عربية في العشرين ترأس مجلة موضة في فلوريدا... ميلانيا زيلو: "قلبي في لبنان، دائماً"
ميلانيا صبيّة أكملت لتوّها العشرين. عاشت بين إيطاليا وأميركا ولبنان وفرنسا. تكمل دراستها في فلوريدا حيث تعيش حاليّاً مع عائلتها. على الرغم من أنّ ميلانيا كانت دائماً قريبة من عالم الموضة، تردّدت كثيراً قبل أن تخوض هذا المجال. وعلى الرغم من توقّعات الجميع لها بأن تصبح عارضة أزياء، فهي شقّت لنفسها مساراً مختلفاً، وعُيّنت رئيسة تحرير لمجلّة "سترايك" في فلوريدا، لتكون بذلك أصغر رؤساء التحرير لمجّلة مطبوعة في العالم. بين دراستها ووظيفتها التي تتطلّب منها إدارة أكثر من ٥٠ شخصاً، تسعى ميلانيا إلى تنظيم حياتها بطريقة تسمح لها بالاهتمام بنفسها وبجميع من حولها وتغيير محيطها دائماً إلى الأفضل.
- ميلانيا، والدتك لبنانيّة، والدك فرنسيّ-ألبانيّ، وأنت أميركيّة؛ وُلدت في أميركا حيث تعيشين الآن، وتزورين إيطاليا باستمرار... إلى أيّ بلد تشعرين بالانتماء أكثر؟
أشعر أنّني لبنانيّة بالتأكيد! كبُرت في لبنان وعشت سنوات المراهقة فيه، كما أنّ جدّتي وجدّي يعيشان في لبنان. قلبي دائماً هناك!
- وماذا أخذتِ من كلّ بلد؟
أخذت شيئاً من طباعي من فرنسا، بمعنى "ألاّ أعطل همّ" كثيراً، حتّى في مجال العمل. أعيش حياتي وأدع الآخرين يعيشون حياتهم. من إيطاليا أتمنّى أن أكون قد أخذت أناقتي... عموماً، كل هذه البلدان تحبّ الحياة والاحتفالات وتتميّز بالتواضع والدفء، وأنا مثلها. كما أعتبر نفسي محظوظة لأنني أعيش في أميركا، حيث يمكنني أن أتصرّف على طبيعتي، وهي بلد يفتح لي مجالات كثيرة قد لا تقدّمها لي بلدان أخرى. الولايات المتّحّدة بلد المغتربين والمهاجرين، ونحن من نجعل منها بلداً جميلاً.
- ماذا تدرسين في الجامعة؟
أدرس العلوم السياسيّة وقانون العمل. عندما بدأت دراستي، اخترت علم النفس. كوني تنقّلت بين بلدان مختلفة، كنت أريد أن أعرف كيف يفكّر كلّ إنسان وأن أدخل إلى عقله، لأنني أردت التكيّف مع الشخصيّات المختلفة والثقافات المتنوعة. وبمرور الوقت، نضجت قليلاً مع دراستي، ولاحظت أنّني مهتمّة بأكثر من ذلك... العلوم السياسيّة لا يمكن تنبّؤها، وكذلك الإنسان. الأسس التي أنشأناها والتي نعتمد عليها تتغيّر باستمرار وتتطوّر. هناك دائماً المزيد لنتعلّمه. وكلّما فكّر الإنسان أنّه يعرف كلّ شيء، يكتشف أنّه لا يعرف أيّ شيء!
- كيف اخترت العلوم السياسيّة؟
غيّرتُ مساري إلى العلوم السياسيّة أثناء الانتخابات الرئاسيّة في أميركا حيث كنت أعمل مع بعض المؤسّسات على تشجيع الشبّان والشابّات على الاشتراك في الانتخابات. شدّني كيف يعمل النظام السياسيّ في أميركا، وكذلك الجيل الجديد... أردت أن يكون لي صوت، تماماً كما أرى ضرورة تشجيع الجيل الشابّ على الانتخابات... وهذا ما نحتاج إليه في لبنان أيضاً. الجيل الشابّ يمكنه أن يؤثّر كثيراً في السياسة ويلعب دوراً مهمّاً وضروريّاً في أيّ مجتمع يسعى إلى التغيير!
