"عاصي" في "شتّي يا بيروت" - جيري غزال: ما زلتُ في حالة اختبار للحبّ ومكوّناته!
يشقّ الفنان الشامل جيري غزال طريقه الى النجومية العربية بخطوات ثابتة، بعد النجاح اللافت والمميّز الذي عرفه في دور "عاصي" في مسلسل "شتّي يا بيروت". وقد أعطى جيري الشخصيّة أبعاداً إنسانية جميلة، وسلّط الأضواء على موهبته الفريدة، مشكّلاً ثنائية رائعة مع النجمة زينة مكّي. من هو جيري غزال؟ ما هي أحلامه وطموحاته؟ ماذا عن تفضيلاته الفنّية والثقافية؟ أين هو من الحبّ؟ وعن أيّ امرأة يبحث؟ الأجوبة عن هذه الأسئلة في هذه المقابلة الشيّقة التي نتعرّف فيها إلى جيري الإنسان والفنان.
- من هو جيري غزال الإنسان؟
أتحدّر من عائلة لبنانية مُحبّة، أعشق الفنون على أنواعها. وأسعى أن تحمل حياتي رسائل إنسانية مفيدة للآخرين تترك فيهم أثراً ما.
- ماذا عن دراستك وتوجّهاتك العلمية؟
درست التصميم الغرافيكي وقد أفادتني دراستي في تصميم كتبي ومجموعة مجوهراتي، وتفيدني في عملي اليوم في مجال الميديا كمشرف على الغرافيكس في نشرة أخبار الـ "ام. تي. في".
- بين العزف على البيانو وتصميم المجوهرات والغناء والكتابة، تتكشّف شخصية جيري غزال عاشق الفنون. أين يجد جيري نفسه؟
الكتابة باتت جزءاً منّي وترافقني كلّ يوم، ولا يمكن أن أتخلّى عنها، وفيها أستطيع التعبير عن مشاعري وما يجول في خاطري. الغناء كان هواية ولم يزل، أما التمثيل فهو ما أحترفه اليوم، وقد وجدت فيه شغفي، ومتنفّساً للتعبير عن المشاعر التي تخالجني.
- ما هي العوامل العائلية والاجتماعية التي ساهمت في ولادة جيري الفنان؟
أتحدّر من عائلة تقدّر الفن. والدي يحبّ الكتابة، ووالدتي تعشق الآداب وأخي يهوى الرسم، وقد درس التصميم الغرافيكي. منذ صغري، كان والدايّ يمنحاني مساحة كبيرة للتعبيرعن شخصيتي ومشاعري حتى لو كان بالرسم على الجدران. جدران بيتنا كانت مزيّنة برسوماتي. كما أنني من برج الحوت، وهو عاشق أبدي للفنون، يتمتّع بأذن موسيقية وحسّ فنّي عالٍ. كذلك فإن نشأتي في بيئة مشجّعة وحاضنة للفنون حفّزتني على تطوير الجوانب الفنّية في شخصيتي.
- شاركتَ في أعمال تمثيلية عدّة كان آخرها "شتّي يا بيروت"، أخبرنا عن دورك هذا؟
دوري في "شتّي يا بيروت" كان نقلة نوعية في حياتي المهنيّة التمثيلية. وقد تطلّب الدور الكثير من النضج والجرأة التي استمددتها من تجاربي التمثيلية السابقة. أحببتُ العمل مع شركة "الصبّاح للإنتاج"، كذلك مع المخرج إيلي سمعان. وقد كانت الأصداء الإيجابية التي حصدها المسلسل والدور، مكافأة أحببتها.
- انسجام كبير لاحظناه بينك وبين زينة مكّي، أخبرنا عن هذه الثنائية؟
كانت زينة مكّي رائعة في المَشاهد التي جمعتنا في "شتّي يا بيروت"، وقد أعطت الدور من قلبها وروحها، وشحنتني بطاقة جميلة دفعتني الى المزيد من العطاء... أتمنى أن يجمعنا عمل آخر، خصوصاً أن الجمهور أَحبّ هذه الثنائية وقدّرها.
- أطلقتَ مواقف عدّة على لسان "عاصي" حول المساواة بين الرجل والمرأة، هل تؤمن حقاً بها؟
الصرخة التي أطلقتها في المسلسل أؤمن بها شخصياً. نحن نحكم على بعض الأشخاص من دون أن نفهم ظروفهم والمآسي التي أوصلتهم الى ما هم عليه اليوم. كذلك لا يجوز أن نحكم على المرأة بميزان يختلف عن ميزان حكمنا على الرجل.
- شكّلتَ وكارين رزق الله ثنائياً رائعاً في المسلسلين اللبنانيين "أم البنات" و"ع اسمك"، أخبرنا عن هذه الثنائية؟
هذه الثنائية كانت أجمل انطلاقة لي في عالم التمثيل. المخرج فيليب أسمر أعطى أفضل ما عنده في "أم البنات" وأظهرنا في أجمل صورة وبلور المشاعر التي ضمّناها للشخصيتين في مشاهد رائعة. وقد أعدنا التجربة في مسلسل "ع اسمك"، وكانت تجربة ناجحة حصدت أصداء إيجابية.
- الى أيّ دور يطمح جيري غزال اليوم بعد النجاح العربي الذي حققه في "شتي يا بيروت"؟
أطمح إلى دور مختلف فيه تحدٍّ. وكلي ثقة بأن شركة "الصبّاح" ستعرض عليّ الدور الأفضل.
