تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

دينا فؤاد: كنت قريبة من الموت...


رغم أن مساحة دورها في فيلم «فاصل ونعود» أمام كريم عبد العزيز كانت صغيرة، فإنها تعتبر الفيلم خطوة مهمة لها، وتقول: «ما فعلته مع كريم عبد العزيز فعلته من قبل هند صبري مع أحمد السقا». إنها الفنانة دينا فؤاد التي تتحدث عن عملها المقبل مع تامر حسني، وتبدي رأيها في الأزمة التي تهدد نجوميته.

كما تتكلم عن محاولة الاعتداء عليها، والأدوار التي ترفضها، وحسن الحظ الذي أدى إلى تأجيل الجزء الثالث من «الدالي». وعندما سألناها عن ابنتها قالت: «أتمنى أن تنشأ في مناخ بعيد عن الفساد والقمع».


- ما سبب قبولك تقديم شخصية «بتول» في فيلم «فاصل ونعود» رغم أن مساحته صغيرة جداً؟
عندما عرض عليَّ هذا الدور لم أتردد في تقديمه، خاصة أنني البطلة الوحيدة في الفيلم أمام النجم كريم عبد العزيز، مما جعلني أنسى حجم الدور، لأنه يكفيني فقط أن أقدم مشهداً واحداً أمام نجم كبير بحجم كريم عبد العزيز في فيلم سينمائي متميز من حيث السيناريو والإخراج والإنتاج.


فعلتُ مع كريم عبد العزيز ما فعلتْه هند صبري مع أحمد السقا

- ألا ترين أنك تتراجعين بتقديم دور صغير رغم نجاحك الفترة الماضية في أكثر من عمل؟
لا أعتبر تجربتي أمام كريم عبد العزيز تراجعاً فنياً في مشواري، وإنما خطوة مهمة، فهناك فنانات كثيرات قدمن أدواراً صغيرة نوعاً ما مقارنة بنجوميتهن، مثل هند صبري في فيلم «إبراهيم الأبيض» مع النجم أحمد السقا، وحققت فيه إضافة مهمة في مشوارها الفني.
هذا لا يعني أني أقارن نفسي بها فنياً، ولكني أرى أن دوري في فيلم «فاصل ونعود» يعتبر أساسياً، لذلك لو رفضته لكنت خسرت الكثير.

- وكيف كان رد فعل الجمهور على دورك؟
الحمد لله منذ الأسبوع الأول لعرض الفيلم في السينما جاءتني ردود فعل جميلة جداً على دوري، وحقق الفيلم إيرادات تجاوزت 4 ملايين جنيه قبل اندلاع الثورة.

- هذه أول مرة تتعاونين فيها مع كريم عبد العزيز، كيف وجدت التعاون معه؟
كنت مرعوبة من التمثيل أمامه للمرة الأولى، وكان أول لقاء بيننا مع المنتج هشام عبد الخالق في شركة الإنتاج الخاصة به، فرحّب بي وعاملني بلطف وتواضع شديدين لأنه نجم كبير فعلاً، وكنت في غاية السعادة أثناء تصوير مشاهدي أمامه، وأرى أنه يملك قبولاً جماهيرياً يستفيد منه أي فنان يعمل معه.

- وهل كان يتابع أعمالك الفنية السابقة؟
كان يتابع دوري في مسلسل «الدالي» مع النجم الكبير نور الشريف، وأعجبه جداً وأثنى على أدائي عندما تقابلنا.

- إلى أي مدى أثرت الأحداث الأخيرة في الفيلم؟
المنتج تعرض لخسارة مادية فادحة بسبب الأحداث التي شهدتها مصر، ولكني أرى أنه ليس مهماً أن يخسر المنتجون جميعاً في سبيل أن تنجح ثورة عظيمة ستغير حياتنا في المستقبل، ثم نعود بعدها لاستكمال نشاطنا الفني في مناخ أفضل من السابق.

- ما هو مصير فيلمك الجديد «برتيتة»؟
للأسف هناك بعض المشاهد لم يكتمل تصويرها حتى الآن بسبب الأحداث الأخيرة في مصر، ولا أعرف متى نستطيع إكمال هذه المشاهد.

- وما هو الدور الذي تقدمينه في الفيلم؟
أؤدي شخصية فتاة تدعى «ابتسام»، تتزوج من ثري. والفيلم تدور قصته في إطار من التشويق وفيه مشاهد مميزة جداً وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور مثل فيلم «فاصل ونعود».

