صدمة رحيل نوار أيمن زيدان
مع أن مرضه رافقه منذ عام 2008، كانت وفاته صدمة لوالده ووالدته وعائلته وكل من عرفه من داخل الوسط الفني وخارجه. نوار الابن الأصغر للفنان السوري أيمن زيدان فارق الحياة عن عمر 19 عاماً في صباح يوم الأربعاء 4\5\2011 بعد صراعه مع مرض السرطان منذ ما يقارب الثلاث سنوات.
قدمنا تعازينا للفنان أيمن زيدان لكن فاجعته منعته من إطالة الحديث معنا واكتفى بتقبل عزائنا، فما كان منا إلا التكلم مع شقيقه الفنان شادي زيدان الذي حدثنا عن ابن شقيقه نوار وعن مرضه الذي أدى إلى مفارقته الحياة.
قال: «نوار ابن أخي أيمن، وهو أصغر أخوته بعد حازم وغالب، بدأ مرضه عام 2008 عندما كان يحضر لتقديم امتحانات الثانوية العامة، وبدأ يشعر ببعض الاضطرابات وآلام شديدة وغريبة في منطقة الصدر والظهر.
وبعد مراجعة الأطباء وإجراء التحاليل والاستشارات الطبية صدمنا بالنتيجة، وكانت الصدمة الكبرى لأخي أيمن عندما علمنا بمدى خطورة الوضع وبأن نوار مصاب بأندر أنواع السرطان الذي أًصاب منطقة الأنسجة بين الرئتين وتم علاجه بكل الطرق حتى وصل أخيراً إلى العلاج الكيميائي.
لكن انتشار الكتل الخبيثة خلف الرئة القريبة من القلب كان أقوى من العلاج، فقد بدأ وضعه الصحي يتدهور منذ ثلاثة أشهر بشكل ملحوظ، علماً أنه كان يتلقى أفضل علاج في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. لكن مشيئة الله أقوى وبالنهاية هذا هو قدره، وتوفي في صباح الثالث من أيار في مستشفى الشامي بدمشق بعد نقله في الفترة الأخيرة من بيروت إلى دمشق، وتم الدفن في اليوم التالي في مقبرة العائلة في منطقة الرحيبة بدمشق.
وقد فجع أخي أيمن بابنه نوار خاصة أنه لم يفارقه خلال رحلة مرضه، حتى أنه اعتذر عن العديد من الأعمال ليبقى قريباً منه، وكذلك حال والدته صعبة جداً فما حل بها هو أصعب ما يمكن أن يحصل لأي أم في الدنيا».
حضر مراسم الدفن عدد كبير من النجوم والفنانين السوريين والعرب وشخصيات عديدة من المجتمع، منهم: باسم ياخور، أيمن رضا، عباس النوري، زهير عبد الكريم، دريد لحام، محمد الشيخ نجيب، نجدت أنزور، سلوم حداد، سيف سبيع...
واعذروني عن ذكر بقية الأسماء فاللائحة كبيرة، لكن جميع زملاء وزميلات الوسط الفني ومعارفنا من خارج الوسط أيضاً كانوا معنا ونقدّر لهم ذلك، كما نقدر أصدقاءنا من فنانين وغير فنانين الذين حضروا مراسم التشييع والدفن من خارج سورية. وقد كان التشييع مهيباً وشعرنا جميعنا بعظمة الخالق وبأن كل منا في النهاية فانٍ وكلنا على هذا الطريق.
كان نوار شاباً خلوقاً مهذباً خفيف الظل وذكياً. كان تعامل أيمن معه منذ صغره تعاملا خاصا لأنه من جهة أصغر أولاده، ومن جهة أخرى لأنه يتمتع بموهبة فنية وذكاء واضح، كما أنه كان شخصا اجتماعيا لدرجة كبيرة ومن يعرفه لا يستطيع أن ينساه ببساطة.
كان لنوار تجارب فنية عديدة في التمثيل والكتابة والإخراج، فقد أخرج العديد من الأفلام القصيرة، وكان لديه موهبة خاصة في تقديم البرامج، وبعد فترة سنجمع أعماله التي لم يستطع أن يقدمها وننشرها.
ومن أهم أعمال نوار الفنية، مشاركة والده الفنان أيمن زيدان في تقديم البرنامج التلفزيوني «سوبر ديو، لقاء الأجيال» على قناة أبو ظبي، حيث كان يمثل في البرنامج الجيل الجديد الذي يعتمد على التنافس بين جيلين مختلفين، كما كان له مشاركة في الفيلم القصير «عين الذئب» للمخرج حاتم علي».
ندعو الله أن يلهم الفنان أيمن زيدان وعائلته الصبر والسلوان بفقدان نجله نوار، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون...
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024