ربى المأمون: مثلت أدوار البطولة خارج بلدي...
ربى المأمون، فنانة سورية شابة شاركت في العديد من الأعمال المحلية والكثير من الأعمال العربية منها الخليجية، الأردنية والمصرية. لفتت الأنظار في البدايات بأدوار الفتاة الحزينة، وهذا ربما يعود إلى طبيعتها الهادئة، لكنها في السنوات الأخيرة خرجت من هذا الإطار لتجسد أدواراً أكثر عمقاً واختلافاً.
من أهم مشاركاتها العمل المصري «أحزان مريم» الذي تفتخر به ربى وبوقوفها أمام الفنانة الكبيرة ميرفت أمين. عن هذا العمل وأعمالها الأخرى، وعن أحلامها وحياتها، كان اللقاء مع الفنانة الشابة ربى المأمون
- شاركت في مسلسل «لعنة الطين» الذي صنّف على أنه من أهم الأعمال الاجتماعية لهذا العام. هل استطاع هذا العمل رفع سقف الرقابة السورية؟
العمل جميل لأنه يتكلم عن حقبة زمنية صحيحة واقعية من الثمانينات من القرن الماضي، وكان هناك جرأة في طرح الأفكار والموضوع. والرقابة سمحت بذلك لأنه من الضروري أن نتكلم بوضوح وصراحة عما كان موجودا في تلك الفترة وغيرها.
- هل تعتقدين أن العمل حمل جرأة زائدة عن الحد؟
أنا في ذلك الزمن لم أكن قد عايشت الواقع بعد، والجرأة موجودة في المعالجة. ويجب أن نفرق ما بين الجرأة والوقاحة، لذلك جرأة العمل كانت سبب نجاحه.
- كيف تقوّمين شخصياً تجربتك في هذا العمل؟
لم يضف إلي هذا العمل جديداً، المختلف أن العمل كان عن فترة بعيدة وجريء وواضح، والجديد عندي هو جرأتي في المشاركة.
- غالبية فتيات الوسط كان لهن مشاركات في أكثر من ثلاثة أو أربعة مسلسلات محلية. هل تقصدت عدم المشاركة الكثيفة، أم أن المخرجين لم يطلبوك للعمل؟
أنا لم أكن مقلّة، لكن تصويري في الأردن لفترة طويلة وأيضاً في الخليج، هما السبب. وهناك بعض اللوم على المخرجين.
- هل أنت مقلة في علاقاتك الفنية الاجتماعية؟
أنا فعلاً كذلك، لأني أرى الوسط الفني فقط للعمل، وأنا لا أجد نفسي فيه اجتماعياً، وملتزمة بعائلتي.
- هل صحيح أن هذه العلاقات هي التي تضمن عمل الفنانة خلال الموسم؟
طبعاً تلعب دوراً كبيراً، لكن أنا ضد ذلك ومع الموهبة والعمل فقط، ولا أقبل أن أستغل أي علاقة لأصل الى أي دور أو عمل.
- ما رأيك في ما قدم هذا العام من أعمال؟ وهل حافظت الدراما السورية على موقعها في الدراما العربية؟
أعتقد أن الدراما تحافظ على نفسها لأنها تملك نوعية رائعة وجديدة ومميزة، ومكانها في الدراما العربية محفوظ وفي الطليعة.
- شاركت بدور بطولة في ثلاث حلقات من المسلسل الخليجي «آخر قصة هوانا»، كيف تم ترشيحك للدور؟
أخذت أربع حلقات، وكانت تجربة جميلة. رشحني مخرج العمل الذي تربطني به صداقة. هذا أول عمل خليجي لي، وطبعاً أديت أدواري باللهجة السورية. والقصة جميلة وهي حكاية فتاة تتزوج من خليجي وتتعرض لظروف الغربة.
وكان لي الشرف أن أعمل مع المخرج أحمد القفاص لأنه اسم معروف ومهم، وهذا يهمني لأنه يقدمني بطريقة رائعة.
- ما هي الشخصيات التي جسدتها في العمل، وهل تلك الحكايات حقيقية تحصل في واقعنا هذا؟
كل الشخصيات من الواقع. هناك كثير من البنات يتزوجن بكبار في السن ويسافرن الى الخليج ويواجهن أمورا معقدة، من علاقات وأعمال مشروعة وغير مشروعة... ناقشنا إلى أين تصل هؤلاء البنات.
