المحامي نبيه الوحش: هددوني بسبب هيفاء وهبي...
كان سعيداً حين أطلقوا عليه لقب «بعبع الفنانين»، وذلك بعد تخصصه في إقامة دعاوى على ما يراه من تجاوزات في الوسط الفني. وخلال عشر سنوات كان المحامي نبيه الوحش يتابع بدقة كل ما يدور في الحياة الفنية والثقافية، وعندما يجد ما يثير حفيظته يسرع إلى مكتبه في وسط القاهرة ليدون أوراق دعوى أو بلاغ ضد أي فنان بصرف النظر عن اسم الشخص وشهرته.
تحدث الوحش إلى «لها» حول قضاياه الشهيرة التي رفعها ضد النجوم الكبار مؤكداً أن مكتبه ما زال يحتوي على ملفات لآخرين سيلاحقهم قضائياً بتهمة مخالفة الآداب العامة. وأكد أنه لا يبحث عن شهرة بل إنه خسر بسبب قضايا المشاهير، وتحدث عن المضايقات التي تعرض لها بسبب قضاياه.
الإعلامية هالة سرحان هي أحدث قضايا الوحش الآن، فقبل ثلاث سنوات قدم ضدها بلاغاً للنائب العام يتهمها بالإساءة الى سمعة مصر والآداب العامة، بسبب حلقاتها عن فتيات الليل.
ورغم إدراجها في قوائم ترقب الوصول للتحقيق معها فقد عادت إلى مصر بعد «ثورة يناير» القارة لتمارس عملها من جديد. يقول الوحش: «وجهت إنذاراً إلى النائب العام وطلبت إعادة التحقيق في بلاغي ضد هالة سرحان التي اتهمتها مسبقاً بفبركة حلقة برنامجها مستخدمة فتيات مدربات لإظهار صورة مصر بشكل سيِّئ.
وطلبت في البلاغ استخراج قضية هالة سرحان من الأدراج وإعادة التحقيق فيها، واستخدمت أقوال الريجيسير رضا الذي أحضر لها الفتيات، وتقارير الطب الشرعي. ولن أترك هذه القضية مطلقاً حتى يتم التحقيق مع هالة سرحان التي تدينها كل الأدلة والتحريات.
- متى كان أول بلاغ قدمته ضد المشاهير؟
في السبعينيات قدمت بلاغاً ضد عادل إمام ونادية الجندي وأسرة فيلم «خمسة باب» الذي أساء إلى سمعة مصر، وطلبت من محكمة جنح مستأنف عابدين وقف الفيلم، واختصمت جهات الرقابة على المصنفات الفنية.
- وما هو أشهر بلاغ؟
قضيتي التي رفعتها ضد المخرجة إيناس الدغيدي عام 2002 عقب عرض فيلم «مذكرات مراهقة»، الذي أساءت فيه الى سمعة الفتيات المصريات، ومارست التحريض على الفسق وقذف المحصنات.
وفي هذه القضية أصدر القاضي إسماعيل محمد إسماعيل حكماً تاريخياً، حينما لم يجد عقوبة في القانون المصري لأفعال إيناس الدغيدي، فعاد إلى الدستور المصري واستشهد بسورة النور، وبالتحديد الآية 31 التي تتحدث عن قذف المحصنات، وأصدر حكمه بجلد إيناس الدغيدي 80 جلدة.
- وهل تم تنفيذ الحكم؟
للأسف لا، رغم أن إيناس لم تستأنف الحكم، فأقمت جنحة مباشرة ضد شيخ الأزهر، ولكنَّ شيئاً لم يحدث. وكنت قد قدمت بلاغات ضد إيناس بعدما عرضت ثلاثة أفلام فشلت بسبب عدم وجود مشاهد جنسية على حد زعمها، وقالت في حواراتها وبرامجها إنها تستخدم لغة الجنس في أفلامها، وأصدرت مجموعة من التصريحات المستفزة، فقدمت بلاغات للنيابة ضدها.
- ألم تيأس حين فشلت في الحصول على نتائج لما تفعله في المحاكم ضد المشاهير؟
أعتبر ما أفعله مهمة وطنية لله والوطن، وعندما أطلقوا عليّ لقب «بعبع الفنانين» سعدت بشدة بهذا اللقب، ولكنني أحب أن أصححه وأطلق على نفسي «بعبع أدعياء الفن» وهي تهمة لا أنكرها.
