بهاء سلطان: تامر حسني لا يتقدم فنياً...
بعد غياب خمس سنوات عن ساحة الغناء عاد بألبوم «ومالنا» الذي طرح أخيراً في توقيت يراه البعض مخاطرة كبيرة، لكنه لا يرى ذلك، بل على العكس يعتبر سوق الكاسيت في حالة «عطش موسيقي» يمكن أن تنعش إيرادات الألبوم.
إنه المطرب بهاء سلطان الذي يتحدث عن فترة الغياب، وسر مشاكله مع نصر محروس، وحقيقة تدخل شيرين وموقف محسن جابر. كما يتكلم عن ألبومه، وسبب تغيير اسمه في اللحظات الأخيرة، والدويتو المؤجل مع أصالة. ويبدي رأيه في عمرو دياب وتامر حسني وحسين الجسمي ووائل جسار، وأخيراً يعلن بكل صراحة عن الحالة التي يمكن عندها أن يتخذ قراراً بالاعتزال.
- لماذا طرحت الألبوم في هذا التوقيت غير المتوقع في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر والتي من المؤكد أنها تؤثر في سوق الكاسيت؟
أولاً، موعد إطلاق الألبوم يحدده نصر محروس وحده، ولا يوجد شخص آخر بإمكانه تعديل هذا التوقيت أو تغييره، لكن في الوقت نفسه لا أستطيع أن أنكر أن نصر عادة ما يسألنا أنا وبعض الزملاء في الشركة عن وجهة نظرنا في الميعاد بعد اختياره وقبل الطرح مباشرة، كما أننا انتهينا من العمل في هذا الألبوم منذ ما يقرب من سبعة أشهر، وهو ما يعني ببساطة أننا تأخرنا كثيراً في طرحه بالأسواق.
واختيار هذا التوقيت تحديداً يعتبر من أفضل القرارات التي ستتيح للجمهور فرصة استماع جيدة الى الألبوم، خاصة أن السوق خالٍ تماماً من أي ألبومات جديدة الآن، بالإضافة إلى أن الجمهور يعيش حالياً حالة تشبع من الأحداث السياسية، كما يعيش حالة حرمان موسيقي وغنائي بعيداً عن نوعيات أغاني الثورة التي استمتعنا بها جميعاً في الفترة الماضية.
لذا أرى أن هذا يعتبر موعداً مثالياً لإطلاق أي ألبومات غنائية أو أفلام سينمائية لتحريك الوضع الراكد فنياً منذ فترة.
- ألا تعتبر هذه الخطوة نوعاً من المخاطرة الكبيرة؟
على العكس، أثق تماماً بقرارات نصر محروس، فهو منتج وأستاذ كبير، ويعلم جيداً مفاتيح السوق، وحسن اختيار الوقت المناسب.
وكما قلت السوق يعيش الآن حالة «عطش موسيقي»، إذا جاز استخدام هذا التعبير للوصول إلى ما أرمي إليه، لذا لا يوجد أي نوع من المخاطرة في هذا القرار.
في وقت ما شعرت بأن الجمهور نسي ملامحي
- ألا تتفق معي أن ابتعاد خمس سنوات كاملة كان له تأثير كبير على شعبيتك؟
بالطبع هناك تأثير كبير لا يمكن أن أنكره، خاصة أن جمهور الموسيقى في مصر تحديداً اعتاد على الاستماع إلى أغنيات جديدة من مطربه المفضل على فترات متقاربة لا تتعدى عامين على الأكثر.
وفي حال اتساع الفارق الزمني، يجب أن يخرج المطرب على الجمهور ولو بأغنية منفصلة مصورة كنوع من الحضور، لكن وجود بعض المشاكل والخلافات بيني وبين الشركة لم يساعدنا في الفترة الماضية على العمل بشكل منتظم، فقد كان من المفترض أن يكون «ومالنا» ألبومي الثاني وليس الأول خلال السنوات الخمس الأخيرة، لكن وبشكل عام، أعتقد أنه بانتهاء المشاكل والقضايا بيننا سنعود سريعاً إلى الجمهور، وسنقدم له جديداً باستمرار.
