تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

حنان ترك بعد تجدد براءتها...

بعد سقوط جهاز أمن الدولة في مصر، صرح مصدر أمني أن قضية الآداب الشهيرة التي كانت قد اتُهمت فيها حنان ترك، تم تلفيقها لها للتغطية على مجزرة الأقصر والتي راح ضحيتها عدد كبير من السياح الأجانب. وبذلك تتجدد براءة حنان من تلك القضية، بعدما برّأتها المحكمة وقتها.
ورغم ذلك قالت لنا حنان إنها لا تفكر في أي إجراء رسمي تطالب فيه بتعويض أو رد شرف لأن هذا لا يهمها، وتكلَّمت عن الإحساس الذي يكفيها بأن النصر جاءها من عند الله، كما كشفت حقيقة ما يتردد عن عودتها الى طليقها والد أبنائها، وعلاقتها بمنى زكي والسقا ومنة شلبي. وتحدثت أيضاً عن نشاطاتها الخيرية، وسبب اعتذارها عن مسلسل «أسماء بنت أبي بكر»، ورأيها في باروكة صابرين.



- تقومين خلال الفترة الحالية بعدد من النشاطات الخيرية داخل مصر، فما السبب؟
أود أن أوضح أنني أتعامل مع جهتين فقط للأعمال الخيرية، أولاهما منظمة الإغاثة الإسلامية حول العالم، ولديها 37 مكتباً على مستوى العالم، ومقرها الرئيسي في برنغهام بانكلترا، ولديها مكاتب لجمع المال، ومكاتب أخرى لتنفيذ المشاريع.
وأتعامل معهم كصديقة للإغاثة الإسلامية منذ أربع سنوات. ونحن نحدد البلدان التي تحتاج إلى مساعدات، وندرس المشاريع المطروحة لنبلغ أهل الخير ونجمع التبرعات لتلك المشاريع
. وبعد تحقيق ذلك نسافر إلى البلد نفسه قبل قيام المشروع وبعد القيام به، لنتأكد من تنفيذ المشاريع.

وقد سافرت معهم إلى دارفور في السودان وغزة والعراق. ولا يوجد سبب لتكثيف نشاطاتي الخيرية أكثر من أننا بدأنا هذا العام فقط داخل مصر، اذ ان نشاط المنظمة كان قبل ذلك يعتمد داخل مصر على مركز للتدخل المبكر في حلوان، يتلقى له تبرعات من أميركا تصل إلى 500 ألف دولار في العام، وبعض المشاريع الصغيرة، لأن مقر المنظمة داخل مصر لم يسجل، ونحن الآن نسعى إلى تسجيله كأحد فروع المنظمة المنتشرة حول العالم.

لذلك بدأنا نشاطنا داخل مصر بأن ذهبنا إلى قرى عدة الشهر الماضي، وهناك زيارات أخرى لمدن نخطط لها قريباً. والعمل الخيري الآخر الذي أشارك فيه هو جمعية «حياة بلا تدخين»، وهدفها محاربة التدخين ومساعدة المدخنين على الإقلاع عنه، من خلال الندوات والمؤتمرات لنشر التوعية والتعرف على أضراره الخطيرة والمدمرة.


لا أفهم في السياسة لكنني نزلت الى ميدان التحرير

- وما رأيك في الأوضاع الحالية التي تعيشها مصر؟
أريد أن أقول إنني لا أفهم في السياسة، ولكن في اعتقادي أن أي شيء من التغيير يحتاج إلى وقت. وحتى نبني هذا البلد من جديد لابد أن نتمهل ونبتعد عن «الشوشرة» والمطالب الفئوية، ونجعل الجيش في أقرب وقت يعود إلى مهمته الأساسية، وهي حماية حدود الوطن، بدلاً مما وصلنا إليه الآن بأننا أصبحنا نخوِّن بعضنا البعض. فنحن الآن نسير في طريق مجهول المصير، وهذا الأمر أربك فئة كبيرة من المجتمع، تشبهني في عدم الفهم في السياسة.

- وكيف ترين المستقبل لأولادك؟
أرى أن مصر ذاهبة إلى مستوى راقٍ جداً من الحضارة، فعندما نشاهد أن ما سرق من خيرات هذه البلد يصل إلى 800 مليار جنيه، فمعنى ذلك أن مصر دولة غنية، وستكون أعظم البلاد بأبنائها. ولكن مصر تحتاج إلى إصلاح الأخلاق أولاً، وأن نبنيها اذا كنا نكن لها الحب الحقيقي.

