تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محمد الشيخ نجيب: أنا ممثل أساساً...

بدأ محمد الشيخ نجيب حياته الفنية في التمثيل ليصبح مع الوقت من أهم المخرجين السوريين، ويضع في رصيده العديد من الأعمال المعروفة التي حققت جماهيرية كبيرة.
وقد اتجه ولداه إلى الوسط الفني ونجحا، فابنه قيس هو من أهم الممثلين والنجوم الشباب في سورية، أما سيف فأصبح خلال وقت قصير من أهم المخرجين السوريين الشباب.
ورغم ذلك فإن محمد الشيخ نجيب لا يتدخل في خياراتهما، لأنه يثق بنشأتهما الفنية وركائزهما الأساسية. وها هو بعد عمله الطويل في الإخراج يعود إلى التمثيل ليجسد هذا العام شخصية الفنان مارسيل خليفة، في المسلسل التلفزيوني 'في حضرة الغياب' الذي يروي سيرة حياة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
عن هذا العمل وأعماله الأخرى، وعن الوسط الفني السوري عموماً كان اللقاء مع الفنان محمد الشيخ نجيب:


- سمعنا عن خلاف وقع بينك وبين شركة الإنتاج حول تغيير شارة مسلسل 'تحت المداس'، ما صحة هذا الكلام؟
هذا صحيح، فلم أوافق على الشارة وقدمت اعتذارا عبر الصحف بأني لست مسؤولاً عن الشارة لأنها لم تكن موافقة لاقتناعاتي بل موافقة لاقتناعات الشركة. ولهذا كان الخلاف بيني وبين الشركة المنتجة، فشركات الإنتاج لها طريقة تفكير تجارية وهذا شيء مخيف فهم لا يهمهم إلا الربح وهذا أحد أهم أسباب تدهور الدراما، حتى أن بعض الشركات باتت تستسهل الممثلين وتعاملهم على أساس مادي فقط  ليوفروا بعض النقود.
أنا اختلفت مع شركة الإنتاج لأسباب عدة منها أنهم لم يعطوني اجري، فلي في ذمتهم 10 آلاف دولار والمحاكم بيننا وهناك عقود تثبت ذلك. لقد اخذوا مني حقي دون وجه حق. فنحن كفنانين نتعامل بأحاسيس ومشاعر صادقة ولا تهمنا المادة لأن عملنا هو إحساسنا وتجسيد الورق في شخصيات لها روح تصل إلى نفوس الناس.

- الم يقع خلاف بينك وبين أبطال العمل؟
أبدا بل العكس أنا دائماً مع الفنانين وصديق لكل الفنانين والفنيين في كل أعمالي وليس في هذا العمل فقط. فمجموعة العمل التي اعمل معها تعني لي الكثير فأكون الأب الروحي دائماً لكل الكادر وأدافع عن الفنانين في كل المواقف.

- هناك من قال إن مسلسل 'زلزال' الذي أنتجه التلفزيون السوري لم ينل حقه في الانتشار والنجاح الجماهيري. لماذا؟
عُرض المسلسل في وقت ميت ولم يكن له اعادات. هذه وجهة نظر التلفزيون وكان همهم عرض أعمال القطاع الخاص وأنا استغرب، لماذا لا يعرض التلفزيون أعماله قبل أعمال القطاع الخاص؟

- هل تلقي اللوم على القطاع العام؟
طبعاً، المفروض أن يعرض إنتاجه أولا وفي وقت مناسب، ثم يلتفت إلى القطاع الخاص.

- ما هي أعمالك لهذا العام؟
هناك اتصالات عديدة من داخل سورية وخارجها لكن لا أستطيع الإعلان عن شيء الآن. وعلى صعيد التمثيل جاءني عرضان لكن لم يعجبني أي منهما.
وحالياً أصور مشاهدي في مسلسل 'في حضرة الغياب' عن سيرة حياة محمود درويش، وأجسد في العمل شخصية مارسيل خليفة، وهي شخصية أحب التقرب منها، فهو فنان وطني عشنا مع صوته وحب الأرض والوطن.

