوتة"، وكنت سعيدة جداً بهذا الترشيح لأنني اشتقت كثيراً للدراما الرمضانية، فالنجاح في رمضان له طعم مختلف لا يشعر به إلا من يغيب عنه، والمسلسل من تأليف نصر الدين ناجي وسيناريو وحوار أحمد سعد وإخراج محمد عبدالرحمن حماقي، وسيكون "وجبة خفيفة" للجمهور في رمضان.
- هل هناك أعمال رمضانية أخرى؟
أستعد حالياً للمشاركة في الجزء الثالث من مسلسل "اللعبة"، والذي لا يزال في مرحلة الكتابة، وهو من الأعمال المفضلة لي والمحبّبة الى قلبي كواحدة من الجمهور قبل أن أكون مشارِكة فيه، وهو من تأليف وإخراج وبطولة الموهوبَين هشام ماجد وشيكو، ومجموعة رائعة من الفنانين.
- ما المعايير التي تختارين على أساسها أدوارك؟
لا أضع معايير بعينها أثناء تحضيري لأي شخصية، بمقدار ما أركز في الأدوار التي تُخرج مني طاقات تمثيلية كامنة، وأبحث عن السيناريو القوي المتماسك، وأحرص على التنوّع حتى لا يملّ جمهوري من الشخصيات التي أقدّمها. ومن أصعب الأدوار التي لعبتها خلال مسيرتي الفنية، شخصية "شفق" في مسلسل "سرايا عابدين"، لأنني وقتها لم أكن أمّاً، وفي الوقت نفسه توفيت والدتي.
- متى تعود مي كساب الى السينما؟
تشهد السينما الآن حالة ازدهار، وأنا مشتاقة إليها كثيراً، وأحضّر لفيلم سينمائي، لكن لا يمكنني حالياً الكشف عن تفاصيله.
- هل تحضّرين لألبوم غنائي جديد؟
نعم، وقد اخترت الأغاني العشر التي يتضمنها الألبوم الجديد، وأعكف على تنفيذها في الفترة الحالية. وبالنسبة إليّ أفضّل الألبوم الكامل على الأغاني المنفردة، لذلك لا أطرح أي أعمال غنائية إلا من خلال ألبوم كامل، لأن الأغاني "السينغل" لا تشبعني فنياً.
- كيف توازنين بين الأمومة والفن؟
نجحت في الموازنة بين الاثنين بفضل الله سبحانه وتعالى، ففي الفترة التي لم أكن أعمل فيها جلست في المنزل وتفرّغت لتربية أبنائي والاهتمام بهم، وعندما عُرض عليَّ عمل فني كان الوقت حينها يسمح لي بأن أصطحبهم معي.
- هل تمانعين في دخول أولادك مجال الفن؟
لن أجبرهم على فعل شيء، ولكن سأُبيّن لهم سلبيات المهنة وإيجابياتها، وسأترك لهم حرية الاختيار، فسأشجعهم إذا أرادوا دخول مجال الفن، وأؤيدهم إذا لم يختاروه... لن أقف عائقاً أمام اختيارهم أبداً.
- ماذا عن دور زوجك أوكا في حياتك الفنية؟
أوكا هو الداعم الأساسي في حياتي الفنية والشخصية، فأنا شخصية كسلانة ولست من الأشخاص الذين يتواصلون مع الآخرين من أجل مصلحتهم الشخصية، وأؤكد أن وجود أوكا في حياتي جعلها أفضل بكثير، خاصة أنه شخص مبدع و"خلّاق" ودائماً يعطيني أفكاراً خارج الصندوق، ويدعمني في التمثيل والغناء، ويقف بجانبي في كل المواقف الصعبة، لذلك أحمد الله على وجوده في حياتي.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024