غير أن هذا لا يمنع أن اختفائي طوال كل هذه السنوات كان له تأثير سلبي بشكل أو بآخر، حتى أنني شعرت في وقت ما بأن الجمهور بدأ ينسى ملامحي ولا يعرفني عندما أكون خارج بيتي، وقد وصل الأمر بالفعل مع البعض إلى أن يتوجهوا إلي أثناء وجودي في أحد الأماكن العامة، ليسألوني هل أنا بهاء سلطان حقاً أم مجرد شخص يشبهه؟
- وهل كانت هذه المواقف تشعرك بالحزن؟
على العكس، أتعامل مع مثل هذه المواقف بطريقة كوميدية إلى حد ما، حتى أنني قد أفتح حواراً مع هذا الشخص وأسأله مثلاً هل أنا أشبه بالفعل بهاء سلطان أم أنك تبالغ؟ لكن بعيداً عن ما كنت أشعر به، هذه المواقف أثبتت حب الجمهور لي رغم الاختفاء، كما أكدت عدم وجود مسافة نفسية تفصلني عن جمهوري. وأنا في أي حال أفضل البساطة والتلقائية في الحياة وفي طريقة التعامل في كل شيء.
- بما أنك كنت المبادر بالتحدث عن المشاكل بينك وبين نصر محروس، ما نوع المشكلة تحديداً خاصة أن البعض وصفها بأنها مشاكل مادية؟
قد يكون من الجائز أن نصنف المشكلة بيني وبين نصر على أنها مشكلة مادية، لكنها في الوقت نفسه لم تكن مادية بالمعنى المعروف بين مطرب وشركة.
- هل هو لغز يحتاج إلى حل؟
نعم هو لغز، لكنني للأسف لم أتوصل إلى الحل إلا حديثاً.
- هل لك أن تعطينا الحل الآن أم علينا الانتظار خمس سنوات مثلما فعلت؟
سأقص ما حدث حتى يتعلم الجميع درسا كبيرا في فنون التعامل مع المشاكل الكبيرة. ودعني أبدأ منذ لحظات المشكلة الأولى.
أصيب شقيقي الأكبر بمرض السرطان، واكتشفنا هذا المرض قبل أربع سنوات تقريباً، وهو ما جعلني أعيش حالة نفسية سيئة جداً، لأنني كنت أعتبره بمثابة أبي. وفي ذلك الوقت، طلبت مني إدارة المستشفي 100 ألف جنيه لاستكمال مرحلة العلاج، وبالطبع لجأت إلى نصر وطلبت منه هذا المبلغ وقال لي إنه سيوفره لي خلال أيام وأنهى المكالمة قائلا «ربنا معاك»، فظننت أنه يتهرب من إعطائي هذا المبلغ.
- وما الذي دفعك الى هذا الاعتقاد؟
لم أفهم المقصود بعبارة «ربنا معاك». ورغم أنها دعاء جميل، قصصت تفاصيل المكالمة على أحد أصدقائي المحامين، ففسرها لي على أنها جملة تعني أن أحاول أتصرف في المبلغ من طريق أو شخص آخر.
وبدون تفكير اقتنعت بوجهة نظر صديقي الذي طلب مني أن أحضر له نسخة من العقد الموقع بيني وبين نصر لدرسه وإقامة دعوى لفسخ التعاقد بيننا، وللمرة الثانية اقتنعت بكلامه وأحضرت له صورة من العقد، ولم أسأله عن الخطوات التي سيتخذها.
- ومن هنا جاءت الدعوى القضائية أم في مرحلة لاحقة؟
في مرحلة ليست بعيدة عن تلك الأحداث، فقد ذهبت أولاً إلى مكتب نصر بعد يومين فأكد لي أنني سأتسلم المبلغ خلال يومين على الأكثر، فانصرفت لمتابعة حالة شقيقي المرضية على أمل أن يفي بوعده.
وفي اليوم التالي فوجئت بمكالمة هاتفية من نصر يسألني فيها بدهشة عن السبب الذي دفعني إلى إقامة دعوى عليه لفسخ التعاقد بيننا. ثم سألني ألم أقل لك إن المبلغ سيكون موجوداً في خلال أيام قليلة؟ لماذا لم تصبر حتى تتأكد من موقفي؟ وهنا لم أجد ما أجيب به عليه لأنني لم أكن أعلم أن صديقي المحامي أقام الدعوى.
- كيف فعل ذلك دون توكيل رسمي؟
سبق أن حررت له توكيلاً عاماً في القضايا بعدما أقنعني بوجهة نظره، وفي الحقيقة أنا أعترف بأنني كنت ضحية لصديقي هذا، ورغم أنه لا يزال صديقي حتى اليوم، إلا أنه استغل انشغالي بحالة شقيقي المرضية، وقرر من تلقاء نفسه إقامة الدعوى.