- ما هي الشؤون التي تهمّك في العالم وتفكّرين فيها أكثر؟
مشاكل البيئة تخيفني كثيراً، ولكن ما يخيفني أكثر هو تردّد القادة في العمل على إيجاد الحلول وتطبيقها بجدّية. غير أن الموضة اليوم تلعب دورها في هذا المجال. كذلك ترعبني الأزمة السكنيّة ومشكلة المشرّدين في أميركا.
- علم النفس، الموضة، العلوم السياسيّة والتغيير… ألا ترين أنّ هذه مجالات بعيدة عن بعضها؟
أعتقد أنّ السياسة تدير كلّ شيء في العالم، حتّى الموضة! السياسة هي كيف ومن يقرّر من سيحصل على ماذا، أين، ومتى؟ وكذلك الموضة! الاستهلاكية تؤثّر في القوة التي نمنحها لمؤسسّات معيّنة. "القوّة في جيوبنا"... نحن، ومن دون أن نشعر، ننتخب بالطريقة التي نختار أن نصرف المال فيها ونقاطع من نريد إذا شئنا. والموضة أيضاً تفتح المجال للثورة والتمرّد، تماماً مثل السياسة!
- كيف تصفين علاقتك بالموضة اليوم؟
علاقتي بالموضة اليوم مختلفة عمّا كانت عليه في صغري. كنت أنظر إلى الموضة بعين مختلفة. كنت صغيرة. بدأت أحضر العروض وأدخل الكواليس منذ كنت في الرابعة من عمري... علاقتي كانت مرّة بعض الشيء. كانت مرئيّة، محصورة بكل ما كنت أراه في الكواليس التي تبهر الذهن. الأزياء الجميلة والعروض الصاخبة. كنت أيضاً أرى العارضات الجميلات في الكواليس وكيف يرتدين الأزياء المصمّمة لهنّ، لفتيات بمقاسهنّ فقط، وكوّنت فكرة خاطئة عن مفهوم الجمال ومقاييس الجمال. كنت مبهورة طبعاً برؤية المصمّمين وإبداعهم، ولكنّني لم أكن أُشبه العارضات. الموضة كانت موجّهة إلى فئة معيّنة، ممّا جعلني لا أتقبّلها. ولكن مع مرور الوقت، نضجت، وكذلك عالم الموضة تغيّر كثيراً في السنوات الأخيرة. وجدت أنّه لا يوجد مكان للجميع في هذا المجال... علاقتي اليوم بالموضة أكثر عمقاً.
- هل أثّرت فيك الكواليس سلباً؟
في البداية طبعاً. كبُرت في كواليس العروض أقارن نفسي وجسدي بالعارضات. فعندما كنت في الثانية عشرة، حاولت أن أجد من أنا وما هي الصورة التي أريد أن يأخذها الآخرون عنّي. أعتقد أنّنا لا نتحدّث كثيراً عن المشاكل النفسيّة التي تمرّ بها المراهقات في الشرق الأوسط. نعم، مررت بفترة صعبة أقارن نفسي بالعارضات وأقوم ببعض الأشياء لتكون صورتي مثل العارضات. أثرّ ذلك كثيراً في علاقتي بنفسي وحبّي لذاتي.
- ما أفضل نصيحة تسدينها إلى المراهقات في تلك السنّ؟
قد لا تكون النصيحة الأفضل... ولكن ما ساعدني بصراحة هو أن أكفّ عن متابعة فتيات لا يشبهنني ولا يمثّلنني. نصيحتي خاصّة على السوشيال ميديا أن تتبع الفتاة من يشبهها ويمثّل القيم التي تؤمن بها. أمّا للراشدين والأهل والعمّات والخالات... فيجب التوقّف عن توجيه الملاحظات التي تتعلّق بالوزن والمظهر وإحراج أولادكم بما يخصّ الأكل "نصحانة، ضعفانة..."، هذه التعليقات مؤذية خاصّة في سنّ مبكرة عندما تكون الفتاة تبحث عن نفسها، وحتّى الفتيان. أشعر أنّ هذه الملاحظات جزء من ثقافتنا.