- ألا يشبه هذا الدور شخصية «رشا» التي قدمتها في مسلسل «العار»؟
لا، لأن شخصية «ابتسام» في فيلم «برتيتة» مختلفة تماماً عن شخصية «رشا» في العار، رغم وجود تشابه بسيط بينهما في كونهما من أسرتين فقيرتين وتتزوجان رجلاً ثرياً. لكن الشخصية الأولى مختلفة عن الأخرى في الشكل والمضمون، وعندما يشاهد الناس الفيلم سيتأكدون من صحة كلامي.

- ألا تفكرين في تقديم بطولة مطلقة؟
بالفعل أحلم بتقديم بطولة مطلقة في عمل فني رائع ومتميز، ولكن هذه الخطوة مازالت تحتاج مني إلى بذل مجهود كبير حتى أستحقها عن جدارة.

- وما الذي ينقصك حتى الآن للإقدام على هذه الخطوة؟
أن تزداد خبرتي ونضجي الفني، بالإضافة الى معرفة المنتجين بي أكثر. وعندما أنوي تقديم بطولة مطلقة لابد أن تكون في مستوى ما قدمته في أعمالي الفنية السابقة، لأنه لا يهمني تقديم بطولة مطلقة في عمل فني سيِّئ.


تأجيل الجزء الثالث من «الدالي» أفادنا

- ما سبب تأجيل الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» أكثر من مرة؟
لا أعتبر تأجيله سوء حظ بل أقول «رب ضارة نافعة»، لأنه كان سيعرض العام الماضي في ظل زحمة كبيرة من المسلسلات تتجاوز 80 مسلسلاً، وهكذا تأجيله الى رمضان المقبل جاء بفائدة كبيرة لأنه سيعرض في ظل 10 مسلسلات فقط، لذلك أقول إنني سعيدة بعدم عرضه رمضان الماضي. وأحمد الله على كل شيء.

- وما هو دورك في هذا الجزء؟
أكمل دوري الذي قدمته في الجزءين الأول والثاني من المسلسل وهي شخصية «هبة» التي تعرف في الجزء الثالث تطوراً كبيراً بعدما استطاعت التغلب على محنتها ومرضها النفسي، وعادت لمزاولة عملها حتى تستطيع مساعدة أهلها، لأنهم سيتعرضون لمشاكل كبيرة.
كما أنها تعرضت في الجزءين السابقين لمشاكل وأزمات كثيرة بسبب حياتها العاطفية مع أشخاص سيئين، لذلك فهي في الجزء الثالث أغلقت قلبها تماماً تجاه أي حب جديد.

- الكل اعتبر تقديمك لهذه الشخصية مغامرة كبيرة خاصة أنها شخصية معقدة ومركبة جداً ؟
الشخصية كانت صعبة جداً، لكني جلست أكثر من مرة مع الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، لأستفيد من خبرته وعلمه في أداء الشخصية، بالإضافة إلى قيامي ببروفات كثيرة مع الفنان نور الشريف، مما قلل الرهبة والخوف بداخلي أثناء تقديمي لهذه الشخصية. والحمد لله أنني استطعت تأديتها بشكل مميز أعجب الجمهور.

- ألا تشعرين بأن سوء الحظ يلازمك الفترة الأخيرة بسبب تأجيل مسلسل «الدالي» وعرض فيلم «فاصل ونواصل» في توقيت سيِّئ؟
كما قلت، لا أعتبر تأجيل «الدالي» سوء حظ لأنه سيعرض في رمضان المقبل، أما فيلم «فاصل ونعود» فلم يتأثر وحده بالظروف التي مرت بها مصر، وإنما تأثر الكثير من الأعمال الفنية.

- وهل أنت بطبيعتك متفائلة أم متشائمة؟
لست إنسانة متشائمة، بل على العكس دائماً أكون متفائلة جداً، سواءً في حياتي الخاصة أو الفنية، وأثق أن أي أمر يحدث لي هو خير مهما اعتبره البعض سيئاً.

- ماذا عن مسلسل «آدم» مع المطرب تامر حسني؟
سأكمل تصويره في الأيام المقبلة، ولم يوقف المسلسل كما يزعم ويردد الكثيرون.

