مفاجآت جديدة في قضية مقتل سعاد حسني
مرة أخرى عادت قضية مقتل السندريللا سعاد حسني إلى الأضواء، رغم مرور عشرة أعوام كاملة على موتها في لندن، في ظل إصرار أسرتها وبالتحديد شقيقتها جانجاه، على أن سعاد ماتت مقتولة، وتأكيد محامي الأسرة عاصم قنديل وجود أدلة دامغة توضح كيفية التخطيط للتخلص من سعاد حسني...
يبدو أن روح الفنانة الراحلة سعاد حسني، سندريللا السينما المصرية، تأبى أن تترك ملابسات رحيلها غامضة إلى الأبد، ففي كل لحظة يظن الرأي العام أن القضية انتهت تأتي الأحداث بأشياء جديدة تقود جانجاه شقيقة سعاد ومحاميها عاصم قنديل إلى المطالبة بفتح التحقيق من جديد. صفوت الشريف كان هذه المرة هو كلمة السر في البلاغ الذي يحمل رقم 8308 عرائض النائب العام الذي بدأ التحقيق فيه سمير حسن رئيس نيابة وسط القاهرة، قبل نقل ملف القضية كله إلى قاضي التحقيق المستشار محمود علاء ليستكمل التحقيق.
يقول عاصم قنديل لـ«لها»: «البلاغ الجديد يعتمد بشكل أساسي على اعترافات صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى وضابط المخابرات السابق، أمام جهات التحقيق في القضايا المتهم فيها بعد ثورة «25 يناير». وقد دان الشريف نفسه وأكد شكوك أسرة سعاد في تورط أيادٍ خفية في جريمة قتلها». يكمل قنديل مؤكداً أن سعاد حسني قتلت حين أعلنت نيتها نشر مذكراتها وإذاعتها في قنوات فضائية، وقدم محامي أسرتها مجموعة من المستندات تؤيد اتهامه لصفوت الشريف، مؤكدا أنه كان يستعين بسعاد حسني وبعض الفنانات الأخريات في عمله بالمخابرات، وأنه قام بنفسه بتصويرها فيديو في لقاءاتها مع بعض العرب. وتحدث الشريف في اعترافاته عن قسم «الكونترول» الذي كان يرأسه في المخابرات ويبتز به المشاهير ومنهم سعاد حسني.
المذكرات القاتلة
يكمل عاصم قنديل: «كان الشريف هو صاحب المصلحة في التخلص من سعاد حسني، حين أعلنت نيتها إذاعة مذكراتها التي كانت ستوضح ممارساته، ولهذا استعان بنادية يسري التي أكدت الشواهد أنها كانت ترتبط بصداقة بصفوت الشريف، وأكملت فصول الجريمة التي شهدتها لندن». ويضيف: «تبدو الجريمة المدبرة التي راحت ضحيتها سعاد حسني وكأنها لعبة مخابراتية من تأليف رجل له تاريخ طويل في هذا المجال مثل صفوت الشريف، ولكن لم يكن هناك أمامنا أدلة قبل ثورة «25 يناير» لتأكيد هذا الاتهام الذي أكده الشريف بنفسه من خلال اعترافاته التي فضحته».
وقدم قنديل إلى قاضي التحقيق مجموعة من المستندات تؤكد صحة اتهامه لصفوت الشريف، تتضمن اسطوانات مدمجة تحتوي على برامج فضائية تحدث فيها المحامي الشهير طلعت السادات، واعتماد خورشيد التي كانت وثيقة الصلة بالمخابرات وشاهدة على انحرافاتها في زمن صلاح نصر، وكذلك شهادة الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي تحدث عن الموضوع، وأيد الشكوك في مقتل سعاد حسني على يد الشريف».
وقال قنديل في التحقيقات إن اعترافات الشريف أكدت أن سعاد حسني تعاونت في الماضي مع جهاز الاستخبارات، وكانت تربطها علاقة به، واستنتج أن صفوت الشريف خدّر سعاد حسني لتصويرها بشكل غير لائق تمهيداً لابتزازها. يكمل عاصم قنديل قائلاً: «سيتم استدعائي مرة أخرى أمام قاضي التحقيق لاستكمال أقوالي وعندي الكثير لأقوله، وأؤكد أن سعاد حسني ماتت مقتولة، وأن التحقيقات التي أجرتها اسكوتلانديارد كانت منقوصة ولم تثبت كل شيء». يواصل قنديل مؤكداً أن تقارير الطب الشرعي في لندن لم تثبت وجود كسر في الجمجمة بشكل يتعارض مع الإطار التشريحي للحادث، وأشياء أخرى خاصة بمعاينة مكان الحادث، وزاوية السقوط، وارتفاع البناية، وارتفاع الشرفة في الشقة التي كانت تقيم فيها النجمة الراحلة.
ويكمل أن الأدلة أيضاً تتضمن تحليل المكالمات الصادرة والواردة من هاتف سعاد حسني، والزائرين لها، مع تحليل أقوال نادية يسري التي تحتوي على الكثير من التناقضات التي تكشف وجود شبهة واضحة في موت سعاد حسني. وأدلت جانجاه عبد المنعم حافظ، الشقيقة الصغرى لسعاد حسني بأقوالها أمام قاضي التحقيق الذي انتدبته وزارة العدل، وأيدت كلام محاميها عاصم قنديل، واتهمت صفوت الشريف بالتخطيط والتحريض على قتل سندريللا السينما المصرية قبل عشر سنوات.
شهود جدد
وتضمن البلاغ الجديد لجانجاه 11 ورقة تشرح سيناريو مقتل سعاد حسني من وجهة نظرها، وذلك باشتراك مجموعة من الأفراد في الجريمة، وطالبت باستجواب عدد من الشهود، ولكنها رفضت الإعلان عن أسمائهم أمام وسائل الإعلام حرصاً على حياتهم. واستشهدت ببعض المعلومات الواردة من اسكوتلانديارد التي أشارت إلى زيارات صفوت الشريف المتكررة للندن في توقيت الحادث. وأكدت أن السبب وراء ارتكاب الشريف لهذا الحادث هو إعلان سعاد حسني استعدادها لكتابة مذكراتها، وتسجيلات لإحدى القنوات الفضائية، مما جعل قصة انتحارها مشكوكاً فيها.
وطالب عاصم قنديل قاضي التحقيق باستخراج جثة سعاد حسني لتشريحها حتى تبوح بسبب الوفاة، هذا الطلب الذي لم تتم الاستجابة له من قبل، ومن المنتظر أن تستدعي أجهزة التحقيق صفوت الشريف من محبسه لمواجهته بهذه الاتهامات والرد عليها. وقبل عامين كانت أسرة سعاد حسني قد تقدمت ببلاغ مثير إلى النائب العام، وبالتحديد عام 2009 إبان جلسات محاكمة الضابط السابق محسن السكري المتهم بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم.
وقد طالبت جانجاه في بلاغها بالتحقيق مع الضابط السابق الذي نفذ سيناريو قتل سوزان تميم بالطريقة نفسها التي تم بها رصد تحركات سعاد حسني وقتلها. وطلبت الاستعانة بعدد من الشهود، منهم صفاء أبو السعود وسميرة أحمد ورجاء الجداوي، وسألت النائب العام مخاطبة السلطات البريطانية للحصول على نسخة من ملف قضية سعاد حسني. لكن بلاغ جانجاه السابق حُفظ، لينضم إلى بلاغات أخرى سابقة قدمها عاصم قنديل. ولكن يبقى السؤال هل سيلاقي البلاغ الجديد مصير البلاغ السابق؟ أم ستحل سلطات التحقيق لغز موت سندريللا السينما المصرية بعد عشر سنوات كاملة من رحيلها المأسوي؟
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024