- هل هذه القضايا كانت سبباً لتشويه علاقتك بالفنانين؟
إلى حد ما، ولكن عندي صداقات عديدة في الوسط الفني لا أستطيع أن أتخلى عنها، فالفنان أحمد بدير هو صديق عمري، وكذلك الفنان أحمد ماهر، وكنت صديقاً للراحل العظيم أحمد زكي وأسست جمعية لمحبيه، وكنت محامياً لكاظم الساهر.
- لكنك خسرت عشرات الموكلين من الفنانين بسبب هذه القضايا؟
نعم، لكن هذا لا يهم. مبادئي فوق كل اعتبار، وكان بإمكاني أن أصبح محامياً لعشرات الفنانين، ولكن مكتبي مفتوح لأي فنان محترم يريدني.
وقد خسرت بالفعل من جراء قضايا المشاهير لأنني دفعت ثمنها غالياً، لأني دفعت من جيبي تكاليف جميع هذه القضايا التي لم يتم الفصل في معظمها بزعم عدم اختصاص المحكمة، ولكنني سأستمر في مكافحة تجاوزات أهل الفن.
- ولماذا تركز في قضاياك على الفنانين دون غيرهم؟
هذا قول مغلوط، لأنني أرفع قضايا ضد الفاسدين في جميع المجالات وليس الفنانين فقط. ولكن الفن هو مرآة حضارة أي أمة، وهو المعبر عن آلامها وآمالها، وقد دافعت عن سمعة مصر حين هاجمت السوري عباس النوري الذي قال إن أي راقص في فرقة دبكة أحسن من أي فنان مصري.
- وما هي أحدث بلاغاتك؟
قبل أيام أرسلت للدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء طلباً بمنع من أفسدوا الذوق العام في مصر من الظهور على الشاشة، وعلى رأسهم عادل إمام وإيناس الدغيدي وعلا غانم وغادة عبد الرازق ومروى وخالد يوسف وهيفاء وهبي وروبي، وقدمت أسباب الطلب، مؤكداً أن هؤلاء قدموا أعمالاً فنية ضد الذوق العام.
- وماذا كان رد رئيس الوزراء؟
لم يرد بعد، لكنني سأواصل جهودي للاعتراض بكل السبل القانونية المتاحة على أي تجاوز من أدعياء الفن.
- عادل إمام حظي أخيراً بنصيب الأسد من بلاغاتك، فما السبب؟
قدمت ضده ثلاثة بلاغات في مكتب النائب العام واستشهدت ببعض أحاديثه الفضائية التي هاجم فيها الحجاب. وسأظل أتابع هذه البلاغات إلى ما لا نهاية. وقدمت بلاغات أخرى ضد جمال البنا وسيد القمني ونوال السعداوي واتهمتهم بنشر أحاديث ضد الذوق العام والآداب الإسلامية.
- هيفاء وهبي كان لها نصيب أيضا من قضاياك، فهل تعرفها شخصياً؟
لا، لكنني أعرف عنها وأسرتها كل شيء، وخالتها قامت بتوكيلي لتقديم بلاغات ضدها بتهمة سرقة ذهبها عام 1999. وقد أقمت قبل أربع سنوات دعوى لوقف أغانيها التي تحتوي على مشاهد مثيرة وألفاظ خادشة، مثل أغنية «بوس الواوا» التي تحمل إيحاءات جنسية.
وأقمت دعوى أخرى عليها مطالباً بوقف عرض فيلم «دكان شحاتة» الذي يحتوي على ثلاثة مشاهد جنسية رفضتها الرقابة على المصنفات الفنية، وقدمت بلاغاً إلى النائب العام أيضا ضد بطل الفيلم عمرو سعد.
- البعض يفسر إصرارك على الإدعاء على الفنانين برغبتك في تحقيق الشهرة، فما ردك؟
هناك قضايا رفعتها وربحتها جعلتني أكثر شهرة، ومنها قضية كشف اللثام حول مقتل دودي الفايد، وإسقاط الجنسية عن المصريين المتزوجين بإسرائيليات، وقضية تغيير شعار الشرطة.
صدقوني أنا لا أبحث عن شهرة، ولكنني لا أترك شيئاً يعارض التقاليد والقيم دون التصدي له، وإذا جاءتني الشهرة من خلال دفاعي عن عاداتنا فأهلاً بها.
