نوال الزغبي: أنا نوال الزغبي... آخرتي قلّد إليسا؟!
هو أول حوار صحافي تجريه النجمة نوال الزغبي منذ 3 سنوات تقريباً، أي منذ بدأ الكلام يكثر عن خلافاتها الشخصية والمهنية، إن في موضوع انفصالها عن شركة روتانا وانضمامها إلى «ميلودي» أو في موضوع الدعاوى بينها وبين زوجها إيلي ديب وكل ما رافقها من مشاكل وخلافات وشائعات كثيرة. في حوارها مع «لها» ردت على كل هذه الأمور وأوضحت نقاطاً عديدة بقيت مثار جدل، كما ردت على تصريحات الفنانة إليسا وموضوع تقليدها لها، وتحدثت عن علاقتها بشيرين عبد الوهاب ونجوى كرم، وعن أولادها وكيفية تربيتها لهم وغيرها الكثير من المواضيع... نوال الزغبي في هذا الحوار...
- منذ 3 سنوات تقريباً ترفضين تماماً إجراء أي حوارات صحافية، لماذا؟
لأني كنت في فترة تحضير ألبومي ولا جديد أتحدث عنه، وطالما أنه ما من جديد لماذا سأطلّ عبر الصحافة!
- لكنك نوال الزغبي ولست فنانة ناشئة تنتظر الجديد كي تطلّ على الجمهور؟
(تضحك) لأنني نوال الزغبي التي سبق أن أجرت حوارات لا تُحصى ولا تُعدّ... هل كنت سأطلّ في حوار لأتحدث فيه عن ماذا آكل وماذا أشرب مثلاً! كما أني لست من الذين يحبون التحدث عن مشاكلهم مع أن الجمهور ربما لديه فضول لمعرفة أخبار الفنان الشخصية، لهذا قد أتحدث عنها لكن ضمن حدود.
- لكنك شاركت في حلقات تلفزيونية وأخرى إذاعية. هل من فرق بين الصحافة المكتوبة والإعلام المرئي والمسموع؟
بالتأكيد هناك فرق. كنت أمرّ في ظرف حساس جداً ودقيق، ولم أكن أريد لكلامي أي تحريف أو أن يُفهم في شكل خاطئ. لهذا فضّلت أن يسمع مني الجمهور مباشرة. قد أقول كلمة معينة على شكل ضحكة أو بطريقة عفوية، وربما لا يستطيع القلم ترجمتها كما هي أو في الشكل الذي يُفترض أن تصل فيه إلى الناس، فتُفهم خطأ وليس كما قصدتها أنا.
- حققت خلال العام الحالي نجاحات عديدة في الحفلات والمهرجانات، وخصوصاً مع ألبومك الأخير «ما اعرفش ليه». ماذا تقولين عنه؟ وما هي الإضافة فيه إلى مسيرتك الفنية بعد غياب 3 سنوات؟
بصراحة عشت تحدياً بيني وبين نفسي كي أقدّم للجمهور ألبوماً يحمل جديداً بكل ما للكلمة من معنى، خصوصاً أنه يأتي بعد غياب 3 سنوات. عملت على كل أغنية على حدة وكأني أُصدرها منفردة، لهذا تجدين أن كل أغنية حقيقة هي جديدة. أغنية «ألف وميّة» على سبيل المثال، نجحت قبل أن أصوّرها كليباً ولم أكن قد قدمت هذا اللون الغنائي منذ مدة طويلة. أستطيع القول إن هذا العمل أضاف إليّ الكثير إن لناحية التوزيع أو الألحان وخصوصاً المواضيع الجريئة والجديدة التي يُطرح بعضها للمرة الأولى كمثل «ألف وميّة» و«فوق جروحي». سعيدة بما تحقق والحمدلله، وسوف يُستكمل هذا النجاح بإذن الله قريباً مع تصوير أغنيات أخرى من الألبوم.
- قال الملحن سليم سلامة في أحد حواراته أن أغنية «ألف ومية» (من ألحانه) لم تكن ضمن الأغنيات التي راهنتِ عليها في الألبوم، وإلاّ لكنتِ طرحتها عنواناً للألبوم. ألم تتوقعي كل هذا النجاح للأغنية؟
على العكس، لو لم أراهن عليها لما غنيتها في الأساس. توقعت نجاحها وكنت أنوي تسمية الألبوم باسمها لكني استغربت التسمية قليلاً. يعني مثلاً: «نوال الزغبي.. ألف ومية»! «إنو شو يعني؟». هذا هو السبب الوحيد، وكنت متأكدة أنها ستنجح دون أن تكون عنواناً للألبوم فهي نجحت قبل أن تُصوّر، وفي الوقت ذاته نعطي مجالاً لأغنيات أخرى كي تبرز كمثل «ما اعرفش ليه» التي أحبّها كثيراً، وهي أيضاً من الأغنيات الناجحة وسأصورها.
