نيللي كريم: البعض استغلّ رحلتي إلى أميركا...
بمجرد سفرها إلى أميركا، راح البعض يشكك في وطنيتها، وترددت اتهامات وشائعات كثيرة... لكنها ترفض تلك الاتهامات وترد عليها، وتكشف سبب سفرها لأميركا. إنها الفنانة المصرية نيللي كريم التي تتحدث عن مسلسلها، وسرّ حماستها لتكرار العمل مع هاني سلامة، وحقيقة خلافها مع أحمد السقا.
كما تكشف موقفها من المطالبات بتحجيم وجود الفنانين العرب في الأعمال المصرية، وتتحدث عن هند صبري وتيم الحسن وأيمن زيدان وجمال سليمان.
- ما مصير مسلسلك الجديد «ذات» خاصة أننا علمنا أنه توقف بسسب الأحداث الأخيرة في مصر؟
بالفعل توقف تصويره موقتاً حتى تهدأ الأوضاع وتستقر الحياة في مصر، وبعدها سنعود لتصوير المسلسل على أمل أن يلحق بالعرض في شهر رمضان.
- وما هو دورك في هذا العمل؟
أقدم شخصية اسمها «ذات»، وهي رمز لشخصية الإنسان. وما حمسني لهذا المسلسل أنني أتعامل فيه للمرة الثانية مع المخرجة المتميزة كاملة أبو ذكري التي أجد نفسي في راحة تامة معها في أي عمل فني مشترك بيننا، خاصة أنها لم تقدم أبداً في مشوارها الفني أفلاماً تجارية تافهة. والمسلسل يناقش الى حد كبير أحداث الثورة المصرية، ويتميز بأن مخرجته ثورية من الدرجة الأولى، ولها مواقف سياسية سابقة.
بالإضافة إلى أن مؤلفة المسلسل مريم نعوم بذلت جهداً كبيراً في كتابته بشكل متميز. وتدور قصته، كما جاءت في الكتاب المأخوذ منه السيناريو، حول شخصية «ذات» وارتباطها بالعائلات الملكية منذ عام 1952 وحتى الآن، وهو من الأعمال الفنية الراقية والمتميزة التي أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.
- كيف كان وقع الخبر عليك عندما علمت أنه جرى اختيارك كأفضل ممثلة مصرية عام 2010 في استفتاء إحدى المجلات؟
عندما وصلني هذا الخبر شعرت بسعادة كبيرة، لكن قيام الثورة تسبب بتوقف الحياة الفنية بما فيها الاستفتاءات. في أي حال أشعر بأن هذا التكريم جاءني من الجمهور الذي أحبَّ أعمالي، مما يدفعني دائماً لتقديم أفضل ما عندي ويحمِّلني مسؤولية كبيرة حتى لا أخيب ظنه أو أفقد ثقته.
- كيف ترين ملامح الأعمال الفنية المقبلة بعد نجاح الثورة المصرية؟
لا أستطيع أن أجزم أو أحدد ما سيكون عليه حال الفن في الأيام الآتية، ولكن أتوقع أن يكون هناك مقدار كبير من الحرية في التعبير عن الرأي، وتقديم المواضيع الأكثر جرأة، سواءً في السينما أو التلفزيون.
وأرى أننا نحتاج إلى الأفلام الجريئة الأيام المقبلة حتى نعزز الوعي في شأن ما يدور داخل مجتمعنا المصري والعربي لتلافي سلبياته والاستمرار في إيجابياته وتطويرها.
- علمنا أنك ستشاركين هاني سلامة بطولة فيلمه الجديد «واحد صحيح»، فما حقيقة ذلك؟
فيلم «واحد صحيح» تدور قصته في إطار اجتماعي رومانسي، وأجسد فيه دور فتاة يقع هاني سلامة في حبها ويقرر الزواج منها. وسيبدأ التصوير في غضون ايام.
تربطني كيمياء خاصة مع هاني سلامة
- هذه المرة الثانية التي تشاركين فيها هاني سلامة أحد أفلامه بعد «أنت عمري»، فكيف ترين التجربة الجديدة معه؟
هاني سلامة صديقي على المستوى الشخصي، وأسعد كثيراً بالعمل معه، وحققنا معاً نجاحاً كبيراً في «أنت عمري». وأعتقد أن وراء هذا النجاح الكيمياء الموجودة بيننا. كما أرى أنه فنان يحب عمله جداً ويهتم بأدق تفاصيله، واستطاع تحقيق نجومية كبيرة، وأصبح من النجوم المعروفين في سنوات قصيرة .
