ليلى غفران: هيفاء وهبي استفزتني...
كانت من أول المطربات اللواتي بادرن بالغناء للثورة المصرية، وتتهم التلفزيون المصري بتجاهل أغنيتها، وتقول: «هناك حرب ضدي»! إنها الفنانة ليلى غفران، التي تتحدث عن تصريحات هيفاء وهبي التي استفزتها، وكلام شيرين وعمرو دياب الذي لم تصدقه، وحقيقة اتهامها لنجل رئيس الوزراء الأسبق بقتل ابنتها، كما تكشف أسرار ألبومها الجديد، ودور زوجها وابنتها في حياتها، وغيرها من الاعترافات في حوارنا معها.
لم أتهم نجل رئيس الوزراء الأسبق بقتل ابنتي
- ما حقيقة اتهامك نجل رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف بقتل ابنتك هبة؟
صدر الحكم في القضية منذ فترة، واعترف فيها المتهم العيسوي بارتكاب جريمة القتل، وتم الحكم عليه بالإعدام. وما تردد عن اتهامي نجل رئيس الوزراء الأسبق مجرد شائعات، فسقوط النظام لا يعني أن لي الحق في توزيع اتهامات لا أملك دليلاً عليها.
- هل أنت مقتنعة بأن العيسوى هو القاتل الحقيقي لابنتك؟
بداخلي نار لن تنطفئ، ولن يشعر بها أحد غيري. ولكني إنسانة مؤمنة وأحاول العيش دون ابنتي، ولكنها في قلبي وعقلي طوال الوقت، ولن أنساها لحظة. لن يرتاح قلبي مهما حدث، لأن مصيبتي كبيرة، وكثيراً ما أشتاق إليها، ولكن عزائي الوحيد هو ثقتي بأنها كانت ابنة ملتزمة وأعمالها طيبة، وهذا يجعلني أطمئن الى أنها من أهل الجنة.
وكنت دائماً أشعر بأنها لن تستطيع الاستمرار في هذه الحياة الصعبة وسط البشر الذين تغلب عليهم المصالح، بينما هي فتاة بسيطة وتلقائية وطيبة القلب.
- هل تشعرين بالوحدة بعد رحيل ابنتك هبة؟
لن أنكر أنني أعيش في عذاب بعد رحيلها، وأشتاق اليها طوال الوقت، وأدخل في نوبات بكاء طويلة، ولكني لا أحب أن أتحدث عن مشاعري الخاصة... زوجي مراد وقف بجواري كثيراً، وكثيراً ما يهتم بي ويحاول أن يخرجني من اللحظات الحرجة التي أمر بها عندما يشتد عليَّ الحزن لفراق ابنتي، وكذلك ابنتي نغم تهتم بي دائماً وتحاول الاعتناء بكل ما يخصني. والحمد لله أجد حباً ورعاية من كل من حولي، وهذه نعمة من الله أشكره عليها.
- ولكنك أعربت عن قلقك من سير التحقيقات في مقتل ابنتك؟
هذا طبيعي. في البداية كنت أحاول الوصول الى الحقيقة بكل الأشكال، وكانت هناك حالة من التعتيم في بداية التحقيقات جعلتني أشعر بالقلق، ولكني أثق في نزاهة القضاء المصري، ولذلك قررت عدم فتح هذه القضية مرة أخرى، خاصة بعد أن تأكدت من اعتراف الجاني، بل وإصراره على الاعتراف. فلماذا أشكك بنزاهة التحقيقات مادام الجاني معترفاً؟
- كيف تعاملت مع ثورة «25 يناير»؟
كنت أتابع كل الأحداث لحظة بلحظة، وكان قلبي يتقطع مع سماعي عن استشهاد شاب أو فتاة في هذه الأحداث، وكنت أشعر بما تشعر به أمُّ الشهيد، لأنني جربت هذا الإحساس المؤلم، وأدعو لهم بالجنة، كما أدعو لكل أمٍّ بالصبر، وأتمنى ألا تذوق أي أمٍّ هذا الإحساس الأصعب على الإطلاق.
ومع ذلك كنت أشعر بسعادة بالغة عندما أرى الاستجابات لمطالب المتظاهرين تتوالى حتى نجحت هذه الثورة العظيمة.