- هل تعتقدين أن أغنية «الف وميّة» اللبنانية نجحت بهذا الشكل الإستثنائي على حساب الأغنيات المصرية في ألبومك لأن العمل صدر مع الأيام الأولى لثورة مصر؟ لأنه في العادة أغنياتك المصرية هي التي تأخذ حصة الأسد من النجاح قبل غيرها؟
صحيح، لكن صدور الألبوم في ذلك التوقيت لم يكن مقصوداً طبعاً، فقد بات معروفاً أن الأغنيات تسربت عبر الإنترنت مما اضطرنا إلى إصداره في الأسواق. سعيدة جداً بنجاحي في الأغنية اللبنانية لأن ذلك دليل على أني قادرة على التنويع رغم المخاطرة. أذكر أنه قبل سنوات طويلة عندما أصدرت أغنية «ما اندم عليك»، نجحت في شكل كبير وكانت باللهجة البدوية اللبنانية، ولا أُخفي أني كنت خائفة قليلاً ومترددة، إذ اعتبرت أن فيها مخاطرة. أحب كثيراً الغناء باللهجة المصرية، وعدد كبير من أغنياتي «الضاربة» كانت من خلالها، لهذا أفرح في شكل مضاعف عندما تحقق أغنية لبنانية لي النجاح لأني أعتبر ذلك إنجازاً.
- لماذا؟ بسبب المنافسين والمنافسات في هذا المجال؟
هناك نجوم لا يغنون سوى اللهجة اللبنانية وكأنها أصبحت ملعبهم، بينما أنا أغني مختلف اللهجات من اللبنانية إلى المصرية والخليجية وحتى المغربية.
- من هو أكثر فنان أو فنانة تخصص في اللهجة اللبنانية وتشعرين أنه من المستحيل أن تقتربي من دائرته؟
نجوى كرم بلا أدنى شك، بصوتها الجبلي المميز واللون الذي تغنيه وتقدمه من سنوات. صوتي يختلف طبعاً عن صوتها الذي يمكّنها من تقديم المواويل وأغنيات الدبكة وغيرها مما يندرج ضمن إطار اللون اللبناني الصرف. بينما أنا قد أقدم أغنية لبنانية في ألبومي، لكني لا أستطيع تقديم ألبوم لبناني كامل. بينما نجوى كرم قد تقدم ألبوماً لبنانياً كاملاً متضمناً أغنية «ستايل»، أي أنا عكسها لأن صوتينا مختلفان.
- في حوارها الأخير في مجلة «لها»، تحدثت عنك النجمة شيرين عبد الوهاب ومدحتك كثيراً، لكنها المرة الأولى التي نسمع فيها عن صداقة بينكما. هل هي علاقة مستجدّة؟
كلا، ولكن لم يصدف أن تحدثنا عن صداقتنا في الإعلام. علاقتنا يسودها الودّ والإحترام، ويستحيل أن أصدر أي عمل إلاّ وتتصل بي لتبارك وتعطي رأيها وأنا أفعل الشيء ذاته. غالباً ما نتحدث عبر الهاتف وأنا حقيقة أحبها كثيراً على الصعيد الإنساني قبل الفني لشدة ما هي بريئة وطيبة من الداخل، وأحب فيها عفويتها وقولها ما في قلبها وما تحسّ به دون لفّ ودوران. أما صوتها فهو أهم صوت نسائي في الوطن العربي وأُطرب كثيراً لدى سماعه. وبالمناسبة، شاهدت صورها على غلاف «لها» وأحببت كثيراً إطلالتها بالأسلوب الأوروبي الجميل الذي ظهرت من خلاله.
- شيرين أثنت كثيراً على أغنية «هنا القاهرة» التي قدمتها في ألبومك. ما قصة هذه الأغنية؟
أحببت كثيراً كلامها البسيط الذي يجسّد القاهرة حقيقة. عندما نسمعه نرى أمامنا القاهرة بشوارعها وزحمتها وكورنيش نيلها الرائع وكل ما في القاهرة من جمال. لهذا لم أتردد أبداً في تقديمها، وقد اخترتها لألبومي قبل سنتين تقريباً وسجلتها. وبمجرد أن يكون المصريون قد أحبوها، فهذا دليل على أنها أغنية قريبة من القلب.
