سوق العقارات في نيويورك يواصل الازدهار مع طفرة الاستفسارات من الشرق الأوسط
يبدو جلياً أن حركة النزوح الجماعي من مدينة نيويورك في بداية جائحة كوفيد-19 قد انتهت وبدأ العملاء في العودة إليها، مع وجود مؤشرات مهمة على التعافي في سوق العقارات، وذلك وفقًا لشركة نايت فرانك. فقد ارتفع عدد عقارات مانهاتن التي أبرمت عقود بشأنها في أكتوبر 2021 بنسبة تزيد عن 43% مقارنة بالشهر نفسه في عام 2020 لتصل إلى 1,203 عقارات. كما انخفض عدد الإعلانات الجديدة بعد أن بلغت الذروة بسبب الجائحة في أغسطس 2020، مما يؤكد أن السوق بدأت تتحرك وأن حركة الطلب تستوعب العقارات التي كانت راكدة.
أما في الشريحة الفاخرة من السوق، فإن الأسعار في تراجع منذ ما يقرب من أربع سنوات، ولكن بدأت العودة إلى الارتفاع، مع توقع أن يصل ارتفاع الأسعار السنوي إلى 5% في عام 2022، وهو أعلى معدل نمو في مانهاتن خلال سبع سنوات.
تتوفر في نيويورك فرص جذابة للشراء بسبب انخفاض تكاليف الشراء وقلة القيود المفروضة على المشترين الأجانب. كما أن هناك أخباراً سارة للمستثمرين إذ بدأت إيجارات العقارات المميزة والإيجارات الجديدة ترتفع بسرعة. ووفقاً لشركتيّ Douglas Elliman و Miller Samuel، فقد شهدت إيجارات الشقق أكبر زيادة لها في أكتوبر 2021، ومن ضمن أسباب ذلك، عودة الطالب الدوليين وكذلك المستأجرين من موظفي الشركات مع بدء الشركات في استدعاء موظفيها مرة أخرى للعمل من مقارها.
ويُنتظر أن يستفيد اقتصاد المدينة من توفير الجرعة التعزيزية للقاح كوفيد-19 لجميع البالغين في الولايات المتحدة، وذلك مع وجود مؤشرات على أن النمو الاقتصادي على الصعيد الوطني سيتجاوز ما هو عليه عند الأقران على الصعيد الدولي. فحسب توقعات صندوق النقد الدولي، يُتوقع أن تحقق الولايات المتحدة نمًواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.9% في عام 2022، وهي نسبة أعلى من جميع مناطق العالم الأخرى باستثناء آسيا.
الأنظار كلها مسلطة على ميدتاون، التي تضم أهم معالم نيويورك الشهيرة. وتتميز تلك المنطقة بتربع بارك أفينيو في وسطها، وبوجود مجموعة من أكثر فنادق المدينة تميزاً، بما في ذلك أبراج والدورف أستوريا. وشهد الربع الثالث من عام 2021 أعلى نسبة مبيعات في مانهاتن على اختلاف فئات الأسعار، وكانت نسبة كبيرة من هذه المبيعات في ميدتاون. ومن المرجح أن تستمر حركة السوق في الانتعاش بسبب ارتفاع الطلب بعد الجائحة، وزيادة ثقة المستثمرين، وانخفاض معدلات الفائدة المستمر، مع توقع أن تحظى العقارات الفاخرة بالقدر الأكبر من الطلب.
في هذا الصدد، قالت جورجينا أتكينسون، الشريكة المساعدة في نايت فرانك: "بسبب عدم قدرة العديد من المشترين من خارج الولايات المتحدة على الحضور إلى نيويورك منذ بداية الجائحة، كان أغلب مشتري العقارات في نيويورك خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية من داخل الولايات المتحدة. ولكننا بدأنا نرى عودة المشترين الدوليين على وجه التحديد وزيادة في الاستفسارات المباشرة من العملاء المقيمين في الإمارات العربية المتحدة الذين يتطلعون إلى الشراء في نيويورك، وعلى وجه التحديد في ميدتاون... يتضح هذا خاصة في أبراج والدورف أستوريا، في بارك أفينيو، والتي تجذب المشترين لعدة أسباب، منها التاريخ العريق للمبنى وشهرته، وما يوفره من خدمات شاملة تناسب أسلوب معيشة هذه الفئة من المشترين، ووسائل الراحة المتنوعة التي لا مثيل لها."
في السنوات القليلة الماضية، تزايد اهتمام الأثرياء، بمن فيهم الأثرياء من الشرق األوسط، بشراء الوحدات السكنية الموجودة في مبانٍ تحمل العالمات التجارية العريقة في مجال الفنادق. وتوضح أحدث بيانات شركة نايت فرانك أن الوحدات السكنية التي تحمل عالمة تجارية يمكن أن يزيد سعرها بنسبة 25 -35% من الوحدات المماثلة التي لا تحمل عالمة تجارية، وأن أكثر من مشتر واحد من بين كل ثالثة مشترين على استعداد لدفع مثل هذه الزيادة.
وقال دان توب، المدير الأول للمبيعات في أبراج والدورف أستوريا: "والدورف أستوريا من أكثر العالمات التجارية الفاخرة التي يُقبل عليها المشترون في العالم، ويتربع الفندق في بارك أفينيو، هو أول فندق تابع للعالمة التجارية ويتميز بشهرته، وبطابع مميز يصعب أن يتكرر."
ويقدم والدورف أستوريا نيويورك الآن فرصة شراء الوحدات السكنية من بين 375 وحدة عصرية في الأبراج التي تعلو الفندق الشهير.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024