- وما سر اختفائك خلال فترة الثورة؟
كنت مختفية وبعيدة عن الحديث عبر وسائل الإعلام فقط، لأنها كانت مشتتة جداً خلال تلك الفترة، اذ كان معظم الكلام الذي يخرج من مختلف وسائل الإعلام وقتها غير صحيح، وصورت لنا البعض كأنهم شياطين والبعض الآخر ملائكة.
وبعد فترة انعكس الأمر، ولذلك قررت ألا أستمع من بعيد وأنزل إلى أرض الواقع لمشاهدة الحقيقة، فذهبت إلى ميدان التحرير خلال فترة الثورة، ولكن لم تُلتقط لي أي صور هناك لأنني كنت ذاهبة لهدف ما يخصني.

- هل كنت خارج مصر عندما اندلعت الثورة؟
قبل بدء الثورة بيوم، وتحديداً يوم 24 كانون الثاني/يناير، كنت في غزة مع منظمة الإغاثة الإسلامية وفي اليوم التالي أغلق المعبر لأنه كان يوم عطلة «عيد الشرطة»، ولذلك جئت إلى القاهرة في 26 كانون الثاني/يناير، ولم تكن المسألة قد وصلت إلى حد الاعتصام.
ولهذا قررت إكمال رحلتي مع المنظمة في الليلة نفسها، وتوجهنا إلى سوريا ومنها إلى العراق. وفي تلك الأثناء تطورت المسألة ووصلنا إلى «جمعة الغضب»، فقررت العودة على الفور، وعندما علمت المنظمة برغبتي في العودة إلى القاهرة أوقفوا استكمال المهمة، وعدنا رغم صعوبة الطيران في ذلك الوقت.

ووقتها جلست حتى يوم 3 شباط/فبراير مع أولادي وأمي في المنزل أتابع الأحداث عبر شاشة التلفزيون، وكنت «مش فاهمة حاجة خالص»، لأن الساحة كانت مليئة بالأحداث المتناقضة، فريق مع الرئيس السابق وفريق ضده، وخطابات مثيرة للعواطف لمبارك وقتها، فأنا بكيت عندما سمعت الخطاب الثاني للرئيس المتنحي مثل الكثيرين، والذي قال فيه أريد أن أموت على أرض هذا الوطن.

ورسمت صورة مثل الأطفال في مخيلتي بأن الستة أشهر التي كان يريد مبارك أن يجلسها حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ستعتبر عودة الحق لمن يستحق. وحلمت أحلام اليقظة بأن الرئيس السابق خلال تلك الفترة سيذهب لأداء العمرة ثم يعيد الأموال الى البلاد، وفجأة استيقظت من هذا الحلم على «معركة الجمل» في ميدان التحرير، وعلمت وقتها أنني لست في المدينة الفاضلة، وقررت النزول إلى التحرير في اليوم نفسه، ولكنني لم أستطع الوصول، فحاولت في اليوم التالي وبالفعل اطمأننت الى الموجودين وقمت بزيارة المستشفيات الميدانية.

ونزلت بعدها مرة أخرى في يوم كان فيه عدد كبير من الممثلين، وجلسنا ساعات في أحد جوانب الميدان، وبعدها قررت أن آخذ أخي وأولادي لأداء العمرة لأنني شعرت أننا مطلوب منا الدعاء في تلك الفترة . وفي يوم الخطاب الأخير لمبارك كنت في المدينة المنورة، وعندما سمعته شعرت باليأس الشديد وخيبة الأمل، ولكنني واصلت الدعاء حتى علمت بخبر تنحيه عن الحكم.

- هل ظلمك الحكم البائد مثل الكثير من المصريين؟
لا أريد التحديث عن ظلمي من عدمه، فيكفي رجال هذا النظام ما هم فيه الآن. ولكنني أرى أن ما حدث نصر لي ولكل من هو مثلي، وكما قال القرآن الكريم «إن ينصركم الله فلا غالب لكم» صدق الله العظيم، فأنا دائماً أنظر إلى نصف الكوب المملوء، وأعتقد أن نصر الله أفضل بكثير.

- وما رأيك في ما قاله مصدر أمني، بعد سقوط جهاز أمن الدولة المصري، بأن قضية الآداب الخاصة بك في التسعينات كانت ملفقة للتغطية على حادث الأقصر وقتها؟
لم أعلم هذا الكلام ولم أتابعه في الصحف أو وسائل الإعلام، لأنني لست متابعة جيدة لها بطبيعتي. ولكن أنا لم أسع في يوم من الأيام لأن أكشف حقيقة تلك القضية الملفقة، وفي النهاية «أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد»، فأنا تركت الله يدافع عني لأنه هو الذي يدافع عن البشر أجمعين، ولذلك لم أفكر في محاولة إظهار ذلك، وعندما يُظلم أحد وينصره الله لا يتذكر أنه ظُلم، لأن حلاوة إظهار الحق تلغي أي شعور بالألم.