- بعض الفنانين يطالبون بإلغاء الرقابة الفنية، فهل أنت من أنصار هذه الفئة؟
لا أتمنى أن تلغى الرقابة الفنية بشكل واضح وبالمعنى المفهوم، لأننا في النهاية مجتمع شرقي وله عاداته وتقاليده وقيمه، ولا يمكن أن نحيد عنها، خاصة أن إلغاء الرقابة الفنية سيسمح لأي كان بأن يقدم ما يريد على شاشة السينما، حتى لو كان خادشاً للحياء أو فيلماً ساخناً بشكل كبير.
لكني أتمنى تعديل قوانين الرقابة القديمة التي كانت تحجر على فكر المبدعين وتصادر آراءهم، فمطلوب قوانين أخرى توفر الفرصة بدرجة أكبر لخروج مواضيع وأفكار جريئة، حتى لو كانت ضد مصالح شخصية لأحد المسؤولين، وذلك حتى نرتقي بذوق المشاهد ووعيه وثقافته.
هناك أدوار مصرية لا يبدع فيها سوى جمال سليمان وهند صبري وتيم الحسن
- ما موقفك من المطالبات بتقليص وجود الفنانين العرب في السينما والدراما في مصر خلال الفترة الحالية لمنح فرص أكثر للفنانين المصريين؟
لا احب أن أرى بلادي صاحبة الريادة الفنية الأولى في الوطن العربي بأكمله تغلق بابها، الآن وبعد ثورة التحرير والحرية، في وجه أي فنان موهوب ومحبوب ويملك قاعدة كبيرة لدى الجمهور.
خاصة أن هناك أدوارًا كثيرة في معظم الأعمال الفنية المصرية لا يمكن أن يبدع فيها سوى ممثلين مثل جمال سليمان أو تيم الحسن أو هند صبري أو درة أو أيمن زيدان، وغيرهم من الفنانين العرب الذين يعشقهم الجمهور المصري.
- عدم إبداء رأيك في أحداث الثورة وجَّه إليك أصابع الاتهام بأنك كنت ضد هذه الثورة، ما تعليقك؟
في الأيام الماضية لم أرد على هاتفي المحمول لأنني كنت أمرُّ بظروف صحية سيئة، مما دفع البعض للقول اني لا أستطيع التحدث مع أي شخص بسبب مهاجمتي للثورة، ولكن ذلك غير صحيح، لأنني مواطنة مصرية قبل أن أكون فنانة مشهورة تحلم بأن تعيش بلدها في أفضل وأحسن حال، لذلك لا يمكن أن أهاجم هذه الثورة العظيمة.
- هل فكرت ولو للحظة في مغادرة مصر أثناء الثورة خوفاً من الاضطرابات؟
للأسف الوطن العربي كله يعاني الآن حالة اضطراب ، سواءً في ليبيا أو اليمن أو مصر، كما أنني لا يمكن أن أفكر، ولو للحظة، في أن أترك بلدي وأهلي في هذه الأزمة وأسافر لأستمتع بحياتي في دولة أجنبية أو عربية، لأنني مصرية في المقام الأول.
- لكن تردد أنك سافرت الى نيويورك أخيراً، فهل كانت لديك ارتباطات فنية أم هناك أسباب أخرى لتلك الرحلة؟
للأسف البعض استغل رحلتي إلى أميركا ليشكك في وطنيتي، لكنني سافرت لحضور مهرجان نيويورك للسينما هناك، خاصة أن فيلمي الأخير «678» كان يشارك في المهرجان وحصد جوائز كثيرة. وقد سافرت مع المؤلف محمد دياب أكثر من أسبوعين، وأتمنى ألا يستغل أحد هذه الرحلة ليشكك في وطنيتي.
- هل لاحظت فرقاً بين تكريمك عن فيلم «678» في مهرجان دبي السينمائي وتكريمك في مصر أو في نيويورك؟
الحمد لله تم تكريمي العام الماضي في مهرجان دبي عن دوري في فيلم «واحد صفر»، وقد أحدث ضجة كبيرة وقتها، وكذلك حظي فيلم «678» بالاهتمام والنجاح في مهرجان دبي، وكذلك مهرجان نيويورك في الأيام الماضية، مما جعلني أشعر بسعادة كبيرة، خاصة أن الجمهور الذي شاهد الفيلم لم يكن مقتصراً على المصريين، بل شمل أيضا جمهوراً من معظم دول العالم.
