ناهد السباعي: البطولة المطلقة لا تشغلني
بعد فترة غياب طويلة، عادت الفنانة ناهد السباعي الى السينما من خلال فيلم "ماكو"، وهو الفيلم الذي صُوّرت كل مشاهده في مياه البحر. في حوارها مع "لها"، كشفت ناهد السباعي كواليس الفيلم، وتحدّثت أيضاً عن مسلسلها الجديد "منوّرة بأهلها"، الذي تتعاون فيه مع المخرج يسري نصر الله، ومتى تحقق البطولة المطلقة في السينما، كما عبّرت عن موقفها من الزواج.
- لماذا طالت فترة غيابك عن السينما قبل العودة بتقديم فيلم "ماكو"؟
قدّمت قبل ثلاث سنوات فيلم "اللعبة الأمريكاني"، ومنذ ذلك الحين لم يُعرض عليّ نص جيد، وأنا بطبعي أحب أن يكون هناك اشتياق بيني وبين الجمهور، ولا أحبّذ فكرة أن تُعرض أفلامي عليهم طوال الوقت، فكلما زاد الاشتياق زاد معه حرص الجمهور على مشاهدة أفلامك، ولذلك حين تلقيت العرض المناسب وهو فيلم "ماكو" قررت المشاركة في بطولته.
- ما الشروط التي يجب توافرها في العمل السينمائي لكي يجذبك إليه؟
ليس لديَّ شروط معينة أو تعجيزية، بل معايير يضعها أي فنان يخشى على اسمه وسمعته، ويأتي على رأسها أن تكون فكرة العمل جاذبة للجمهور، وليست مكررة.
- ما تقييمك لإيرادات فيلمك الجديد "ماكو"؟
لا أحب التحدّث عن الإيرادات، لأنني فنانة أحرص على تأدية دوري على أكمل وجه وأترك الباقي للإنتاج والجمهور، ولكن إذا سألتني عن تقييمي للفيلم على المستوى الفني، فسأقول لك إننا قدّمنا عملاً رائعاً وجيداً على مستوى الإنتاج والتصوير، ربما لا أخفي عليك خوفي الشديد أثناء التصوير، لأن الفيلم نُفّذ في وقت بلغت فيه جائحة كورونا ذروتها في مصر، والتي بسببها كان التصوير متقطّعاً، وتأجّل لمدة عام قبل أن يُطرح في دور العرض السينمائي، ولكن الحمد لله ردود الفعل حول الفيلم كانت إيجابية، ولا بد هنا من أن أوجّه شكراً خاصاً الى صنّاع الفيلم بدءاً من المؤلف أحمد حليم والمخرج محمد هشام الرشيدي، وانتهاءً بزملائي الذين شاركوني في بطولة العمل، ومنهم بسمة ونيكولا معوض وسارة الشامي.
- هل واجهتم مشاكل وأزمات خلال تصوير الفيلم؟
بالطبع، فـ"ماكو" هو الفيلم العربي والمصري الوحيد الذي صوّرت كل مشاهده في مياه البحر، وأرى أنه أصعب فيلم سينمائي قدّمته في مشواري الفني، فقد استمررت في التدرّب على السباحة مدة أطول من مدة تصوير الفيلم، علماً أن ليس كل من يجيد السباحة يكون قادراً على الغطس تحت الماء لفترات طويلة.
- لماذا جازفتم بطرح الفيلم بالتزامن مع عرض أفلام نجوم السينما العربية من أمثال كريم عبدالعزيز وأحمد عز وتامر حسني؟
هذا يعود الى جهة الإنتاج، فالمنتج رأى أن من الجيد طرح الفيلم في ذلك الوقت، وكفنانة لو سألتني عن الموعد المناسب لطرح الفيلم فلا يمكنني أن أحدّد لك موعداً، والشخص الوحيد المخوّل بذلك هو المنتج. وبالنسبة إليّ، أنا سعيدة جداً بالمنافسة مع هؤلاء النجوم، وهذه السعادة ليست محصورة فيّ وحدي، بل تشمل العاملين البسطاء الذين يتربّحون من عودة السينما الى مسارها الطبيعي، فالسينما ليست فقط ممثلين ومخرجين ومؤلفين، فهؤلاء يمثّلون عشرة في المئة من صناعة السينما، والتسعون في المئة يمثّلها البسطاء الذين يسترزقون من صناعة الأفلام.
- بين الأفلام المعروضة حالياً، هل من فيلم جذبك لمشاهدته؟
ذهبت مع والدتي منذ أسابيع عدة لمشاهدة فيلم "200 جنيه"، كما ذهبت لمشاهدة فيلم "النمس والإنس" للفنان محمد هنيدي، وأيضاً تابعت فيلم "أبو صدام" في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي".
- متى نرى ناهد السباعي بطلة مطلقة في السينما؟
ليس لديَّ موعد محدد، وأترك كل شيء لوقته، ربما يكون الفيلم المقبل، أو العام المقبل... لا أولي أهمية لهذا الأمر.
