تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

علي جابر: داخل 'ام بي سي' جوّ عائلي ومهني...

علي جابر، إسم تعرّف إليه الجمهور العربي في مختلف فئاته من خلال مشاركته المميزة في برنامج مواهب العرب أو 'أرابز غوت تالنت' الذي عُرض على شاشة 'ام بي سي 4' محققاً نجاحاً مدوياً فاق كلّ التوقعات، كأحد أعضاء لجنة تحكيم البرنامج التي ضمّته إلى جانب الفنانة نجوى كرم والإعلامي عمرو اديب. جابر الذي حقق الرقم القياسي في قول 'لا' للمشتركين الذي لم يُعجب بهم، وأكثر من ضغط الزر الأحمر الخاص بأعضاء اللجنة عندما كان يريد إظهار امتعاضه من أي هاو، استطاع في الوقت ذاته أن يُظهر جانباً آخر محبباً في شخصيته إذ كان يتأثر وتدمع عيناه تجاه أي أمر مؤثر.

والجمهور لا يزال يذكر بلا شك ردود فعله تجاه قصائد الطفل الفلسطيني عصام بشيتي... هو اليوم يتولى منصباً جديداً وحساساً جداً في مجموعة
'ام بي سي'، حيث أصبح المدير العام لمختلف قنوات المجموعة، وذلك بعد سنوات وسنوات من الخبرة التلفزيونية الطويلة تنقّل خلالها بين عواصم العالم مؤسساً عدداً من المحطات التلفزيونية ومساهماً رئيسياً في إنجاحها... علي جابر في حوار خاص.


- نبارك لك بداية منصبك الجديد كمدير عام لمجموعة قنوات 'ام بي سي'!
شكرا لك.

- لماذا علي جابر اليوم تحديداً في 'ام بي سي'؟
بصراحة علاقتي ليست مستجدّة مع مجموعة 'ام بي سي' بمختلف كوادرها، وعلى رأسهم رئيس مجلس إدارتها الشيخ وليد آل ابراهيم والمشرف العام علي الحديثي ومدير عام العربيّة عبد الرحمن الراشد ومختلف من يدورون في فلك 'ام بي سي'. هي حقيقة علاقة صداقة وأخوّة من سنوات طويلة.
وبطبيعة الحال، كان الحديث يجري باستمرار حول إمكان التعاون في ما بيننا، إلى أن تبلورت الأمور بعد 20 عاماً من الغزل، (يضحك ثم يقول) اي بعد أن زالت الموانع التي كانت تحول دون هذا التعاون.
لهذا لا أشعر اليوم أني سأكون فرداً في مؤسسة جديدة، بل فرد من عائلة أحبّها وأحترمها. وأريد هنا أن أنوّه بمسألة الشعور بالانتماء إلى العائلة في مجموعة 'ام بي سي الذي نلمسه لدى كل العاملين فيها، إلى جانب الحرفية والإتقان والتفاني في العمل، وهذا جوّ فريد لم ألمسه في أي مؤسسة أخرى.

- شاركت العام الماضي في لجنة تحكيم برنامج 'أرابز غوت تالنت' على شاشة 'ام بي سي'، وكنت لا تزال في منصبك في مؤسسة دبي للإعلام (تلفزيون دبي). هل كانت تلك المشاركة تمهيداً لدخولك محطة 'ام بي سي' كإداري؟ وألم يحصل تعارض بين المهمتين؟
بصراحة شديدة كلا. دون شك حصل تعارض، لكن هذا التعارض حلّه سموّ الشيخ محمد بن راشد الذي أعطى موافقته ومباركته لأكون مُشاركاً في 'أرابز غوت تالنت' ولأكون في الوقت ذاته مع مؤسسة دبي للإعلام.
ولن أخفي سراً في القول إن مهماتي في الفترة الأخيرة في تلفزيون دبي لم تكن موجودة في شكل أساسي ومباشر كما في السابق، لأن فريق العمل كان قد أصبح على دراية بكل الأمور. يعني كمثل أن يبقى الأستاذ مع تلامذته في الصف بعد أن يكونوا قد تلقوا التعليم اللازم، لن يكون لبقائه معنى.
(يضيف مازحاً) حينها تصبح الأستذة احتلالاً. وعملي في مؤسسة دبي التي أحترمها كثيراً، ينتهي مع انتهاء المدة الزمنية للعقد بيننا، أي في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، وقد أبلغتهم قبل حوالي الشهرين أني لا أنوي تجديد العقد، إضافة إلى أني نلت مرة أخرى مباركة الشيخ محمد.
كما أن الشيخ وليد آل ابراهيم كان حريصاً جداً على نيل مباركة ورضا الشيخ محمد. واللافت أن الشيخ محمد يعتبر أن تلفزيون دبي عين و'ام بي سي' العين الأخرى.