- لكن فيلم «678» اعتبره البعض مغامرة غير محسوبة لأنه ناقش قضية جريئة جداً وهي التحرش الجنسي، فهل خفت من رد فعل الناس على الفيلم؟
هذا الكلام هو ما قيل عن فيلم «واحد صفر» من قبل، لكنه في النهاية حقق نجاحاً كبيراً وحصد الجوائز في المهرجانات. وتكرر الأمر نفسه مع فيلم «678»، فبعض الناس حكموا عليه من ظاهره فقط دون مشاهدته جيداً، ولكنه أيضاً حقق نجاحاً كبيراً رغم جرأته.
ولم أخش الفشل أبداً لأن التوفيق في النهاية بيد الله عز وجل، وأنا لم أقدم شيئاً خادشاً للحياء، وإنما حاولت تقديم فيلم ناضج للجمهور يناقش قضية اجتماعية مطروحة وموجودة فى المجتمع المصري.
- وما تعليقك على انتقاد البعض للفيلم بأنه لا يتضمن متطلبات السوق، مثل الصورة الجيدة أو حتى بعض المواقف الكوميدية التي تجذب المشاهد؟
من الممكن أن أقدم فيلماً متميزاً في الصورة ومليئاً بالمواقف الكوميدية، ولكنه لا يقدم مضموناً أو قيمة للناس، وفي فترة عرضه سيسعد به الناس، ولكن بعد فترة سيكتشفون أنه فيلم تافه لا يقدم لهم شيئاً، خاصة إذا قورن بعمل سينمائي مهم لفنان آخر فى الفترة نفسها... ما يهمني أن أقدم عملاً فنياً يحمل رسالة للناس، ويمس مشاكلهم وهمومهم، حتى لو كانت صورته غير متطورة، وتم إخراجه بأقل تقنيات السينما الموجودة الآن.
كما أنني أرى أن الجمهور متعطش لمشاهدة أفلام هادفة تلمس واقعه وحياته ومشاكله وهمومه، حتى يشعر بأنها قريبة منه، لأنه ملَّ الأفلام التي تقلّد السينما الأميركية أو أفلام العشوائيات، لذلك حقق الفيلم نجاحاً لم يتوقعه أحد.
- هل صفاتك الشخصية قريبة من صفات «صبا» التي جسدتِ دورها في الفيلم؟
شخصية «صبا» تمسني وقريبة مني وموجودة في الواقع، وأعرف أشخاصاً شبيهين بها. لكني لم أقابل هذه الشخصية بشكل مباشر قبل تقديمها، كما ردد البعض. والحمد لله أنني قدمتها بشكل جيد أعجب الناس.
أنا متقلّبة المزاج
- في الفترة الأخيرة قدمت أدواراً فنية لها طابع خاص، سواء في الدراما أو السينما، مثل أدوارك في فيلم «678» و«الرجل الغامض» و«زهايمر»، وهي أدوار متنوعة. ولكن إلى أي الأدوار تميلين؟
أي دور أقدمه له متعة خاصة بالنسبة إلي، سواءً كان كوميدياً كما في فيلم «الرجل الغامض» أو دوراً مهماً مثل «زهايمر» أو دوراً جريئاً وصادماً للجمهور مثل شخصية «صبا» في فيلم «678»، فكلها أدوار تعبِّر عن شخصيتي في الحقيقة لأنني بطبعي إنسانة متقلّبة المزاج ولا أحب أن أقف عند شكل معين في الحياة.
- في فترة معينة حصرك بعض المنتجين في أدوار الفتاة الهادئة والرومانسية، فكيف استطعت الخروج من هذا الإطار؟
لا أحب أن يصنّفني أو يحصرني أحد في إطار معين في التمثيل، لأنني أستطيع تقديم دور الفتاة الرومانسية الهادئة ودور بنت الحارة الشعبية، بدليل أنني استطعت تقديم هذه الشخصية في مسلسل «الحارة»، وكذلك دوري في فيلم «678» وغيرهما، لأنني بطبعي في حياتي اليومية أمر أحياناً بأوقات فرح وسعادة، وأحياناً أخرى أشعر بالملل والحزن، وفي أوقات أخرى أميل إلى العقلانية والاتزان.
وكذلك في فني أحب التنويع وعدم تصنيفي في قالب معين، حتى أستطيع إخراج طاقاتي في التمثيل بشكل كبير، وحتى لا يملَّ مني الناس.