- من يراكِ قد يستغرب أنّه على الرغم من أنّك تعملين في مجال الموضة لستِ عارضة أزياء. هل سبق وخضت هذا المجال؟
جرّبت مرّة عندما كنت في السادسة عشرة. أردت أن أرى إن كان لي مكاني في هذا المجال. كنت فعلاً أريد أن أخوض هذه التجربة. أردت أيضاً أن أثبت لنفسي أنّه يمكنني النجاح في هذا المجال.
اتّصلت بعدد من الشركات العالميّة في ميامي، وتواصلت مع إحداها. دعتني الشركة للحضور. كنت متحمّسة كثيراً، ولكن عندما أخذوا مقاييسي ونظروا إليّ، ما سمعته هو أنّ وجهي جميل جدّاً، ولكن يجب عليّ التوقّف عن أكل الحلويات وأن أمارس الرياضة أكثر، خاصّة الـ pilates. علماً أنّني أُعتبر نحيفة. شعرت بالغضب، ولكن بدل أن أذهب لممارسة الرياضة، ذهبت إلى مطعمي المفضّل، وهو مختصّ بمطبخ جنوب أميركا، وأكلت الدجاج المقليّ مع الكعك (Fried Chicken & Waffles). قرّرت الابتعاد عن عرض الأزياء، ولكن زاد تقديري واحترامي للعارضات... فهي مهنة تأكلك حيّة إن لم تكن شخصيّتك قويّة. اليوم أقدّم عروضاً صغيرة ولكننّي شققتُ طريقي في عالم الجمال والصحّة وحبّي لنفسي. فأنا اليوم أتقبّل ذاتي وصورتي وأحبّ نفسي وأثق فيها.
- ما هي المجالات التي تشدّك في الموضة؟
الإبداع والإنتاج... تكوين فكرة والعمل عليها وتحويلها إلى حقيقة. أحبّ العمل مع مبدعين ومناقشة الأفكار المختلفة والوصول إلى صورة نتّفق عليها رغم أنّنا نختلف عن بعضنا البعض.
- كيف أصبحتِ رئيسة تحرير في هذه السنّ المبكرة؟
في الأسبوع الأول الذي التحقت فيه بالجامعة، قابلتُ رئيسة التحرير السابقة وقلت لها إنّني أحبّ الموضة ومستعدّة للقيام بأيّة وظيفة، ولكنّني أريد العمل في المجلّة. كانت متردّدة قليلاً لأنّني كنت في الثامنة عشرة من عمري. مضى شهر بكامله ولم أسمع عنها شيئاً إلى أن كلّمتني وعرضت عليّ أن أكون "مساعدة للمسؤولة عن الموضة". أذكر تماماً بعد أسبوعين أنّني كنت في السيارة وقلت لصديقتي إنّني سأصبح رئيسة تحرير قريباً.
- كنت تعلمين؟
نعم. كان لديّ هدف وخطّة. لم أعرف تماماً ما هي الخطّة ولكن كان لديّ خطّة…لمدّة سنتين، عملت كثيراً، أكثر ممّا تتصوّرين.
- في رأيك، ما الذي قرّب الهدف منك؟
عملت بجهد كبير. كنت أعمل بجدّ، ولساعات متأخّرة. حضرت الاجتماعات وكنت آخر من يتركها... كما كنت أعبّر دائماً عن آرائي. أحياناً كانوا يستمعون إليها وفي أحيان أخرى يتجاهلونني، ولكنّني كنت دائماً صريحة، لا أجامل. إذا كنت أؤمن برؤية معيّنة، أصرّ عليها. أعتقد أنّ من الضروري أن يبقى الإنسان على رأيه إذا كان يعلم أنّه محقّ. كما كنت أتدخّل بما لا يعنيني، أي أطلب من الجميع إذا كان باستطاعتي مساعدتهم، ككتابة موضوع ما، أو المساعدة أثناء التصوير، أيّ شيء... كنت أجعل جميع من حولي "يراني" ويلاحظ عملي. عندما يعمل الإنسان بجدّ يثق فيه مَن حوله ويقدّرون عمله. تعلّمت أنّ على الإنسان أن يثابر على بذل المجهود، ويعمل بصدق، ولن يمرّ العمل من دون تقدير. على الإنسان أن يسعى بجهد ليصل إلى مبتغاه، فلا أحد سيقدّم لنا العمل على طبق من ذهب!
