تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الإعلامية ومراسِلة السفر هيا ياسمين: تعلّمتُ تحويل الصعوبات إلى فرص إيجابية

هيا ياسمين

هيا ياسمين

هيا ياسمين

هيا ياسمين

هيا ياسمين

هيا ياسمين

عشقت هيا ياسمين التمثيل والمسرح منذ صغرها فبدأت رحلتها في المسرحية الموسيقية الفلسطينية "فوانيس" التي تطلبت منها سنة كاملة من التمرين وهي لا تزال في سنّ الثانية عشرة. درست التمثيل والإخراج في جامعة سان دييغو الأميركية في كاليفورنيا، قبل أن تنتقل إلى لوس أنجلوس للتعمّق أكثر في التمثيل وتعلّم المزيد عن صناعة الأفلام والتلفزيون. تعشق السفر كثيراً وتحب اكتشاف الثقافات المختلفة فقادتها إحدى رحلاتها إلى دبي حيث تلّقت عرض العمل في التلفزيون، ووافقت على الفور لأنها اعتبرتها فرصة مذهلة للجمع بين شغفها بالمسرح والإنتاج والسفر. في هذا الحوار، نتعرف إلى هيا الإنسانة الطموح التي تقدّم فقرة خاصة بها في برنامج "صباح الخير يا عرب" على شاشة MBC، والشابة المدافعة عن حقوق المرأة والسفر المستدام، والساعية إلى تقريب الثقافات من بعضها البعض.


- أخبرينا عن تجربتك في MBC.

قناة MBC كانت نقطة تحول رئيسة في مسيرتي المهنية، لأنها سمحت لي بتحقيق بعض أحلامي، بالترافق مع النضوج المهني وتعلّم كيفية تقديم البرامج وإنتاجها في القناة الإعلامية الرائدة في المنطقة. منحتني هذه القناة منصة مثالية لتجسيد أفكاري، والتي أفضت إلى ابتكار فقرة السفر في برنامج "صباح الخير يا عرب".

- ماذا يتطلب العمل في التلفزيون، وهل يضع عليك ضغوطاً معينة لجهة الأناقة الدائمة والجمال المشعّ؟

العمل في التلفزيون يتطلب انضباطاً صارماً، وشخصية قوية، وقدرة على التعبير عن الأفكار بصرف النظر عن النتيجة. لا شك في أنني واجهت الكثير من التحدّيات، لكنني تعلّمت بسرعة كيف أحوّل تلك الضغوط والصعوبات إلى فرص إيجابية. كما أن الظهور دوماً بإطلالة جميلة وجذابة هو مهمة شاقة وصعبة، وأحمد الله أن المشاهدين تقبّلوني بما أنا عليه، وبات المظهر الطبيعي صفة ملازمة لي. ولا أعير الضغوط التي أتعرّض لها أية أهمية عند مقارنتها بتلك التي تواجهها نساء أخريات.


- أنت عاشقة للسفر. أي البلدان سافرت إليها وأحببتِ أكثر؟

لقد زرت العديد من البلدان، ومن بينها تايلاندا، وهونغ كونغ، واليابان، وسنغافورة، والفيليبين، وزامبيا، ورواندا، وزنجبار، والمكسيك، وسري لانكا، وفنلندا، وجزر المالديف، والسيشل وغيرها الكثير! ولكل بلد ذكرياته وقصصه الخاصة، ولكن رواندا هي التي ترافقني دوماً، لأنها أسرتني بالمساحات الخضراء والفن والطاقة والثقافة. لقد عانى شعب رواندا كثيراً نتيجة حرب أهلية مدمّرة، ولذلك استمتعتُ كثيراً برؤية الناس وهم ينهضون من تحت الرماد ويتعافون ويعيدون إحياء بلادهم. كما أن المشي لست ساعات كاملة في الأدغال لرؤية الغوريلا فضّية الظهر سيبقى محفوراً في ذاكرتي، وأوصي الجميع بخوض هذه التجربة المميزة.

- تطمحين لأن تصبحي أول امرأة عربية تسافر إلى كل دول العالم من دون استثناء، على أمل تقريب المسافات بين مختلف الثقافات. ما هو حافزك الأكبر وراء هذا التحدّي؟

نشأتُ في فلسطين، موطن النساء المُلهمِات والقويات. كان ممنوعاً عليّ السفر خارج البلاد قبل عمر 14 عاماً. وعندما أُتيحت لي الفرصة أخيراً للسفر إلى بلد جديد، واكتشاف ثقافة جديدة، والتعرف إلى أشخاص جدد... أدركتُ أن جميع الأشخاص، ولا سيما النساء، يملكون القيم والتطلعات نفسها بصرف النظر عن مكان وجودهم. وكان هذا أكبر حافز لي لإطلاق فقرتي في التلفزيون، لأنها فرصة لبناء الجسور وإلهام النساء للتمتع باستقلالية أكبر في المجتمعات. ولهذا السبب، كلما حققتُ إنجازاً معيناً أفكّر في جميع الفتيات اللواتي يمكن أن أُلهمهن لتحقيق أحلامهن والعثور على طريقهن لأنني كنت تلك الفتاة ذات يوم.