- هل معنى ذلك أنك لن تتخذي إجراء رسمياً كنوع من رد الشرف أو التعويض؟
لن أفعل هذا في الدنيا، وأنتظر أن آخذ حقي في الآخرة ممن ظلمني، وأعتقد أن هذا أهم بكثير من أن أتخذ إجراءً رسمياً.

- وهل شاركت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية المصرية خلال الفترة الماضية؟
شاركت وقلت نعم، رغم أنني كنت أريد أن أقول لا. ولكنني قبل الاستفتاء بيوم واحد كنت في زيارة لصعيد مصر، وشاهدت بعض المصريين البسطاء الذين يعيشون تحت خط الفقر، فقررت أن أقول نعم حتى تعود الحياة إلى طبيعتها بسرعة، وتظهر نتائج الثورة المصرية على هؤلاء المواطنين.

- ومن سترشحين رئيساً لمصر في الانتخابات الرئاسية؟
حتى الآن لم أختر شخصاً معيناً، لأنني أحتاج إلى فترة أدرس فيها كل مرشح وتاريخه وإنجازاته، وما حققه خلال حياته، وبرنامجه إذا تولى الرئاسة، وما الذي قام به منذ أول يوم في الثورة حتى الآن. وبناءً على كل هذا سأحدد من أرشحه لرئاسة الجمهورية، وأتمنى أن يفعل كل الشعب ذلك حتى نختار شخصاً يستحق هذا المكان.

- بعض المؤلفين يكتبون الآن أعمالاً فنية عن الثورة، فهل يمكن أن تشاركي في عمل منها؟
أعتقد أننا يجب أن نتمهل قليلاً في الكتابة عن الثورة، وسنرى أشياء أخرى يمكن أن تضاف وتصلح لأن تُحكى، أما بالنسبة الى مشاركتي ربما العام المقبل يمكن أن أقوم بذلك، ولكن هذا يتوقف على جودة السيناريو أولاً.


كيف أخفض أجري وأنا لم أزده منذ سنوات؟

- ما رأيك في خفض بعض الفنانين أجورهم خلال الفترة الحالية؟
هذا شيء إيجابي للغاية حتى تسير عجلة العمل من جديد، ولكن بالنسبة إلي فأنا لم أزد أجري حتى أخفضه الآن، بل لم أرفعه منذ أعوام عدة.

- ماذا عن أعمالك الفنية؟
أصوّر مسلسل «رسائل» إخراج منال الصيفي، تأليف محمد سليمان، وهو 15 حلقة فقط. وهناك مسلسل آخر لم نستقر عليه حتى الآن، سيكون 15 حلقة أيضاً. وسيتم عرضهما في شهر رمضان المقبل.

- وهل توافقين على وضع باروكة في التمثيل مثلما فعلت الفنانة صابرين؟
لا أوافق على ذلك، كما أن القرآن ليس فيه نص صريح ينص على استخدام الشعر المستعار، وأيضاً السنة النبوية ليس فيها أي حديث ينص على ذلك.
أما بالنسبة الى صابرين، فأنا متأكدة أنها لن تخطو هذه الخطوة إلا إذا حصلت على فتوى قوية، وأنا إذا وجدت الفتوى التي تؤكد صحة هذا الكلام فلا أمانع في استخدام الباروكة.

- البعض يتهمك بأنك تقدمين دراما تفصيل لتناسب حجابك، فما ردك؟
هذا ليس عيباً فالمصداقية مطلوبة. فمسلسل «القطة العمياء» مثلاً ليس فيه مشهد واحد كان يتطلب ظهوري دون حجاب، وهو ما أخذ منا وقتاً وجهداً، حتى لا نجد للبطلة مشهداً في غرفة نومها أو مع والدها بالحجاب، وهذا لأننا فصّلنا السيناريو ليتناسب مع ذوق الجمهور ويحترم عقله.
كما إنني في أي عمل لي أبذل مجهوداً كبيراً جداً مع المنتج والمخرج لنقدم مشاهد مقنعة، وهذا أمر نستحق الشكر عليه وليس الهجوم كما يحدث.

- شاركت كضيفة شرف في فيلم «الصفقة» مع أحمد عز وأحمد السقا، وقبله في  فيلم «إبراهيم الأبيض». فهل توافقين على الأدوار الشرفية بسبب الصداقة التي تربطك بالسقا؟
بسبب كل فريق العمل، فكنت أريد أن أقدم لتلك المجموعة هدية، ولم أجد شيئاً سوى أن أفعل ما طلبوه مني، فأنا لم أعمل منذ فترة طويلة مع المنتج وائل عبد الله، وأيضاً صداقتي القوية بالسقا جعلتني لا أتردد في قبول ذلك. أيضا ساندرا نشأت كنت أشتاق لها كمخرجة، وأسعدني جداً التعامل معها ولو في مشهد واحد.