- ولماذا لم تغادري مصر في ظل الأحوال الصعبة؟
هل يمكن أن أترك البلد الذي أحبه في ظل الأزمات التي يعيشها؟ على العكس لست أنا هذه السيدة التي تنكر الجميل، فأنا فنانة ومواطنة أصيلة أحمل لمصر جميلاً عظيماً، وأعشق كل حبة رمل في هذا البلد الذي احتضنني، ويكفي أنه البلد الوحيد الذي لم أشعر فيه بالغربة.
بل لا أستطيع أن أبتعد عن مصر أكثر من أربعة أيام، بعدها مباشرة أشعر بحالة غريبة من الاختناق، مما يجعلني أعود في أسرع وقت.
كنت أول من غنى للثورة
- هل حصلت على الجنسية المصرية؟
طبعاً حصلت على الجنسية المصرية منذ فترة طويلة جداً، فهذا البلد كريم بطبعه. ودائماً أقول إن مصر طيبة قادرة على احتواء الجميع، ولم تبخل عليَّ بجواز السفر المصري والجنسية المصرية، بعدما ثبت أمام العالم كله أنني فنانة أقدم طرباً أصيلاً وفناً محترماً ومواطنة محترمة. لذلك وجدت ترحيباً كبيراً من بلدي الثاني مصر.
- هل قدمت أغاني عن الثورة؟
أنا أول فنانة غنت لهذه الثورة، فمنذ اليوم الأول للثورة وجدت نفسي متضامنة مع صنَّاعها، واحترمت مطالبهم، ووجدتها مشروعة. وقررت المشاركة في الثورة، ولكن على طريقتي الخاصة، وتحديداً من خلال فني، لذلك اتصلت بأحد المؤلفين واتفقنا على المعاني التي أريد أن أوصلها الى جمهوري، ورسالة الأغنية المطلوبة، وكان هدفي منها دعم الثورة والدعوة لإعادة بناء مصر، وفقاً لمبادئ الثورة وبعيداً عن الفساد والمحسوبية، في ظل وجود دستور وعدالة اجتماعية وحرية كما ينبغي وبالشكل الذي يليق بمصر.
- لكن هذه الأغنية لم تحقق رواجاً...
هذا ما يجعلني أشعر بألم شديد، خاصة بعد تجاهل الإعلام، والتلفزيون المصري على وجه التحديد للأغنية، فلم أجد أي اهتمام أو عناية من القائمين على قنوات التلفزيون المصري.
وقد حاولت مراراً الاتصال بنادية حليم المسؤولة الأولى في التلفزيون، ولكن كانوا دائماً يردون عليَّ بأنها مشغولة أو في اجتماع. في الحقيقة هذه القيادات لم تقم بعملها كما ينبغي، ولذلك لابد من محاسبتهم وتغيير هذه القيادات التي أضرت بالبلد كثيراً.
- هل ترين أن بعض المسؤولين في التلفزيون المصري كانوا يفضلون انتظار أغنية شيرين عبد الوهاب خاصة أنها شاركت في الثورة بنفسها؟
لا أعرف العلاقة بين شيرين عبد الوهاب والقائمين على التلفزيون المصري، ولا أريد الحديث عنها أو عن أحد، وإنما أتحدث فقط عن نفسي والمؤامرة التي تحدث ضدي.
وكل ما يجعلني أشعر بالحزن أنني حرصت على الغناء لمصر لأني أحبها وأشعر بشعبها وأحزانه وقلبي ينفطر معه، وهذا ما يجعلني مختلفة عن الذين يدَّعون حب مصر، والدليل أنني أول مطربة غنت لثورة «25 يناير».
هناك حرب ضدي
- لماذا لم يهتم التلفزيون المصري بعرض أغنيتك؟
لا أعلم، لكنَّ هناك حرباً ضدي تدار عن طريق تجاهلي والتعتيم على كل أعمالي، ولا أعلم لمصلحة من يحدث هذا. المسؤولون في التلفزيون المصري كانوا يحاولون تعطيل أغنيتي التي تحمل عنوان «الشباب ده»، فعندما كنت أتصل بهم كانوا يقولون إن الـ«سي دي» في لجنة الاستماع ولم يخرج بعد.
لماذا يستغرق الـ«سي دي» كل هذه المدة مع أنه لم يضم أي معانٍ قبيحة أو كلمات مُسفّة؟ هل كانوا ينتظرون أن يصدر مطربون آخرون أغاني للثورة؟ لماذا يحاولون إبعادي دائماً؟ لقد تعبت من هذا الأسلوب الغامض الذي تتبعه مجموعة من الفاسدين.
