مشاعل الزنكوي: نظرية الجينات الفنية...
بدايتها كانت في مجال الإعلام كمقدمة برامج فرضت نفسها واحدةً من أفضل المذيعات الكويتيات، قبل أن يدفعها حبها للأطفال إلى اختراق مجال التمثيل عبر الوقوف على خشبة مسرح الأطفال لتتألق فيه بشكل لافت، قبل أن ينتقل هذا التألّق إلى عالم الدراما التليفزيونية، ثم عالم السينما. مع الفنانة مشاعل الزنكوي كان هذا اللقاء...
- ما هي آخر أعمال مشاعل الزنكوي؟
أشارك في مسلسل درامي جديد هو «بين الماضي والحب»، وأقدم فيه دور «مروة» وهي ابنة رجل أعمال ملياردير هو «الماسي» ويؤدي دوره الفنان القدير جاسم النبهان.
وتدافع «مروة» خلال أحداث المسلسل عن قضية اجتماعية معينة دون الدخول في تفاصيل أكثر من ذلك حتى لا أحرق أحداث المسلسل. ولكني أعد المشاهد بعمل رومانسي تراجيدي قمة في الإثارة والتشويق على مدار 90 حلقة يخرجها عارف الطويل عن قصة للدكتورة خلود النجار.
ويضم العمل مجموعة من الفنانين بينهم إبراهيم الحربي ولطيفة المجرن وسعاد علي وملاك وشهد وحمد العماني وعبدالله بهمن، ويتناول جملة من القضايا الأسرية والمشاكل الاجتماعية.
أما عن برامجي في التلفزيون وعملي فيه كمذيعة، فأقدم حاليا برنامج «مساء الخير يا كويت»، وهو برنامج يومي مباشر يعرض على تلفزيون الكويت.
- هل هناك اتفاق على أعمال جديدة لشهر رمضان؟
أنا بطبيعتي لست من محبي تشتيت الأفكار، ودائماً ما أحب التركيز تماماً على العمل الذي أقوم به، لذلك لا أفكر في اتفاقات على أعمال درامية مقبلة، واضعة كل تركيزي على مسلسل «بين الماضي والحب» خاصة أنه أول عمل من نوعه في الوسط الخليجي وربما العربي يشكل ملحمة درامية ماراثونية تمتد هذا العدد من الحلقات.
- كيف كانت البداية الفنية وكيف جاء التحول من العمل الإعلامي إلى العمل الفني؟
كانت بدايتي في عالم التمثيل عن طريق مسرح الأطفال، فأنا من المولعات بالأطفال ودائما ما أبحث عن إسعادهم والتقرب منهم، لذلك لم أتردد لحظة في تقديم مسرحية «العملاق الأخضر» التي كانت بمثابة الانطلاقة لي في عالم الفن.
وعن الجزء الثاني من السؤال، فأنا لم أتحول عن عملي الإعلامي في تقديم البرامج ولكنني تمكنت من الجمع بين التقديم التلفزيوني والتمثيل. والتطور والتطلع إلى المزيد من اكتساب المهارات والقدرات هما سمة من سمات شخصيتي.
- ما أفضل مواسم الدراما الكويتية؟
أعتقد أن الدراما الكويتية في كل المواسم هي الأفضل دائما على مستوى الخليج سواء قديما أو في وقتنا الحاضر، وسواء في رمضان حين تقدم أقوى الأعمال أو في غيره.
كما أن الفرق بين شكل الدراما الكويتية قديماً أو حديثاً لا يُلمس من ناحية الإبداع والتميز، بل من ناحية النصوص المكتوبة، وهذا أمر طبيعي. فالتغيير في نصوص الأعمال الدرامية يواكب في كل مرحلة قضايا الناس وهموم المجتمع وتغير الثقافات والأولويات وكذلك ظروف الحياة المحيطة والظواهر الاجتماعية التي تطفو على السطح.
- هل تعتقدين أن هناك أزمة نصوص؟
أعتقد أن هناك قصوراً إلى حد ما ولكنه لا يصل إلى حد الأزمة، فهناك العديد من الكتاب المتميزين بالإضافة إلى وجود أقلام شابة بارعة تنطلق في طريقها نحو الإبداع. ولكن يبقى القصور في قلة الكاتبات المتميزات.