- كيف حصل ترشيحك لهذا الدور؟
تامر صديقي جداً منذ فترة طويلة، وكان متابعاً جيداً لدوري في مسلسل «العار» وأعجب به، وكذلك بالمؤلف أحمد أبو زيد. وعندما فكر في تقديم مسلسله «آدم» رشحني لأن أكون إحدى بطلات العمل معه، الى جانب ترشيحي من شركة الإنتاج، وهي نفسها التي أنتجت مسلسل «العار»، وأشكرهم على هذه الثقة التي منحوني إياها.

- وما حقيقة أن دورك في المسلسل عُدّل ليناسب أحداث الثورة المصرية؟
الدور مكتوب قبل حدوث الثورة ولم يحدث عليه تعديل، وأؤدي شخصية صحافية مناضلة تدعى «عليا»، تقف ضد سياسات الحزب الذي ينتمي إليه والدها، بالإضافة إلى اهتمامها بالناس البسطاء.


تامر حسني ذكي وسيخرج من أزمته سريعاً


- ألا تقلقين من فشل المسلسل خاصة بعد هبوط أسهم تامر في بورصة النجوم وانخفاض شعبيته في الفترة الأخيرة بسبب موقفه من الثورة؟
لا يقلقني ذلك أبداً لأن النجاح والتوفيق أولاً وأخيراً بيد الله عز وجل، كما أنني أرى أن تامر ذكي جداً، حتى لو حدث سوء فهم لدى الناس تجاهه، وأنا واثقة أنه سيستطيع الخروج من هذه الأزمة سريعاً، لأنه فنان محبوب ولديه قاعدة جماهيرية كبيرة، ومن الصعب أن تضيع هذه الجماهيرية الكبيرة التي صنعها مع جمهوره لمجرد حدوث سوء تفاهم بينه وبينهم. وفي أي حال كل شخص من حقه التعبير عن رأيه بحرية، وهذا ما نادت به الثورة المصرية.

- ما رأيك في القائمة السوداء لبعض الفنانين بسبب مواقفهم المؤيدة للنظام السابق؟
لست مقتنعة بهذا الأمر، لأنني أرى أن كل شخص من حقه أن يعبر عن رأيه بحرية، حتى لو كان مختلفاً مع شخص آخر. كما إننا شعب عاطفي وينسى بسرعة، لذلك كل هذه الأمور ستذوب مع الوقت.

- كيف ترين التغيرات التي يمكن أن تطرأ على الفن؟
أتمنى أن تكون الأعمال الفنية هادفة وذات مضمون ورسالة، والمؤكد أنه سيكون هناك مقدار كبير من الحرية في تناول المواضيع. لكني أعتقد أن عدد الأعمال الفنية سيكون أقل بسبب الظروف التي تعرض لها المنتجون في الفترة الماضية، وقد يكون ذلك أفضل حتى يمكن رؤية الأعمال المعروضة والحكم عليها بدرجة أفضل من السابق.

- بعض الفنانين ينادون بإلغاء الرقابة على الأعمال الفنية. ما رأيك؟
لا أحبّذ أن تلغى الرقابة الفنية، لأننا في النهاية مجتمع شرقي له عاداته وقيمه وتقاليده ودينه وأخلاقياته، وهناك أشخاص وفنانون قد يستغلون هذه الفرصة لتقديم ما يريدون من أفلام مخلة ومشاهد ساخنة، ولا يبالون بالأسر التي تشاهد هذه الأعمال. لذلك لا أتمنى أن تلغى الرقابة، ولكن يجب أن تعطى مساحة أكبر من الحرية في الأعمال الفنية.


أرفض خلع ملابسي وتقديم القبلات

- هل يعني كلامك هذا رفضك لتقديم الإغراء؟
لا يمكن أن أقدم إغراء ومشاهد ساخنة، وأرفض خلع ملابسي وتقديم قبلات، ولكن يمكن أن أقدم مشاهد إغراء بنظرة عين أو طريقة أداء معينة، حتى تصل الرسالة الى الناس دون إسفاف أو ابتذال.

- ما حقيقة تعرضك للاعتداء من البلطجية أخيرا؟
هذا حادث أتمنى نسيانه، فقد تعرضت في أحد أيام الفلتان الأمني لهجوم على منزلي من مجموعة من البلطجية، وقد أطلقوا النار، وكادوا يقتلوننا أنا وأسرتي وابنتي زينة، ولولا ستر الله ورعايته لي وتدخل اللجان الشعبية في الوقت المناسب والدفاع عني وعن أسرتي لكان حدث لنا مكروه. وأحمد الله أنهم تدخلوا في الوقت المناسب.