- ولماذا تحمست لإصدار أغنية عن الثورة؟
أنا جزء من هذا الوطن، أعشق ترابه وأشعر بشعبه. أتمنى له الاستقرار، وأخشى عليه من أي مكروه، ولذلك بعد ساعات من حادث كنيسة القديسين.
الذي وقع في الإسكندرية ومات بسببه الأبرياء، خشيت على الوحدة الوطنية، فاخترت أغنية وسجلتها في ساعات قليلة، وأنتجتها على نفقتي الخاصة، وهو ما كررته مع الثورة من خلال أغنية «الشباب ده». ولكن للأسف كالعادة استبعدها التلفزيون المصري والمسؤولون فيه لتنفيذ المؤامرة التي تدار ضد ليلى غفران.
- كيف تمكنت من صنع أغنية في أيام قليلة؟
لأنني كنت أشعر باستفزاز مشاعري بشكل صادق، وكنت قلقة جداً على بلدي مصر، ومازلت أشعر بهذا القلق. وما أخذ وقتاً أطول اختيار كلمات الأغنية، ولكنني كنت أنزل الى الشارع لتسجيلها في ظل هذه الظروف الخطرة، وكنت أخرق حظر التجوال وأعود الى منزلي في الرابعة صباحاً، حتى أنتهي من تسجيل الأغنية التي وأساند بها شباب الثورة الأبطال.
ومع ذلك لم أجد اهتماماً من نادية حليم والتلفزيون المصري، وهذا بعكس المطربات اللواتي ينتجون لهن الأغاني ويدفعون لهن لكي يغنين!
- كيف وجدت ردود الفعل على الأغنية بعد عرضها على إحدى الفضائيات العربية؟
بعد أن تجاهل التلفزيون المصري الأغنية، وجدت إحدى القنوات الفضائية تطلبها وتعرضها، ووجدت ردود فعل جميلة جداً رغم أن الأغنية لم تأخذ حقها الكافي من العرض. لكن ما يجعلني أصبر على ما أتعرض له من مؤامرات وحروب خفية هو الجمهور الذي يحترمني ويطالبني بالبقاء والاستمرار.
- ما رأيك في موجة الأغاني الوطنية التي تصدر بدون أن يتفاعل معها الناس؟
بعضها يصدرها أشخاص غير مهمومين بصدق بحال البلد، وقليلون هم الذين يغنون بصدق. لذلك لم تحقق أغلب الأغاني نجاحاً كبيراً. ولكن أكثر ما يجعلني أشعر بغضب تعليق هيفاء وهبي على الأغاني الوطنية.
فقد أصدرت تصريحات مستفزة جداً في إحدى الصحف المصرية، تقول فيها إنها لن تقدم أغنية وطنية لأنها لا تهتم بالأغاني الوطنية.
- وما الذي استفزك من هذا الكلام؟
لأنني فهمتها جيداً، فالحقيقة أنها بالتأكيد كانت تتمنى المشاركة وتقديم أغنية وطنية، لكن مشكلة هيفاء وهبي أنها لا تملك صوتاً قوياً يمكنها من تقديم الأغنية الوطنية، ولهذا أوجه لها كلمة: يا هيفاء لا تتحدثي باستفزاز عن الأغاني الوطنية، لأنك بذلك تنسين أن هناك الكثير من الأغاني الوطنية العظيمة التي قدمها كبار نجوم الغناء، مثل العندليب الرائع عبد الحليم حافظ، وأمُّ كلثوم، وشادية، وغيرهم.
- انتقادك لصوت هيفاء هل يعني أنك لا تعترفين بنجاحها كمطربة؟
هيفاء مؤدية جيدة، ولكن المطرب له مواصفات خاصة، ولا يجوز أن نطلق لقب مطربة سوى على من تملك صوتاً وموهبة تمكنها من الغناء الطربي بشكل جيد، مثل كثير من نجمات الغناء الكبيرات.
أنا لا أريد تقويم أي فنانة، لأنني لا أحب هذه الطريقة، ودافعي الوحيد لانتقاد تصريحات هيفاء أنني لا أقبل أن تأتي فنانة وتسيء الى المطربين العظام الذين قدموا الأغنية الوطنية لمجرد أنها لا تجرؤ على ذلك.