- ما أكثر الأدوار التي أديّتِها قربا إلى شخصيتك؟
دور «رانيا» ابنة الوزير في مسلسل «عديل الروح»، فقد احتوت تلك الشخصية على العديد من الانفعالات التي يصعب تجسيدها ببراعة وإقناع المشاهد بواقعية الدور، وهذا تطلب مني المزيد من الجهد والمشقة حتى أتمكن من الخروج بتلك الشخصية بطريقة تقنع المشاهد وتؤثر فيه.
وأعتقد أنني بتوفيق الله تمكنت من القيام بهذا الدور بالشكل المطلوب حسب آراء النقاد والمتابعين، واستطاعت «رانيا» أن تترك أثراً في نفوس المشاهدين خليجياً وعربياً.
المسرح أصعب من التلفزيون
- ما الفرق بين تجربتك في التلفزيون وتجربتك في المسرح؟
المسرح بالتأكيد أصعب بكثير من الدراما، لأن الممثل فيه لا ينتظر معرفة رد فعل الجمهور بعد انتهاء العمل، بل يواجه رد الفعل بشكل مباشر ومع كل كلمة يقولها على خشبة المسرح. إنه اختبار مفتوح ومباشر أمام المشاهدين.
وما يزيد من صعوبة المسرح هو أنني مغرمة بمسرح الأطفال وجمهوري له طبيعة خاصة ويحتاج إلى مجهود أكبر في تبسيط الرسالة التي تصل إليه وتقديمها في شكل يجذب انتباهه ويؤثر فيه بشكل إيجابي ويساهم في ما بعد في تشكيل شخصيته الغضة من خلال الأفكار التي يتلقاها عبر عمل مسرحي مكتمل العناصر.
- ما الدور الذي تتمنين أن تحصلي عليه؟
الفنان الحقيقي يتمكن من أداء أي دور يطلب منه، فأنا لا أتمنى أداء دور ما بعينه، والأهم في تصنيفي أن يخدم العمل مسيرتي الفنية ويضيف إليها مزيداً من النجاح.
- من هم الفنانون الذين تحبين العمل معهم؟
لا أحد معيناً، فأنا أشعر داخل الوسط الفني بأنني بين أسرتي.
- هل تؤمنين بأن التمثيل يعتمد على الموهبة فقط أم يحتاج إلى الدراسة؟
التمثيل في الأساس موهبة يتم تدعيمها بالدراسة وتنضج بالخبرة. فأنا أعتقد أن الفنان لا يعتمد فقط على موهبته ولكنه يحتاج إلى الدراسة الأكاديمية للتعرف على الجوانب العلمية الخاصة بعمله.
بعد ذلك تأتي خبرته من خلال اختراق المجال العملي وعلى أرض الواقع والتعرف على جوانبه المختلفة مما يكسبه الخبرة التي تساعده في تحقيق النضج الفني.
- هل تؤمنين بنظرية الجينات الفنية التي تنتقل من الفنانين إلى أبنائهم؟
لا أؤمن بتلك النظرية لأنها لا تنجح دوما مع جميع أبناء الفنانين. الأمر يتوقف على المحيط الذي ينشأ فيه الأبناء والذي بالطبع يؤثر فيهم وفي توجهاتهم، وليس بالضرورة أن يسير الأبناء على طريق الآباء.
لا أتمنى أن تعمل ابنتي ممثلة
- هل ترحبين بأن تدخل ابنتك المجال الفني؟
حقيقة لا أتمنى لها ذلك، فأنا أعلم العناء والمشقة اللذين يواجههما الممثل ومقدم البرامج، فدائما ما يتهم الفنانون ببساطة عملهم ومتعته، دون النظر إلى المشقة التي تواجههم، من عناء في عدد ساعات العمل التي تصل في بعض الأحيان إلى 15 ساعة يومياً وساعات التصوير الطويلة وإعادة بعض المشاهد لأسباب فنية ووقوفنا أمام فلاشات الإضاءة التي تؤثر علينا، بالإضافة إلى الإرهاق الناتج عن قلة ساعات النوم. ومع ذلك فالفنان مطالب دائما بالتركيز مهما كانت ظروف.
- كان من المقرر أن تشاركي في فيلم مصري، ما الذي اعترضه؟
كان هناك من رشحني للقيام بأحد الأعمال السينمائية في مصر، ولكن حدثت بعض الظروف الخاصة التي منعتني من الاستمرار في هذا العمل. وأتمنى أن تتاح لي فرصة ثانية في وقت مناسب، فالعمل في مصر بالطبع يضيف إلى رصيد أي فنان على مستوى العالم العربي.
رمضان شهر تُظلم فيه الأعمال المميزة
- هل ترين أن تكدس الأعمال الدرامية في رمضان يصب في مصلحة المشاهد؟
ما تشهده الفضائيات في وقتنا الحاضر خلال شهر رمضان من تكدس في الإعمال الدرامية يضع المشاهد في حيرة ويجعله مشتت الذهن، مما يدفعه في النهاية إلى التركيز على عدد معين من الأعمال وإهمال الأخرى حتى وإن كانت أفضل.
وهو شهر تظلم فيه الأعمال المميزة، وكثيرا ما يحدث أن تجد مشاهدين لا يسمعون عن عدد من الأعمال التي قدمت في شهر رمضان إلا بعد انتهاء الشهر المبارك. والضرر ليس عائدا على المشاهدين فقط، بل يمتد أيضاً إلى الجانب الفني، ففي بعض الأحيان نجد ممثلا يشارك في أكثر من عمل، وهذا من وجهة نظري يقلل تركيزه.
- هل تؤيدين من يقول أن صناعة الدراما والسينما صارت تجارية أكثر منها فنية؟
هذه قضية معقدة في الحقيقة، وصعوبتها تكمن في الالتحام الشديد بين الجانبين، فصناعة التلفزيون والسينما منشقة إلى جزءين أحدهما صناعة وهو يفسر التجارة، والجزء الثاني فني خاص بالقيمة والمتعة وهو يفسرتقديم الفن. وأعتقد أن طغيان شق على آخر يختلف بحسب الظروف، والأهم في النهاية بالطبع العمل الذي سيفرض نفسه.
- ما هي أكثر شائعات حزنت عند سماعها أو قراءتها في صفحات الجرائد؟
المشاهير دائما تحت الأضواء، ومع تسليط الأضواء تكثر الأخبار والشائعات. ولأني أعلم أن الشائعات لا بد منها، أصبحت لدي مناعة ضدها، وأصبحت أتعامل معها بالكثير من الإهمال ولا أعطيها أي جزء من اهتمامي.
زيادة وزني الأخيرة سببها دور العانس الذي أصوره حالياً
- ما سر زيادة وزن مشاعل؟
(تضحك) هي زيادة بسيطة حتى لا يتصور القارئ أنها مبالغ فيها، وسر تلك الزيادة هو شخصيتي في «بين الماضي والحب» الذي أجسد فيه شخصية فتاة عانس.
- كيف تعيشين تجربة الزواج الثاني؟
الحمد لله أنا سعيدة في حياتي الزوجية إلى جانب عملي الفني، ولا يوجد أي تأثير من الجانبين على بعضهما البعض، ويرجع الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى، إلى تفهم زوجي لطبيعة عملي.
- أين تحبين أن تمضي إجازتك؟
أحب أن تكون إجازتي مع ابنتي، بغض النظر عن المكان.
- ما أكثر البرامج التي تشدك؟
أشاهد النشرات والبرامج الاخبارية ، فأنا أحب متابعة الأحداث وأفضل أن أكون على تواصل دائم بما يحدث في العالم المحيط من حولي.
- من النادي الذي تحبين تشجيعه في عالم كرة القدم؟
أنا لست متابعة جيدة لكرة القدم بشكل عام، ولكني أتابع مباريات الأزرق منتخب الكويت الوطني في البطولات الخليجية والقارية، وأتمنى أن أرى منتخبنا في كأس العالم المقبلة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024