هارلم... طبيعة ساحرة وتاريخ عريق
هارلم... المدينة الهولندية التي تعتبر واحدة من أجمل مدن أوروبا عموماً، ومن أروع مدن هولندا خصوصاً. فهي ذات طبيعة ساحرة غنية بالأماكن السياحية ولا يفصلها عن العاصمة الهولندية أمستردام سوى 20 كيلومتراً تقريباً. تشتهر المدينة بتاريخها العريق الذي يعود الى العصور الوسطى، علماً أنها ما زالت تحتفظ بشكل الأبنية التاريخية التي تميزها، ولذلك يقصدها معظم فناني العالم .
تقع مدينة هارلم في شمال هولندا، على بُعد 20 كيلومتراً من العاصمة أمستردام، ويبلغ عدد سكانها حوالى 158 ألف نسمة. تُعرف هذه المدينة باسم "الجنّة الهولندية" إذ تتيح لزوّارها فرصاً فريدة للاستمتاع بأجمل المشاهد الطبيعية الخلابة بين المباني القديمة والشوارع المرصوفة بالحصى والممرات المائية المتعرّجة. كما تشتهر المدينة بتاريخها العريق الذي يعود إلى العصور الوسطى، وتمتاز بالعمارة ذات الطراز القديم.
تُعدّ هارلم من الوجهات الساحرة في هولندا، ولذلك يقصدها عدد كبير من الفنانين والرسامين لتأمّل روعة أبنيتها ذات الفن المعماري الفريد. وكما هي حال بقية المدن الهولندية الشهيرة بطواحين الهواء، تشتهر مدينة هارلم بطاحونة "دي أدريان"، أحد أفضل معالم السياحة في هارلم، والتي أُضيف إليها متحف صغير حيث يمكن السائح التجول في داخله.
وإذا كنت من هواة التسوّق، تعتبر هارلم الخيار المثالي، نظراً لوفرة المحال التجارية المتخصصة، إضافة إلى المطاعم المتنوعة والمختلفة. وإذا كنت من هواة الآثار القديمة والسياحة الثقافية، يمكنك زيارة كنيسة "سانت بافو" في ميدان السوق والمعالم التاريخية المجاورة لها.
بوابة أمستردام
هي من أشهر المعالم التاريخية في مدينة هارلم، وتم إعلانها كنصب تذكاري وطني. إنها البوابة التاريخية الوحيدة الباقية في المدينة. تم بناؤها في العام 1400، وتحيط بها بعض البقايا المتهدّمة للسور التاريخي الذي كان يحيط بالمدينة القديمة، لكنه تهدّم بمرور السنين.
متحف تايلرز
متحف لا بدّ من زيارته في هارلم، لا سيما أنه أقدم متحف في هولندا إذ تأسس عام 1778، ويحتوي على مجموعة رائعة من الفنون، مع العديد من اللوحات الفنية العريقة والرسومات والصور التي رسمها فنانو هولندا، إضافة إلى مجموعة من الحفريات والأدوات العلمية التاريخية، وهذا ما يجعله وجهة سياحية رائعة لهواة الفنون.
متحف فرانز هالز
متحف فرانز هالز هو أحد أفضل المتاحف الفنية في هارلم، إذ يضم مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية الهولندية التي يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من القرن الخامس عشر وحتى عصرنا هذا. تتضمن مجموعة المعروضات الفنية عدداً من الأعمال الفنية لفنانين من هارلم، أبرزهم فرانز هالز، دي براي، وفيرسبرونك. كما يضمّ المتحف قسماً للفنون الحديثة وآخر للمصنوعات الفضية واليدوية.
يُذكر أن الرسام فرانز هالز، الذي يحمل المعرض اسمه، هو أحد أهم فناني هولندا وأشهرهم. وقد تمكن هذا الفنان المميز من سرد التاريخ الهولندي باستخدام فرشاته وألوانه. ويضم المتحف حالياً مجموعة كبيرة من الصور التي رسمها الفنان هالز، والتي تؤرّخ طبيعة الحياة في هولندا على مختلف الصعد، وطبيعة الحِرف التي عُرفت هناك قديماً.
كاتدرائية القديس بافو
تتميز كاتدرائية القديس بافو بتصميمها القوطي المبهر، وقد تم تشييدها خلال الفترة الممتدة بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر على الطراز القوطي الساحلي. هي من أقدم المباني في المدينة، وتمتاز برسومها الداخلية التي تزيّنها والأيقونات الكنسية المعتّقة، إضافة إلى أعمدتها المستديرة الشاهقة.
غروت ماركت
غروت ماركت أو السوق الكبير هو سوق مركزي مفتوح تأسّس في هارلم قبل قرون عدة، وهو عبارة عن ساحة كبيرة تحيط بها مجموعة من المعالم المعمارية، أبرزها مبنى بلدية هارلم وكاتدرائية القديس بافو. لا يزال غروت ماركت حتى يومنا هذا من أهم مناطق الجذب السياحي في هارلم، لا سيما أنه يحتوي على العديد من المطاعم والمقاهي الرائعة التي تحيط بساحة السوق.
وساحة غروتي هي ساحة تاريخية ذات مساحة شاسعة، وتُعدّ القلب النابض للمدينة، إذ تستضيف المهرجانات والحفلات والأسواق، حيث يمكن التعرف على الحياة اليومية للسكان المحليين الذين يرتادون الساحة بشكل يومي للتبضّع.
مسرح باترونات
تشتهر هولندا عموماً بمسارحها المبهرة وعروضها الموسيقية الرائعة. وفيما تضمّ العاصمة أمستردام الكثير من المسارح الشهيرة ولا سيما مسرح براديسو، فإن مدينة هارلم تضم أيضاً عدداً من المسارح المهمة، أبرزها مسرح باترونات الذي اشتُهر باستضافة المئات من العروض الموسيقية.
كنيسه سانت بافو
هذه الكنيسة من أقدم المباني في هارلم، وتمتاز بعمارتها الرائعة والرسوم الخلابة والأيقونات العتيقة في داخلها. واللافت أن الكنيسة تعتبر في حد ذاتها أيقونة المدينة لكونها من أقدم المعالم السياحية فيها.
طاحونة هواء دي أدريان
إذا أردت التعرف على إحدى أشهر طواحين الهواء في هولندا، عليك زيارة طاحونة هواء دي أدريان التي تطل على نهر سبارن، وترتفع في الهواء لمسافة 12 متراً في مشهد مبهر. يعود تاريخ هذه الطاحونة الى القرن الثامن عشر. وجرى ترميمها بعد تعرّضها لحريق في العام 1932. إلا أنها لا تزال رائعة ومفتوحة أمام كل من يرغب في اكتشاف أجمل المناظر الخلابة للمدينة والتقاط الصور الفوتوغرافية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024