- ما رأيك في تبرؤ شيرين عبد الوهاب من أغانيها للرئيس السابق حسني مبارك وادعائها أنها كانت تغني تحت تهديدات وكذلك المطرب عمرو دياب؟
هذا الكلام ساذج جداً، ولا يمكن أن أصدقه ولا يصدقه أحد في الدنيا كلها، هذا لا يحدث أبداً، لا أحب هذه الادعاءات فليس لها أي لزوم، لأنه ليس من المنطقي أن ينزل رئيس من موقعه ويقلل من مكانته حتى يطلب من مطربة أو مطرب أن يغني له ولاسمه.
هذا كلام ساذج ولا يصدقه عقل، وليس من الصواب ترديده حالياً، ولذلك طالما رفضت الغناء للرؤساء لأنني إنسانة صادقة أرفض الكذب والنفاق منذ بدايتي، وموهبتي هي التي فرضتني وجعلت الجمهور يختارني.
- وكيف وجدت موقف عمرو دياب المتجاهل للثورة مما أغضب الجمهور منه حتى طالبه بالاعتزال؟
في الحقيقة موقف عمرو دياب كان مثيراً للدهشة، ولكني لا أريد التحدث عنه، ولذلك أقول لا تعليق. وردي دائماً في مثل هذه الحالات «مصر طيبة».
محمد منير صاحب أجمل أغنية وطنية
- ما هي أجمل أغنية وطنية سمعتها حديثاً؟
أجمل وأهم أغنية في نظري كانت للمطرب المبدع محمد منير «ازاي»، فالفنان محمد منير مشهود له بالوطنية، ودائماً يقدم أغاني رائعة عن الناس، ولذلك يحبها الناس ويشعرون بصدقها. وهذا ما جعلني أغضب من هيفاء لأنها تسيء الى من يقدمون أغاني وطنية بتصريحاتها التي قللت فيها من أهمية الأغاني الوطنية.
- ما هو مصير ألبومك الذي بدأت تحضيره منذ فترة؟
للأسف كل شيء توقف بعد تفاقم الأوضاع وانتشار حالة التوتر وحظر التجوال والضرر الذي أصاب الاقتصاد المصري. لذلك قررت إيقاف كل شيء الى حين استقرار الأوضاع في مصر، وأتمنى أن يحدث ذلك في أقرب وقت حتى لا يتم الإساءة الى هذه الثورة، أو ضياع المكتسبات التي حصلنا عليها. كما إنني أتمنى أن يتحسن الوضع ليخرج ألبومي إلى النور لأنه مميز جداً.
- ما هي أقرب أغاني الألبوم لقلبك؟
كل أغنية في الألبوم لها بصمة وتعبر عن قصة قريبة من قلبي، وسيحس بها الجمهور ويتعلق بها لأنها أغانٍ صادقة. وهذه طبيعتي، لأنني لا أغني إلا الكلمات التي أشعر بها وتلمس قلبي، ومن بين هذه الأغاني واحدة بعنوان «شكراً يا جرح» وأخرى بعنوان «دوس عليّ» وأغنية بعنوان «خاصمتك يا حبيبي»، الى هذا جانب أغنيتين مغربيتين أنوي ضمهما الى الألبوم الذي أعتبره متنوعاً يضم عشر أغانٍ حرصت أن أتعاون فيها مع شعراء وملحنين وموزعين من الشباب الذين يظهرون للمرة الأولى.
لا مشكلة مع وردة
- إلى أين وصلت خلافاتك مع المطربة وردة على أغنية «خاصمتك حبيبي»؟
الموضوع انتهى لأنني حصلت على حق التنازل من مؤلف الأغنية محمد عوف. وكما قلت لم أكن أعرف أن الفنانة وردة كانت تريدها، ولكن المؤلف أكد لي أنه لم يبعها لوردة، وهذا ما تأكدت منه تماماً، لذلك لا يوجد عليَّ أي مساءلة.
- وهل مازلت عند رغبتك في التحضير لألبوم يضم أغاني عبد الحليم حافظ؟
إن شاء الله لن أتراجع عن هذه التجربة، خاصة أنني حققت نجاحاً كبيراً بأغاني عبد الحليم حافظ، رغم هجوم الصحافة ضدي في البداية. ووقتها نصحني عدد من الفنانين الكبار والموسيقيين بعدم الالتفات الى الهجوم، لأنهم اقتنعوا بي جداً ونجحت في أغنية «جبَّار»، وأشعر أن بيني وبين عبد الحليم حافظ كيمياء تجعلني أرتاح كثيراً عندما أستمع إليه أو أغني إحدى أغنياته.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024