سوزان نجم الدين: لا منافِسة لي... وأدعو الفنانين السوريين موالين ومعارضين للعودة
استطاعت الفنانة السورية سوزان نجم الدين أن تعبُر من جيل إلى جيل وتحافظ في الوقت نفسه على مكانتها العالية في الدراما السورية، لا بل تطويرها، من خلال ظهور لائق في الدراما المصرية بعدما ضاقت بها بعض الشيء مسلسلات بلادها. وعلى عكس معظم فنانات جيلها في سورية، أتقنت سوزان لعبة التأقلم والحضور البارز على الـ"سوشيال ميديا" أيضاً لما لذلك من تأثير في الوجود. تعود نجم الدين إلى الدراما السورية والأعمال المشتركة، كاشفةً في مقابلة لـ"لها" الكثير من تفاصيل أدوارها الجديدة، وآرائها الفنية، وجوانب من حياتها الشخصية.
- الحمد لله على سلامتك من إصابتك بفيروس كورونا... كيف كانت التجربة؟
كانت فترة صعبة جداً، عشت عشرين يوماً شديدة القسوة، ولكن الحمد لله مرّت بسلام، والأن سأعود لتصوير دوري في مسلسل "بيوت من ورق" في بيروت، وحالياً أتابع عرض مسلسل "وثيقة شرف" على منصة "وياك" حيث أشارك في بطولته بشخصية "فيكتوريا"، في عمل من 10 حلقات من تأليف عثمان جحى ومؤيد النابلسي، وإخراج باسم السلكا.
- أخبرينا عن شخصيتك الجديدة في "بيوت من ورق" من تأليف آية طيبة وإخراج أسامة الحمد وإنتاج "أون لاين بروداكشن".
"جيجي" شخصية قوية ومحطّمة لكنها لا تُظهر انكسارها للناس. الجميع يظنّها المرأة الحديدية، لكنها من الداخل إنسانة متألمة جداً، وتكبُت حزناً دفيناً، بعدما ذاقت الكثير من العذاب وتلقّت طعنات عدة حتى أصبحت ما هي عليه. هذه الحقيقة تعيشها مع نفسها فقط، بينما الناس يهتمون بالقشور والمظاهر. لا سيما أنها مصدر قوة لمن حولها، لذا لا تسمح لنفسها بأن تضعف أمامهم.
- ما مدى الشبه بين "جيجي" وسوزان؟
هي تشبهني من حيث يظنّ الناس أنني لست حزينة ولا موجوعة، وأعيش حياتي طولاً وعرضاً، وأسافر من بلد إلى آخر، غير مدركين كم الألم في داخلي... وقد يقول أحدهم: ما الذي ينقصك؟ يكفيني قهراً أنني أعيش في زمن أناسه مختلفون عني وأمارس مهنة لم تعُد تشبهني.
- ما عاد التمثيل يشبهك؟!
حين بدأت في هذه المهنة، كانت لها تقاليدها وأصولها، وتتميز بالاحتراف والاحترام والقدسية حتى، لكن كل هذه الأمور تناقصت، ككل المبادئ والقيم التي قلّت في هذه الأيام، ولم تعُد تشبهنا أو تشبه ما بداخلنا. هذا الأمر كفيل وحده بتوليد حزن عارم عند كل تفصيل نمر به في الحياة. وأوّد الإشارة هنا إلى أن لا علاقة لما أقول بالفارق بين جيل قديم وجيل جديد، فأنا بطبعي إنسانة متجددة، كما أقدّم الكثير من الشخصيات التي تكبرني سناً، وأيضاً أحب الأدوار التي تصغرني في العمر، ولكن في الفرص الصحيحة حين تكون النصوص معالَجة بشكل جيد، إذ عُرضت عليّ أدوار كثيرة من هذا النوع، لكنني رفضتها لأنها لم تقنعني.