- ماذا فعلتِ في "زمن الكورونا"؟
خلال السنتين الماضيتين كان لدينا الكثير من الوقت لنفكّر مَن نحن وماذا نريد. أطلقت موقعاً يهتمّ بالصحّة والرفاه. تعلّمت كل شيء على "غوغل" و"يوتيوب". موقعي www.themadloveclub.com عبارة عن منصّة أعبّر فيها عن نفسي... هو حبّ جنونيّ للآخر وللنفس وللأرض. أحب أن أتطرّق من خلال الموقع إلى مواضيع عدة، منها الموضة والسياسة والصحّة والرفاه والمجتمع والبيئة. وبدل أن أتحدّث إلى الجدران في غرفتي، قرّرت أن أتحدّث إلى الجدران نفسها ولكن عبر الميكروفون. بحثت على الإنترنت، على "غوغل" و"يوتيوب" كيف أسجّل حلقاتي على "البودكاست" وعلّمت نفسي. هكذا أتى "البودكاست" ليكمّل فكرتي. فبعض الأشخاص يحبّون القراءة، ولكنّ البعض الآخر يفضّلون الاستماع أكثر.
- هل تحبّين تصميم الأزياء؟
تعجبني الفكرة ولكنّني لا أجيد الرسم.
- مَن يعجبك مِن المصمّمين؟
يعجبني مارتن مارجيلا. من المستحيل الشعور بالملل عند متابعة تصاميمه ومشاهدة عروضه. كما تعجبني تصاميم فيبي فيلو عندما كانت في Céline، وهي من أكثر الأشخاص الذين يشدّونني في مجال الموضة.
- من يعجبك من المصمّمين العرب؟
(تصمت ميلانيا... تضحك، وتردّ بخجل) الجميع يعلم مَن أحبّ! المصمّمة ريم عكرا طبعاً... منذ طفولتي أحبّها وأحترمها بعمق وأقدّر عملها كثيراً. كنت أراها في الكواليس عندما كنت صغيرة وأراقب كيف تعمل... تعجبني طاقتها الإيجابيّة وحيويّتها.
- في خزانة كلّ فتاة...
بلايزر يتناسب مع ذوقها... شخصيّاً أحبّ السترات بقصّات رجالية وبحجم كبير، كما لو أنّني أخذتها من خزانة والدي. هذا بالإضافة إلى قميص أبيض كلاسيكيّ.
- أين تصرفين المال أكثر؟
على الأحذية أعتقد! أحبّ الأحذية كثيراً... اشتريت لتوّي حذاءً رياضيّاً بمناسبة عيد ميلادي، جوردان من Nike صمّمته المدوّنة والستايلست Aleali May، وهو حاليّاً حذائي المفضّل. تاريخ الأحذية الرياضيّة يشدّني كثيراً. أحبّ موضة رياضة كرة السلّة وتأثيرها في الموضة. وأعتقد أنّني أستلهم منها الكثير.
- ما هي صيحات الموضة التي تتشوّقين إليها؟
قد لا تكون موضة بل ربما موقف جديد نحو الموضة. أعتقد أنّ الموضة الأجمل هي الموضة التي لا تتبع أيّة قوانين. بعد الفترة الصعبة التي مرّ بها العالم أخيراً، أشعر أنّه سيكون هناك انقلاب أو تمرّد على كسر القوانين التي تعوّدنا عليها وسنتشّجع على تجريب "ستايل" جديد ومختلف… أشعر أنّ هناك تحرّراً في اختيار ما نحبّ وما نريد بدل أن نتبع موضة معيّنة. نحن نمرّ بفترة تمرّد ستنعكس حتماً على الموضة هذا الموسم.