- حقّقت أغنيتك "شو كنا التقينا" أكثر من ٣٠٠ ألف مشاهدة على "يوتيوب"، ما سرّ نجاح هذه الأغنية؟ وما قصّتها؟
"شو كنّا التقينا" هي قصيدة كتبتُها وأحببتُ أن أروّج من خلالها لكتابي الشعري بأسلوب جديد. لحّنها محمّد بشّار، وصوّرناها بأسلوب فنّي، وقد استخدمناها في مسلسل "أم البنات"، وكان نجاحها باهراً. هي تجربة فريدة، ولا أعتقد أنها ستتكرّر.
- في الغناء، شاركتَ مايا دياب أغنية "يا قاطفين العنب"، كيف وجدتَ مايا؟
مايا فنانة أقدّرها وأحبّها، وهي امرأة ذكيّة وتعرف كيف تحبّب الناس فيها. وقد جمعنا ديو غنائي في "ديو المشاهير" كان الأبرز والأجمل في مشاركتي بالبرنامج.
- هل يمكن أن نراك في دور يجمع بين مواهبك الغنائية والتمثيلية؟
إذا كان الدور يتطلّب منّي الغناء ولا يكون الغناء دخيلاً على مسار الأحداث، فلمَ لا؟
أنا والحب
- أين أنتَ من الحبّ؟
الحبّ هو محرّك حياتي. الفنان يحتاج الى الحبّ وهو حاضر في كلّ تفاصيل حياته. الحبّ يلهمني كتاباتي وأدواري. أخاف من يوم بلا مشاعر، لأنّ المشاعر هي كلّ شيء في حياة الفنان. حياة الفنان بلا مشاعر تعني الجمود.
- سرَتْ أخبار عن قصّة حب تجمعك بزميلتك مقدّمة النشرة الإخبارية الصباحية على "أم. تي. في" اللبنانية ريتا بيا أنطون، بعدما نشرت على "إنستغرام" صورة تجمعكما. ما حقيقة الأمر؟
صحيح، جمعتني بريتا بيا قصّة حبّ لم تكتمل. لن أضيف أكثر لأن الموضوع شخصيّ ولا يتعلّق بي وحدي، بل بشخص آخر وعليّ أن أستمزج رأيه قبل أيّ تصريح يخصّنا.
- ما هي المواصفات التي تبحث عنها في المرأة؟
أحبّ المرأة الذكيّة التي تتحدّاني بذكائها ومقاربة الأمور، كذلك أحبّها نظيفة جداً لأنني رجل مهووس بالنظافة. أحبّ المرأة المؤمنة حتى لو كانت من ديانة مختلفة. كذلك أحبّها طموحة لأن الطموح أساس النجاح. وأحبّها كريمة معطاء، وتقدّس الاحترام، احترام الذات واحترام الآخر. أحبّ أن تكون العلاقة بيني وبين المرأة على قدر من المساواة والاحترام والتبادل الفكري التنافسي الممتع.
- هل الشهرة تحول دون إيجاد الحبّ الحقيقي الصافي؟
الشهرة لا تؤثّر في حياتي الشخصية التي أتعمّد أن تكون بعيدة عن بهرجة الشهرة. فأنا أجيد الفصل بين حياتي المهنيّة تحت الأضواء وحياتي الشخصيّة، فلا تخنق الأولى الثانية. كذلك فقد تعلّمت أن أميّز من كلمة أو همسة بين مَن يتقرّب منّي لشخصي، ومَن يسعى وراء شهرتي.
- ما هي حكمتك في الحبّ؟
ما زلت في حالة اختبار للحبّ ومكوّناته، ولا أستطيع إطلاق الحِكَم.
- ماذا عن حكمتك في الحياة؟
"كن لطيفاً مع الناس في طريقك الى القمّة، لأنك ستلتقي بهم في طريق النزول". فالشهرة مجد باطل، وهي زائلة ولا يبقى إلا العائلة والأصدقاء الحقيقيون.
سين جيم
- أغنية تدندنها في ساعة صفاء: "بكرا لما بيرجعوا الخيّالة" للسيدة فيروز هي الأجمل لي.
- فيلم شاهدته وأثّر فيك: أحبّ فيلم Interstellar وقد شاهدته أكثر من مرّة. فيلم يحكي عن الفضاء ويذكّرني بأننا مجرد غبار كوني عابر في عمر هذا الكون.
- دور تمنّيته لكَ: هو بطولة فيلم Joker لأنه دور فيه الكثير من التحدّي والبُّعد النفسي.
- جائزة تطمح إليها: أطمح إلى كلّ جائزة عالمية أستحقّها أنا وزميلاتي وزملائي اللبنانيون الذين يعطون الدراما العربية من قلوبهم ويصبّون من ذواتهم لإنجاح أعمالها.
- كتاب قرأته وتعود إليه: كتاب لميخائيل نعيمة يحمل عنوان "من وحي المسيح" يبسّط فيه الكاتب الإيمان. وهو الكتاب الذي أهديه لأصدقائي في كلّ مناسبة.
- حلم يراودك وتتمنى أن يتحقق: أحلامنا تغيّرت في لبنان، وصرت أحلم اليوم بأن أحقّق نفسي مهنياً وأؤسّس عائلة من دون أن أضطر إلى الهجرة. أتمنى أن يستوعب وطني أحلامي ويوفّر لي راحة البال وصفاء الذهن كي نركّز في الإبداع أكثر من الغوص في مشاكلنا الحياتية اليومية الصغيرة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024