- هل ما زلت في منصبك في كلية محمد بن راشد للإعلام في دبي؟
نعم، ولكن ليس في شكل مباشر بل يمكن القول أقلّ تدخلاً.

- أي هناك تفرّغ كامل لمحطة 'ام بي سي'؟
صحيح.

- هناك سؤال يفرض نفسه مع احترامنا الكامل لتجربتك التلفزيونية الطويلة، وجهودك في تأسيس وإنجاح عدد من المحطات، لكن ما الذي سيضيفه علي جابر إلى مجموعة مثل 'ام بي سي' هي بالأساس أول فضائية عربية ومؤسسة رائدة لها قنوات عديدة ناجحة وتُعتبر الأكثر مُشاهدة؟
ما تقولينه صحيح مئة في المئة. وهذا هو السؤال الأساسي لأني كما تقولين أتوجّه إلى محطة سبق أن حققت نجاحات مبهرة، وشركة كاملة بكل ما للكلمة من معنى لجهة العناصر والإمكانات، إضافة إلى أنها شركة بعجلات تدور كما عقارب الساعة، وكل من فيها ذوو كفاءة.
أما عن عملي فيها، فهو سدّ ثغرة أصبحت شاغرة بعد تقاعد تيم ثيوردان الذي كان يتولى هذه المهمة، واختار التقاعد والتفرّغ لمهمته الجديدة كمستشار للشيخ وليد آل ابراهيم.
أي مهمتي تكمن في سدّ هذه الثغرة، لذلك لا أعيش وهم أني قادم للتغيير أو لإحداث فورة معينة في 'ام بي سي'. لكن ما يُمكن أن يحدث هو أن جزءاً من شخصيتي يُفترض ان يظهر.
تيم ثيوردان هو بريطاني طبعاً، ولم يكن من ضمن اختصاصه الإهتمام بالمحتوى العربي.
حالياً يفترض ان نتعاون مع كل مدراء المجموعة في 'ام بي سي' وكامل فريق العمل جميعنا معاً، وهذا هو همّي الأساسي.

- لكن مما لا شك فيه أن لديك أفكارك الخاصة ومشاريعك وخططك؟
طبعاً، لكن لا يمكن أن تتبلور إلاّ بعد النقاش مع الكوادر في 'ام بي سي'. كما قلت، أنا قادم إلى مؤسسة ناجحة بمن فيها، وهي ناجحة معي ومن دوني، وقادرة على تطوير نفسها هذا مؤكّد.
لكن ربما أستطيع بعملي الجديد إحداث لمسة قد تكون اكثر مرونة من خلال نظرة من الخارج، أي رؤية من زاوية جديدة.


خفّ وهج 'سوبر ستار' بسبب أخطاء وقرارات إدارية

- آخر إنجازاتك في تلفزيون المستقبل قبل ان تغادره، كان برنامج 'سوبر ستار1' (اميركان آيدول بنسخته العربية) الذي حقق نجاحاً خيالياً ويُصادف عرضه هذا العام على 'ام بي سي' مع انضمامك إليها. ويقال إن الموسم الأول كان الأكثر نجاحاً ثم خفّ وهج البرنامج تدريجياً... هل من تصورات معينة لنسخته على 'ام بي سي' كي لا يتحول نجاح الموسم الأول إلى عقدة؟
هذا البرنامج يُعرض ويُنتج في اكثر من 120 دولة وهو ناجح في كل الدول التي عُرض ويعرض فيها، ونجاحه مستمر. لهذا أقول إن المشكلة لم تكن في البرنامج في حدّ ذاته، بل بالقيمين عليه في تلفزيون المستقبل للأسف.
إدارة المحطة لم تعرف كيف تتعامل مع إنتاج هذا البرنامج بالطريقة المهنية اللازمة من خلال بعض القرارات الإدارية غير المهنية التي كانت تُتّخذ، وقد حصلت تدخلات كثيرة من أشخاص لا علاقة لهم بالعمل التلفزيوني، وهذا ما خفف وهج البرنامج وأثر على نجاحه في المواسم التي تلت.