- الصيحات التي تتمنين أن تختفي...
صيحات الموضة التي لا أريد أن أراها، "جيليه" الصوف المحبوكة أو sweater vest... لا أستطيع أن أتقبّلها مع أنّها اليوم موضة. قد يكون السبب أنّني لا أعرف بعد كيف أرتديها، لا يهمّ اللون والقصّة... لن أجرّبها.
- قطعة يمكنها أن تجعل إطلالتك أجمل وأكثر أناقة؟
سترة من الجلد، ممكن أن ترتديها المرأة مع أيّ شيء وتجعل الإطلالة أكثر أناقةً، دائماً وفوراً… كما أحبّ أحذية رعاة البقر، مع أيّ شيء وكلّ شيء... أحياناً يستغرب البعض خياري ولكنّني أعشقها!
- ماذا يزعجك في عالم الموضة؟
أريد أن نتخلّى عن فكرة شراء الملابس باستمرار والتوقّف عن تشجيع فكرة الشراء بطريقة دائمة... أتمنّى لو نحافظ على ملابسنا بدل أن نجدّد خزانتا من دون توقّف. كما أنّني لا أحبّ الترويجات الإعلانيّة التي ترسلها الشركات إلى المؤثّرين عبر الإنترنت. أتمنّى لو ترتدي المؤثّرة ما تحبّ بدل أن تروّج لقطعة أرسلتها إليها شركة معيّنة.
- كيف تتوقّعين أن يحصل هذا التغيير؟
أنا متحمّسة جدّاً لمتابعة العلامات التي ستغيّر طريقة وكميّة إنتاجها لتشجيع الاستدامة. هناك علامة جديدة في فلورنسا (ارتدتها أخيراً دوجا كات) Avavav، مثلاً أطلقت مجموعة ٨٠٪ منها مصنوع من أقمشة متروكة ومكرّرة من أبرز دور الأزياء مثل Burberry، Fendi وJacquemus. هذا هو اليوم هدف معظم دور الأزياء، وسنرى تغييراً كبيراً تلعب التكنولوجيا فيه دوراً مهمّاً.
- أراك تهتمّين بالبيئة كثيراً…
أحبّ كثيراً أن أتابع أخبار التكنولوجيا التي تتعلّق بعالم الموضة، والتقنيّات الجديدة التي يتّبعها المصمّمون، بالأخصّ Iris Van Herpen. كما تعجبني فكرة البرامج الجديدة التي تتعلّق بالموضة الرقميّة... أحبّ أن يستفيد المصمّم من التقنيات الجديدة المتوافرة.
- ماذا يعني لك لبنان؟
أشعر بالبكاء... هذه الفترة الأطول التي لم أعُد خلالها إلى وطني.
- لا تعيشين في لبنان، وتسمّينه وطنك؟
طبعاً. لبنان بلدي وموطني.
- ليس لديك حتّى الجنسيّة اللبنانيّة؟
يجب أن تعطوني الجنسيّة! نعم، أمّي لبنانيّة ولا يمكنها أن تمنحني الجنسيّة، ويجب تغيير هذا القانون.
لبنان يمثّل لي قوّة العزيمة وأعتقد أنّني ورثتها. أشتاق إلى الناس في لبنان، ولبنان هو أيضاً جدّي وجدّتي، و"طبخ تيتا". ليست صدفة أنّ المقهى المفضّل لي هنا يملكه لبنانيّ، وتناولت لتوّي "عروس لبنة وزعتر"...
نحن اللبنانيين معروفون بقوّتنا واندفاعنا لتحقيق النجاح. أحبّ أن أتابع قصص نجاح اللبنانيّات واللبنانيين الذين ينتمون إلى بيئتي. هل من الجنون أن أقول إن اللبنانيّين يبرعون في كلّ شيء؟
- هل تعلمين أنّك ناجحة أيضاً؟
أتمنّى أن أكون ناجحة!