- كيف كان تصرفك في هذا الوقت؟
لم أفعل شيئاً، فقد تفرغت لمتابعة الوضع المرضي الحرج لشقيقي حتى لحظة وفاته.
- متى اكتشفت خطأك كما قلت؟
لم تتضح لي الصورة بشكلها الصحيح إلا بعد خروجي من حالة الحداد التي كنت أمر بها، وهنا أريد أن أقول أنه لولا استعجال المحامي واستغلاله للموقف، لكنت في غنى عن كل ما حدث.
- وكيف تم الصلح بينكما؟
توجهت منذ فترة إلى مكتب نصر مباشرة، وعقدت جلسة ودية معه على انفراد، بعد فشل عدة جلسات في وجود المحامين، واستقبلني بشكل ممتاز، وسألني عن خطتي للمرحلة المقبلة وهل أريد الانفصال فعلاً أم أريد الاستمرار؟ فاعترفت له بأنني تسرعت في ما حدث بسبب ما كنت أمر به، وطلبت منه أن أعود إلى شركتي وإلى العمل معه مرة أخرى، فرحب بذلك وكتبنا عقداً جديداً في اليوم التالي مباشرة.
- هل هذا هو الخلاف الوحيد أم هناك خلافات أخرى؟
لا يوجد أي خلافات أخرى.
لا أهرب من العمل لكنني أحتاج إلى عزلة أحياناً
- لكن يقال إنك كنت أحد أهم أسباب تأخير الانتهاء من ألبومك بسبب عدم اهتمامك بالعمل حتى أنه تردد في الكواليس أن نصر نفسه فشل في بعض الأوقات في الوصول إليك بسبب غلق هاتفك لأوقات طويلة؟
لا أتذكر حالياً هذه التفاصيل، لكن من المعروف أن الفنان يحتاج في بعض الأوقات إلى عزلة، وأنا أمر بهذه الحالة في أوقات كثيرة، لذا قد يكون هذا الموقف حدث مرارا، لكن لم يكن السبب الهروب من العمل، بل بعض العزلة لا أكثر.
- يقال إن شيرين عبد الوهاب حاولت التدخل للمصالحة بينكما، هل حدث هذا فعلاً؟
لم يحدث أن تدخلت شيرين في هذا الموضوع. وبشكل عام علاقتي بشيرين جيدة جداً، ولكننا لم نتقابل أو نتحادث هاتفياً منذ المرة الأخيرة التي قمت فيها بالاتصال بها بعد ولادة ابنتها الأولى، وفي هذه المكالمة سألتني عن أحوالي وطلبت مني أن أتصل بها فوراً إذا أردت أي شيء، ولكنني لم أتصل بها منذ ذلك الوقت.
شيرين مطربة كبيرة وفنانة «جدعة وبنت بلد»، لكن الشخص الوحيد الذي تدخل في بداية الصلح كان المنتج محسن جابر.
أخطأت في حق نصر محروس وطلبت من محسن جابر أن يشتريني
- كيف تدخل محسن جابر للصلح رغم ما يتردد من أنه رفض التعاقد معك وطلب منك إنهاء الخلاف مع نصر أولاً؟
هذا حدث بالفعل، فقد توجهت بنفسي إلى محسن جابر وطلبت منه التعاقد معي، أو «يشتريني» كما نقول بلغة السوق، وسبب توجهي اليه أنني شعرت بأن المشاكل بيني وبين نصر وصلت إلى طريق مسدود، لذا طلبت من محسن الانضمام إلى شركته، وقد قابلني بترحاب شديد وعقدنا ثلاث جلسات، وفي كل مرة كنت أشعر بأنه يعطيني بعض النصائح بشكل تدريجي، وفي الجلسة الأخيرة سألني: كيف سيكون رد فعلي إذا وصل إلى شركتي إنذار من المحكمة من مطرب يعمل معي في الشركة؟ وهنا شعرت بالخطأ الكبير الذي تسببت به لنفسي وللأستاذ نصر، وطلبت من محسن أن ينصحني فقال لي إنه يجب أولاً إنهاء كل المشاكل والأعمال المتبقية مع نصر، وبعدها سيطلب بنفسه التعاقد معي، وأنا أحييه على هذا الموقف المحترم.
- هل هناك مطرب ملأ فراغك في شركة نصر محروس طوال فترة غيابك؟
لا أؤمن بهذه النظرية، وأعتقد أن فكرة مطرب يملأ فراغ مطرب آخر، أو يأخذ مكانة مطرب آخر غير موجودة، الجمهور دائماً ما يتعلق بالمطرب المجتهد، أياً كان اسمه أو شكله، ويكفي أن تدخل مواقع الموسيقى لتكتشف ظهور أكثر من خمسين مطرباً منذ بداية الثورة المصرية في «25 يناير». لكن أين هم على خريطة المطربين المعروفين؟ وهل نجحوا في جذب انتباه الجمهور؟ بالطبع لا، لذا الاجتهاد والمذاكرة المستمرة والعمل المتقن هو الذي يرفع صاحبه إلى النجومية، ومن الممكن أن يكون هناك مطرب له بصمة معينة أو طريقة معينة في الغناء لا ينجح أحد في تقليدها، أبرز مثال المطربة شيرين، رغم أنها مقلة في الأعمال الآن، إلا أنها ستظل نجمة حتى لو أصدرت ألبوماً كل عشر سنوات، فهي مطربة لها جمهورها الذي ينتظرها مهما تأخرت، ورغم اختفائها منذ فترة إلا أن أحداً لم يأخذ مكانها حتى الآن.
- في ظل إيمانك بهذه النظرية ما التصنيف الغنائي الذي ترى أنك تتفوق فيه؟
أعشق الغناء الشعبي الحديث، أو يمكن أن نقول أنني أغني الحديث بطريقة شعبية بها طرب أصيل.
- وهل لهذا السبب تكون معظم أغنياتك درامية؟
نعم، وعادة ما يختار نصر محروس الأغاني التي تضعني في هذه المنطقة، ليستغل حالة الشجن الموجودة في صوتي.
- هل اختار نصر محروس أغاني الألبوم أم أنت؟
نعقد جلسات عمل طويلة جداً في مكتب نصر محروس، ونستمع إلى عدد كبير من الأغاني ونختار منها، لكن القرار الأخير دائماً ما يكون له، وقد يتحمس كثيراً لأغنية وأقوم بتسجيلها في الاستديو ثم أفاجأ بأنه حذفها من الألبوم، لأنها لم تلق إعجابه رغم حماسه لها في البداية.
ولهذا فهو دقيق جداً في اختياراته للمطربين المتعاملين معه في الشركة، وهذه ميزة كبيرة بالطبع.
- كيف ترى موقف مبيعات الألبومات في ظل استمرار تحميل الأغاني من مواقع الإنترنت؟
موقف صعب جداً، ويجب تقنين هذه المواقع لأنها تكبد الشركات خسائر فادحة، وبالتالي يؤثر ذلك في صناعة الموسيقى.
- هل ترى أن هذه المشكلة ستؤثر على مبيعات ألبومك أم تعتقد أن اشتياق الجمهور لك سيدفعه لشراء الألبوم؟
في الحقيقة لا أهتم بالمبيعات وأترك هذا الموضوع لنصر محروس لأنه محترف في هذا المجال، لكن بشكل عام أعتقد أن هذه المشكلة ستؤثر على كل الألبومات، وليس ألبومي أنا فقط.
- لماذا غُيّر اسم الألبوم من «مية مية» إلى «ومالنا» قبل اطلاقه مباشرة؟
بسبب ما ترصده كلمات أغنية «ومالنا» من الوضع الذي نعيش فيه جميعاً حالياً، كونها تتحدث عن اختفاء مشاعر الحب والأمان، خاصة بعدما أصبحت المادة هي المتحكم الرئيسي في التعامل بين الناس.
- وما السر وراء تصوير أغنيتي «ومالنا» و«تعالي» في بيروت؟
لا يوجد سر معين، انما هناك أغانٍ تفرض عليك تصويرها خارج مصر. وقبل أن يقرر نصر محروس تصوير أي أغنية في الخارج يعاين أكثر من مكان في مصر، واذا لم يجد مكاناً مناسباً يتخذ قرار السفر، كما أن هناك فريق عمل يتعامل معه نصر في بيروت وتكون النتيجة جيدة دائماً.
- هل تعتقد أن شكل أغنياتك الدرامية هو سبب عدم وجودك بقوة في خريطة الحفلات؟
العكس هو الصحيح، فعندما طرحت أول ألبوم لي عام 2000، كانت الحفلات والأفراح كثيرة جداً، وقد تتعجب عندما أقول لك إن معظم الأغاني التي كان يطلبها العريس والعروس في الأفراح كانت الأغاني الدرامية المليئة بالشجن والطرب، مثل «ياللي بايع»، «يومين وعدوا»، و«يا ترى»، وهذا بسبب ما تحمله هذه الأغاني من موسيقى جميلة وتوزيعات حديثة لكن بشكل شعبي راقٍ. لكن عدم وجودي على خريطة الحفلات يعود إلى كثرة عدد المطربين، فالعدد منذ عشر سنوات لم يكن بهذا الشكل أبداً.
- هل توافق على ما يراه البعض بأنك والمطرب محمد محيي ضحيتان للأغنية الدرامية الجيدة التي يفضل الجمهور الاستماع اليها بعيداً عن الحفلات؟
لا يوجد ما يسمى مطرب ضحية، فالمطرب هو الذي يستطيع أن يفرض نفسه باستمرار في السوق، أو يجعل الناس تنسى صوته واسمه. ولا يجوز مثلاً أن تقوم الشركة بما عليها، ثم يقوم المطرب بتحطيم كل شيء خارجها، سواء عن طريق تصرفات خاطئة أو عدم اهتمام بعمله.
محمد محيي مطرب جيد لكن مشكلته في أصدقائه
- كيف ترى مشكلة محمد محيي تحديداً وهو زميل سابق لك في الشركة؟
أولاً محمد محيي من الأصوات القوية جداً في مصر، ومن القلائل الذين يغنون بطريقة صحيحة، وأعتقد أن السبب قد يعود إلى أن الصحبة غير الجيدة وراء ما يحدث له، وقد مررت بتجربة الأصدقاء غير الجيدين أكثر من مرة، لكنني في كل مرة كنت أقاوم لأعود إلى الطريق الصحيح.
- هل تريد التحدث عن أي من التجارب السيئة التي مررت بها؟
لا يوجد تجربة معينة أريد التحدث عنها، لكن يكفي أن تعلم أن المصائب تبدأ عادة بالسهر، فالسهر يساعد تارة على زيادة الوزن، وتارة أخرى ينقص وزنك بشكل مخيف، وعادة ما يشاهدك الناس باستمرار لأنك تسهر في أماكن عامة، فتبدأ حالة من عدم الاشتياق بينك وبين جمهورك... وتبدأ التعرف على أشخاص لا هم لهم إلا السهر يومياً.
- ما أفضل أغنيات الثورة التي نالت إعجابك؟
هناك أغانٍ كثيرة لفتت انتباهي، لكن أغنية هاني عادل، عضو فريق «وسط البلد»، من أكثر الأغنيات التي أعجبتني.
حمادة هلال لم يوفق في اختيار كلمات أغنية «شهداء 25 يناير»
- بمناسبة الحديث عن أغاني الثورة، ما رأيك في الجدل المثار حول كلمات أغنية حمادة هلال «شهداء 25 يناير»؟
أعتقد أن حمادة هلال لم يوفق في اختيار الكلمات، ولذلك جاءت بمستوى عادي.
- ما رأيك في المطرب دياب زميل شركتك وكيف ترى مستقبله خاصة أنه صاحب لون مختلف؟
دياب يتقدم بشكل جيد جداً، وأعتقد أنه بعد عام أو أكثر سيكون أفضل كثيراً من الآن، خاصة بعد أن ينضج فنياً.
- إذا قررت لأي سبب ترك نصر محروس والتوقيع مع شركة جديدة، من المنتج الذي ستوقع معه؟
هناك شركات كثيرة جيدة في السوق، وهناك منتجون أفاضل، لكن أعتقد أنه إذا انتهى عقدي مع نصر ولم يرغب في التجديد، سأعتزل الغناء فوراً، لأنني لا أجيد التعامل مع المنتجين.
- وما المهنة التي ستمتهنها في ذلك الوقت؟
أي مهنة، أياً كانت.
- لماذا لم تقدم دويتو جديداً خاصة بعد نجاح أغنيتك مع المطربة سوما ومن قبلها أغنية مع تامر حسني وأخرى مع شيرين؟
أغنية تامر حسني «قوم أقف» أحد أسباب نجاحي في بداية الطريق، وأغنية سوما أحبها جداً، أما أغنية شيرين فقد قررت أن نغنيها معاً لتعطيني دفعا وكان اسمها «وبناقص حياتي معاك».
أما عن فكرة غنائي دويتو حالياً فأعتقد انها مستبعدة، خاصة أننا في الشركة ثلاثة مطربين فقط، أنا ودياب وهيثم شاكر، ونصر محروس لا يحب أن يقوم أحد مطربي شركته بالغناء مع مطرب خارجها، لكن قد تأتي أغنية جيدة تجعله يوافق.
دويتو أصالة مشروع مؤجل
- معنى هذا أنه لا يوجد مطرب أو مطربة تتمنى أن تغني مع أحدهما دويتو؟
كان هناك مشروع مؤجل مع الفنانة الكبيرة أصالة بعد أن طلبت ذلك مباشرة من نصر في فرنسا، وتحمست جداً لهذه الفكرة لكنها لم تنفذ، وقد تظهر الأغنية قريباً، لكن نصر لم يتخذ قراراً بعد.
- بمناسبة أنكم أصبحتم ثلاثة مطربين فقط في الشركة، ما هي أسباب عدم اتفاق نصر محروس وهيثم شاكر في العمل؟
من لا يعرف نصر محروس جيداً لا يستطيع التعامل معه، أنا مثلاً أشعر براحة كبيرة في التعامل معه، فهو مريح في التعاملات الفنية جداً، ويعمل باستمرار لجمع الأغنيات الجيدة ويُحضرها لي وكل ما عليَّ أن أستمع.
بالإضافة إلى أنه يمتلك استديو ويترك لك أي عدد من ساعات العمل، وفي المعاملات المادية مثلاً إذا كنت تعطيه حقه فسيعطيك حقك، وأعتقد أن هيثم شاكر لم يفهم طريقة تفكير نصر، وفي النهاية كل مطرب يأخذ نصيبه.
- لكن هيثم تحدث في أكثر من حوار عن أن سبب خلافه مع الشركة هو تأخير ألبومه؟
اعتدت على منهج الشركة منذ ألبومي الأول، وهو عدم التدخل في مواعيد طرح ألبوماتي، لأنه عادة ما يكون هناك ميعاد معين تنوي الشركة طرح الألبومات فيه، ولا يستطيع أحد أن يتدخل فيه.
- كيف تُقوّم مستوى تامر حسني بعيداً عن نصر محروس؟
كل التغيير الذي حدث أنه أصبح ممثلاً بجانب كونه مطرباً، لكنه لا يزال عند المستوى نفسه وله جمهوره الذي يحبه، ومستواه ثابت لم يزد ولم ينقص.
- ألم تفكر في خوض تجربة التمثيل؟
لا أمتلك موهبة التمثيل، وقد حاول نصر إقناعي بخوض التجربة، لكنني رفضت وطلبت تأجيلها في الوقت الراهن.
شعبية عمرو دياب تأثرت قليلاً وحسين الجسمي ووائل جسار الأنجح الآن
- هل ترى أن عمرو دياب لا يزال هضبة الغناء في مصر بعد انتقاد الكثير له بسبب اختفائه في بداية أحداث الثورة؟
ربما تأثرت شعبية عمرو قليلاً بسبب ما ظنه البعض تخاذلاً منه تجاه الثورة، لكنني أعتبره هو ومحمد منير تحديداً مطربين عالميين.
- من المطرب الأنجح حالياً؟
وائل جسَّار، حسين الجسمي، شيرين، وآدم بعد أغنية تيتر مسلسل الحارة، لكنني أعتقد أن وائل جسَّار من أنجح المطربين حالياً بين الجمهور.
- أين أنت من أغاني الأفلام والمسلسلات خاصة بعد نجاح أغنية فيلم «أنا مش معاهم» وتيتر مسلسل «سوق الخضار»؟
هناك اتفاق مبدئي على غناء تيتر مسلسل «دوران شبرا» الذي سيعرض في رمضان المقبل، لكن نصر اعترض على بعض الكلمات في الشطر الأخير، واذا وافقت الشركة المنتجة للمسلسل على تغييرها سأقوم بغنائها، وإذا رفضوا فلن يكون لي نصيب في غنائها، وهي بالمناسبة ألحان مصطفى داغر حفيد الفنان عبده داغر.
- ألا ترى أنك تترك كل شيء لنصر محروس ولا تبدي رأيك؟
لأنهم لو تركوا لي القرار لن أغني من الأساس، ولن أتقدم خطوة واحدة، فأنا أعرف نفسي جيداً، بالإضافة إلى أنني أشعر بالملل بسبب مشاكل الوسط الفني المعروفة، فالنميمة منتشرة بين المطربين في جلسات السهر، وهناك من لا يتركون مطرباً إلا يتحدثون عنه، وأنا أكره هذا الموضوع.
لهذا لو كان القرار بيدي لاعتزلت منذ فترة لأشعر بالراحة، فأنا لا أهوى المشاكل سواء من قريب أو من بعيد.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024