- أحببتِ المسرح ودرست التمثيل والإخراج. هل أفادك ذلك في تقديم البرامج؟

لطالما أحببتُ المسرح والتمثيل... ولا شك في أن الدروس التي تلقيتها في كلية المسرح "سان دييغو" في جامعة كاليفورنيا كانت مهمة جداً لصقل مهاراتي اللازمة للتلفزيون. لقد علّمني البرنامج التلفزيوني أن أكون على طبيعتي، وهذا ما يحبّه المشاهدون فيّ... وهو أسهل بكثير من التمثيل أو أداء شخصية في مسرحية.

- هل سرقك التلفزيون من التمثيل؟

نعم يمكن القول إن التلفزيون سرقني من التمثيل، لكنني ممتنة جداً لأن هذه التجربة جعلتني أكثر نضوجاً. وأودّ الإشارة إلى أن مشواري التمثيلي لم ينتهِ بعد!


- صورك على "إنستغرام" تُظهر أنك تعشقين الطبيعة. أي علاقة لك مع الطبيعة؟

أحبّ التواجد في الطبيعة، لا سيما أنها كانت جزءاً أساسياً من طفولتي، سواء في موسم قطاف الزيتون في مزرعتنا في فلسطين، أو القيام بنزهات جبلية مع عائلتي... ومن الرائع أيضاً اختبار تبدّل الفصول. تمنحني الطبيعة السلام والتوازن الداخلي وتساعدني على التواصل مجدداً مع نفسي. لذا، كلما شعرتُ بالضياع، ألجأ إلى الطبيعة التي تساعدني على إيجاد السلام والتوازن.

وقد سمح لي هذا العشق للطبيعة بالتركيز على البيئة وتشجيع الآخرين على اعتماد أسلوب العيش المستدام والمسؤول. فمن واجبنا الحفاظ على هذه النعمة ونقلها إلى الأجيال القادمة، وأشعر أنه يجدر بي استخدام صوتي ليكون قوّة محفّزة على التغيير.

- أنتِ ناشطة كثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي. هل تشاركين متابعيك كل أخبارك أم أنك تخفين أموراً معينة عنهم؟

يمكن القول إن وسائل التواصل الاجتماعي هي أفضل وأسوأ شيء في الوقت نفسه. فالأمر مرتبط بالطريقة التي نتعاطى فيها مع تلك الوسائل. أخطأت عندما اعتقدتُ أن كل ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي صحيح، بدءاً من العطلات المثالية إلى العائلات السعيدة وصولاً إلى الوظائف الممتازة. لكن يجدر بنا عدم تصديق ذلك وألاّ نقارن أنفسنا بتلك المعلومات المثالية، لأنه في الواقع يستحيل الحصول على صورة مثالية في الحياة. لهذا السبب، أخفي بعض الأمور عن وسائل التواصل الاجتماعي، وأحاول أن أكون صادقة قدر المستطاع في الأمور الأخرى، لا سيما عندما أطلب من متابعيّ مرافقتي في رحلاتي.

- هل واجهتِ عراقيل خلال مسيرتك المهنية؟

نعم، واجهتُ الكثير من العراقيل، ولعلّ أصعبها العام الذي انتشرت فيه جائحة كورونا وتوقّف السفر بشكل كامل. تتمحور وظيفتي حول السفر، ولذلك شعرت أن كل ما أحببته في مهنتي قد اختفى. إلا أن تلك الجائحة كانت في المقابل فرصة للتواصل مع الأصدقاء والأشخاص من مختلف أنحاء العالم والتعرف على أنماط حياتهم في بيئتهم الصغيرة. علّمتني جائحة كورونا كم كنا محظوظين قبلها، ولذلك أقدّر اليوم كل رحلة من رحلاتي.


- ما هي القضايا التي يغفل عنها الإعلام العربي اليوم وترين أننا في أمسّ الحاجة لتسليط الضوء عليها؟

اعتماد أسلوب العيش الصديق للبيئة، وتحمّل مسؤولية أفعالنا وإدراك دورنا الكبير في إنقاذ كوكبنا. أصبح العيش المستدام والسياحة المستدامة من أبرز المواضيع التي أتناولها في فقرتي التلفزيونية بهدف تثقيف المشاهدين. فلنحاول قبل أن يفوت الأوان، علماً أنه فات بالفعل بالنسبة إلى كثيرين. ففي كل الدول التي زرتها، أسمع السكان المحليين يقولون: "إنه الصيف الأكثر حرارةً على الإطلاق" أو "لم يتساقط الثلج يوماً بهذه الغزارة"، أو "الشعاب المرجانية تلفت" أو "بات المحيط دافئاً جداً" أو "كانت هذه المساحة خضراء للغاية قبل الحرائق". فالاحتباس الحراري حقيقة موجودة ويمكننا تغييرها.

- هل تتقبّلين الانتقاد؟

أتقبّل من دون شك النقد البنّاء، لأنه يحفّزني على التطور نحو الأفضل.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

السفر أكثر وأكثر وزيارة المزيد من البلدان، والتعرف إلى مختلف الشعوب، وتقريب الثقافات من بعضها البعض. وأشعر أنني أقترب من هدفي كلما زرتُ بلداً جديداً في العالم.

- وحكمتك في الحياة؟

كونوا لطفاء مع الآخرين لأنكم لا تعلمون ما الذي يعانون منه.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079