- حاولتُ أن أبحث عن رئيسة التحرير الأصغر سنّاً في العالم، ووجدت فتاة واحدة كانت في السادسة عشرة من عمرها لمجلّة أنشأتها وأطلقتها بنفسها. وفتاة كانت رئيسة تحرير لمجلّة في الثامنة من عمرها. إذا لم تكوني الأصغر سنّاً في العالم، فأنت حتماً من بين الأصغر في العالم. ما رأيك في ذلك؟
حقّاً؟؟؟ "واو"! هذا دليل على أنّ الوصول إلى أيّ هدف ممكن شرط العمل الدؤوب والجهد والجديّة. نحن بحاجة إلى مبدعين جدد، شبّان وشابّات... أحترم طبعاً تاريخ الموضة وجذورها والأسماء الكبيرة فيه، ولكن حان الوقت لفتح المجال أمام جيل جديد متنوّع. دخول عالم الموضة معقول، ولكن يجب كسر بعض الحواجز أوّلاً.
- مقولتك في الحياة…
"لا شيء يهمّ"... قد تكون مقولة جيّدة أو سيّئة، لا أعلم. فلنفعل ما نريد وما يسعدنا، لأنّ لا شيء في الدنيا بهذه الأهميّة ولا شيء يدوم.
- ما هي القيم العربيّة التي تأثّرت بها؟
حُسن الضيافة والاحتفال بمَن حولي وأن أجعلهم يشعرون بالدفء. كما أحبّ أن أطهو الطعام لأصدقائي... أعتقد أنّها أيضاً حُسن الضيافة اللبنانيّة.
- ماذا تمنّيتِ لو كنت تعرفين في سنّ الثانية عشرة؟
عدم الاستماع إلى كلّ من سخر منّي! يا ليتني تجاهلتهم. كان لديّ الكثير من الأفكار والأحلام والطموحات عندما كنت صغيرة، سحقتها سخرية الآخرين مني، والذين كانوا يظنّون أنّني غريبة أو ساذجة. لو سمعت نصيحة نفسي لكنت حقّقت الكثير من الأهداف في حياتي. اتبعوا حدسكم وآمنوا بنفسكم.
- لكِ أخت صغيرة، تعتبرك مثالها الأعلى... كيف تتصرّفين أمامها لتكوني مثالاً صالحاً لها ولمتابعيك على السوشيال ميديا؟
أعتقد أنّها هي مثالي الأعلى... أحاول أن أتعامل معها دائماً بصراحة وانفتاح في التفكير، وأن أكون على حقيقتي من دون أن أخلق شخصيّة مثاليّة متصنّعة. فهي ترى كل جانب فيّ، حسناتي وسيئاتي، وأحياناً أخطائي. ليس هناك إنسان مثاليّ. الإنسان يخطئ ويتعلّم من أخطائه وأتمنّى أن تتعلّم منها هي أيضاً. وكذلك كلّ من حولي.
- كيف تتخيّلين مستقبلك؟ هل لديك خطّة أو حلم معيّن؟
نعم، أعرف تماماً ماذا أريد، ولكن لا أعلم بعد كيف سأحقّق طموحاتي. أودّ أن أتابع العمل الذي أقوم به حاليّاً، وربّما في المستقبل أن أعيش حياة هادئة في مزرعة مع أحصنة… هادئة بأناقة! بعيداً من العالم… في قلب الطبيعة.
- ما هي الرسالة الي توجّهينها إلى أصدقائك في لبنان؟
"أنا فخورة جدّاً بكم، بمثابرتكم وصمودكم على الرغم من كل شيء تمرّون به. أتمنّى لو كان في إمكاني أن أضمّكم… الشعب اللبنانيّ دائماً صامد وليس هناك أيّ شيء لا يمكن أن يتخطّاه. أعتقد أنّنا أقوى من ظروفنا، وفي النهاية سنتغلّب على كل الصعوبات".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024