- هل سُعدت أنها تزامنت مع ثورة مصر الأخيرة؟
ما أسعدني هو أن الشعب المصري تمكّن من نيل مطالبه من خلال الثورة وأن يزيح عنه الظلم الذي كان سائداً. الشعوب عموماً في حاجة إلى حياة جديدة كي تتخلّص من الفقر والظلم وكل ما لا تحب أن تحياه. لهذا أهنئ المصريين على ما تحقق متمنية أن تكون الأيام المقبلة زاخرة بالسعادة والإستقرار لمصر والمصريين. لا لزوم طبعاً لتكرار ما أقوله دائماً عن مصر التي أعشقها وعن شعبها أيضاً الذي أهديه هذه الأغنية.
- لو لم تكن هذه الأغنية ضمن ألبومك، هل كنت لتسجلين أغنية خاصة بمصر أو ثورتها؟
ليس بالضرورة.
- هل تشعرين بأن كثرة هذه الأغنيات قد تدخل في إطار التزلّف؟
أذكر أنه خلال حرب تموز/ يوليو 2006 في لبنان، فضّلت بدلاً من إصدار أغنية عن لبنان أو الحرب أن أساعد عائلات في حاجة إلى المساعدة. ما المانع من أن أقدم أغنية للبنان وهو في أوج استقراره وسعادته وسلامه؟ أنا شخصياً لست مع انتظار مناسبة معينة كي نغني للبلد، أي ليس شرطاً أن نتذكر الوطن فقط عندما يكون في أزمة...
- ما رأيك في موضوع اللوائح السوداء الخاصة بالفنانين والتي وضع فيها كل من لم يهلل للثورة؟ وهل أنت مع أن يدلي الفنان بآرائه السياسية؟
كلا، أنا ضدّ أن يقول الفنان رأيه لأنه سيخسر كثيراً. صحيح أنه مواطن في النهاية ولا بدّ أن يكون معنياً بالشأن الوطني، لكن هذا موضوع مختلف. كل كلمة يقولها الفنان تُحسب عليه. تخيلي مثلاً أن شخصأ ما يعشق فناناً ويعتبره مثاله الأعلى، وصودف أن هذا الفنان يؤيد فريقاً سياسياً مختلفاً عنه وصرّح بذلك، سيكرهه دون شك، وهذا لا ينطبق فقط على السياسة بل على الدين أيضاً. لأنه لا يجوز للفنان أن يكون متعصباً لا دينياً ولا سياسياً... كما أن الشعوب العربية لا تتقبّل هذه الصراحة عادة، وبمجرد أن يقول الفنان آراء مماثلة سيخسر دون شك قسماً من جمهوره الذي قد يكون مع الطرف الآخر. أما عن اللوائح السوداء فأنا ضدّها بالمطلق، لأني لا أحب أن يسود الكره بين الناس مهما كانت الأسباب. فالثورة تحققت والشعب نال ما يريده، إذاً «عفا الله عمّا ما مضى» وليكمل الناس حياتهم دون التطلّع إلى الوراء.
- إلى أي مدى أثّرت الثورات وكل ما يحصل حالياً في العالم العربي على الفن؟
مما لا شك فيه أنها أثرت كثيراً، لأن الفن دائماً في الواجهة وهو أكثر قطاع يتأثر بالأوضاع التي لها علاقة بالشعوب والمسائل الإنسانية.
- لكن إصدار الألبومات مستمر وكذلك الحفلات والمهرجانات؟
صحيح لكنها لا تأخذ الألق المعهود، لأنها تصدر أو تقام مع غصّة وحزن. هذا أمر مؤكد. لا يمكن أن يفرح الفنان بعمل له فيما هناك أشخاص يعانون ويموتون وفي أكثر من بلد عربي.
- بعيداً من الأزمة الراهنة، لا يمكن أن ننكر أن وهج الفن والفنانين تأثر كثيراً خلال السنوات الأخيرة المنصرمة، ولم تعد الألبومات تحدث ضجة كبيرة كما كان يحصل إلى درجة ان كثيرين يقولون إن «زمن التسعينات فنياً» ولّى ولن يتكرر؟
هذا مؤكّد، النجاحات التي كنا نحققها في التسعينات حقيقة لن تتكرر إن على صعيد المهرجانات أو الحفلات والأغنيات الضاربة... لو أردنا أن نحصي عدد الفنانين والقنوات التلفزيونية وشركات الإنتاج اليوم لن ننتهي، وكل هذه عوامل أثرت بلا شك، وهذه الغزارة في عدد الفنانين «مش طبيعية». كما أن وضع العالم العربي كان أكثر استقراراً.