لا تهمني جنسية من ارتبط به
- هل تقبلين شخصياً بالزواج من شاب خليجي كما فعلت بعض الفنانات؟
لا تهمني الجنسية بل أن يحبني الشخص ويحترمني ويحب عملي. الاحترام هو أساس أي زواج ناجح وهذا ما أبحث عنه في الشريك. لا تهمني الجنسية بقدر ما تهمني أطباعه وأخلاقه الكريمة.
- صرحت سابقاً أنك دخلت التمثيل بهدف التسلية، هل ما زال الفن مجرد تسلية بالنسبة إليك أم ماذا؟
أنا دخلت فعلاً بهدف التسلية والهواية لكن الآن الفن هو المهنة والاحتراف وأصبح في دمي، ولدي هدف سأصل إليه وهو النجومية.
- لماذا كان يسند إليك المخرجون دائماً أدوار الفتاة الحزينة، وهل تخطيت هذا التنميط؟
نعم كان ذلك سابقاً، وخرجت من هذا النمط منذ سنتين وبدأت بالتنويع. وأعتقد أن سبب إسناد المخرجين هذه الأدوار إلي هو أني هادئة فعلاً، لكن الفنان المبدع يستطيع أداء كل شيء وخاصة إن كان خارج الطبيعة مثل القوة والفجور وغيرها، وأطمح الى أداء الأدوار المركبة الصعبة لأنها تسبب تحدياً مع نفسي وتخرج ما بداخلي من موهبة.
- ألا تطمحين الى دور بطولة مطلقة في عمل درامي سوري، وهل هذا الطموح بعيد المنال؟
بصراحة أطمح، لكن هناك خطورة لأنه يجب أن يكون دوراُ يقدمني بالشكل الصحيح. والتحدي الأكبر يأتي بعد دور البطولة الأول، والمحافظة على المستوى نفسه في بقية الأعمال. وأشعر بأن هذا الدور ليس ببعيد، خاصة أني أخذت أدوار بطولة خارج بلدي، لكن أريدها داخل بلدي.
- بعض الفنانين السوريين دخلوا لعبة الإنتاج وأنتجوا أعمالاً كاملة لهم، هل يمكن أن تقدمي على هذه الخطوة؟
الفكرة ليست خاطئة، لكن إن قمت بها فشرطي أن يكون العمل جماعياً، فإنتاج أعمال لنفسي يعتبر أنانية. ومن ميزات الدراما السورية أنها دراما بطولة جماعية، لذلك لا ينجح عمل فني محلي ما لم يكن يعتمد على التعاون.
- أول دور بطولة لك كان من خلال مسلسل «ندى الأيام» مع المخرج حاتم علي، لكنه لم يطلبك ثانية لأي دور مهم في أعماله، هل من خلاف؟
كلا لا يوجد أي خلاف، بل على العكس، أنا أحب المخرج الأستاذ حاتم علي لأنه أخرج ما بداخلي من مهارات فنية. أحترمه وأكن له الوقار والمحبة، وهو أستاذي فقد علّمني أشياء كثيرة وحملني مسؤولية العمل بجدارة. وسبق أن عملت في مسلسل «طوق الياسمين»، ولكن لم تسنح الفرصة أن اشارك معه ثانية. وأتمنى أن تجمعنا الفرص لأنه يشرّفني العمل معه.
- قلت إن الفنانة سلاف فواخرجي هي قدوتك فنياً، ما رأيك بما قدمته في «كليوباترا»؟
صحيح سلاف فواخرجي إنسانة رائعة، ودورها في «كليوباترا» كان قوياً وأبدعت فيه. وأنا عندي إيمان بأنها لو قدمت أي دور ستبدع فيه لأنها تعبت على نفسها ووصلت.
وأنا الآن أعمل وأتعب على نفسي كي أصل لذلك، فهي قدوتي. وأيضاً هناك الفنانة منى واصف والفنانة صباح جزائري.
سلاف فواخرجي إنسانة متواضعة وهي قدوتي
- هل من علاقة شخصية بينكما، وهل تتمنين العمل معها؟
هناك علاقة عمل فقط، وعملت أمامها في مسلسل «جنون العصر»، وكانت فنانة وإنسانة متواضعة وظريفة لذلك أحسست أنها قدوتي.
