شريف منير: علاقتي ببناتي أقوى من الأزمات
هو فنان من جيل الوسط الذي تشبّع من جيل العمالقة وتعلّم منهم، وفي الوقت نفسه استطاع أن يجاري الجيل الجديد لتكون له بصمة بينهم، كما تمكّن خلال سنوات طويلة من أن يثبت وجوده ويحفظ مكانته على الساحة الفنية، حتى أصبح يُلقَّب بأذكى نجوم جيله.
"لها" التقت الفنان شريف منير، الذي فتح خزائن أسراره وكشف عن موقفه من الفيلم المصري "ريش"، الذي أحدث أزمة خلال عرضه في "مهرجان الجونة السينمائي الدولي"، ليكون بذلك أول فنان يعترض على الفيلم ويترك قاعة العرض، ليتبعه فنانون آخرون... كما تحدّث منير عن مسلسله الجديد "إجازة مفتوحة"، وسبب ابتعاده عن السينما خلال الفترة الحالية، وهجومه على بعض الصحافيين عقب احتراق منزله، وغيرها من الاعترافات التي أدلى بها في حوارنا معه.
- في البداية حدّثنا عن فيلم "ريش"، لماذا اعترضت عليه وغادرت القاعة أثناء عرضه؟
في الحقيقة، أزعجتني مشاهد الفيلم، وفوجئت به يقدّم مصر بصورة سيئة. فالدولة المصرية قطعت شوطاً كبيراً في القضاء على العشوائيات التي كانت منتشرة في البلاد، وعملت على بناء مدن جديدة وتطوير القديمة منها، بعدما كانت تلك العشوائيات تخنق المصريين بما يحدث فيها من أعمال "بلطجة"، وانتقل الناس للسكن في شقق أرقى، وأصبحت أوضاعهم أفضل بكثير.
- هل كان هذا اعتراضك الوحيد على الفيلم؟
لا، لكن يمكنني القول إنه السبب الأهم لاعتراضي على الفيلم، فيجب أن نبتعد عن الصورة التي صدّرها لنا فيلم "حين ميسرة"، لأن الوضع بات اليوم أفضل، مع الجمهورية الجديدة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. هناك أخطاء كثيرة في الفيلم، الى جانب الأداء الضعيف للممثلين وافتقارهم الى الخبرة الكافية لإدارة الحوار، ولا أعلم كيف نال هذا الفيلم جائزة في مهرجان "كان" السينمائي، فربما أنهم شاهدوا ما لم أشاهده أنا أو من الجائز أنني لا أفهم في الفن، أو أن هناك أموراً غابت عني في الفيلم...
- هل هاجمت الفيلم لأنه صدّر صورة سيئة عن مصر في الخارج بعد حصوله على جائزة مهرجان "كان" السينمائي؟
لم أهاجم الفيلم، ولا يمكنني أن أهاجمه بسبب عرضه في الخارج أو لأنه حصل على جائزة من أهم مهرجان في العالم، فهو في النهاية فيلم مصري حصل على جائزة لم ينلها أي فيلم آخر، لكنني اعترضت عليه كما قلت لأنه تمادى في تقديم صورة عن مصر لم تعُد موجودة في الواقع. وعند خروجي من قاعة العرض، التقيت بمنتج الفيلم محمد حفظي وسألني عن سبب خروجي وقت العرض، فقلت له إن في الفيلم مشاهد مزعجة على المستويين الواقعي والفني، وأنا بطبعي أغار كثيراً على بلدي مصر، ويُفترض بالفن حين ينقل الواقع أن يجمِّله ولا يقبِّحه، وأؤكد أن أحداث الفيلم استفزّتني، ولا أعرف مضمون الرسالة التي يريد مخرج العمل توصيلها، وإذا كانت له رؤية خاصة في الفيلم فأرجو أن يشرحها لنا.
- لماذا لم نرَ أسرة شريف منير معه في الجونة؟
لأنني أحرص على إبعاد عائلتي عن الأضواء لما تسبّبه من انتشار للشائعات والأخبار غير الصحيحة عنهم، وهذا قرار اتخذته منذ فترة بعد الألم النفسي الذي عانته بناتي بسبب السوشيال ميديا.
- بعيداً من "مهرجان الجونة السينمائي"، كيف وجدت ردود الفعل على مسلسلك الجديد "إجازة مفتوحة"؟
سعيد جداً بردود الفعل التي تلقيتها عن المسلسل، فهو يعتبر عودة لي الى الكوميديا والمسلسلات العائلية، وأنا أعتز كثيراً بدوري فيه، وهو من أهم الأدوار التي قدّمتها خلال الفترة الماضية، فالمسلسل عائلي بامتياز ولا تخجل الأسرة من مشاهدته ويحمل العديد من الرسائل على مدار حلقاته، وهو أيضاً ليس من النوع الممل لأن أحداثه ترتكز على الحكايات التي ما إن ننتهي من إحداها حتى ندخل في أخرى.
- كثيرون شبّهوا مسلسل "إجازة مفتوحة" بمسلسل "ونيس" للفنان الكبير محمد صبحي، ما رأيك؟
شرف كبير لي أن يتم تشبيه مسلسلي بمسلسل "ونيس" للفنان العظيم محمد صبحي، وربما يكون الجو العائلي هو الذي أوحى للناس بذلك التشابه، لكن "إجازة مفتوحة" يسير في اتجاه معاكس لمسلسل "ونيس"، ومع ذلك أفتخر بتشبيهه بهذا العمل الكبير.
