محمد خير الجرّاح: "إماراتي" تحية شكر ومحبّة... وأحضر لأعمال مسرحية
يتمسك معظم الفنانين العرب خلال الدفاع عن خيار فني أو تبريره، بأن أدوارهم محصورة في الانتقاء مما يُعرض عليهم لا في صنعها في الدرجة الأولى، فيمارسون دورهم في اختيار أفضل الممكن ضمن المتاح. يخترق الفنان السوري محمد خير الجرّاح هذه المعادلة إلى حد بعيد، من خلال طموحه إلى التلوين في عالم الفن تمثيلاً حيث يعلب في التراجيديا والكوميديا، ثم غناءً، إذ يسخّر مختلف الأدوات لدى الممثل لتحويل شخصية عادية إلى "كراكتير" أو بصمة في الأداء على غرار "أبو بدر" و"جوهر بومالحة"... واتجه ابن مدينة حلب "ولاّدة الفن"، في السنوات الماضية إلى الغناء، ولكن ضمن طريقته حيث يمزج في حالات فنية عدة التمثيل مع الغناء، في سلوك يمضي من عمل أكثر إلى أقل جماعية بما يعنيه من قدرة أكبر على "الصنع"، واحترفه عدد كبير من كبار الكوميديين العرب على غرار إسماعيل ياسين وسعيد صالح ورفيق سبيعي ونجاح الموجي في المونولوغات والأغاني الاجتماعية الناقدة. "لها" التقت الجرّاح في حديث عن أعماله الجديدة في التمثيل والغناء، وأحدثها أغنية "إماراتي" التي أهداها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة عيدها الوطني الخمسين.
- لماذا أطلقت أغنية "إماراتي"؟
المبرر الوحيد والحقيقي الذي أراه وأشعر به، هو تقديم تحية الى بلد عربي تميّز باستضافتنا كسوريين بكامل الاحترام على أرضه حيث يسود القانون والتطور. أحببتُ أن أوجّه الشكر إلى الإمارات بمناسبة احتفالها بيومها الوطني الخمسين، بخاصة أننا في هذا البلد الذي يمدّ يد العون إلى الجميع ويحقق بصمة بارزة عربياً وعالمياً على المستويات الحضارية، نلمس تواضع أبنائه واحترامهم للآخر. "إماراتي" هي تحية شكر ومحبّة بأسلوب فني وغنائي.
- هناك مَن اتّهمك بالغناء للإمارات بقصد الحصول على الإقامة الذهبية!
يجيب ضاحكاً: حصلت على الإقامة الذهبية منذ زمن بعيد، لذا فإن هذا الادّعاء مجرد ترّهات. جلّ ما قصدته وفق جوابي السابق هو تقديم تحية حب واحترام الى بلد عربي متميّز، فهل ممنوع التعبير عن الحب؟ ألا يرون اليد الإماراتية الممدودة لسورية؟
- إلى أين تتجه في الغناء؟
في الحقيقة، لدي الإمكانية والرغبة معاً لصنع أغانٍ تحتوي على أفكار معينة، ولكن بعيداً من عالم الاحتراف الذي قد يكون من بين طموحاتي المستقبلية. ما أسعى إليه، قريب الى العرض المسرحي أكثر منه إلى الغناء، لا سيما أنني ممثل لي خبرتي على خشبة المسرح، كما أنني لست أول ولا آخر ممثل يغنّي. هذا التنويع بين الفئتين موجود سواء في العالم العربي أو الغربي، إذ رأينا الكثير من الممثلين الذين مارسوا الغناء قديماً وحتى الآن، والعكس صحيح. لا غضاضة ولا مشكلة في ذلك، خاصة أنني غنّيت في عدد من أعمالي وعروضي المسرحية كـ"الدومري" على خشبة مسرح الأوبرا، وكذلك في "سلطان زمانه"، ومنذ بداياتي أيضاً في حلب في عروض "فرقة أسرة المهندسين المتّحدين".
- إذاً لا اتجاه الى الاحتراف...
هو ليس احترافاً بالمعنى الكامل، بل تنويع فني في الغناء يقوم على مواضيع لا يتطرق إليها المطربون عادة، حيث صرت أصنع الأغاني الخاصة بي وأذهب بها غالباً إلى النقد الاجتماعي.
- حدّثنا عن جديدك في عالم الدراما التلفزيونية؟
أستعد للسفر قريباً إلى العاصمة الأردنية عمان من أجل المشاركة في الجزء الرابع من المسلسل الكوميدي "جلطة" لصالح تلفزيون "رؤية" مع الزملاء أمل الدبس وزهير النوباني. ويشهد الموسم الجديد أسرة سورية ضمن أحداث العمل الذي ينتمي إلى فئة الكوميديا الخفيفة. وقد أنهيت حالياً تصوير مشاهدي في مسلسل "عازفة الكمان" الذي يضم نخبة من النجوم السوريين والخليجيين، من بينهم الزملاء حبيب غلوم ووائل شرف وأمل عرفة ومرح جبر.
- ماذا عن المسرح؟
أستطيع القول إنني أحضّر على نار هادئة لمشروعين فنيين، الأول استعراض غنائي في الإمارات، يتضمن فقرات غنائية وتمثيلية وناقدة. والثاني قد يكون غير مألوف على الأرجح، إذ يعتمد على ثنائيات مسرحية ضمن لوحات متتالية ومتبدّلة يومياً.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024