- لكننا لا نشهد ولادة نجوم حقيقيين؟
صحيح. وبعد خبرتي في هذا المجال، أستطيع أن أؤكد أنه كل عشر سنوات أو 12 سنة لنشهد ولادة نجم جديد، وأقصد نجماً بكل ما للكلمة من معنى. أنا بدأت الفن قبل فترة طويلة، «اوكي نوال الزغبي» لكن الناس في حاجة إلى فنانين غير نوال الزغبي وغير نجوى كرم وغير راغب علامة.... ونحن استمرينا لأننا نجوم حقيقيون، لكن الناس في حاجة إلى نجوم جدد.
- شيرين عبد الوهاب قالت إنها عندما كانت صغيرة كنتِ أنت نجمة النجوم. هل زعلت من هذا القول؟
(تضحك) بالتأكيد لا، لأني أعرف تماماً أن شيرين لا تقصد سوءاً كما أن ما قالته حقيقي لأنها أصغر مني سناً، وأنا بدأت صغيرة جداً في الفن عندما كنت في السادسة عشرة أو السابعة عشرة.
- ماذا تذكرين من مرحلة الصبا؟ أي عندما كنت في السادسة عشرة من عمرك؟
«الدني مش سايعتني...» كنت أعتزّ بنفسي وأعتبر نفسي أجمل فتاة وأنجح فتاة في العالم. حققت نجاحاً كبيراً في بداياتي فسرت بعينين مغمضتين ثم استفقت في مكان آخر على حلم جميل لا يريد أن ينتهي. يعني حققت النجاح وأنا صغيرة، لهذا أقول إن «الدني ما كانت سايعتني» وكأن العالم كله غير قادر على استيعابي.
- هل شعرت بالغرور في تلك الفترة؟
(تضحك) «ييي كتير». بالتأكيد شعرت بالغرور لكن عندما «وقعت على رأسي» اختلف الوضع.
- ماذا تقصدين بالقول إنك وقعت على رأسك؟
يعني مثلاً تلقيت انتقادات كثيرة، وكان البعض يقولون «يي نوال الزغبي شو مغرورة»، وكنت أتضايق عندما أسمع هذا الكلام. هذا حصل في الفترة التي أصدرت فيها «عايزة الرد». (تضحك ثم تقول) لنفترض أن شخصاً مثلاً اقترب مني وقال «مرحبا»، كنت أرد بطريقة باردة أو بالكاد تخرج الكلمة من شفتي، «على أساس أنو أنا شي مهم». لكن الحمدلله الفترة لم تطُل لأني عدت واستوعبت الأمر، وكم كنت أسعد عندما يقول لي أحد إنه كان يعتقد إنني متعجرفة، بمعنى أنه عندما يتعرف عليّ يدرك أني لست كذلك.
- في مقابل النجاح هناك مطبّات في مسيرة الفنان. ما هي الفترة التي تعتبرين أنك تراجعت فيها إن كنت تعترفين طبعاً بذلك؟
بالطبع أقرّ بذلك وإلاّ أكون كمن تعيش في كوكب آخر... لأنه لا توجد مسيرة فنية مشرقة طوال الوقت، بل دائماً هناك طلوع ونزول. أما عن الفترة التي أعتقد أن وهج نجومتي خفّ فيها فكانت بين ألبومَي «اللي تمنيتو» و»عينيك كذابين». في تلك المرحلة ظهر نجوم جدد وحققوا نجاحات، وليس أنا فقط بل حصل الأمر ذاته مع نجوى كرم وسوانا. هذا أمر طبيعي لأن لكل جديد رهجته والناس لا بدّ أن يتابعوه. لم ازعل في ذلك الوقت او أحزن، بل راجعت حساباتي وقد قدمت بعد ذلك ألبوماً نجح في شكل كبير جداً وأعني ألبوم «عينيك كذابين».
- بأي معنى راجعت حساباتك؟
يعني مثلاً عندما يكون هناك نمط غنائي معين سائد، قد يخاطر الفنان إن قدم لوناً بعيداً تماماً عنه. لكن المخاطرة جميلة ومن الرائع أن يقدم الفنان على أمور يقوم بها للمرة الأولى. مثلا، قبل إصدار ألبوم «عينيك كذابين» كنت قد انهيت مختلف التجهيزات الخاصة به وكان يضمّ أغنيات منوعة بين الكلاسيكي واللبناني والمصري لكني فكرت حقيقة أني في حاجة إلى أغنية تكون مختلفة تماماً وجديدة بكل ما للكلمة من معنى، فكانت أغنية «عينيك كذابين» التي لم تكن مُدرجة أساساَ بل ضممتها إلى الألبوم بعد أن كنت قد صورت فعلاً «بعينك» على أساس أن تكون هي ركيزة العمل.