- بعد 'سوبر ستار' حصلت فورة في برامج الهواة التي أصبحت كثيرة وعديدة. إلى أي مدى تعتقد أن الجمهور ما زال قادراً على استيعاب برامج من هذا النوع في الوقت الذي يعاني فيه سوق الغناء أصلاً تخمة في عدد الفنانين؟
صحيح أن هناك تخمة، لكنها تكمن في العدد وليس في النوعية. هناك عشرات الفنانين، لا بل المئات منهم، لكن من لهم تأثير حقيقي في الساحة أو في الثقافة الفنية في العالم العربي هم قلائل جداً.
لهذا أقول إننا دائماً في حاجة إلى الأفضل وإلى الجديد. هذا البرنامج على 'ام بي سي' سيكون منبراً لاختيار المواهب المتفوّقة فعلاً في مجال الغناء، وللشباب الواعد الذي لديه قدرات فنية وصوتية مهمة وحقيقية.
هذه هي اهمية هذا النوع من البرامج، في كونها منبراً، وهي بلا شك تكلّف مبالغ خيالية وجهوداً جبارة، لهذا لا يجوز إلاّ ان نقدّم من خلالها النوعية الجيدة.

- لكن أغلب من نجحوا في هذه البرامج لم يستمروا كنجوم حقيقيين في ساحة الغناء؟
لا نستطيع أن نُعمّم، ففي 'سوبر ستار1' مثلاً برز اكثر من نجم ومنهم ملحم زين ورويدا عطية وديانا كرزون، كذلك الأمر بالنسبة الى ستار اكاديمي والبرامج الأخرى... المهم في الموضوع هو إيجاد مؤسسات ترعى هذه المواهب وتتبناها.

- يُحكى في الكواليس أن المفاوضات بدأت مع عدد من نجوم الغناء البارزين لينضموا إلى لجنة تحكيم برنامج 'اميركان آيدول' على 'ام بي سي'؟
لا علم لي بهذه التفاصيل لأني أساساً لم أبدأ العمل رسمياً مع 'ام بي سي'، بل سيكون ذلك بدءاً من أيلول/ سبتمبر المقبل كما ذكرت.

- ألا يمكن أن يحصل تضارب بين برنامجَي 'أرابز غوت تالنت' و'اميركان آيدول'؟
كلا أبداً، كل واحد منهما مختلف تماماً عن الآخر وله هويته الخاصة. الأول يشمل كلّ أنواع المواهب والثاني يختصّ بالغناء فقط.


الموسم الثاني من 'أرابز غوت تالنت' سيكون أضخم

- كعضو لجنة تحكيم في برنامج 'ارابز غوت تالنت'، ما هي توقعاتك للموسم الثاني؟
دون شك سيكون اكبر وأضخم من الموسم الأول،  فالجمهور تعرّف إلى هوية البرنامج من خلال الموسم الأول وتعلّق به وبنجومه. وهذا ما سيدفع ويحثّ كل صاحب موهبة تردد في التقدّم للمشاركة سابقاً، على المشاركة بحماس في الموسم الثاني.
مما لا شك فيه أن كثيرين ترددوا ربما أو خافوا لأنهم لم يعرفوا البرنامج قبل ذلك، بهويته العربية على الأقل، لكن مع مصداقية المحطة والجهود الكبيرة التي بُذلت لإنجاحه إضافة إلى نجاحه المدوّي، عوامل ستجعل الهواة يدركون أهمية المشاركة وأهمية ان يتعرّف إليهم الجمهور في برامج من هذا النوع، بغضّ النظر عمّن ربح ومن لم يحالفه الحظ.
لقد بدأ القيمون على البرنامج بتلقّي الطلبات، ولقد بلغ عددها حتى الآن حوالي العشرين ألف طلب، واتوقع ان يصل إلى مئة ألف لأن الاختبارات لا تزال في بداياتها، بينما في الموسم الماضي بلغ عدد المتقدمين في المرحلة الأولية حوالي أربعة آلاف، وهذا تطوّر لافت.

- أي المهمة ستكون أصعب؟
ستكون أصعب على الفريق الذي يتولى هذه المهمة، اما أنا 'ما عندي مشكلة، أدوس على الزر الأحمر فوراً'.

- هل أنت راض عن فوز عمرو قطامش في الموسم الأول؟
بالتأكيد.

- لكن البعض قال إنه فاز بسبب كسبه تعاطف الناس مع الثورة المصرية عندما قدم فقرته عنها، وليس لأنه صاحب موهبة خارقة؟
لو لم يكن موهوباً لما أثّر بالناس مهما كان الموضوع الذي حكى عنه. عمرو قدّم خلطة فنية جميلة قابلة للتطوير والاستمرار أيضاً، وهذا ما ميّزه عن الباقين.