- ماذا عن دورك في مسلسل "وثيقة شرف"؟
هو عشارية. والحقيقة أن قصته تحتمل أن تكون من مئة حلقة لغناها بالخطوط المتشابكة والتفاصيل، الأمر الذي أحبّذه، فاستمتعت كثيراً بأداء "فيكتوريا". المسلسل يناقش قضية مهمة جداً، هي تجارة الرقيق الأبيض، خطف الفتيات الصغيرات، وزجّهن في عالم من العبودية حيث صرن مغتصَبات جسدياً وفكرياً. "فيكتوريا" استطاعت أن تنقل هذه القضية من الظلام إلى النور، من طريق هروبها من هذا العالم لتروي قصتها من خلال رواية "فيكتوريا"، لكنها باتت أيضاً طريدة "مطلوب رأسها".
- مَن يلفتك من الجيل الحالي من الممثلات؟
للأسف، الأسماء قليلة جداً، ولكن تخطر في بالي دانا مارديني.
- ألا تجدين منافسة لكِ؟
لا، وليس الأمر غروراً، ولكن لأنني لا أفكر بهذه الطريقة. أنا أنافس نفسي وإمكانياتي وعندي أشياء كثيرة لم أقُم بها بعد، ولا أريد أن يراني الكتّاب والمخرجون المرأة الحلوة والقوية فقط، بل أن يلتفتوا الى جوانب كثيرة في موهبتي لم تُكتشف بعد مثل الكوميديا والأكشن وغيرها...
- لماذا ابتعدتِ لأربع سنوات عن الدراما السورية؟
لم أبتعد عن الدراما السورية فحسب، وإنما عن الدراما ككل... منذ أربع سنوات وأنا أعتذر عن عدم المشاركة في أعمال في سورية ولبنان ومصر والإمارات لأسباب كثيرة، أولها أنني لم أتلقَّ مشروع عمل يشبهني، وإذا وجدته يكون ناقصاً للأسف، أي كُتب نصف نصه فقط، فأنا ظللت فترة طويلة أرفض المشاركة في عمل غير مكتمل الكتابة، وهو الخطأ الذي وقعت فيه أخيراً للأسف، ولن أكرره أبداً، لأن النتائج لا تكون مضمونة في هذه المسلسلات.
- كيف تقيّمين دراما بلادك؟
لا يمكنني تقييمها الآن، فسورية لم تتعافَ بعد، ولا تزال في أجواء الحرب، وفي قلب الأزمة، لكن المهم أنها استطاعت أن تحافظ إلى حد ما على وجودها رغم هذه الحرب الكونية، وطبعاً هجرة بعض الفنانين خارج سورية وظهور نجومها في مسلسلات درامية عربية مشتركة أثّرا سلباً في وجودها وفي كيانها. الفن لم يستطع أن يحمي أهله بسبب عدم التكاتف كمؤسسات وأفراد وجهّات فنية. وأتمنى من كل الفنانين أن يعودوا إلى سورية، موالين ومعارضين، وأظنّ أن جميع الفنانين السوريين يحبّون بلدهم كلٌ على طريقته.
- هل صحيح أنك اعتذرت عن عدم المشاركة في مسلسل "كسر عضم" من تأليف علي معين صالح وإخراج رشا شربتجي؟
نعم للأسف، بسبب انشغالي بأعمال كثيرة وصعوبة التنسيق بينها، لا سيما أن التصوير يشمل أبوظبي ودبي وربما سورية ولبنان. حزنت كثيراً، لأن رشا شربتجي مخرجة مهمة جداً وأنا أحبّ العمل معها. كانت فرصة لنكرر التعاون معاً بعدما نجحنا في مسلسل "شوق" حيث قدّمتُ شخصية "روز" أمام عدستها.
- سمعنا الكثير من الأحاديث حول ارتباطك أخيراً... ما القصة؟
هذه الأخبار صحيحة، ولكن يبدو أن الأمور لا تسير على خير ما يرام.
- لن نتدخل أكثر... لكن على الأقل أخبرينا شيئاً عن هوية سعيد الحظ.
هو سوري الأصل حاصل على الجنسية الإماراتية.
- ما أبرز حدث على الصعيد الشخصي في عام 2021 المنصرم؟
رأيت أولادي بعد خمس سنوات من الغياب، احتضانهم كان أهم محطة بالنسبة إليّ.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات