"غاليري فيريتّي للفن المعاصر" يثري مشهد فن الأماكن العامة في الإمارات
نصّب "غاليري فيريتّي للفن المعاصر" أخيراً عملاً نحتياً تركيبياً ضخماً في مركز دبي المالي العالمي، هو"بيلار أوف فورتيتيود" للنحّات العالمي هيليدون جيجا. وهذا العمل مكرّس لعام الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويبلغ ارتفاعه 7 أمتار ويتربع في مركز دبي المالي العالمي، المبنى الرقم 6 في حي البوابة، مستوى المنصة (فوق مطعم هوتونغ)، ويحاكي شكل الرقم (1) ويمثل الإمارات السبع الشامخة والمتحدة لدولة الإمارات وهي تتجه نحو السماء في سبيل الوصول إلى مستقبل مزدهر لا يعترف بحدود.
ويجسّد هذا العمل الفني ركيزة أساسية تهدف إلى إلهام الشباب لتكوين رؤيتهم الخاصة حيال طموحات الدولة للخمسين عاماً المقبلة، وغرس مبادئ الخمسين في كل شخص يعتبر دولة الإمارات وطناً له.
وهذا العمل هو ثالث الأعمال الفنية التركيبية الضخمة التي تم تنصيبها في دبي، إلى جانب الأعمال الفنية التي تم تنصيبها في عقارات جميرا للغولف، حيث تم الكشف عن اثنين من الأعمال الفنية العملاقة يجسّدان بياناً صريحاً يدعم جهود التوعية بظاهرة الاحتباس الحراري وذوبان الأنهار الجليدية القطبية.
وتعتبر الأعمال النحتية المعروضة في مجمع عقارات جميرا للغولف من أهم أعمال الفنان العالمي هيليدون جيجا، وهي تحمل اسم "آيسبيرغ" و"إيرث"، وتنسجم القيم الأساسية لهذه المنحوتات مع القيم التي يتبناها معرض "إكسبو 2020" – تحقيق التواصل بين العقول وصنع المستقبل عبر الاستدامة والتنقل والفرص.
وتنسجم هذه الأعمال الفنية التركيبية مع الأولوية القطاعية التي حددتها "دبي للثقافة"، وتتمثل باجتذاب المواهب الإبداعية العالمية من مختلف زوايا قطاع الفنون والثقافة لعرض أعمالهم في واحدة من الوجهات الأكثر جاذبية وطموحاً في العالم من أجل ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة مفضلة لجميع المهتمين بالفنون والثقافة، ومنارة للتنوع الثقافي تهدي المواهب العالمية، ومركز للإبداع والحوار الثقافي.
ومن جانبه، قال الدكتور سعيد مبارك بن خرباش المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في دبي للثقافة: "تؤمن هيئة الثّقافة والفُنون في دبي بالتعاون بين الثقافات وتعمل على بناء شراكات دولية لتعزيز حضورها العالمي وجذب المواهب العالمية من خلال إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تطوير القطاع الإبداعي في الإمارة وتعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني تحت إطار استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي. ولذلك، يسعدنا للغاية أن نرحّب بالفنان العالمي هيليدون جيجا الذي تركت أعماله بصمة واضحة في عالم الفنون، وستضفي أيضاً عنصراً جمالياً قيّماً في دبي".
ويعود تاريخ العرض الأول لعمل هيليدون جيجا "آيسبيرغ" إلى عام 2015، حيث ظهر في وسط بحيرة البندقية بمناسبة بينالي البندقية السادس والخمسين، ليأسر هذا العمل التركيبي العائم الذي ينتصب بارتفاع 4 أمتار أنظار الجماهير ويستقطب موجات كبيرة من الاهتمام من جانب المخصصين في القطاع ووسائل الإعلام على حد سواء أثناء طوافه عبر القناة الكبرى وأرجاء بحيرة البندقية. وقدّم هذا العمل الفني المذهل ذو المظهر العاكس رسالةً قويةً بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيرها المحتمل في مكان مثل مدينة البندقية العائمة في المستقبل.
"آيسبيرغ" في الخليج في قلب بحيرة "سانكتواري فولز" في مجمع عقارات جميرا للغولف
عند رؤية هذا العمل، يمكننا بسهولة تخيّل هذه الكتلة المعدنية العائمة كجبل جليدي انفصل عن الغطاء الجليدي وبقي عائماً دونما وجهة حتى بلغ مياه الخليج. وربما تكون هذه الصورة البصرية صادمة إلى حد بعيد ورائعة للغاية من الناحية الجمالية، إلا أنها في الوقت نفسه تمثل بكل وضوح تحذيراً بيئياً يبعث على القلق.
وتصنّف الإمارات العربية المتحدة ضمن فئات الدول الأكثر عرضةً للتأثيرات المحتملة التي تتسبب بها ظاهرة تغيّر المناخ في العالم، والتي تؤدي إلى ارتفاع حرارة الطقس وانخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع مستويات سطح البحر. وتدرك دولة الإمارات حجم المسؤولية العالمية التي تلتزم بها، وقد حرصت على دمج التدابير المصمَّمة للتصدي لظاهرة تغيّر المناخ في السياسات والاستراتيجيات والخطط الوطنية. ويدعم هذا العمل التركيبي المذهل مسيرة الدولة وكفاحها المستمر في إطار التصدي لهذه الظاهرة الكارثية من أجل عافية الأجيال القادمة.
"إيرث" عند دوّار مدخل عقارات جميرا للغولف
وبالتوازي مع الرسالة البيئية الصريحة، يثير العمل الفني التركيبي "إيرث" أفكاراً متعددة حول ظاهرة تغيّر المناخ، وهي مشكلة عالمية ستطاول تأثيراتها المحتملة جميع البشر عبر مختلف قارات العالم السبع. ويعتبر هذا العمل الفني المميز بمثابة نظير يكمّل الرسالة التي أراد الفنان إيصالها من خلال عمل "آيسبيرغ"، ويذكّرنا على الدوام بالضرر المستمر الذي نلحقه بالكوكب.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024