- ما العمل الفني الذي قدمته ناهد السباعي وندمت عليه؟
حتى الآن ليس هناك عمل فني قدّمته خلال مسيرتي الفنية وندمت عليه، فأنا سعيدة بكل أعمالي، وأتمنى ألاّ أندم في يوم من الأيام على أي عمل شاركت فيه.
- ما هي تفاصيل مشاركتك في مسلسل "منوّرة بأهلها"؟
هذا المسلسل من أهم وأروع الأعمال الفنية التي ستسجّل في تاريخي الفني، لكونه من إخراج المبدع يسري نصر الله، ويشرّفني أنني من الفنانات القليلات اللواتي تشاركن مع نصر الله في أكثر من عمل فني من قبل، فقد ظهرت معه في فيلم "احكي يا شهرزاد"، ثم تعاونّا في فيلم "بعد الموقعة". أما تفاصيل دوري فلا يحق لي التحدث عنها في الوقت الحالي، وكل ما يمكنني قوله إن العمل سيكون ميني مسلسل، أي مؤلّفاً من 10 أو 12 حلقة، وسيُعرض عبر إحدى المنصات الإلكترونية، ويشاركني فى بطولته عدد كبير من نجوم الفن، أمثال ليلى علوى وغادة عادل وأحمد السعدني وأحمد حاتم وباسم سمرة وعباس أبو الحسن.
- بمَ يتميّز يسري نصر الله عن باقي المخرجين الذين تعاونتِ معهم؟
لو أردت التحدّث عن يسري نصر الله، فسأحتاج الى ساعات طويلة لوصف هذا الشخص العظيم الذي يُعدّ رمزاً من رموز الفن المصري والعربي، فكل نجاح حققته في مشواري الفني يعود إليه، فهو ساعدني كثيراً في بداية مشواري، لأنه لا يتعامل مع الفنان بصفته فناناً بل بكونه إنساناً، فيسري نصر الله لا يسمح لفنانيه بتجسيد السيناريو المكتوب كما هو، إنما يطلب منهم أن يُضيفوا أحاسيسهم الى مضمون النص، ويحاولوا التمثيل بكل حواسهم أمام الكاميرا. المشهد لدى يسرى نصر الله ليس مجرد سيناريو متبادَل بين ممثلَين، بل هو عبارة عن لوحة فنية متكاملة بما فيها من كلام وصوت وصورة وإضاءة وتعبيرات وجه وخلفية مكان، وهو ما جعل لهذا المخرج مكانة تميزه عن سائر المخرجين.
- ما ردك على مَن يتهمك بأنك دخلت مجال التمثيل بالوساطة لكون جدّك هو الفنان فريد شوقي ووالدتك المنتجة الكبيرة ناهد فريد شوقي؟
ليس في الفن وساطة وبالتالي لا يعتمد على التاريخ الفني للعائلة، ولا يمكن الدخول إلى قلوب الجمهور بالوساطة، ومهما ساعدتني والدتي في البداية، لو لم أكن موهوبة، لما يقيت في مجال الفن الى اليوم.
- ما أقرب مواقع التواصل الاجتماعي إليك؟
ربما تستغرب إذا قلت لك إنني لا أحبّذ مواقع التواصل الاجتماعي، وأستخدمها فقط من أجل نشر صور أو مواقف كوميدية أو لتشجيع الناس على القيام بأمور جيدة، فمثلاً أحب أن أنشر صوري وفيديواتي الخاصة بهواياتي الشخصية، والتي منها ممارسة الرياضة أو اللعب مع الحيوانات، وأحياناً الزراعة... علماً أنني لا أنتظر تعليقات الناس وقد لا أقرأها أو أردّ عليها.
- ما تعليقك على الصورة التي انتشرت أخيراً وجمعتك مع الراحلة دلال عبدالعزيز؟
دلال عبدالعزيز رمز للوفاء وكانت تتمنّى الخير للناس جميعاً. هي لم تكن ممثلة بارعة فقط، بل إنسانه عظيمة، ولا يمكنني أن أنسى ما فعلته معي عقب وفاة والدي الفنان مدحت السباعي، فكانت بجانبي طوال الوقت، ولم تتركني أنا وأسرتي للحظة واحدة، ودائماً أدعو لها بالرحمة والمغفرة.
- هل تتواصلين مع ابنتيها دنيا وإيمي سمير غانم؟
دائماً أحاول التواصل معهما والاطمئنان عليهما.
- ما الرسالة التي تودّين توجيهها الى والدك الفنان مدحت السباعي الذي رحل قبل أن يرى ابنته فنانة شهيرة؟
أتمنى أن يأتي يوم نتقابل فيه من جديد ويكون راضياً عني وأكون عند حُسن ظنّه بي.
- هل باتت فكرة الزواج والارتباط مشروعاً مؤجلاً في حياتك؟
هي ليست فكرة مؤجلة، كما أنها ليست أمراً ضرورياً، فأنا لا أحسب الزواج بالعمر، وهناك أمور في حياتي تشغلني أكثر من الزواج والحب، لذا أترك هذه الأمور لوقتها المقدّر من الله.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024