- حُكي في الكواليس عن تراجع نوال الزغبي في الفترة الماضية؟
من يكتب كلاماً من هذا النوع بالتأكيد لديه مشكلة مع نفسه... «ما بيهمني» لأني أعرف ما هو النجاح الذي حققته ونتيجة حفلاتي أيضاً، لهذا لا يهمني الرد على هذا الكلام.
- أنت شخصياً كيف تقيسين نجاحك؟ من خلال الحفلات أو مبيعات الألبوم أو من خلال جمهورك مثلاً عبر الإنترنت؟
كلا طبعاً، «الفانز» أحبهم كثيراً وأقدر كل ما يقومون به تجاهي. لكني أحييت مثلاً حفلة في مهرجان «موازين» منفردة بناء على طلب إدارة المهرجان، وقد حققت حفلتي حضوراً يوازي الحفلات التي جمعت نجمين في حفلة واحدة. فإن كان هذا هو الفشل والتراجع، أهلاً بالفشل، «يسمحولي يعني».
- سمعنا أنك رفضت عدداً من الحفلات والمهرجانات التي عرضت عليك المشاركة فيها، لماذا؟
هذا الموضوع نقرره أنا وإدارة أعمالي إذ نتناقش في مستوى الحفلة قبل أي شيء آخر وعلى هذا الأساس نقرر المشاركة أو لا، وأنا أكتفي بعدد معين من الحفلات والمهرجانات شرط أن تكون كلها بالمستوى المطلوب.
- ما هي أكثر أغنية تحبينها في ألبومك الأخير؟ ورجاء لا تقولي «كل الأغاني متل اولادي»؟
(تضحك) «ما اعرفش ليه». أحب هذه الأغنية لأنها تشعرني بالفرح والصفاء والهدوء وبكل ما هو جميل. عندما أسمعها أشعر بأني مراهقة.
- وجهّت إليك بعض الانتقادات بسبب ارتدائك القفطان المغربي بالشكل الذي ارتديته فيه خلال مهرجان «موازين» عندما لبسته فوق بنطال جينز ويبدو جزء من بطنك؟
استغربت هذه الانتقادات لأني ارتديت القفطان تقديراً للشعب المغربي. عدّلت فيه قليلاً وأنا متأكدة أنه سيكون موضة شتاء 2012 بالشكل الذي ارتديته فيه، وهذا بسبب اطلاعي طبعاً على الموضة العالمية. البعض انتقد لكنّ كثيرين في المقابل أحبوا الفكرة. يعني أنا فنانة لبنانية ولم أكن اعرف أنه يمكن للبعض ان ينتقد طريقة ارتدائي للقفطان، لكن ما أؤكده أني لم أسئ إلى أحد بل ارتديته من محبتي للشعب المغربي وتقديري له.
- بالعودة إلى الألبوم قدمت أغنية خليجية مميزة بعنوان «سمعني صوتك».لماذا اخترت أغنية كلاسيكية؟ وهل أنت بصدد إصدار ألبوم خليجي؟
سبق أن قدمت العديد من الأغنيات الخليجية الإيقاعية، فاخترت هذه الأغنية الهادئة حباً بالتغيير، وأنا فعلاً أحب هذه الأغنية كثيراً.
- كنت من أوائل اللبنانيات اللواتي قدمن الأغنية الخليجية من أيام «غريب الراي». هل ترين أن الفنانات الأخريات سبقنك إلى تقديم ألبوم خليجي كامل؟
الموضوع ليس من سبق من، بل هو اقتناع. يعني قد أسجل ألبوماً كاملاً ولا أصدره إن شعرت بأني غير مقتنعة بالكامل. أي إما تكون كل الأغنيات «ميغا هيت» وإلاّ لن أصدر ألبوماً فقط كي يقال إني أصدرت ألبوماً خليجياً. وانا حالياً في مرحلة الاستماع إلى أغنيات خليجية لأكثر من ملحن لكني لم أختر بعد.
- شهدت مسيرتك العديد من الأغنيات التي اعتبرت «ميغا هيت». لكن ما هي الأغنية التي تعتبرينها الأكثر نجاحاً بينها؟
«ما اندم عليك»، لأنها لم تكن مجرد أغنية ناجحة بل أحدثت نقلة نوعية في مسيرتي وفي النمط الموسيقي الذي كان سائداً أيضاً. هي من أنجح الأغنيات العربية التي صدرت ونجاحها كان استثنائياً يصعب تكراره.