لا تعارض بين 'أرابز غوت تالنت' و'أراب آيدول'

- في الموسم الأول من 'ارابز غوت تالنت' كان عدد الهواة المغنين قليلاً. هل سيسري الحال ذاته على الموسم الثاني خصوصاً في ظلّ وجود برنامج 'اميركان آيدول' أو 'أراب آيدول' على المحطة نفسها؟
أبداً، لأنه من الضروري أن يحافظ 'أرابز غوت تالنت' على تنوّعه، فهو مميز لأنه يشمل كلّ أنواع المواهب وهذه هي تركيبته.
اما عن قلّة المغنين الذين فازوا في المرحلة النهائية فهي لم تكن مقصودة بل الناس هم الذين قرروا واختاروا، والموهبة بحدّ ذاتها هي التي فرضت نفسها سواء في الغناء أو في أي مجال آخر.
وأودّ ان أذكر بالمناسبة المشارك المصري حمدي الزغابي الذي غنى لعبد المطلّب، احببت صوته كثيراً وأعتقد أنه كان ييستحق الاستمرار لكن للأسف خياره للأغنية التي قدمها في المرحلة النصف نهائية لم يكن موفقاً.

- (سألته مازحة) هل ستتقاضى راتباً عن 'أرابز غوت تالنت' مستقلاً عن راتبك كمدير عام قنوات 'ام بي سي'؟
(يضحك) 'كلّه مع بعضه'.

- عُلم أن لجنة تحكيم 'أرابز غوت تالنت' مستمرة بالأعضاء ذاتهم. هل أنت مقتنع بذلك أم برأيك كان يجب أن يحصل تغيير؟
أنا مقتنع تماماً بهذه اللجنة وبأعضائها، وسعيد جداً بكوني أحد أفرادها وأعتزّ بدوري فيها. التركيبة نجحت كثيراً فلماذا سنغيرها... الكيمياء بين ثلاثة أعضاء لجنة تحكيم واحدة لا تربطهم في الأساس أي صلة، لا تحصل بسهولة، وطالما أنها حصلت فلماذا سنغيّر ذلك.
لا توجد قاعدة تقول إن علي جابر يجب أن يكون مع نجوى كرم وعمرو اديب في لجنة تحكيم، لكن حصل الاختيار ونجحت التجربة في شكل لافت صراحة... كل العمل التلفزيوني قائم على التجارب أساساً.


'من عقلك رح جاوب على هالسؤال... نجوى كرم ممتازة'

- لنفرض أن نجوى كرم اعتذرت عن المشاركة في الموسم الثاني لأي سبب كان، من هي الفنانة التي يمكن أن تحلّ مكانها؟
(يضحك) 'من عقلك رح جاوب على هالسؤال؟'... نجوى كرم ممتازة وعمرو أديب كذلك وهو إعلامي بارع بلا شك.
ذكرت قبل قليل أن اختيار أعضاء اللجنة كان كتجربة، لكن هذا لا يعني ان الاختيار كان اعتباطياً او عبثياً، بل حصل طبعاً بعد دراسة، ثم كانت التجربة في جمع الأعضاء معاً والجميل أن الكيمياء وُجدت بيننا منذ اليوم الأول.

- بالحديث عن الكيمياء، كتبت انتقادات في بعض وسائل الإعلام مفادها أن تعليقاتكم المتناقضة كانت مفتعلة، خصوصاً بينك وبين عمرو اديب إذ كنتما تفتعلان الخلاف؟
أبداً هذا غير صحيح على الإطلاق، ومن كان قريباً منا في فترة التصوير وعرض البرنامج يعرف تماماً أننا لم نكن نلتقي إلاّ خلال التصوير، أي نحن لم نكن نجلس قبل بدء الحلقة للاتفاق حول ما سنقوله.... أنا وعمرو كنا نتجادل كثيراً رغم أننا أصبحنا صديقين، وما اتفقنا عليه هو الخلاف نفسه، بمعنى أنه يمكن لنا أن نختلف في إبداء آرائنا وتعليقاتنا إذ لكل منا وجهة نظره الخاصة، دون أن يكون لذلك تأثير على صداقتنا.

- يبقى أن نسألك اخيراً عمّا كتب في أكثر من وسيلة إعلامية عن أنك تصلح لتكون نجماً سينمائياً؟
(يضحك) بالتأكيد أنا جاهز لكل العروض....

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080