- مع العودة إلى التمثيل، ألا تخاف أن يقولوا أن جعبتك قد فرغت إخراجياً؟
أنا ممثل في الأساس ولم تفرغ جعبتي، ومن يقول ذلك هو من فرغ من المبادئ. ربما كان هناك خلاف مع شركة إنتاج ولكن هذا لا يعني أبداً أني لا أقوم بالإخراج. في المقابل هناك شركات إنتاج تحترم نفسها وتحترم الفنان الذي يعمل معها وتحقق أرباحا معقولة.
ولكن هناك شركات تريد أن تربح من وجبة الطعام وهذا يؤثر في المستوى الفني! ولا يحق لأحد أن يقول إن جعبتي الإخراجية فرغت، فهذا أنا ما أحدده. انا مخرج اجتماعي وقريب من المشاهدين ولا أتعالى على المشاهد بل احترمه جداً. وأنا في الأساس فنان أمثل وأقدم إخراجاً ولا مشاكل عندي.


لا أختار ابني بطلاً لكل أعمالي... ولا أتدخل في خياراته

- هل صحيح أن قيس يرفض العمل مع والده حتى لا يقال انه خرج من تحت عباءتك؟
لم يقل انه يرفض، ومن كل أعمالي شارك معي في عملين هما 'تحت المداس و'زلزال'. فمثلاً إذا كان لدي أربعة خيارات من جيل الشباب لشخصية في عمل من إخراجي ومن بينهم ابني فمن اختار؟ أنا أختار المناسب ولو أني أريد ابني لاخترته لكل أعمالي لأن مستواه الفني عالٍ، وأحب لأبني أن يشق طريقه معي كمخرج ومع غيري، وهذا في النهاية أفضل له.

- هل تعتبر أن قيس الشيخ نجيب أخذ حقه من النجومية أم لا؟
اشعر بأنه يرسم طريقه بخطوات قوية ثابتة وهادئة، فهو يقدم عملا واحدا لا سبعة أو ثمانية في العام الواحد كبعض الفنانين الشباب، ومع ذلك فأنا لا أتدخل في خياراته لأني واثق من حكمه خاصة أنه تربى في بيت فن كوّن له أساساً متيناً. لذلك هو نجم بكل معنى الكلمة ويستحق ذلك.

- لماذا لم نره في أعمال مصرية حتى الآن؟
قيس أول من عمل في مصر عام 1999 في المسلسل التاريخي 'قيس و لبنى' وكان من إنتاج المرحوم رياض العريان، لكن وفاة المنتج مع نهاية التصوير أدى إلى عدم تشجّع الورثة على إكمال العمل و توزيعه، ومازال العمل حتى الآن في الأدراج. وبعد ذلك جاءته فرص كثيرة و لكن اقتناعه بأن يكبر في بلده كان أقوى.


- سمعنا أن زوجته الكاتبة لبنى مشلح تركت الكتابة والوسط بعد الزواج. هل كانت هذه رغبة قيس؟
كلا زوجته كاتبة وكتبت سباعية اسمها 'حياة أخرى' وصورت وعرضت ونالت نجاحاً باهراً وأخرج العمل سيف الشيخ نجيب، كما شاركت في كتابة فيلم لن أفصح عنه الآن.

- إلى أي مدى نجح سيف في الإخراج؟
سيف من أهم المخرجين الشباب وشهادتي فيه مجروحة فهو اكتنز مفردات الدراما وألغازها، والآن يترجم ما لديه في أعماله... عمل مخرجاً منفذاً لفترة ولم يعمل معي بل مع غيري من المخرجين، علما أني كنت في حاجة إليه في مسلسل 'قمر بني هاشم'، ولكن جاءته فرصة إخراج مسلسل 'وجه العدالة' وكانت فرصة مهمة.

- هل وصل سيف إلى مرحلة التنافس مع المخرجين الشباب؟
نعم وتجاوز بعض المخرجين من سنه، وهو يقدم حباً مع العمل وله طبيعة مثل طبيعتي.

- ما قصة الخلاف الحاصل بينك وبين شركة 'بانة' للإنتاج الفني؟
كان هناك خلاف وانتهى، والآن علاقتي بهم جيدة وأكن لهم الاحترام وهم أصدقاء حتى أنهم أرسلوا لي دورا مع سيف سبيعي لكني رفضته لأني لم أحبه واعتذرت.