- ما هي أكثر أغنية صدرت في الفترة الأخيرة وأحببتها؟
الديو الأخير الذي جمع راشد الماجد وحسين الجسمي، هي فعلاً أغنية رائعة.
- خلال إطلالتك في برنامج «تاراتاتا» حكي عن إمكانية تعاون بينك وبين الفنان فايز السعيد؟
صحيح وأتمنى أن يحصل ذلك في أغنية خليجية لأنه حقيقة ملحن رائع، وقد أعجبت كثيراً بشخصيته بعد أن التقيته للمرة الأولى في «تاراتاتا».
- من تحبين من النجوم الخليجيين؟
هناك الكثير من الأصوات الجميلة في الخليج يصعب تعدادها. لكني أحب مثلاً راشد الماجد وعبد المجيد عبدالله وطبعاً ماجد المهندس وهو صديق وصوته رائع.
- ألبومك الأخير حقق نجاحاً كبيراً واستمرّ في المرتبة الأولى في مراكز «فيرجين» الأكثر مبيعاً... هل يمكن أن نتحدث هنا عن جائزة الـ «وورلد ميوزيك آوورد» ام انها لا تعني لك شيئاً؟
(تضحك) بصراحة عندما نتحدث عن هذه الجائزة يتحسس منا أشخاص معينون... لكن عموماً أستطيع القول إنها قد تعني لي إن حصلت عليها دون أن ادفع أي مال، أما ان ادفع أموالاً طائلة ثمناً لجائزة فهذا ما لا يمكن ان أقوم به بل أفضّل أن ادفعها لأشخاص هم في حاجة إلى هذه الأموال. هي طبعاً جائزة مهمة وتعني كل فنان شرط أن تكون صادقة لا جائزة مدفوعة الثمن.
- ماذا عن «الموريكس دور»؟
أرفض المشاركة فيه لأنها جائزة دون مصداقية وموضوعها لا يهمني، كما أني اتمنى من القيمين على هذه الجائزة ألا يذكروا اسمي خلال حفلاتهم لا في ترشيحات ولا في سواها...
- نحن مقبلون على شهر رمضان الذي تكثر فيه المسلسلات. هل تتابعينها؟
أتابعها في الوقت الذي لا أكون فيه منشغلة، وأنا أحب المسلسلات.
- حسب علمي تتابعين حالياً المسلسل التركي «إيزيل»؟
(تضحك) صحيح، مع اني لا أحب الانتقام وقصصه لكن الممثل رائع وتعجبني شخصيته.
- هل عُرض عليك تقديم شارة مسلسل؟
عرض علي تقديم أغنية فيلم «365 يوم سعادة» للمخرج سعيد الماروق على أن أقدمها أنا والجسمي، لكن الوقت لم يسعفنا.
- طالما دخلنا في موضوع الردود، صرّح سالم الهندي...
(تقاطعني) هيدا حبيبي.
- هو سئل في أحد الحوارات عن رأيه فيك بعد مغادرتك روتانا، فسأل بدوره «أين هي كي أقول رأيي فيها؟»، بمعنى أنه كمن لا يلاحظ وجودك أنت وأصالة... رغم أنك لم تهاجمي روتانا ولا مرة؟
غريب ما قاله سالم الهندي، وأنا حقيقة لم أقل أي أمر مسيء في حقّ روتانا. لو انه يراجع أرشيف تلفزيون روتانا ويشاهد الحلقة التي حللت فيها ضيفة على برنامج «مانجر» والتي بثّت خلالها تقارير عن نجاحاتي خصوصاً عندما قيل حينها إني أكثر فنانة أحيت حفلات وحققت مدخولاً لشركة روتانا، لما كان قال هذا الكلام ولما كان بدا كمن يناقض نفسه. طوال مسيرتي لم أتحدث بالسوء عن أي شركة حتى لو كنت فيها وغادرتها. ليس لأني لا أريد التكلّم على أحد، بل لأني حقيقة أحافظ على العلاقة الإنسانية وأغادر باحترام. وأنا غادرت روتانا على أساس أن علاقتي بها يسودها الودّ والاحترام... لن أعطي هذا الكلام أهمية لكن ألبومي هو الذي يردّ، متمنية أخيراً أن تعود روتانا إلى سابق عهدها. كل شخص يغادر روتانا بقرار منه، هو يختفي في نظرهم ويصبح كأنه غير موجود على الكرة الأرضية.
- أي لو كانت روتانا هي من فسخت العقد بينكما لما كان قال هذا الكلام؟
لا أعرف... لكني حقيقة احب سالم الهندي، وبدلاً من أن يتلهّى بتصريحات مماثلة، فليكثّف جهوده كي يرجّع روتانا كما كانت لأني فعلاً أحب هذه الشركة وأحترمها تماماً كما أحترم أصحاب هذه الشركة التي جمعتني بها سنوات من التعاون المثمر، لكن للأسف البعض يريد أن يلغي هذه العلاقة الطيبة. بدلاً من هذا، عليهم أن يفكروا كيف يعيدون لمّ شمل الشركة وأن يعيدوا إليها النجوم الذين غادروها لأن روتانا اليوم ليست كما روتانا في السابق.
- نجوى كرم قالت في تصريح إلى مجلة «لها» أنها تأسف أن شركة مثل روتانا ليس فيها نوال الزغبي...!
أشكر حرصها ومحبتها، لكني لا أعتقد أنه كان يمكن أن أستمر في الشركة خصوصاً بعدما شعرت يأن وضعي خطر فيها، فقررت الرحيل. بسبب وضع الشركة «خفت على حالي». نجوى كرم صديقة طبعاً وهي شخص محبّ وأنا أحترمها كثيراً.
- من هم أكثر الفنانين الذين خسرتهم روتانا برأيك؟
بالتأكيد هم كثر ولهذا لن أسمّي، وأتمنى ألاّ يغادرها نجوم أكثر.
- مرتاحة في «ميلودي»؟
صحيح.
- لكن حُكي عن خلافات بينك وبين «ميلودي» وبسببها تأخر ألبومك؟
كلا هذا غير صحيح. ما حصل أن التأخير حصل فعلاً بسبب توزيع أغنية «حقلّك إيه» الذي أعدناه أكثر من مرة.
أولادي خطّ أحمر وأنا صارمة في تربيتهم
- هل ستصورين أغنية «فوق جروحي» كما طلبت منك شيرين عبد الوهاب؟
(تضحك) بصراحة كثر نصحوني بتصوير هذه الأغنية لكن تصويرها ليس سهلا، بل هي في حاجة إلى سيناريو قادر على ترجمتها ولا يفقدها إحساسها وقيمتها نظراً إلى حساسية الموضوع الذي تحمله.
- البعض انتقد تقديمك هذه الأغنية في الوقت الذي لم تخسري فيه أولادك بل ربحت دعوى الحضانة؟
وهل يجب ان اخسر أولادي كي أغنيها وإلاّ لا أكون صادقة! هذا موضوع إجتماعي بحت تعاني منه نسبة كبيرة من الأمهات في العالم العربي. ومع هذا انا عشت الأغنية لأني حرمت من اولادي لفترة شهرين تقريباً وشعرت بالأسى والحزن لأني كنت مهددة بفقدانهم... لو أراد فنان معين أن يقدم أغنية مثلاً عن آفة تعاطي المخدرات، هل يجب أن يتعاطى المخدرات فعلاً كي يكون صادقاً...! هذا كلام غير منطقي. ما غنيته موضوع اجتماعي بحت ويجب أن يُعالج.
- هل خفت حقيقة أن تخسري اولادك في دعوى الحضانة أو اعتبرت أن الحضانة «تحصيل حاصل» للأم؟
خفت كثيراً طبعاً لأن لا شيء مؤكد في هذه الحياة وأولادي خطّ أحمر. لكني متأكدة أن الله لم يتركني بسبب إحساسي تجاه اولادي وخوفي عليهم. لهذا أعرف أن الله وقف بجانبي ولم يتخلّ عني، وأنا أتابع أدق التفاصيل في حياتهم وحريصة جداً عليهم وأريدهم أن ينشأوا كما نشأت أنا.
- لاحظنا أنك لا تسمحين لهم بدخول شبكة الإنترنت ودخول موقع «فيسبوك» إلاّ في أوقات محددة؟
بالتأكيد. وأنا بالمناسبة لم أكن احب الإنترنت، لكني تعلمت كيفية الدخول إليها بسبب أولادي، وكي اتعرّف إلى اهتماماتهم، وهذا انطلاقاً من حرصي عليهم.