- وماذا عن كواليس العمل؟
المجموعة المشارِكة في المسلسل كانت رائعة، والكواليس مليئة بالضحك والمواقف الكوميدية. ورغم أننا كنا نصوّر لأكثر من 20 ساعة يومياً، كان الجميع سعداء بذلك ومتفائلين بالنجاح الذي تحقق بالفعل مع عرض أولى حلقات المسلسل.
- انتشرت أخبار عن تحضير جزء ثانٍ من المسلسل...
حتى الآن لا أعرف ما إذا كان هناك جزء ثانٍ أم لا، لكن أحداث المسلسل تتحمل إنتاج جزء ثانٍ منه، لأن الحياة اليومية للأسرة المصرية مستمرة ولن تتوقف.
- لماذا توقف مشروع إنتاج الجزء الثاني من مسلسل "الزيبق" رغم النجاح الكبير الذي حققه جزؤه الأول؟
بصراحة، لا أعرف شيئاً عن مصير الجزء الثاني من مسلسل "الزيبق" والذي أشارك فيه مع النجم كريم عبد العزيز، أو لماذا توقّف المشروع، فالجزء الأول حصد نجاحاً كبيراً، وكانت أسباب التأجيل في البداية تكمن في الجانب الإنتاجي، لكن فجأة توقف المشروع تماماً ولم يعُد أحد يتحدث عنه.
- وماذا عن السينما؟
ابتعدت عن السينما منذ فترة لأن الأفلام التي كانت تُعرض عليّ تتمحور على الضرب والبلطجة، واختفت الأفلام الجادّة التي يمكن أن تعيد الفنان المحترم إلى شاشة السينما، وخاصة بعد انسحاب عدد كبير من المنتجين ولم يتبقَّ إلا واحد أو اثنان لا أكثر، لكن في الفترة الحالية بدأت شركات الإنتاج تعيد الى السينما رونقها، وهو ما شجّعني على المشاركة في فيلم "الممر"، وإن كان الدور ضيف شرف، فالظهور في عمل بهذا الحجم فخر لأي فنان، لأنه يتناول مرحلة من أهم مراحل الحياة العسكرية في مصر، وعندما عرض عليَّ المخرج شريف عرفة الدور، لم أتردّد في قبوله ولم أنظر إلى أنه يندرج تحت لافتة ضيف شرف، فأنا الذي تشرّفت بالعمل في هذا الفيلم، وحالياً انتهيت من تصوير فيلم بعنوان "13 يوم" مع مجموعة كبيرة من النجوم، منهم: دينا الشربيني وأحمد داوود وأروى جودة وجومانا مراد، وهو من نوعية أفلام الرعب والتشويق، وسيُعرض قريباً.
- هل تحضّر لعمل لموسم رمضان المقبل؟
حتى الآن لم يُعرض عليّ أي عمل جديد لأخوض به سباق الدراما الرمضاني المقبل، لكن إذا تلقيّت عرضاً أجد نفسي فيه فسأوافق عليه فوراً.
- هاجمت عبر السوشيال ميديا بعض الصحافيين عقب الحريق الذي اندلع في شقتك، فما السبب؟
كتبت عبر صفحتي في "فيسبوك" منشوراً أعلنت فيه عن اندلاع حريق محدود في سقف إحدى الغرف في "الترّاس" الخاص بشقّتي، وقلت ربما يكون سبب الحريق عقب سيجارة ألقاه أحد الجيران، لأتفاجأ بكم هائل من الأخبار المغلوطة تنتشر في بعض المواقع عن الحريق وأنه التهم الشقة بكاملها وغيرها من الأخبار التي استفزتني، فقررت أن أوضح الأمر، وأكدت أن ما تم نشره غير صحيح بالمرة، حتى لا أترك الفرصة لأصحاب النفوس الضعيفة لاستغلال الموقف في نشر أخبار أخرى قد تضرّ بي وببناتي أيضاً، وكتبت منشوراً طلبت فيه من الصحافيين تحرّي الدقة في نقل الأخبار.
- هل ستعود الى تقديم البرامج الحوارية على غرار برنامج "أنا وابنتي"؟
لا أعلم ماذا سيحدث في المستقبل، فأنا أغلقت صفحة البرنامج، لكنني لم أعتزل تقديم البرامج، وإذا وجدت فكرة جيدة فسوف أقدمها.
- وهل ستشاركك ابنتك أسما في تقديمه؟
فكرة البرنامج هي التي ستحدّد ما إذا كانت أسما ستشارك معي أم لا.
- الأزمة التي حدثت بينكما، هل هي السبب في إنهاء عرض البرنامج؟
هذه أمور خاصة لا أحب الخوض فيها، لكن أؤكد أن لا شيء في الدنيا يمكن أن يؤثر في علاقتي ببناتي، فعلاقتنا أقوى من الأزمات، وأنا ربّيتهن منذ الطفولة على الاعتماد على الذات وحرية الرأي، كما نمّيت فيهن ثقافة الاعتذار، ولذلك لم أشعر بالإهانة عند إعلان اعتذاري لـ"أسما" عما حدث بيننا، وهي تقبّلته بكل أدب.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024