- قبل دخولك الفن كنت مذيعة لبرنامج «حكايات مصرية»، ألا تفكرين في تكرار تجربة تقديم البرامج؟
أتمنى ذلك، خاصة من خلال برنامج يناقش الفساد والمشكلات الموجودة في مجتمعنا، مثل مشكلة العنف ضد المرأة، وكذلك الفتنة الطائفية. وفي البرنامج الذي كنت أقدمه كنت ألقي الضوء على كثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تهم المواطن البسيط، وكنت أذهب إلى أماكن فقيرة مثل العشوائيات، وأرى حياة الناس فيها، وأناقش هذه الأوضاع المتردية.

- لماذا لم نرك مساندة للثورة رغم قولك إنك تحسين بمشاكل الناس البسطاء؟
في بداية هذه الأحداث لم أستوعب الأمور جيداً ولم أفهم حقيقتها، وما هو الاتجاه الذي أسير فيه، خاصة بعد تضليل الإعلام لنا في كثير من الأمور. لذلك لا يمكن أن أركب موجة الثورة بعد نجاحها، كما فعل البعض، ولكن ما يشغلني الآن هو توعية الناس وتقديم المساعدة لهم بأي شيء، ولكن مازلت أفكر ماذا أفعل لتحقيق ذلك.

- ما رأي أفراد أسرتك في أعمالك الفنية الأخيرة؟
يرونني دائماً إنسانة وفنانة ناجحة وملتزمة أخلاقياً، لأنني من أسرة مصرية شرقية، لها عادات وتقاليد لا يمكن الخروج عنها، ودائماً ما يشجعونني لأتطور في عملي الفني وتقديم أفضل ما عندي.

- ما هو حلمك لابنتك زينة؟
أن تكبر في مناخ نظيف بعيد عن الفساد والقمع الذي كنا نعيشه في السنوات الماضية، وأن تجد تعليماً أفضل وتطوراً تكنولوجياً بدرجة أكبر، وتكون شخصيتها قوية وواثقة من نفسها، وتحدد هدفاً في حياتها تحاول الوصول إليه، وأن تكون إنسانة طيبة تحب مساعدة الناس.

- ألا تفكرين في تكرار تجربة الزواج؟
لا أود الحديث في هذا الأمر، لأن كل ما يهمني أسرتي وابنتي وشغلي، والإنسان لا يستطيع أن يملك كل شيء في حياته.


أستشير نور الشريف في أدواري وأحلم بدور مع عادل إمام

- هل هناك نجوم تأخذين آراءهم في أدوارك؟
أهتم بمعرفة رأي الفنان نور الشريف والمنتجين محمد فوزي وهشام عبد الخالق.

- ومن تتمنين العمل معه؟
أحلم أن أقدم مشهداً واحداً أمام عادل إمام، لأنه فنان كبير وله تاريخ فني مشرف.

- ما حقيقة وجود غيرة بينك وبين آيتن عامر منذ عملكما معاً في مسلسل «الدالي»؟
لا توجد أي غيرة بيننا على الإطلاق، والدليل أنه في يوم عيد ميلاد ابنتي زينة كانت عائلة «الدالي» كلها موجودة، وفي الطليعة آيتن عامر.

- شاهدنا في العرض الخاص لفيلم «فاصل ونعود» كثيراً من الفنانين مثل طلعت زكريا وغادة عادل وبسمة، فهل هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
لا أقول إنهم أصدقائي وجاؤوا لتهنئتي بالفيلم، بل هم أصدقاء كريم عبدالعزيز منذ سنوات طويلة، لذلك جاؤوا لتهنئته، ولكن أعجبهم دوري وأثنوا عليَّ.

- كيف تمضين وقت فراغك بعيداً عن الفن؟
أحاول دائماً أن أطور نفسي وأتثقّف من خلال قراءة المجلات والكتب والجرائد اليومية.

- لمن تقرئين؟
أقرأ دائماً لإحسان عبد القدوس وعبد الوهاب مطاوع ونجيب محفوظ، وأعشق أشعار نزار قباني.

- ما هي الموهبة التي لا يعرفها عنك الجمهور؟
الاستعراض، ولذلك أحلم بتقديم فوازير مميزة ورائعة شبيهة بفوازير نيللي وشريهان التي تربينا عليها.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079