- ممّ تخافين على أولادك؟
من كل شيء. نعيش في زمن صعب لا يجوز أن نترك فيه أولادنا دون رقابة خصوصاً في ظلّ وجود المغريات التي يمكن أن تجرّهم إلى ما لا تُحمد عقباه لا سمح الله. أتابع أدقّ التفاصيل وأشعر بالتعب لأني أتحمل مسؤوليتهم الكبيرة، لكنه أجمل تعب في العالم ونتيجته هي مصدر أكبر سعادة لدى الأم. الحمدلله أولادي رائعون ويلتزمون تعليماتي، «ويا ويلو يللي ما بيلتزم»، وفي المدرسة هم ممتازون.
- بم يشبهونك؟
جورجي قلبه طيب مثلي، أما جوي فحنون مثلي وتيا كذلك الأمر وهي ذكية جداً ومطلعة وأنا لم أكن مثلها في هذه السنّ. جوي عصبي قليلاً بينما جورجي هادئ.
- هل تستشيرك ابنتك تيا في ما يخصّ الموضة وهل هي مثلك في حبها لها؟
فعلاً هي تعشق الموضة وتردد دائماً أنها تريد أن تصبح مصممة أزياء.
معقول قلّد بيونسي... بس إليسا!
- يحكى كثيراً عن محبيك أنهم يسيئون إلى فنانات أخريات أنت على خلاف معهن وتحديداً إليسا، ويُقال أنهم شوّهوا صورتها...
(تقاطعني) وأنا أيضاً تلقّيت أخبارا مماثلة عن أن جمهورها يقوم بالأمر ذاته معي... «عادي»، لدينا أمور أهم نفكر فيها.
- لكن البعض يقول إن المعجبين لا يتصرفون من تلقاء أنفسهم بل بإيعاز من الفنان، أو على الأقل بمعرفته؟
أبداً هذا غير صحيح، هل يعقل أن هناك فناناً يحب إيصال صورته وصورة جمهوره بهذه الطريقة؟ بالتأكيد لا. حتى يمكن أن تكون هذه الصور أو ما يكتب من أشخاص مندسين لا علاقة لهم أصلاً بجمهوري. لا أعلّق على أمور كهذه كي لا أعطي الموضوع حجماً أكبر من حجمه فيكبر ويتوسّع...
- ما قصتك أنت واليسا؟ نعرف أنكما لم تكونا صديقتين لكن لم يكن يوجد خلاف بينكما. فما الذي حصل فجأة؟
بالفعل لم نكن صديقتين ولم نكن عدوتين في الوقت ذاته. بل كنت أتحدث عنها دائماً بشكل جيد وأقول إن أغنياتها جميلة وأنها «لذيذة»، وهذا رأيي حتى اليوم، لكني غيرت رأيي في كلمة أنها « لذيذة »، أو على الأقل صرت أتوقف عندها. يفاجأ الفنان أحياناً بمقابلات وأحاديث معينة من فنانين آخرين فيستغرب، لكني صرت أغيّر المحطة كي لا أعطي الأمر أهمية. لكن عندما يكون فنان معين لا يعجبه شيء ولا يعجبه أحد، فبالتأكيد لديه مشكلة... «يعني على القليلة يعجبه حدا»، سواء أنا أو غيري. وبصراحة لدي أمور أهم أفكر فيها لهذا هي لا تشغل بالي كثيراً، لكني لا أتمنى لها سوى الخير وأن تهدأ أعصابها «لأنها بتضل موتّرة».
- تقصدين أنها في شكل مفاجئ ودون أن يحصل بينكما شيء هاجمتك وقالت ما قالته في حلقتها على «ام بي سي» ضمن برنامج «العراب»؟
أخبروني ما قالته من أني سأسعى إلى محوها لو امتلكت عصا سحرية أو شيء من هذا النوع... لكن لماذا سأمحوها؟ هي تغني أسلوباً يختلف كثيراً عن أسلوبي، وحفلاتي تختلف عن حفلاتها «يعني مش آخدة شي من دربي»...
- ما قصة القول إنك قلدت صورة إليسا في صورة غلاف ألبومك الأخير؟
(تجيب باستغراب وتساؤل) «آخرتي قلّد إليسا؟»... أنا نوال الزغبي آخرتي قلّد إليسا؟ «معقول»...
- ماذا كنت تقصدين إذاً بالنظر إلى الأعلى في الصورة؟
لم اكن أقصد شيئاً بل الصورة التقطت في شكل عفوي وأعجبتني كثيراً، فقررت أن تكون غلاف ألبومي وهي لا تشبه إليسا في شيء. ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء، تجدين أن لي صوراً قديمة أنظر فيها بهذه الطريقة، ومنها ضمن صور غلاف ألبوم «خلاص سامحت». تأملوا الصور ولاحظوا... قد أقلّد بيونسي ممكن، بس إليسا...!
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024