أعمال نجدت أنزور تستفزني... وحاتم علي يعرف ماذا يقدم

- ما رأيك في أعمال نجدت أنزور الأخيرة وإثارتها للجدل؟
أنا لست من الناس الذين يتكلمون عن الغير لإظهار أنفسهم، ونجدت أعماله مثيرة للجدل وهو يحب ما يقدمه. أنا كمشاهد قد يستفزني ولكن لا انتقده، فهذا أسلوبه وهو يحبه وأعماله ناجحة وفيها استفزاز للغير وهو من أهم المخرجين السوريين.

- من هم نجوم سورية الأوائل؟
مقياس النجومية هو شباك التذاكر أو الجمهور، وبالنسبة إلي أحب من الشباب قيس الشيخ نجيب، وباسل خياط، وسلافة معمار، وكاريس بشار وكل ممثل يقدم الجديد والجميل. أما نجومي أنا فهم أبناء جيلي  مثل المرحوم يوسف حنا والأستاذ خالد تاجا.

- هل صحيح أن الدراما السورية لم تصل إلى مرحلة التنظيم بعد وما زالت طفرة عشوائية؟
لو كانت طفرة لكانت انتهت منذ سنوات، لكنها حقيقية وتعيش نهضة تصاعدية. هناك تفاوت في بعض الأداء بسبب الإنتاج الساعي للربح وهنا الخطأ. لذلك على بعض الدخلاء على الإنتاج أن يقدموا الأفضل. كما أن هناك عشرات الممثلين الذين ذهبوا إلى مصر وهذا دليل على نجاح النجوم السوريين الذين كانوا مصدر تسويق للأعمال المصرية.

- ما هي أهم الأعمال العربية التي قدمت هذا العام؟
أداء بسام كوسا في 'وراء الشمس'، وأداء تيم حسن في 'اسعد الوراق'، وأعجبتني عفوية سلافة معمار في 'تخت شرقي'. أنا لا أقف عند عمل واحد بل لدي من كل الأعمال ما يعجبني، فلا يوجد عمل كامل تماماً وبرأيي كل الأعمال  جميلة وفيها ما يجذب الناس.


لو أعطي 'زلزال' مرجعية إنتاجية أو إدارية أفضل لأخذ حقه

- لو قدم مسلسل 'زلزال' بطريقة غير التي عرض فيها هل كان سيحقق نجاحاً أكبر؟
لو كان لمسلسل 'زلزال' مرجعية إنتاجية أو إدارية أفضل، لأخذ حقه في العرض. وأنا كمخرج قصرت بحق نفسي وكان العمل ليكون أفضل من ذلك لكن الظروف كانت سيئة.

- ما رأيك في ما قدمه المخرج حاتم علي من أعمال خاصة اتجاهه الى الأعمال البدوية؟
هو قدم فقط عملين بدويين خلال أربع سنوات، علما أن المخرج مطالَب بأكثر. وهو لم يخطئ أبداً. كما أننا نحن المخرجين لا تخصص لدينا من بدوي أو بوليسي أو اجتماعي... لدينا ما هو مكتوب على الورق والنص الجيد هو ما يفرض نفسه، وحاتم علي ذكي ويعرف ماذا يقدم وفي أي وقت.

- ما رأيك في مسلسل 'أنا القدس' للمخرج باسل الخطيب؟
كان من أفضل الأعمال وأقواها، لكن للأسف حورب باسل الخطيب من كل الأنظمة العربية باستثناء سورية. وأوجه تحية كبيرة إلى باسل على عمله القدير.

- ما رأيك في العملين الكوميديين 'أبو جانتي' و'ضيعة ضايعة'؟
'أبو جانتي' أتحفظ عنه... أما 'ضيعة ضايعة' فهو من أروع الأعمال التي قدمت بعفوية ورسالة هادفة.

- هل صحيح أن زوجتك تتحملك كثيرا في علاقاتك مع النساء؟
أنا نصير  للنساء وزوجتي تعرفني أكثر من كل الناس وتعرف أني مخرج وأتعامل مع فنانات و نساء من خارج الوسط، وهذا لا يعيب. وزوجتي تعرفني من الداخل.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079