- ما سبب توقف فيلمك «الأخت تريزا»؟
ينقص هذا الفيلم التمويل، وأسعى خلال هذه الفترة للبحث عن تمويل للفيلم، لأن الأحداث التي يمر بها المجتمع المصري الآن تحتاج من السينما توجهاً لنشر التوعية من جديد بأنه لا فرق بين مسلم ومسيحي.

- لماذا اعتذرت عن مسلسل «أسماء بنت أبي بكر»؟
اعتذرت لأنني ضعيفة في اللغة العربية الفصحى، كما أنني أرفض تقديم أي مسلسل ديني أو تاريخي إلا إذا توافر دعم من الدولة، حتى أقدم عملاً يليق بمستوى الأعمال التاريخية الجيدة، لأنها تحتاج إلى ميزانية عالية.

- هل ترين أن المسلسلات التاريخية التي تنتجها سوريا أفضل من الدراما التاريخية المصرية؟
هذا حقيقي، لأن أجور الممثلين فيها منخفضة، أما أجور الممثلين في مصر فقد أفسدت السينما وستفسد الدراما التلفزيونية أيضاً، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم.
كما أن لديهم إمكانات أكبر تتيح لهم حرية التصوير في أي مكان، والاستعانة بأفراد من الجيش لحمايتهم. وكلامي هذا لا يعني تفوق الدراما السورية على المصرية، بدليل مجيء الفنانين السوريين إلى مصر للتمثيل، لأن مصر هي هوليوود الشرق.


لا أسأل الشيوخ في أدواري

- هل صحيح أنك تعرضين السيناريوهات على شيوخ لأخذ رأيهم؟
الفن دنيا وليس ديناً، ويمكنني أن آخذ رأي ممثل أو مخرج أو منتج يفهم في هذه المهنة، ولكن إذا عرضته على شيخ فلن يفهمه، وأنا لا أسأل شيوخاً في أمور لا يمكنهم الفتوى فيها.


عودتي الى زوجي السابق شائعة

- ما حقيقة ما يقال عن عودتك الى زوجك السابق خالد خطَّاب؟
هذا غير صحيح، فخالد في أميركا الآن، والأولاد معي بحكم دراستهم في مصر. ولكن الأولاد يذهبون اليه حوالي مرتين أو ثلاثاً كل عام.

- هل لديك أصدقاء في الوسط الفني؟
جميعهم أصدقائي وأحبهم كثيراً، ولكننا لم نعد مثل البداية في قربنا من بعض، وذلك بسبب مشاغلنا الدائمة، إما بتصوير أعمال فنية جديدة أو بالأسرة، فمعظمنا متزوج ولديه أبناء، وطبيعة الدنيا ومشاغلها تُلهي الكثيرين عن أمور كانوا يفعلونها في الماضي.

- ماذا تقولين عن أحمد السقا؟
السقا أخي الذي لم تنجبه أمي، وليس مجرد زميل مهنة.

- هل ينطبق كلامك هذا على السقا فقط؟
بالعكس فكما قلت لك جميعهم أصدقائي، ونقف بجانب بعضنا في الأزمات. مثلاً اتصلت بكريم عبد العزيز في الفترة الأخيرة للاطمئنان إليه بعد أن أصيب بجلطة في المريء، وكنت حزينة جداً عند سماعي الخبر، لأنه صديق وشخص أكن له كل الاحترام والتقدير .

- وماذا عن بنات جيلك من الفنانات؟
جميعهن أحبهن ولا أشعر أننا متنافسات في مجال واحد. فعلى سبيل المثال أحرص على الاتصال الدائم بمنى زكي ومشاهدة أعمالها الجديدة، لأنها فنانة موهوبة، وأستمتع عندما أشاهدها على الشاشة، وأيضاً منَّة شلبي أحبها كثيراً لأن قلبها أبيض.

- ومن تحرصين على أخذ رأيها في أعمالك الفنية؟
لست معتادة على مشاهدة أعمالي الفنية، لأنني أجد فيها عيوباً، وأشعر دائماً بأنه كان بإمكاني أن أقدم ما هو أفضل من ذلك. لكنني أهتم كثيراً بردود الفعل التي تأتيني بعد أي عمل، سواء من زملائي الفنانين أو من الجمهور، وسواء كانت بالسلب أو بالإيجاب، وأحاول تفادي الأخطاء في أعمالي المقبلة.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079