- مشوارك الفني تجاوز حتى الآن عشر سنوات، ما هي الأعمال الاحب إلى قلبك طوال هذا المشوار؟
أول هذه الأعمال الفوازير، وهي التي قدمتني للجمهور، وكانت سبب شهرتي ونجوميتي. ولكن أود أن أقول إنه لا يمكن أن يأتي فنان أو فنانة في تاريخ الفن ويقدم الفوازير بشكل عبقري ورائع مثل النجمتين نيللي وشريهان.
واحب أيضاً مسلسل «وجه القمر» مع سيدة الشاشة فاتن حمامة، وأعتبره علامة فارقة في مشواري الفني. وتلته أفلام سينمائية جيدة مثل «سحر العيون» و«غبي منه فيه» و«واحد صفر» واخيراً «زهايمر» و«678»، بالإضافة إلى تجربتي المهمة مع المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين في فيلم «إسكندرية نيويورك»، رغم أن دوري فيه كان صغيراً جداً، إلا أنني أعتبره خطوة مهمة في مشواري الفني.
- وما الذي اكتسبتٍه من تجربتك مع يوسف شاهين؟
يوسف شاهين مجنون سينما، وكان مهموماً بفنه وعاشقاً للسينما، كما أنه يحترم أي فنان ملتزم. تعلمت منه الكثير على المستويين الفني والإنساني، ولا يمكن أن يتكرر هذا الرجل في تاريخ السينما العربية.
لا مشكلة مع أحمد السقا
- منذ ظهورك أمام أحمد السقا في فيلم «حرب أطاليا» لم نرك تكررين التجربة معه، فهل هناك مشاكل بينكما تمنعكما من العمل معاً؟
أحمد السقا فنان موهوب ولديه شعبية كبيرة جداً، وهو على المستوى الإنساني رجل بمعنى الكلمة. ولا توجد مشكلة أو أزمة بيننا إطلاقاً كما يردد بعض الناس المغرضين، وإن شاء الله سيجمعنا عمل فني في الفترة المقبلة.
- ظهرت مع الفنان هاني رمزي في فيلمين، فما تقويمك للتعامل معه؟
بالفعل تعاملت معه في «غبي منه فيه» و«الرجل الغامض»، وأحبه كثيراً على المستويين الفني والشخصي. وهو إنسان دمه خفيف وطيب القلب ومتسامح جداً وساعدني كثيراً، خاصة أنني لست ممثلة كوميدية من الدرجة الأولى، لكنه أظهرني بشكل جميل للناس.
- نعلم أنك صديقة مقربة للنجمة حنان ترك، فلماذا لا تفكرين في تقديم عمل مشترك بينكما؟
أنا وحنان علاقتنا قديمة منذ أن كنا زميلتين في معهد الباليه، وهي فنانة جميلة ومجتهدة جداً وتربطني بها صداقة قوية جداً، وأتمنى أن نقدم عملاً فنياً معاً.
- البعض يرى أن الدراما التركية تأخذ نصيب الأسد من متابعة الجمهور العربي، حتى أنها تفوقت على الدراما المصرية، هل توافقين على هذا الرأي؟
بالفعل في السنتين الأخيرتين ظهرت مسلسلات تركية وحققت نجاحاً كبيراً، مثل «نور ومهند» الذي تابعه الجمهور العربي بشغف وحب كبيرين، بالإضافة إلى مسلسل «العشق الممنوع».
وأتمنى أن توجد أعمال درامية مصرية بمستوى أعمال الدراما التركية، ولكن لكي تقف الدراما المصرية على قدميها يجب أن نهتم كثيراً بالأفكار المطروحة وكذلك بالممثلين الذين يجسدون هذه الدراما، لأن أداءهم ينعكس في النهاية على موقف الجمهور من متابعة العمل، فإما أن يقبل على العمل الدرامي بشغف أو يغير القناة فوراً.
كما يجب أن نهتم بتصوير أعمالنا التلفزيونية في أماكن مختلفة، سواءً خارج مصر أو داخلها حتى لا يمل المشاهد إذا رأى الأماكن نفسها في كل عمل فني نقدمه.
- ابتعدت فترة طويلة عن المسرح رغم أنك قدمت أعمالاً مسرحية كثيرة سابقاً في دار الأوبرا، فما سبب هذا الغياب؟
لا أستطيع أن أنكر أنني أعشق المسرح، وقدمت أعمالاً مسرحية كثيرة في دار الأوبرا. لكن لا أستطيع خوض تجربة المسرح الآن، لأنها تتطلب جهداً ووقتاً ولا تتوافق مع وضعي، خاصة أن لديّ أسرة تحتاج مني إلى الرعاية والاهتمام، وأقصد زوجي وطفلتي الغالية سيليا.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024