- هل عانيت من تهديدات بسبب رفع قضايا ضد المشاهير؟
نعم، فحين قدمت بلاغات ضد هيفاء وهبي تلقيت اتصالات تهديد من لبنان لإجباري على الاعتذار لها، وحين رفعت دعوى تطالب بإسقاط الجنسية ضد عمرو دياب تم إرسال بلطجية إلى مكتبي لتهديدي، وعندما شاركت في قضية ضد حمدي الوزير وخالد أبو النجا التي اتهمهما خلالها أحد الصحافيين بأشياء مشينة، أرسلا لي بلطجية إلى قاعة المحكمة لإقصائي عن المرافعة. لكنني اعتدت هذه المواقف كثيراً وأصبحت مستعداً لها.
- هل أصابتك هذه القضايا بأضرار مباشرة؟
نعم تأثر دخل مكتب المحاماة الخاص بي بسبب حصار بعض المشاهير، وتسبب قيامي برفع قضايا ضد بعض المسؤولين بمنع تعيين ابنتي في إحدى الوزارات، ولكنني لم أتراجع عن موقفي.
- لماذا قدمت العديد من البلاغات ضد عمرو دياب؟ ولماذا طلبت سحب الجنسية المصرية منه؟
هناك أخطاء عدة ارتكبها عمرو دياب تستحق هذه الإجراءات التي قمت بها تجاهه، منها قوله إنه سيسافر إلى لبنان لتصوير أغنيته لأنه لا يجد مكاناً نظيفاً في مصر، وهذه إهانة للبلاد، وهو أساء إلى سمعة مصر مرارا حينما سافر إلى لبنان ليلتقي ع الراحل رفيق الحريري وكان يرتدي «شورتاً»، مما أعطى انطباعاً سيئاً عن نجم شهير. كما أنه أساء إلى عبد الحليم حافظ ورموز الفن المصري.
- تصديت أيضاً لقضية حجاب الفنانات فماذا حدث؟
تصديت لقضية خلع الفنانات الحجاب، فهناك فنانات اعتزلن الفن وارتدين الحجاب لكنهن تراجعن، ومنهن عبير صبري، وميرنا المهندس، وفريدة سيف النصر، فقمت برفع دعوى ضدهن للخروج عن قيم الإسلام، وطالبت بمنع ظهورهن على الشاشة.
- وما هي أحدث البلاغات التي قدمتها ضد الوسط الفني؟
قدمت بلاغاً لجهاز الكسب غير المشروع الذي يحقق مع أسرة صفوت الشريف، حيث طالبت بوقف خطوات إنتاج ثلاثة مسلسلات تعاقدت عليها شركة «عرب سكرين» التي يملكها أشرف صفوت الشريف، حيث تم الاستعداد لإنتاج مسلسلات لتامر حسني، وفيفي عبده، وهيفاء وهبي بقيمة 250 مليون جنيه.
وقد أراد نجل صفوت الشريف أن يتحايل على قرار تجميد ممتلكاته فقرر بيع الشركة صورياً لموظف عنده بمبلغ 200 مليون جنيه، واعتبرت هذه الواقعة قضية غسل أموال.
- هل لديك المزيد؟
عندي ملفات كثيرة، وسأسعى لإقامة دعوى أي واقعة تجاوز في الوسط الفني، وسأسعى مستقبلاً لكتابة كتاب يضم كل القضايا التي رفعتها ضد مشاهير النجوم حتى تعرف الأجيال القادمة الحقائق الغائبة.
- الجميع قالوا إنك تسبح ضد التيار فما رأيك؟
نعم وأنا فخور بذلك، فقد قاومت الفساد في كل المجالات ولم أستجب للتهديدات أو المساومات حتى أتراجع عن مواقفي التي أوجعت كثيرين.
- لكنك خسرت معظم قضاياك ضد المشاهير؟
العيب ليس فيَّ، ولكن النظام السابق كان يستخدم كل السبل للتغطية على الفساد بكل سبله، وهناك قضايا ربحتها ولم أستطع تنفيذ الحكم فيها، وهناك بلاغات تم تجميدها.
- عندما كنت تلتقي بعض النجوم الذين أقمت دعاوى عليهم كيف كانوا يستقبلونك؟
معظمهم كانوا يتجاهلونني، أو يرتسم الغضب على وجوههم حين يشاهدونني، ومنهم وزير حالي. لكنني لم أكترث بهذه الأفعال، بل كنت أشاغبهم وجهاً لوجه، وأذكر لهم أنني مستمر في طريقي.
- أنت متهم أيضاً بأنك عدو الفن، فما ردك؟
كل ما فعلته كان لصالح الفن والوطن، لأنني أنقي الفن العظيم من الشوائب الموجودة فيه.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024