- شاركت مع الفنانة المصرية ميرفت أمين في مسلسلها«أحزان مريم» لكن أحداً لم يشعر بمشاركتك هذه، لماذا؟
يكفيني شرف وقوفي أمام الفنانة ميرفت أمين، مع الاشارة إلى أن العمل نال شعبية في مصر. وبسفري الى مصر بعد ذلك فوجئت بالناس ينادونني باسم الشخصية وكيف هم متابعون ومحبون للعمل. هذا العمل نجح في مصر بشكل كبير وكانت تجربة ناجحة أطمح الى تكرارها لأنها زادت قدراتي وأعطتني حافزا كبيرا للمواجهة.
- أعمالك العربية كثيرة إن كانت أردنية أو خليجية، ومشاركة مصرية، هل السبب قلة أعمالك المحلية أم ماذا؟
وجدت عدم تقدير من الداخل. في سوريا يقولون نريد اسما أو نجما كي يباع العمل. إذاً هناك أيضاً فنانون في حاجة الى فرص كي يصيروا نجوماً. كيف أصبح لدينا نجوم دون فرص؟ لا نريد احتكارا للفرص في سوريا واحتكار نجومية. المشكلة أن المنتجين والمخرجين لا يعطون الفرص، وإذا وجدت الفرص خارج بلدي فلماذا لا أعمل واستغل إمكاناتي خارجياً.
- ماذا عن الارتباط، أليس من أولوياتك لهذه الفترة؟
كلا أبداً لا أفكر الآن وإن حصل سأعلن عنه فوراً، لكن أظن أن ذلك بعيد الآن لأني أفكر بعملي فقط.
- ما هي تفاصيل تجربة عملك في الأردن؟
هو عمل عصري اسمه «الحبيب الأول»، من إخراج سائد هواري ويطرح مواضيع جديدة يتكلم فيها عن مشاكل الشباب والبنات. وهو عمل خفيف هادف. استمتعت بهذه التجربة، والشركة المنتجة كانت مريحة.
- حدثينا عن تجربتك في «عرب وود»؟
هي هوليوود لكن بطريقة العرب. عمل جديد يتحدث عن إنتاج لأعمال العربية وهل يمكن أن نصل الى مستوى هوليوود. فكرة جديدة لأسامة محمد المخرج الرائع، والممثلون كلهم نجوم، يقدمون أشياء جديدة وجميلة في هذا العمل.
- كيف تتعاملين مع الشائعات التي تطالك في الوسط، وهل منها ما هو حقيقي؟
أتجاهلها ولا أقف عندها، أو أضحك.
- هل أزعجتك شائعة معينة؟
كل الشائعات تزوجني وتطلقني، لذلك لا أقف عندها.
- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني، وكيف تحافظين على صداقاتك؟
بصراحة لا صداقات لي بل زمالة عمل لا غير، أصدقائي من خارج الوسط. لكن أكن الاحترام الكبير لبعض الشخصيات التي وقفت بجانبي مثل الأستاذ بسام كوسا الذي أحبه كثيراً وشجعني كثيراً. الأستاذ قصي خولي أيضاً أحبه وأقدره جداً.
- هل مدير أعمال الفنان مهم جداً إلى درجة أن تصبح موضة في الوسط، النجم وغير النجم أصبح له مدير أعمال، أم أن هذا نوع من البرستيج؟
مدير الأعمال مهم، لكن في سوريا لا أظن أن لدينا مديري أعمال ناجحين أو يحملون صفات مديري الأعمال. في أوروبا مثلاً مدير الأعمال هو من يفاوض ويتعامل مع الشركات المنتجة. أما عندنا في سوريا فهو فقط يرد على الهاتف وأحياناً يخرب على الفنان.
- من هم نجوم هذا العام؟
بسام كوسا بالتأكيد، وسلاف فواخرجي، وسلافة معمار.
- هل تعرضت يوماً لسرقة أدوار فنية؟
نعم تعرضت لذلك وتضايقت كثيراً لكن ألخص هذه الحالة بأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وأعتقد أنه سيعرف أن ذلك معيب ويقولون إن الدنيا خلقت للشاطر. هذا غير لائق لأنه قطع أرزاق وهذا لا يجوز وبعيد عن الأخلاق...
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات